أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2022
![]()
التاريخ: 12-6-2021
![]()
التاريخ: 25-7-2019
![]()
التاريخ: 24-8-2022
![]() |
أهمية الاتصال من خلال التلفزيون
التلفزيون وسيلة اتصال جماهيرية معاصرة، أصبح يحظى بأهمية كبيرة لدى جميع الشعوب وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية، إذ لا يمكن الاستغناء عنه في أي من المجتمعات النامية أو المتقدمة لما يقوم به من وظائف حيوية في التعليم والثقافة والإعلام ونشر المعلومات والمعارف والمفاهيم الفكرية والممارسات الاجتماعية والنفسية المؤثرة في السلوك الفردي والجماعي للمجتمعات الحديثة، من خلال المعاني والدلالات التي تحملها البرامج التلفزيونية المنوعة التي أعدت بإتقان لإثارة المشاعر والعواطف والأحاسيس التي تؤثر في مواقف الأفراد إزاء الموضوعات المختلفة وانعكاسات ذلك على مستقبل المجتمعات المعاصرة، لذلك يعد الاتصال من خلال التلفزيون ظاهرة نفسية واجتماعية وسياسية بالغة الخطورة والتعقيد، لما للتلفزيون من دور إقناعي مؤثر في العلاقات الاجتماعية المعاصرة، ومثل هذا الأمر يدفعنا إلى ضرورة الاهتمام بالنتائج العملية التي تتركها النماذج والكيفيات المتعددة لاستخدام قنوات البث التلفزيوني في نطاق الاتصال الإلكتروني الجمعي الذي أخذ يستحوذ على اهتمام كبار علماء الاجتماع والاتصال وعلم النفس والسياسة والمهتمين بالانعكاسات المستقبلية لوسائل الاتصال الجماهيري على المجتمعات، وما تتركه من آثار سياسية واجتماعية ونفسية بالغة الدقة والتعقيد كان للتلفزيون فيها آثار عميقة وواضحة.
إن التلفزيون يتميز عن غيره من وسائل الاتصال الجماهيري الأخرى بقوة التأثير الناتجة عن تفرده ببعض الخصائص التي تؤثر في المشاهد وتجذبه من خلال تقديمه الصوت والصورة معاً في آن واحد، كما أن طبيعة التلفزيون تجعله سهل الوصول إلى إدراك المشاهد ببساطة من دون أن يبذل أي جهود كبيرة عن طريق ما يقدمه من مواد فنية مصورة بأساليب علمية وألوان طبيعية جعلت من التلفزيون أكثر جاذبية وإغراء، فضلاً عن وجوده في المساكن مع الناس يسهل لهم متابعة برامجه للتسلية وللاطلاع على الأحداث والوقائع التي ينقلها من أماكن حدوثها في زمن حدوثها نفسه بشكل فوري ومباشر، كما أن الصوت والصورة في الوسائل المرئية تغلبت على حواجز الأمية والتباين الثقافي بين المجتمعات، مما جعل من الإذاعة والتلفزيون وسائل إقناعية تخدم عمليات التنمية لمختلف المجتمعات، وهذا ما جعل من التلفزيون قوة لا تضاهيها أو توازيها قوة أخرى من حيث دقة التعبير عن المشاعر والأحاسيس الإنسانية وعمقها.
وبذلك فإن التلفزيون هو النافذة التي يطل من خلالها المشاهد على العالم الواسع المحيط به، وهذه النافذة يجب أن تعبر بصدق عن خصائص التلفزيون التي تمتاز بأن لها القدرة على حملنا والانتقال بنا في أماكن لم نرها من قبل، ولم نكن لندخلها لولا هذه الوسائل التقنية التي تنقلنا إلى العالم المحيط بنا وتنقل العالم لنا ببساطة ودقة ووضوح، فضلاً عن أن هذه التقنيات تزودنا بخبرات وتجارب وممارسات تطلعنا من خلالها على مشاهد واقعية من حياة الشعوب الأخرى المنتشرة في كل أرجاء سطح الكرة الأرضية، ومن هذا المنطلق أضحى التلفزيون أهم متغير في حياة الإنسان المعاصر؛ لأن القدرة على الإلمام بالعالم المحسوس وهو يسير في دورته الحياتية العادية يعد من أكبر التحديات التي واجهت التلفزيون واختبرت قدراته الحقيقية.
