المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 7165 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لوحة الملك (تهرقا) التي نقشها في السنة السادسة من حكمه في معبد (الكوة)  
  
23   02:57 صباحاً   التاريخ: 2025-03-16
المؤلف : سليم حسن
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة : ج11 ص 168 ــ 175
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-14 1004
التاريخ: 2025-01-19 467
التاريخ: 2024-10-01 577
التاريخ: 2024-09-29 444

وجدت هذه اللوحة في المعبد الجديد الذي أسسه «تهرقا» في «جمأتون» «الكوة» في الردهة الأولى، وكانت مرتكزة على النصف الجنوبي من الجدار الشرقي، وهي الآن محفوظة بمتحف «مروي» وهذه اللوحة لم تكن في مكانها الأصلي عند الكشف عنها.

وأبعاد هذه اللوحة هي 2٫08 × 0٫80 × 1٫35 مترًا، وهي لوحة جميلة من الجرانيت الرمادي، وجزؤها العلوي مستدير، وهي في حالة حفظ تام، ويلحظ أن ظهرها محدودب بعض الشيء ونقشت من الوجه فقط بنقوش جميلة، والمتن الرئيسي فيها يتألف من سبعة وعشرين سطرًا محفورة.

ويشاهد في الجزء الأعلى المستدير منها العلامة التي يرمز بها للسماء مرتكزة على العلامة الدالة على الصولجان من الجانبين، وفي أسفل من ذلك قرص الشمس المجنح، ونقش في أسفل الجناحين المتن التالي: «بحدتي الإله العظيم رب السماء»، وفي أسفل هذا نشاهد المنظرين التاليين اللذين يفصل أحدهما عن الآخر عمودان من النقوش، فعلى الجانب الأيسر نقش المتن التالي: الإله الطيب رب الأرضين والسيد الذي ينجز «تهرقا» معطي الحياة مثل رع، وفي أسفل هذه الكتابة مُثِّل «تهرقا» لابسًا التاج الأبيض ومقدمًا رغيفًا أبيض لوالده «آمون» لأجل أن يمنحه الحياة، وخلف الملك نقشت رواية أخرى من الصيغة العادية: «ليت كل الحماية والحياة تكون حوله كما «هي حول» رع أبديًّا.» وقد مثل أمام الملك الإله «آمون رع» برأس كبش وقد نقش فوقه: «آمون رع» صاحب «جمأتون» الإله العظيم رب السماء، وبيد «آمون» علامتا السلطة والحياة ويقول للملك: إني أمنحك كل الحياة والثبات، ويشاهد خلف الإله «آمون رع» الإلهة «عنقت» (أنوكيس) لابسة لباس رأسها الخاص الطويل وتُرَبِّت بيدها اليمنى على كتف «آمون رع»، وفي يدها اليسرى علامة الحياة، ونقش خلفها المتن التالي: «إني أمنحك كل الحياة والسلطان وكل الصحة وكل السعادة مثل رع أبديًّا»، وعلى الجانب الأيمن من أعلى اللوحة يشاهد «تهرقا» مرتديًا كوفية وقد وُصف بنفس الأوصاف التي ذكرت على الجانب الأيسر مع إضافة الجملة التالية: «معطي الحياة والثبات والسلطان مثل رع أبد الآبدين»، وفي هذا المنظر نجد الملك يقدم إناءين من النبيذ لوالده آمون لأجل أن يمنحه الحياة، ويلفت النظر هنا أن الإلهة «عنقت» تلبس تاج مصر المزدوج.

وهاك ترجمة المتن حرفيًّا:

السنة السادسة في عهد جلالة حور المسمى «قاخعو»، السيدتان المسمى «قا-خعو»، وحور الذهبي المسمى «خوتاوى»، ملك الوجه القبلي والوجه البحري المسمى «خو رع نفر تم» (= رع حامي «نفر تم») ابن رع المسمى «تهرقا»، ليته يعيش أبديًّا، المحبوب حقًّا من ماعت «= العدالة»، ومن منحه «آمون» العدالة، ليته يعيش سرمديًّا، والآن فإن جلالته سيد الشباب والبطل الشجاع المنقطع القرين والمغوار والملك المقوى الذي لا مثيل له، وهو يحكم مثل «آتوم»، وحبه (3) يسود العالم مثل حب رع عندما يضيء في السماء، وابن رع مثل «أونوريس» (أنحور) وملكه آلاف آلاف السنين مثل (ملك) «تاتنن» «صورة من صور الإله «بتاح» الذي خلق الكون في البداية» والسريع الخطأ و(4) العريض النعلين ليدوس بهما الأعداء والمفوق سهمه ليهزم القوى، والذي يطأ التلال في طلب (5) أعدائه ليحاربهم بسيفه البتار، ذابحًا مئات الآلاف، ومن عند مشاهدته ينبهر كل وجه، ومن عندما يظهر (6) والحرب في قلبه يوميًّا يفرح كل الناس، وهو لا يتوانى؛ لأن صناعته هي الاستعداد للقيام بالحرب واسمه يسود الأرض المنخفضة وكل (7) الهضاب بقوة سيفه البتار، والآن كان جلالته في بلاد النوبة وهو شاب فتي «أي محارب فتي» بوصفه أخا الملك (1)، حلو الحب، وقد سار شمالًا (8) إلى طيبة في صحبة الشباب الطيبين الذين كان قد أرسل في طلبهم جلالة الملك «شبتاكا» (2) من بلاد النوبة وعندما وجدوا (9) هناك معه فضله على كل إخوته، وعندما مر بمقاطعة آمون صاحب «جمأتون» ليقدم الطاعة عند باب المعبد مع (10) جيش جلالته الذي سار معه شمالًا، وجد أن هذا المعبد كان قد أقيم باللبنات، ولكن (11) تلال رماله «التي تغمره» قد وصلت إلى سقفه، وكان قد غُطِّيَ بالتراب في وقت من السنة عندما كان يخاف الإنسان هطول الأمطار، وقد أخذ الحزن يستولي (12) على قلب جلالته من أجله «أي من أجل المعبد» إلى أن طلع جلالته ملكًا متوجًا للوجه القبلي والوجه البحري، وعندما ثبت التاج المزدوج على رأسه وأصبح اسمه «خو رع» سامي التاجين تذكر (13) هذا المعبد الذي كان قد شاهده وهو شاب في السنة الأولى من حكمه، وعندئذ قال جلالته لرجال حاشيته: تأملوا، إني أرغب في أن أعيد بناء معبد (14) والدي «آمون رع» صاحب «جمأتون»؛ لأنه كان قد بُني باللبنات فقط وغُطي بالتراب، وهذا ليس بالشيء المستطاب (15) في رأي الناس، وكان الإله في هذا المكان، ومع ذلك لم يعرف ما فعله المطر «لأن المعبد كان غير مستعمل وكان مهجورًا» ولكنه هو الذي حفظ هذا المعبد إلى أن حدث أني توجت ملكًا (16) ولأنه «أي الإله» عرف أن ابنه «أي الملك» الذي أنجبه كان قد أقام أثرًا (3) له، ولأن أمهات والدتي قد وكل (17) أمرهن إليه بوساطة أخيهن الزعيم ابن رع المسمى «آلارا» المرحوم بالكلمات التالية: أنت يا أيها الإله الذي يعرف من هو مُوالٍ لك، يا سريع الخطا، ويا من تأتي لمن يدعوك (18) ارعهن في فرج … (؟) ثبت أولادهن على الأرض، واعمل لهم كما عملت لي، واجعلهم يصلون إلى الفلاح، فأصغى لما قاله بالنسبة لنا «أي إن آمون أصغى لما قاله «آلارا» بالنسبة لنسل أخت «آلارا» أو أخواته» ونصبني ملكًا كما قال له، فما أجمله من شيء أن يعمل الإنسان لمن يعمل؛ (20) لأن قلب من يعمل لمن يعمل يكون راضيًا، وقالوا لجلالته (4): إن كل كلماتك هي الصدق نفسه؛ لأنك ابنه المصلح لآثاره، وجعل جلالته جيشه (21) يذهب إلى «جمأتون» ومعه طوائف عدة من العمال ومهرة الصناع الذين لا يحصى عددهم، وكان هناك مهندس عمارة معهم (22) ليدير العمل في هذا المعبد في حين كان جلالته في «منف»، وبعد ذلك أقيم المعبد من الحجر الرملي الأبيض الممتاز (23) الصلب الذي نحت بصناعة متينة ووجهه «أوجه المعبد» نحو الغرب، وهو من الذهب «أي عليه قشرة من الذهب» وعمده من الذهب، والترصيع الذي فيه من الفضة، وبُرجاه رُفعا، وأبوابه أقيمت، ونُقش عليه الاسم العظيم لجلالته، وغُرست أشجاره العدة (25) في التربة، وحُفرت بحيراته، وكذلك بيت نطرونه «للتطهير»، وملئ بالأدوات من الفضة والذهب (26) والبرنز التي لا يحصى عددها، وقد جعل هذا الإله يأوي فيه «المعبد» لامعًا فخمًا أبديًّا، وقد كانت المكافأة على ذلك «للملك» هي الحياة والفلاح والظهور على عرش حور أبديًّا.

