أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-12-2015
917
التاريخ: 17-12-2015
1306
التاريخ: 14-12-2015
2892
التاريخ: 2023-08-15
833
|
قال تعالى : {وَانْ مِّنكُم إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً* ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِميِن فِيها جِثِيّاً}. (مريم/ 71- 72) .
الآية تخاطب الجميع، وتقول : {وَانْ مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلى رَبِّكَ حَتماً مَّقضِيّاً» ثم تقول : {ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثيّاً} من هنا يطرح هذا السؤال، ما المقصود من ورود جهنّم؟
هناك آراء عديدة وتفاسير مختلفة حول هذه الآية فيعتقد البعض من المفسرين أنّ الورود خلاف الصدور وهو قصد الماء ثم يستعمل في غيره.
يقال وردت الماء أرده وروداً فأنا وارد والماء مورود، وقد وردت الابل الماء، قال تعالى : {وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ} (القصص/ 23).
ومفهوم هذا أنّ الناس إنّما يحضرون النّار ويشرفون عليها من غير أن يدخلوها، ويكون هذا المعنى نفس تفسير (الصراط) أي الجسر الذي يمر على جهنّم فعلى الجميع اجتيازه وعبوره، فتزل أقدام المجرمين ويتردون في النّار، أمّا المؤمنون فيجتازونه بسرعة ويدخلون الجنّة.
وخلاصة الحديث، يقول صاحب الميزان : «والحق أنّ الورود لا يدل على أزيد من الحضور والاشراف عن قصد» «1»، أو بتعبير الفخر الرازي : (وقد ذكر وجهين لمعنى الورود) أحدهما أنّ الورود بمعنى القرب.
ويستفاد من مجموع الآيات القرآنية التي وردت فيها هذه الكلمة أنّها قد استعملت بمعنى الحضور والقرب واستعملت أيضاً بمعنى الدخول أي إنّها تحمل مفهوماً عاماً يشمل كلا المعنيين، لذا قال تعالى مخاطباً المشركين : {انَّكُمْ وَمَا تَعبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّم انْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ* لَو كَانَ هؤُلَاءِ ءَالِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} (الأنبياء/ 98- 99).
وعلى هذا الأساس فلا مانع من أن نفسر (الورود) بمعنى القرب والاشراف وأنّه إشارة إلى جسر الصراط، والشاهد على هذا التفسير حديث ورد عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال في تفسير الآية المذكورة : «أما تسمع الرجل يقول : وردنا ماء بني فلان، فهو الورود ولم يدخله» «2».
وأوضح من هذا التعبير ما ورد في حديث قصير نقله القرطبي في تفسيره وهو مرويّ عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : «الورود الممر على الصراط» «3».
وهناك تفسير آخر يرجحه أغلب المفسرين : وهو أنّ البر والفاجر يدخلان جهنّم فتكون برداً وسلاماً على المؤمنين وعذاباً لازماً على الكافرين والمجرمين، كما أصبحت النّار برداً وسلاماً على إبراهيم عليه السلام، فالنار لا تحرق أجسام المؤمنين بسبب عدم سنخية هذه الأجسام مع النّار فيكون حكم أجسامهم كحكم المواد التي تخمد النيران في حين أنّ سنخية الكفّار تتلائم مع النّار، كمثل المواد المساعدة على الاحتراق.
والدليل على هذا الكلام رواية نقلت عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري رضى الله عنه إذ سئل عن هذه الآية فقال : سمعت رسول اللَّه يقول : «الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلّا دخلا فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً حتى أنّ للناس ضجيجاً من بردها» «4».
و إذا رجحنا هذا التفسير فسوف لا تكون الآية دليلًا على مسألة جسر الصراط.
______________________________
(1). تفسير الميزان، ج 14، ص 91.
(2). تفسير البرهان، ج 3، ص 20.
(3). تفسير القرطبي، ج 6، ذيل الآية مورد البحث.
(4). تفسير روح الجنان، ج 7، ص 431 (وقد نقل هذا الحديث جمع آخر من المفسرين من جملتهم صاحب نور الثقلين؛ والفخر الرازي).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|