المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 7165 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لوحة الفيضان «المؤرخة بالسنة السادسة من حكم الملك تهرقا»  
  
27   02:59 صباحاً   التاريخ: 2025-03-16
المؤلف : سليم حسن
الكتاب أو المصدر : موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة : ج11 ص 175 ــ 184
القسم : التاريخ / العصور الحجرية / العصور القديمة في مصر /

عثر على هذه اللوحة بجوار اللوحات السابقة في الردهة الأولى بالمعبد المعروف باسم في «الكوة» (جمأتون) وكانت مرتكزة على النصف الشمالي للجدار الشرقي على الجانب الجنوبي، وهي موجودة الآن بمتحف «ني كالرزبرج جلبتوتيك» بمدينة كوبنهاجن.

وتبلغ مساحة هذه اللوحة 1٫02 × 1٫22 × 0٫33 مترًا، وهي مصنوعة من الجرانيت الرمادي ونقشت من الوجه فقط، ويتألف المتن الذي عليها من اثنين وعشرين سطرًا، والمناظر التي في الجزء الأعلى منها المستدير محفورة حفرًا غائرًا، وعندما عثر على هذه اللوحة كانت في حالة سليمة إلا النهاية اليسرى من منظر الجزء الأعلى، وكذلك نهايات الثلاثة العشر سطرًا الأولى من المتن، ومما يؤسف له أنها عندما شُحنت هُشمت قطعًا، ويُحد أعلاها وجانباها بعلامة السماء وصولجانين على التوالي، ويشاهد أسفل علامة السماء قرص الشمس المجنح مُحلًّى بِصِلَّيْن وفي أسفل الجناحين نقش: «صاحب بحدتي الإله العظيم سيد السماء.» ونقش على اليمين وعلى الشمال وفي الوسط: «رب السماء».

وفي أسفل هذا يشاهد المنظران التاليان يفصلهما سطران من النقوش.

فالمنظر الذي على الجانب الأيسر نقرأ فيه: «الإله الطيب رب الأرضين «خو-رع نفر تم» بن رع من جسده «تهرقا»، معطي الحياة مثل رع أبديًّا.» وأسفل هذا يشاهد «تهرقا» يقدم رغيفًا أبيض هرمي الشكل لوالده «آمون» لأجل أن يمنحه الحياة، وأمامه آمون رع رب جمأتون يقبض على صولجان «واس» وعلى رمز الحياة «عنخ» وخلفه الكلمات التي فاه بها وهي: «إني أمنحك كل الحياة والفلاح وكل الصحة وكل السعادة مثل رع أبديًّا.» وتقف خلف «تهرقا» أمه التي تدعى «أبار» مرتدية جلبابًا طويلًا شفيفًا مسبلًا على الكتف حتى الكعب ويتدلى منه قطعة من الخلف تشبه الذيل، ويلحظ أنها تلعب بالصناجة لوالدها آمون لأجل أن تمنح الحياة، وهي كذلك ترفع يدها اليسرى في هيئة تعبد.

وعلى الجانب الأيمن نشاهد «تهرقا» كما وصف على الجهة اليسرى واقفًا يقدم إناءين من النبيذ لآمون رع الممثل برأس إنسان ونقش معه: «آمون رع رب عروش الأرضين ورب السماء».

ويقبض بأحدى يديه على الصولجان وفي الأخرى رمز الحياة، ونقش معه المتن التالي: «تقديم النبيذ لوالده آمون ليمنح الحياة.» وأمامه آمون رع برأس إنسان ونقش معه: «آمون رع رب عروش الأرضين ورب السماء.» وبيده علامتا الصولجان والحياة وخلفه المتن التالي: «ما قيل إني أمنحك كل الحياة والفلاح وكل الثبات وكل السعادة مثل رع أبديًّا.» وتظهر «أبار» والدة «تهرقا» واقفة خلفه ونقش معها اللقب والصيغة على الجانب الأيسر، ويلحظ هنا أن ثوبها يحتوي على ثنية مدلاة من كتفها اليسرى.