تعليق: هذا المتن المؤرخ بالسنة السادسة من حكم الملك «تهرقا» يبتدئ بذكر ألقاب هذا الفرعون كما جرت العادة في اللوحات التاريخية، وهذه ألقاب موحدة بالألقاب التي وردت في اللوحة الخامسة، ويتلو ذلك عقود مدح يعقبها مقدمة للدخول في الموضوع الذي من أجله أقيمت اللوحة، فذكر كيف أن «تهرقا» الشاب الذي ذهب إلى مصر مع الجيش قد لحظ تخريبًا شاملًا في معبد «جمأتون»، وعندما أصبح ملكًا على البلاد أعلن «تهرقا» إرادته لبناء معبد ليظهر اعترافه بالجميل للإله آمون صاحب «جمأتون»، وعندما جعله الإله آمون على عرش الملك، فإنه كان يوفي أمنية كان قد طلبها الملك «آلارا» فيما سبق، وهو الذي كان قد نذر أخواته للإله، وكان قد تضرع إليه أن يجعل نسلهن على عرش الملك، ويقص علينا الجزء النهائي من المتن الأعمال الخاصة بإقامة المعبد مثل البناء والزخرفة وغرس الأشجار وحفر بركة، وقد تم ذلك بأيدي رجال الجيش والصناع الذين أرسلوا من «منف»، وبعد تقديم الهبات له لأجل إقامة الشعائر وتقديم القربان كان مستعدًا لإيواء الإله.

غير أن الأثري مكأدم قد فهم الفقرة التي جاءت في السطرين الثاني عشر والثالث عشر بصورة غير التي أوردناها هنا مما قلب الحقائق التاريخية رأسًا على عقب، وسنورد هنا ترجمته لهذه الفقرة وتعليقه عليها استعدادًا لنقدها في مكانها:

(1) وعندما ثبت التاج المزدوج على رأسه … تذكر هذا المعبد الذي كان قد رآه وهو شاب في السنة الأولى من حكمه.

(2) وعندما ثبت التاج المزدوج على رأسه … تذكر هذا المعبد «الذي كان قد شاهده وهو شاب» في السنة الأولى من حكمه.

ثم يقول «مكأدم» وإذا قبلنا الترجمة الأولى فعلى ذلك يكون «تهرقا» قد حسب سني حكمه من الوقت الذي اشترك فيه مع شبتاكا وهو في العشرين من عمره (راجع Kawa IV, 17) وعلى ذلك تكون بداية أعماله البنائية في «الكوة» لم تكن قد بدأت قبل السنة السادسة من حكمه؛ لأنه لا بد أن نلحظ أنه لا يوجد سجل لبناء المعبد قبل هذه السنة، وزيارة أم «تهرقا» التي دُونت في لوحة «تانيس» قد دُونت في لوحة «الكوة» رقم 5، وتؤرخ كذلك بالسنة السادسة، فهل كانت هذه السنة هي تاريخ موت «شبتاكا»، وسنة تتويج «تهرقا» وزيارة الملكة الوالدة أبار، وتأسيس معبد بالكوة وكذلك سنة الفيضان العالي المدهش؟ ولدينا فقرة في اللوحة الخامسة حذفت في كل من رواية متن «قفط» ورواية متن «المطاعنة» جاء فيها (سطر 10): «وقال جلالته: إن والدي آمون رب عروش الأرضين قد أنجز لي هذه المعجزات الطيبة الأربع في مدى سنة واحدة، وهي السنة السادسة من حكمي.» ولكن حتى هذه الفقرة من المتن لم تصف إلا معجزتين وهما الفيضان العظيم والسيل الذي حدث في النوبة، والوصف بعد العودة إلى النيل الحسن وتأثيره الطيب، يأخذ في التحدث عن تتويج «تهرقا» وزيارة الملكة الوالدة «أبار»، ولا يسع الإنسان إلا أن يفرض أن هذه الأشياء هي المعجزتان الأخريان، وقد أكدت واحدة منهما في اللوحة السادسة في السطرين 23-24، حيث نجد جد «تهرقا» المسمى «آلارا» يشير إلى تتويجه هو بمثابة معجزة لم تكن في الحسبان، وفي اللوحة السادسة سطر 22 نجد أن وضع «أبار» للملك «تهرقا» قد وُصف بأنه معجزة؛ لأنه كان مقدرًا له أن يصبح ملكًا. وعلى ذلك فإن اعتلاء «تهرقا» العرش قد فكر فيه بأنه أعجوبة واضحة، على أن كون السيل الذي حدث في النوبة كان من الأسباب التي ساعدت على فيضان عالٍ لم تعق الكاتب عن وصف كلا الحادثين بأن كلًّا منهما أعجوبة قائمة بذاتها، وعلى ذلك ليس هناك من سبب يمنع أن تسمى زيارة «أبار» التي سببها تتويج «تهرقا» أعجوبة أيضًا.