ولكن على الرغم من كل ما قيل عن إمكانيات التلفزيون وقدراته الخارقة لا يمكن التسليم بموضوعية النقل التلفزيوني و واقعيته مادام الإنسان هو الذي يتحكم بعمليات النقل، ومادامت له مصالح ومقاصد من وراء استخدام هذه الوسيلة، لهذه الأسباب وغيرها نجده يوظف وسائل الاتصال الجماهيري لصالح الجهات الممولة والموجهة لهذه الوسائل إرضاءً لرغباتها وتحقيقاً لأهدافها، وبالتالي فإنه من الممكن أن تستغل هذه الوسائل لأغراض ودوافع ونوازع ورغبات تبتعد بها عن وظائفها الإنسانية وتفرغ مضامينها من الموضوعية، لكن على الرغم من ذلك كله فإن المتلقين أيضاً لهم أهداف وحاجات ودوافع ورغبات من تعاملهم مع وسائل الإعلام، تجعلهم انتقائيين في عمليات التعرض لوسائل الاتصال الجماهيري، وبالرغم من المصالح المتعارضة لكل من المرسل والمستقبل لا يمكن اعتبار التلفزيون مصباحاً خالياً من الإبداع والتجديد على المستويين الفني والفكري، وإلا لما كانت له كل هذه الأهمية على جميع المستويات المحلية والإقليمية.
وعلى الرغم من ذلك ذهبت دراسات أخرى إلى تأكيد أهمية الوسيلة على المضمون الفني والفكري من حيث التأثير على الأفراد والمجتمعات، وأكد هذا الاتجاه عالم الاتصالات مارشال ماكلوهان في قوله الوسيلة هي الرسالة، وقد أراد من هذا التعبير أن يؤكد أن للوسيلة التقنية أهمية المضمون نفسه الذي تبثه وسائل الاتصال الجماهيري بل هي المضمون ذاته، ثم يضيف إن لكل جمهور شاشته التي تتحرك بها الصور الملونة بأساليب مشحونة بالمتعة والجاذبية، مما يؤكد الأهمية الإقناعية للتلفزيون، وهناك أدلة كثيرة تؤكد هذه الأهمية منها على سبيل المثال تقديم مباراة رديئة في التلفزيون يعد أفضل من تقديم مباراة عالية المستوى في الراديو، وإن عرض مباراة في الراديو هو أفضل من عرضها على صفحات الصحف.
إن هذه الأدلة وغيرها كثير تؤكد أهمية الظاهرة السمعية البصرية بوصفها ظواهر إقناعية معاصرة غيرت من شكل الحياة الاجتماعية للكثير من الأمم والشعوب، ولهذه الأسباب وغيرها احتل التلفزيون مكانة أحدثت جدلاً عالمياً، خلصت نتائجه إلى أن من يتحكم بهذه الوسيلة من خلال استراتيجية علمية واضحة وهادفة وشاملة قد يتحكم بالعالم بشكل أو بأخر، من خلال السيطرة على عقول الجماهير وإقناعهم بأهمية ومصداقية ما يروج له، وأشار العديد من علماء الاتصال والاجتماع إلى التطور الملحوظ الذي بلغته وسائل الإعلام الجماهيري وكان على رأسها التلفزيون الذي أضحت له قدرات متنامية على إحداث التغيرات الإيجابية والسلبية على مجمل العلاقات الاجتماعية، مما يدعو إلى التأمل والتفكير الجدي لما يمكن أن يحدثه هذا الجهاز الخطير من انعكاسات على حياة الأفراد والمجتمعات، لذلك يمكن القول إن التلفزيون يتصف بخصائص ومزايا عديدة ينفرد ببعضها ويشترك مع وسائل الإعلام ببعضها الآخر، ويمكن إيجاز هذه الخصائص بالآتي:
1- إنه أقرب وسيلة للاتصال المواجهي؛ لأنه يجمع بين الصوت والصورة واللون والحركة، ويتفوق على الاتصال الشخصي أو المواجهي في أنه يستطيع أن يكبر الأشياء الصغيرة ويصغر الأشياء الكبيرة، ويحرك الأشياء الثابتة ويثبت أو يسكن الأشياء المتحركة.
2. التلفزيون وسيلة اتصال فورية: إذ إن هذه الوسيلة يكون بمقدورها تقديم مادة إعلامية في زمن حدوثها نفسه من خلال عمليات النقل المباشر للأحداث.
3- يعد التلفزيون وسيلة ناجحة ومهمة للإعلان؛ لأنه يسمح بتقديم الإعلانات المصورة بألوانها الطبيعية ويعكسها كما هي على أرض الواقع، ويضخم من صفات وخصائص الأشياء التي يعرضها إلى حد المبالغة من أجل تسهيل تسويقها من خلال عمليات الترويج.
4- التلفزيون وسيلة اتصال تعليمية ناجحة لما يتصف به من خصائص تمكنه من تقديم المادة التعليمية بأساليب متنوعة لا تثير الملل ويسهل فهمها وتفسيرها، فضلاً عن إمكانياته العالية في تقديم الرسوم والأشكال التوضيحية باللون والحركة.
من ذلك يتبين أن للتلفزيون سعة انتشار كبيرة ووظائف وأدواراً متعددة ومعقدة في المجتمعات المعاصرة.
|
|
النوم 7 ساعات ليلا يساعد في الوقاية من نزلات البرد
|
|
|
|
|
اكتشاف مذهل.. ثقب أسود ضخم بحجم 36 مليار شمس
|
|
|
|
|
معهد القرآن الكريم النسوي يقدم محاضرة معرفية استعداداً لشهر رمضان المبارك
|
|
|