المتن الرئيسي لهذه اللوحة: هذا المتن يختلف عن المتون الأخرى التي عثر عليها في هذا المعبد، وقد نشره من قبل الأستاذ جرفث فهو لا يتحدث عن التاريخ المحلي، وقد عثر معه عدة روايات أخرى واحدة في «قفط» وأخرى في «المطاعنة» وثالثة في «تانيس» ومتن الفيضان الذي عثر عليه في «الكوة»، وهو المعروف بالمتن الخامس على حسب ترتيب وجود المتون في المعبد يتألف بعد التأريخ والألقاب الملكية من: (أ) سرد قصة طويلة خاصة بسعادة البلاد وفيضان عالٍ للنيل حدث معه مطر غزير جارف. (ب) ويتلو ذلك في المتن خطاب يشير فيه الفرعون «تهرقا» إلى حدوث أربع عجائب حدثت في السنة السادسة، وتذكر بسوابقها والأحوال التي توج فيها في مصر «وهذه القصة نجد شبيهها في المتن السابق». كما يحدثنا الفرعون عن وصول والدته «أبار» التي كانت حتى هذا الوقت في بلاد النوبة. (ج) وأخيرًا يحدثنا عن وصف العواطف والأحاسيس التي أظهرتها هذه الأميرة. (د) وكذلك شعور القوم بعد مقابلة الملك بأمه.

وإذا قرنا الروايات التي وصلت إلينا من هذا المتن نلحظ أن كلًّا من متن «قفط» «والمطاعنة» لا يحتوي إلا على القصة (ب)، ولكن يشتملان في الألقاب الملكية على سلسلة نعوت لا نجدها في متن «الكوة» (أ)، أما متن تانيس فيحتوي على العناصر (أ، ب، ج، د) وبعبارة أخرى يقدم لنا هذا المتن أتم رواية معروفة عن هذا المتن حتى الآن، وقبل أن نتحدث عن كنه هذا المتن وما ينطوي عليه من معلومات هامة سنورد ترجمته الحرفية على حسب ما جاء في روايات لوحات «الكوة» وقفط والمطاعنة وتانيس.

السنة السادسة في عهد جلالة حور المسمى «قا-خعو»، السيدتان المسمى «قا-خعو»، حور الذهبي المسمى «خو-تاوي»، ملك الوجه القبلي والوجه البحري المسمى «خو-رع-نفر-تم» «الإله الطيب ابن آمون رع، والرمز الفاخر لآتوم، والبذرة الطاهرة التي خرجت منه، ومن خلق جماله في جنوبي جداره، ومَن حمَلته «موت» سيدة السماء، والفرد الوحيد المقدس الذي خرج من جسد الإله، وهو ملك للوجه القبلي والوجه البحري، لم يأتِ للوجود مثيله «سابقًا»، ومَن لأجل أن ينشأ ويُرفع ويُسَرَّ اجتمع تاسوع الآلهة معًا، وإنه هو الذي قبض على الممالك وأخضع الأقواس التسعة، ملك الوجه القبلي والوجه البحري، «حور» القوي الساعد، رب الأرضين وسيد العمل العظيم» ابن رع «تهرقا» ليته يعيش أبديًّا، المحبوب حقًّا من «ماعت» وممن أعطاه «آمون» الحق، ليته يعيش أبديًّا.

والآن فإن جلالته محب للإله (2) وإنه يصرف النهار ويمضي الليل باحثًا عن مصلحة الآلهة مقيمًا معابدهم «التي كانت قد آلت» للخراب، وناقشًا صورهم كما كانت في البداية، ومقيمًا مستودعاتهم وممونًا (3) موائد قربانهم، ومخصصًا لهم دخلًا من كل نوع، وصائغًا موائد قربانهم من الذهب الجميل والبرنز، وفضلًا عن ذلك فإن قلب جلالته فرح بعمل خيرات لهم كل يوم، وهذه الأرض كانت في فيض (4) في زمنه كما كانت معتادة أن تكون في أيام سيد الكون، فكل إنسان ينام حتى نور النهار دون أية رغبة لم تُجَبْ؛ لأن العدالة قد أُدخلت في كل البلدان، والظلم سُمِّرَ في الأرض «أي أصبح مشلولًا».

