أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2015
2408
التاريخ: 15-12-2015
1249
التاريخ: 17-12-2015
1405
التاريخ: 16-12-2015
1389
|
قال تعالى : {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (34) قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} [يونس: 34 - 36] .
الأوّل : إِنّ مشركي العرب غالباً لا يعتقدون بالمعاد، خاصّة بالصورة التي يذكرها القرآن، وإِذا كان هذا حالهم فكيف يطلب القرآن منهم الاعتراف به؟
الثاني : في الآية السابقة كان الكلام عن اعتراف المشركين وإِقرارهم، إلاّ أنّ هذه الآية تأمر النّبي أن يقرّ هو بهذه الحقيقة، فلماذا هذا الإِختلاف في التعبير؟
إِلاّ أنّ الانتباه إِلى مسألة يوضح جواب كلا السؤالين، وهي : إِنّ المشركين بالرغم من عدم اعتقادهم بالمعاد الجسماني، إلاّ أنّ ذلك القدر الذي آمنوا به من أن بداية الخلق كانت من الله كاف لتقبل المعاد والاعتقاد به، لأنّ كل من عمل عملا في البداية قادر على إِعادته، وبناءً على هذا فإِنّ الإِعتقاد بالمبدأ إِذا ما اقترن بشيء من الدقة كاف لإِثبات المعاد. ومن هنا يتّضح لماذا أقر النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الحقيقة بدلا من المشركين، فإِنّه بالرغم من كون الإِيمان بالمعاد من لوازم الإِيمان بالمبدأ، إلاّ أنّ هؤلاء لما لم يتوجهوا إِلى هذه الملازمة، اختلف طراز التعبير وأقر النّبي مكانهم.
ثمّ تأمر الآية الأُخرى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مرّة أُخرى : {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ } [يونس: 35] لأنّ المعبود يجب أن يكون هادياً ومرشداً لعبادة، خاصّة وأنّها هداية نحو الحق، في حين أنّ آلهة المشركين، أعمّ من الجمادات أو الاحياء، غير قادرة أن تهدي أحداً إِلى الحق بدون الهداية الإِلهية، لأنّ الهداية إِلى الحق تحتاج إِلى منزلة العصمة والصيانة من الخطأ والإِشتباه، وهذا لا يمكن من دون هداية الله سبحانه وتسديده، ولذلك فإِنّها تضيف مباشرة: (قل الله يهدي للحق) وإِذا كان الحال كذلك { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى} [يونس: 35] (1).
وتقول الآية في النهاية بلهجة التوبيخ والتقريع والملامة : (فما لكم كيف تحكمون). وفي آخر آية إِشارة إِلى المصدر الأساس والعامل الأصل لهذه الانحرافات وهو الاوهام والظنون (وما يتبع أكثرهم إلاّ ظناً إِن الظن لا يغني من الحق شيئاً) وفي النهاية تخاطب الآية ـ بأُسلوب التهدد ـ مثل هؤلاء الأفراد الذين لا يتبعون أي منطق سليم وتقول : (إِنّ الله عليم بما يفعلون).
__________________________
1- يهدّي كانت في الأصل يهتدي، فبدلت التاء دالا وأدغمت فشددت.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|