أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-05-2015
2640
التاريخ: 1-2-2016
2555
التاريخ: 28-12-2015
7839
التاريخ: 4-1-2023
1359
|
مصبا- كثر الشيء يكثر كثرة ، والكسر قليل ، ويقال : هو خطأ. قال أبو عبيد : سمعت أبا زيد يقول : الكثر والكثير واحد ، ويتعدّى بالتضعيف والهمزة ، فيقال كثرته وأكثرته. واستكثرت من الشيء : إذا أكثرت فعله. وقول الناس : أكثرت من الأكل ونحوه : يحتمل الزيادة على مذهب الكوفيّين ، ويحتمل أن يكون للبيان على مذهب البصريّين ، والمفعول محذوف ، والتقدير- أكثرت الفعل من الأكل ، وكذلك ما أشبهه. واستكثرته : عددته كثيرا. ويقال رجال كثير وكثيرة ، ونساء كثير وكثيرة ، وأكثر الرجل : كثر ماله. وعدد كاثر : كثير.
والكوثر : العدد الكثير.
مقا- كثر : أصل صحيح يدلّ على خلاف القلّة ، من ذلك الشيء الكثير ، وقد كثر ، ثمّ يزاد فيه للزيادة في النعت ، فيقال : الكوثر. الرجل المعطاء ، وهو فوعل من الكثرة. والكوثر : نهر في الجنّة. قالوا : أراد الخير الكثير. والكوثر : الغبار ، سمّى بذلك لكثرته وثورانه.
التهذيب 10/ 176- قال الليث : الكثرة : نماء العدد ، تقول : كثر الشيء ، وكاثّرناهم فكثرناهم. وكثر الشيء : أكثره. وقلّة : أقلّه. ورجل مكثار وامرأة مكثار : إذا كانا كثيري الكلام. ورجل مكثور عليه ، إذا كثر من يطلب اليه المعروف.
مفر- كثر : إنّ الكثرة والقلّة يستعملان في الكمّيّة المنفصلة كالأعداد ، ويقال عدد كثير وكثار وكاثر : زائد. والمكاثرة والتكاثر : التباري في كثرة المال والعزّ.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل القلّة ، وأكثر استعمالها في الكمّيّة والمقدار. والكوثر والمكثار : للمبالغة ، نحو مكسال والنوفل. والإكثار :
يلاحظ فيه قيام الفعل بالفاعل. والتكثير : يلاحظ فيه جهة الوقوع والنسبة الى المفعول. والمكاثرة : يلاحظ فيه جهة الاستمرار. والتكاثر لمطاوعته.
والكثرة مفهوم نسبىّ يختلف باختلاف الموارد ، كالقلّة.
فالكثرة في الأفراد والأشخاص كما في :
أكثر الناس لا يشكرون ، أكثر الناس لا يعلمون ، اكثر الناس لا يؤمنون ، وأنّ أكثركم فاسقون ، ولكنّ أكثركم للحقّ كارهون ، وأكثرهم لا يعقلون ، أكثرهم يجهلون ، وأكثرهم الكافرون ، وأكثرهم كاذبون.
فانّ الجريان الطبيعىّ في الحياة الدنيا واقتضاءها : هو الجهل والغفلة والتوغّل في شهواتها وعدم الارتباط بما وراء عالم المادّة. وأما الإيمان والمعرفة والتوجّه واتّباع الحقّ والاهتداء بالعقل والسلوك في الصراط المستقيم والعبوديّة وتهذيب النفس وسائر الكمالات النفسانيّة : فيحتاج الى محرّك ومؤثّر وقوّة روحانيّة حتّى تخرجهم من غمرات ظلمات مادّية الى ساحة الهداية والنور والروحانيّة.
فالأصل الأوّل في محيط الحياة الدنيا : هو الكفر والجهل والغفلة ، وعلى هذا يبعث الرسل وينزل الكتب وينبّه بأمور وآيات وشواهد بيّنات وبأنواع الهدايات ، ولا يحتاج التمايل الى الحياة الدنيا الى محرّك خارجي وتنبيه إضافي.
والكثرة في القول : كما في :
{قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ} [هود : 91]. {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا} [هود : 32] والكثرة في العمل : كما في :
{فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا } [التوبة : 82]. {وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ } [فصلت : 22] والكثرة في المال والأجناس : كما في :
{مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ} [النساء : 7]. {فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة : 245] ولا يخفى أنّ الكيفيّة في العدد أو في القول أو في العمل أو في المال أو في أيّ شيء مادّىّ أو معنوي : أهمّ وأقوى من الكمّيّة ، فانّ زيادة الكمّيّة لا تفيد إذا كانت فاقدة للشرائط المؤثّرة.
{إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال : 65] وهكذا في الطاعات والعبادات.
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } [التكاثر: 1، 2] أي استمرار حصول الكثرة في التعلّقات الدنيويّة من مال وملك وشهوات وعناوين وغيرها ، وقد قال تعالى : {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [الحديد : 20]. {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] زيدت الواو وتدلّ على الزيادة والمبالغة في المعنى ، ومعناه مطلق ، ويشمل كلّ ما يناسب مقامه ، من كلّ خير وصلاح ووسائل للفوز والتعالي مادّيا أو معنويّا ، ومن مصاديقه ابنته فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين وأمّ الائمّة الطاهرين وخلفاء ربّ الناس أجمعين ، وبها تجلّت آثار النبوّة وانتشرت.
_______________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ .
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ، ١٣٣٤ هـ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|