(5) وحدثت معجزات في زمن جلالته في السنة السادسة من حكمه ولم ترَ مثلها منذ زمن أولئك الذين غبروا؛ لأن والده «آمون رع» قد أحبه كثيرًا، وقد كان جلالته (6) يصلي من أجل فيضان من والده «آمون رع» رب تيجان الأرضين ليمنع حدوث قحط في زمنه، والواقع أن كل شيء كان يخرج من شفتي جلالته كان والده «آمون» يجعله يظهر للوجود، وعندما أتى الفصل الخاص بارتفاع (7) الفيضان، فإنه استمر يفيض على الأرض بكثرة كل يوم، ومضت أيام كثيرة يعلو بنسبة ذراع يوميًّا، وقد اخترق تلال الوجه القبلي وغمر تلال الوجه البحري، وأصبحت الأرض محيطًا أزليًّا؛ أي رقعة راكدة، ولم يكن هناك مميز (8) للأرض من النهر، وقد فاض إلى ارتفاع إحدى وعشرين ذراعًا وشبرًا وأصبعين ونصف أصبع عند مرسى طيبة، وجعل جلالته تحضر له تواريخ الأجداد ليرى نوع الفيضان الذي حدث في أزمانهم، ولكن لم يوجد مثيله هناك، (9) وفضلًا عن ذلك أمطرت السماء في بلاد النوبة وجعلت كل التلال تلمع «بالماء»، وكل إنسان في النوبة كان لديه رخاء في كل شيء، وكانت مصر في عيد سعيد، وحمدوا جلالته، وكان قلب جلالته سعيدًا للغاية من عمل والده (10) «آمون» لفائدته، وأمره بعمل قربان لكل الآلهة، وكان قلبه منشرحًا مما عمله والده لمنفعته لأجل أن يعطي كل الحياة والثبات والفلاح والظهور على عرش «حور» مثل «رع» سرمديًّا. وقال جلالته: إن والدي «آمون رع» رب عروش الأرضين قد عمل لي أربع معجزات حسنة في مدة سنة واحدة، وهي السنة السادسة من حكمي، (11) ومثل ذلك لم يرَ منذ عهد أولئك الذين كانوا في الأزمان الغابرة، فإن الفيضان قد أتى كلصِّ الماشية ففاض على هذه الأرض، ولم يوجد مثله مكتوبًا في زمن الأجداد، ولم يقل أحد: لقد سمعت من والدي «مثل ذلك»، فقد جعل الزراعة (12) كلها حسنة من أجلي، وقتل الفئران والأفاعي التي كانت في وسطها، وأقصى عنها نهم الجراد، ومنع رياح الجنوب من حصدها، (13) ولكني حصدت المحصول في مخازن لا حصر لها؛ أي شعير الوجه القبلي وشعير الوجه البحري، وكل غلة تنمو على سطح الأرض، وقد أتيت من النوبة في صحبة إخوة الملك الذين طلبهم، ولما كنت موجودًا مع جلالته فإنه فضلني على كل إخوته، وعلى كل أولاده حتى إنني ميزت عليهم من جلالته، وقد كسبت قلب الناس وبعثت الحب عند كل الناس، (15) وقد تُوجت في «منف» بعد أن طار الصقر إلى السماء «أي مات الملك»، وأمرني والدي آمون أن أضع أرض كل إقليم تحت قدمي جنوبًا حتى «رتحو-قابت» وشمالًا حتى (16) «قبح حور» (الحدود الشمالية للدولة المصرية) وشرقًا حتى شروق الشمس وغربًا حتى غروبها.