وليس لدينا نتيجة أخرى يؤدي إليها التفسير الأول، فقد رأينا أن «تهرقا» قد لاحظ فعلًا الحالة الخربة التي كان عليها معبد «جمأتون» وهو الذي تراكمت عليه الرمال وغطته الأتربة لمنع اختراق المطر لسقفه، ولن يتصور الإنسان أن سكان «الكوة» كان لديهم من بعد النظر بحيث يقدمون على هذا العمل قبل أن يكون قد حدث ضرر للمعبد من المطر، وبدهي أن المطر كان قد دخل قبل أن تتخذ هذه الخطوات لدرئه، ولنفكر الآن فيما عساه أن قد يحدث بعد مضي خمس سنوات على ذلك عندما كان المطر ينهمر انهمارًا عظيمًا في النوبة لدرجة أن «جعل كل التلال تلمع (V, a)»، وبدهي أن هذه التحصينات الواهية كانت قد اكتسحت وأن الخشب والجص قد سقطا، والجدران المقامة من اللبنات قد تداعت، وكان «تهرقا» في هذا الوقت في مصر ولكنه كان قد وقف في طريقه سابقًا في «الكوة» ليظهر تقاه عند المعبد، ولا نزاع في أن ذلك كانت قد عملته الملكة الوالدة «أبار» عندما ذهبت لمصر، ويحس الإنسان أنها لا بد هي التي كانت قد قوت عزيمة «تهرقا» ليرى هذا المعبد مرة أخرى وهو في حالة نظام حسنة.

ولنلخص الآن المواد التاريخية التي يمكن أن نحصل عليها من هذا التفسير.

لقد كان المتفق عليه حتى الآن أن نضع السنة الأولى لحكم «تهرقا» في عام 688 ق.م (السنة الفلكية 687 ق.م) وذلك ارتكازًا على لوحة عجل من عجول أبيس (Br, A. R. § 909) ونفهم مما جاء عليها أن أبيسًا كان قد وُلد في السنة السادسة والعشرين من عهد «تهرقا» ونصب في نفس السنة «في السنة الأولى» من حكم «بسمتيك الأول» وهي السنة 663 ق.م وقد أفضت بحوث الأثري «بورخارت» الأخيرة به في هذا الموضوع أن يضع السنة الأولى من حكم «تهرقا» في عام 689 ق.م (Mittel. P. 65) وإذا كان «تهرقا» كان قد أصبح حاكمًا منفردًا في السنة السادسة من حكمه فإن ذلك يجعل موت «شبتاكا» في عام 683 ق.م، ولدينا مقياس نيل في مرسى الكرنك نعلم منه أن «شبتاكا» كان قد توج في السنة الثالثة، وهذا لا يعني إلا أنه كان مشتركًا مع شبكا منذ سنتين مضتا، وهذا يحبذ نظريتنا القائلة أن «شبتاكا» كذلك أشرك معه «تهرقا» على عرش البلاد، وهذا التأريخ قد وضعه بورخارت في عام 696 ق.م، ومن ثم يكون التاريخ 698ق.م هو تاريخ الاشتراك، وأعلى سنة مسجلة لحكم «شبكا» هي الثانية عشرة، وعلى ذلك فإن أول سنة لحكمه لا بد أن تكون حوالي عام 707 ق.م، وأخيرًا لما كان «تهرقا» في العشرين من عمره عند اشتراكه في الحكم في عام 688 فإنه يكون قد ولد في عام 708 ق.م، وهذه الاستنباطات يمكن وضعها في القائمة التالية:

ولادة «تهرقا»

708، 709 ق. م

قولي أو اشتراك «شبكا»

