أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2016
4047
التاريخ: 27-12-2021
1838
التاريخ: 28-12-2015
8076
التاريخ: 20-10-2014
2803
|
قيل في معنى الختم وجوه (أحدها) أن المراد بالختم العلامة وإذا انتهى الكافر من كفره إلى حالة يعلم الله تعالى أنه لا يؤمن فإنه يعلم على قلبه علامة وقيل هي نكتة سوداء تشاهدها الملائكة فيعلمون بها أنه لا يؤمن بعدها فيذمونه ويدعون عليه كما أنه تعالى يكتب في قلب المؤمن الإيمان ويعلم عليه علامة تعلم الملائكة بها أنه مؤمن فيمدحونه ويستغفرون له وكما طبع على قلب الكافر وختم عليه فوسمه بسمة تعرف بها الملائكة كفره فكذلك وسم قلوب المؤمنين بسمات تعرفهم الملائكة بها وقد تأول على مثل هذا مناولة الكتاب باليمين والشمال في أنها علامة أن المناول باليمين من أهل الجنة والمناول بالشمال من أهل النار [اما الطبع في] قوله تعالى {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} [النساء : 155] يحتمل أمرين أحدهما أنه طبع عليها جزاء للكفر وعقوبة عليه والآخر أنه طبع عليها بعلامة كفرهم كما تقول طبع عليه بالطين وختم عليه بالشمع (وثانيها) أن المراد بالختم على القلوب إن الله شهد عليها وحكم بأنها لا تقبل الحق كما يقال أراك تختم على كل ما يقوله فلان أي تشهد به وتصدقه وقد ختمت عليك بأنك لا تفلح أي شهدت وذلك استعارة (وثالثها) أن المراد بذلك أنه تعالى ذمهم بأنها كالمختوم عليها في أنه لا يدخلها الإيمان ولا يخرج عنها الكفر كقوله صم بكم عمي وكقول الشاعر : (أصم عما ساءه سميع) وقول الآخر :
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
والمعنى : أن الكفر تمكن من قلوبهم فصارت كالمختوم عليها وصاروا بمنزلة من لا يفهم ولا يبصر ولا يسمع عن الأصم وأبي مسلم الأصفهاني (ورابعها) أن الله وصف من ذمه بهذا الكلام بأن قلبه ضاق عن النظر والاستدلال فلم ينشرح له فهو خلاف من ذكره في قوله أ فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ومثل قوله {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24] وقوله «وقالوا قلوبنا غلف وقلوبنا في أكنة» . ويقوي ذلك أن المطبوع على قلبه وصف بقلة الفهم بما يسمع من أجل الطبع .
فقال بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا وقال وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ويبين ذلك قوله تعالى {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ} [الأنعام : 46] فعدل الختم على القلوب بأخذه السمع والبصر فدل هذا على أن الختم على القلب هو أن يصير على وصف لا ينتفع به فيما يحتاج فيه إليه كما لا ينتفع بالسمع والبصر مع أخذهما وإنما يكون ضيقه بأن لا يتسع لما يحتاج إليه فيه من النظر والاستدلال الفاصل بين الحق والباطل وهذا كما يوصف الجبان بأنه لا قلب له إذا بولغ في وصفه بالجبن لأن الشجاعة محلها القلب فإذا لم يكن القلب الذي هو محل الشجاعة لو كانت فإن لا تكون الشجاعة أولى قال طرفة :
فالهبيت لا فؤاد له والثبيت قلبه قيمه
وكما وصف الجبان بأنه لا فؤاد له وأنه يراعة وأنه مجوف كذلك وصف من بعد عن قبول الإسلام بعد الدعاء إليه وإقامة الحجة عليه بأنه مختوم على قلبه ومطبوع عليه وضيق صدره وقلبه في كنان وفي غلاف وهذا من كلام الشيخ أبي علي الفارسي وإنما قال ختم الله وطبع الله لأن ذلك كان لعصيانهم الله تعالى فجاز ذلك اللفظ كما يقال أهلكته فلانة إذا أعجب بها وهي لا تفعل به شيئا لأنه هلك في اتباعها.
سؤال : إن قيل لم خص هذه الأعضاء بالذكر.
فالجواب : قيل إنها طرق العلم فالقلب محل العلم وطريقه إما السماع أو الرؤية.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|