والحالة هذه كانت «أمي» في بلاد النوبة، أعني أخت الملك، حلوة الحب، والأم الملكية المسماة «أبار» ليتها تعيش، وكنت (17) قد افترقت عنها وأنا شاب في العشرين من عمري عندما أتيت مع جلالته إلى مصر السفلى، وعلى ذلك حضرت شمالًا لتراني بعد فترة (18) من السنين، وقد وجدتني متوجًا على عرش حور، وتسلمت تيجان رع، والصِّلَّان وُضعا على رأسي، وكانت كل الآلهة تحمي جسمي، وقد فرحت للغاية (19) بعد أن شاهدت جمال جلالته كما شاهدت «إزيس» ابنها «حور» متوجًا على عرش والده بعد أن كان شابًّا في عش خميس (= المكان الذي نشأ فيه حور في الدلتا) وقد انحنى حتى الأرض الوجه القبلي (20) والوجه البحري وكل مملكة أجنبية أمام هذه الأم الملكية، وفرح جدًّا مُسنُّوهم ومعهم شبانهم وهللوا لهذه الأم الملكية (21) قائلين: إن «إزيس» عندما استقبلها «حور» كانت مثل الأم الملكية الآن عندما انضمت ثانية إلى ابنها، أنت يا ملك الوجه القبلي والوجه البحري «تهرقا» (ليتك تعيش أبديًّا) محبوب الآلهة إنك ستعيش مخلدًا بأمر والدك آمون (22) الإله الممتاز الذي يحب من يحبه ويعترف بمن هو موالٍ له، والذي جعل والدتك تنضم لك ثانية في سلام حتى يمكن أن تشاهد جمالك الذي أوجده لك، يا أيها الملك القوي ليتك تعيش، وليتك تكون في صحة كما عاش «حور» لوالدته «إزيس»، وإنك ستظهر على عرش «حور» أبد الآبدين.

تعليق: إن من ينظر في هذا المتن بعين فاحصة لا يتردد في أنه خطاب رسمي يمكن أن يطلق عليه اسم المتن الكبير للسنة السادسة من حكم «تهرقا»، فهو إذن بهذا الوصف موجه لكل أنحاء الإمبراطورية المصرية، ولا سيما أنه قد وُجد منشورًا في كل أرجائها، وتدل شواهد الأحوال على أنه متعدد النواحي، فهو يحدثنا عن فيضان معجز كما يتحدث عن وفود الملكة «أبار» أم الملك «تهرقا» وقد أحدث مجيئها هذا من بلاد النوبة إلى أرض الكنانة هزة فرح وابتهاج.

والواقع أن تحليل هذا المتن بهذه الكيفية يقف حجر عثرة في سبيل فهم هذا المتن كما فهمه مكأدم، عندما أخطأ على ما أظن في إضافة كلمة «هذه» لعبارة معجزات أربع في السطر العاشر من أسطر هذه اللوحة، وعلى أية حال فإننا إذا سلمنا بذلك لا نجد إلا معجزتين في الجزء (ب) من المتن الكبير.

هذا؛ ونجد من جهة أخرى أن الأثري مكأدم قد طلع علينا في شرحه للوحتين الرابعة والخامسة بنظرية جديدة اقترح فيها أن «تهرقا» كان مشتركًا مع «شبتاكا» في الحكم مدة ست سنوات قبل موت الأخير، ويترتب على الأخذ بهذه النظرية مجموعة أمور خاصة بمصائر الشاب «تهرقا» (1) وتاريخ إعادة بناء معابد «الكوة» (2) وتفسير للمعجزات التي حدثت في السنة السادسة (3)، وهذه الأمور تُظهر على الأقل أنه يمكن مناقشتها! فلا نجد أولًا في المتن الأصلي ما يوحي بتقديم تاريخ بداية حكم «تهرقا» الأصلي بأية حال من الأحوال، هذا فضلًا عن أن ذلك لا يتفق مع بعض الحقائق التاريخية الكوشية، وإذا فحصنا ما جاء في اللوحتين الرابعة والخامسة بخصوص مجيء «تهرقا» واعتلائه عرش الملك فإنا لا نجد فيهما ما يوحي بتتويج «تهرقا» مرتين قط، وعلى ذلك فإنه لا محل هناك لاشتراك «تهرقا» مع «شبتاكا» على عرش الملك، وبهذه الأوضاع يكون تاريخ نشاط «تهرقا» في «الكوة» كما يأتي على حسب المتون التي تناولناها أو سنتناولها فيما بعد:

(1) في السنة الأولى من حكمه اهتم الملك «تهرقا» بالمعبد الذي شاهده في حالة خربة كما جاء في الأسطر 12-13 من اللوحة الرابعة.