707، 708 ق. م

اشتراك «شبتاكا»

698، 699 ق. م

موت «شبكا» «وشبتاكا» يصبح ملكًا منفردًا

696، 697 ق. م

اشتراك «تهرقا» في الملك

688، 689 ق. م

موت «شبتاكا» وتولي «تهرقا» ملكًا منفردًا، زيارة «آبار»، نيل عال خلاف العادة وإقامة معبد T «بالكوة»

683، 684 ق. م

الافتتاح الرسمي لمعبد T

679، 680 ق. م

 

وعلى هذا الزعم نجد أن البيان الذي ورد في كتاب الملوك الثاني الإصحاح 19 السطر 9 وهو القائل إن عدو سنخرب في «التاقا» في عام 701 ق.م كان «تهرقا» هو بلا نزاع غلطة؛ إذ كان في ذلك الوقت في الثامنة فقط من عمره، وتحدثنا اللوحة رقم 5 بأنه لم يترك والدته في بلاد النوبة إلى أن بلغ العشرين من عمره (Kawa I, V, 16-17).

والتفسير الأخير للجملة التي نبحثها ليس فيه ما يحبذه، غير أنه من الوجهة النحوية مقبول، وعلى حسب هذا التفسير نجد أن السنة الأولى من حكم «تهرقا» تتفق مع سنة تتويجه، غير أنه لا بد من وجود بعض السبب لتفسير تأخر مدة خمس سنوات قبل تسجيل بناء معبد «الكوة»، ومرور مدة سنتين (K.I, V, 17-18) قبل وصول الوالدة الملكة لتأخذ مكانتها الشرعية بجانب «تهرقا» في مصر، وعلى أية حال فإن شك «بورخارت» في مقياس النيل وارتفاعه في عهد الملك «شبتاكا» يقلل كثيرًا من قيمة هذا التفسير، وعلى ذلك فإن التفسير الأول هو الذي اتبع.

والأرقام التي ذكرت أعلاه هنا تخصص خمس عشرة سنة لحكم «شبتاكا» ولكن من جهة أخرى نرى أن كلًّا من سينسلس Syncillus ويوزي(ب)  Eusebius يخصص له اثنتي عشرة سنة ويعطيه «أفريكانوس» أربع عشرة سنة، وهي أرقام تقرب من الرقم الصح أكثر من التي خصصت لحكم «تهرقا»، هذا؛ ولا يمكننا أن نصدق البيان الذي أدلى به «مانيتون» وهو القائل إن «تهرقا» قد قاد جيشًا من «كوش» وذبح «شبتاكا» واستولى على التاج، وذلك لأن أمر اشتراكه مع «شبتاكا» على عرش الملك يظهر أنه أمر قد تقرر، ولأن «شبتاكا» كما يقال قد أحب «تهرقا» أكثر من كل إخوته ومن كل أولاده (IV, 9, V, 14) (راجع Kawa I, Inscriptions Text IV. P.18 notes 30.)

..................................................

  1. «أخو الملك» كان لقبًا عاديًّا جدًّا بين الألقاب الملكية الكوشية، والظاهر أن وراثة العرش كان ينتخب لها دائمًا من بين إخوة الملك، وذلك غير ما كان يحدث في مصر؛ فقد كان ينتخب الملك من بين أولاد الفرعون، وهذا يدل على أن وراثة الملك في الأسرة الكوشية كانت عادة من الأخ للأخ لا من الأب للابن.
  2. يجوز أن ذلك كان قد حدث بسبب حرب وقعت في مصر، وأراد الملك أن يقضي عليها فأرسل إلى إخوته ليشتركوا فيها، وهناك تعرف على «تهرقا» أخيه، ولحظ فطنته ومميزاته على إخوته فأحبه وقربه منه.
  3. لا بد أن هذه الفقرة تشير إلى مباني وإصلاحات «تهرقا» التي عملها في مصر؛ لأنه لم يعد إلى بلاد النوبة بعد أن غادرها أول مرة حوالي عام 688 ق.م، أما عن آثار «تهرقا» في مصر فلا يمكن تأريخ واحد منها، غير أنه من المعروف أنه بدأها مبكرًا كما يدل على ذلك لوحة مدينة هابو التي جاء عليها ذكر إصلاحات له هناك في السنة الثالثة من حكمه (راجع A. S, IV, P. 179).
  4. يقصد رجال الحاشية الذين يوجه إليهم «تهرقا» الكلام.



العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).