(2)

في السنين من 2–5 عمل الملك «تهرقا» هبات (المتن 3 من سطر 1–9).

(3) في السنة السادسة اتخذ الملك قرارًا لإقامة معبد جديد (اللوحة 4 سطر 14 … إلخ.)

(4) في السنتين من 6-7 منح هبات منوعة (اللوحة 3 الأسطر 10–13).

(5) في السنين من 6–10 انتهى العمل في المعبد بوجه عام؛ إذ في السنين من السادسة إلى الثامنة تمت الأعمال الكبيرة، وفي السنة الثامنة ابتدأ استعمال المعبد: فقد أُهدي المعبد أدوات شعائر هامة (3 سطر 16–21) وكميات هائلة من الغلال (4 سطر 1–16)، وفي نفس هذه السنة ألف المتن رقم 3 وهو الخاص بقوائم السنين من 2–8، وتم في السنين من الثامنة إلى العاشرة عمل الزخرفة (المتن 4 سطر 23 والمتن 6 سطر 17-18).

وفي السنة العاشرة كان الافتتاح الرسمي للمعبد كما جاء في المتن السابع.

أما من حيث المتن الكبير والمعجزات الأربع الخاصة بالسنة السادسة من عهد «تهرقا» فإن المتن بعد أن قص علينا قصة فيضان هائل حدث بسبب الأمطار الجارفة يقول: «إن والدي «آمون رع» رب عروش الأرضين قد صنع لي أربع معجزات حسنة في سنة واحدة وهي السنة السادسة من تتويجي ملكًا … وعندما أتى بفيضان ليحمل المواشي وليعرف كل البلاد قاطبة … فإنه منحني حصادًا حسنًا في كل امتداده، وقد أهلك الفيران والزواحف التي كانت توجد فيه وقد صد تخريب الجراد، ولم يسمح لرياح الجنوب بحصده «أي المحصول» وقد كان في مقدوري إذن أن أحصد لمخزن الغلال المزدوج كمية لا تحصى» ...

ويرى الأثري «مكأدم» أن هذه المعجزات الأربع الحسنة التي حدثت في سنة واحدة؛ وهي السنة السادسة من حكمه هي: (1) فيضان النيل. (2) الأمطار الغزيرة. (3) تتويج «تهرقا» عند موت سلفه. (4) ومجيء الملكة الوالدة لمصر. وينتج عن هذا التفسير أن موت «شبتاكا» وتتويج آخر للملك «تهرقا» قد وقعا في السنة السادسة من حكم الأخير.

وهذا يعني أنه كان هناك اشتراك في الملك بين هذين الملكين لمدة ست سنوات. وهذا الوضع على ما يظهر فيه عقبات خطيرة؛ إذ يظهر من جهة أنه من الصعب البحث عن معجزتين من المعجزات الأربع في المتن الأصلي الخاص بالفيضان، كما يجد القارئ في الترجمة التي أوردناها هنا، بل الواقع أنه إذا طبقنا كلمة معجزات على تقويم الحياة الزراعية فإن ذلك يفسر بصورة أحسن أن السنة السادسة من حكم هذا الفرعون قد ميزت بمحصول وفير سببه فيضان ومطر هائلان «وهما نفسهما قد عُدَّا معجزتين» أتيا كما يظن بعد عدة سنين كان النيل فيها منخفضًا، وإذا كان ذلك الفيضان الهائل لم يسبب أية أضرار كان منتظرًا حدوثها كما هي العادة عند حدوث فيضان عال جدًّا فإنه يمكننا مع كل تحفظ أن نورد هنا التفسير التالي لما قاله الفرعون عن السنة السادسة من حكمه بخصوص المعجزات الأربع: علم «تهرقا» أنه بفضل حماية رباعية على يد «آمون» كانت مقومات الحياة العامة مضمونة بكرم، يضاف إلى ذلك الخبر السار وهو زيارة أمه، وعلى ذلك فإنه بهذه الكيفية يكون موضوع اعتلائه العرش ليس إلا مقدمة لهذا الحادث الأخير، ولا يشير هنا بأية حال من الأحوال إلى تتويج ثانٍ للفرعون، وعلى ذلك فإن نظرية مكأدم على ما أعتقد لا ترتكز على برهان قاطع، ومن ثم فإنه ليس من الحكمة الأخذ بها بصفة قاطعة.

وعلى حسب نظرية مكأدم يكون تواريخ الأسرة الخامسة والعشرين كما يأتي «شبكا» 708–697 ق.م، «شبتاكا» من 699 –684 ق.م «وتهرقا» 689 –664 ق.م.

ولأجل أن يحفظ تاريخ مكأدم تماسكه الداخلي لا بد أن نعترف بجانب اشتراك «شبكا» «وشبتاكا» في الحكم واشتراك «شبتاكا» «وتهرقا»، واشتراك «بيعنخي» «وشبكا»، وهذه نظرية لا يمكن الإنسان أن يرفضها بصفة قاطعة، وبخاصة عندما نعلم أن «بيعنخي» قد جاء ذكره على تمثال في المتحف البريطاني (Brit. Mus. 2442 and C.A.H. III, 277 Note 1) بوصفه عائش أبديًّا. وقد تساءل الأثري «هول»: هل ذلك يعني أن «بيعنخي» كان لا يزال على قيد الحياة في السنة الخامسة عشرة من حكم «شبكا»، وإذا تذكر الإنسان أن تانوت آمون نفسه كان على ما يظهر قد توج في حياة «تهرقا» (راجع H. V Zeissl. Athiopen and Assyrer, P. 48) فإنه يلوح في الواقع أنه من المحتمل جدًّا أن ملوك «كوش» كان من مبادئهم أن يشركوا خلفهم معهم على عرش الملك، ولكن إذا أخذنا مع ذلك كل ملك منهم على حدة من حيث هذا الاشتراك على عرش الملك المزعوم فإننا لا نجد ما يدعمه من البراهين القاطعة، وهذا ما يجعل نظرية الأثري مكأدم فيما يخص اشتراك «تهرقا» مع «شبتاكا» في عرش الملك واهية الأساس.

هذا؛ ويلحظ أن إعادة نظر مكأدم في تاريخ ملوك «كوش» قد حدا به إلى جعل «شبتاكا» يحكم مدة خمس عشرة سنة، على أن آخر تأريخ معروف له هو السنة الثالثة، والواقع أنه حتى لو قبلنا أنه في عهده عاق النشاط الفني عقبات سياسية واقتصادية فإن العدد المحدود نسبيًّا للآثار الملكية الضخمة والصغيرة منها إذا ما قرنت بسلسلة الآثار الهامة التي أنجزها كل من «شبكا» «وتهرقا» تجعل حكمه أقصر مما فرضه مكأدم، والواقع أن جهلنا الفعلي بمدة حكم هذا الملك تجعل موضوع التأريخ المطلق للعهد الكوشي أمرًا مبهمًا.

والواقع أن العناصر التي في متناولنا من جهة أخرى لأجل تقرير هذا التأريخ هي بلا نزاع غير كافية أبدًا:

فنجد أولًا أن المدد التي حصلنا عليها مما نقله إلينا «مانيتون» (راجع Manethon ed. Waddel 167–169) خاطئة جدًّا فيما يخص «شبكا» فقد ذكر اثنتي عشرة سنة بدلًا من خمس عشرة سنة على الأقل، وذكرت أن «تهرقا» حكم عشر سنين بدلًا من ست وعشرين سنة، وكذلك نجد ما لا يُعقل فيما يخص «شبتاكا»؛ فقد ذكر كل من «سنسيلس» «ويوزيب» أنه حكم اثنتي عشرة سنة، وذكر إفريكانوس أنه حكم أربع عشرة سنة.

وإذا رجعنا إلى التأريخ الذي جاء في التوراة فإنه قد حاد عن الصواب؛ فنجد أنه من المتفق عليه غالبًا أن نأخذ بما جاء في كتاب (الملوك الثاني الإصحاح 19 سطر 9) وعلى حسبه نجد أن «تهرقا» ملك «كوش» قد صعد على «سنخرب» في السنة الرابعة عشرة من عهد حزقيا Ezechias 701ق.م وذلك على فرض أن «تهرقا» قبل أن يكون ملكًا بطبيعة الحال كان يقود جيوش «شبكا» وهو الذي تحت حكمه قد اعترف أنه قد نزل إلى مصر، وذلك على حسب متن «تانيس» المهشم الذي كان وقتئذٍ المتن الوحيد المعروف، ونحن نعلم الآن من رواية متن «الكوة» الخاص بالفيضان، وكذلك من اللوحة رقم 4 سطر 8 وهما اللتان نعرف منهما أن «تهرقا» قد أتى إلى مصر في عهد «شبتاكا»، أن مثل هذا التفسير الذي نجده في التوراة يقرر الآن أن خلف «شبكا» قد حكم فعلًا في عام 701 ق.م، غير أنه من الأمور المضللة أن نبني تأريخ الأسرة الخامسة والعشرين على تفسير معادٍ لمتن لا يعكس علينا إلا ضوء رواية محرفة.

ولدينا لوحة هبة عثر عليها في هربيط ومؤرخة بالسنة الثانية من عهد الملك «شبكا» (Louvre E. 10571, of. G.L.R, 1,13, II) يظهر أنها تبرهن على أنه في هذه السنة كان خلف «بيعنخي» قد فتح الدلتا فعلًا بانتصاره على «بوكاريس»، ولما كانت متون سرجون تسمح بوضع هذا الفتح بعد السنة 715 ق.م، أو على أكثر تقدير عام 711ق.م (راجع Meyer, Gesch due Altert. III, (ed. 1938), 41) فإنه يمكننا أن نعترف أن السنة الثانية من عهد «شبكا» تقع بين تاريخين محددين، وهما السنة (714) «ويكون الفتح قد حدث في خلال السنة الثانية من حكمه» والسنة (711) «ويكون في هذه الحالة قد حدث في السنة الأولى من حكمه».

هذا؛ وقد جاء في رواية عن «هردوت» (Herod. II, 137) على حسب رأي «كافنياك» أن سيادة الكوشيين على مصر قد حُددت بنحو خمسين سنة، أو بعبارة أدق على أرض الدلتا. هذا ولما كنا نعلم أن تسلط «بسمتيك الأول» على «منف» قد حُدد بعام 664 ق.م فإنه من المستطاع تحديد مجيء «شبكا» إلى مصر حوالي 714ق.م، وهي حادثة على حسب ما جاء في لوحة الهبة كان يمكن أن توضع في سنة من السنتين الأوليين لحكم هذا الملك.

وعلى أية حال سواء أكان هناك اشتراك في الحكم أم لا فإنه يمكن أن نضع مع التحفظ القائمة التالية عن تواريخ ملوك «كوش» وهي قريبة جدًّا من القوائم الأخرى: حكم «شبكا» من 715–701 ق.م، «شبتاكا» من 701–689 ق.م، «وتهرقا» من 689–664 ق.م (راجع Bull. Inst. F. Tom LI, p. 27) ، وهذا لا يختلف كثيرًا عما أوردناه في الجزء الأول من تاريخ السودان (راجع مصر القديمة الجزء العاشر (.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).