أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-6-2021
1788
التاريخ: 2-9-2020
3874
التاريخ: 2-9-2020
2846
التاريخ: 15-6-2022
15107
|
تدور معظم الانتقادات الموجهة إلى وسائل الاتصال الجماهيري حول مضمونها الخاص بالتسلية : التركيز على التسلية أكثر من المعلومات ، والافتقار إلى تنوع المواد المقلعة للقراء ، والمشاهدين ، والمستمعين من جميع المستويات الثقافية ، والافتقار إلى الهدف الاجتماعي ذي المغزى في الكثير من المواد المقدمة، والذوق الفقير الذي يفتقد الصراحة ، والسلوك المعادي للمجتمع بما يقدم للمستمعين على أسس تهدف إلى الإثارة أو تحريك العواطف ، ومن الضروري أثناء فحصنا لهذه الانتقادات أن نتعرف على طبيعة وظيفة التسلية .
من المعروف تاريخيا أن وسائل الاتصال الجماهيري التي تذاع أخبارها و آراؤها ،
تقوم كذلك بتسلية قرائها ومشاهدتها ومستمعيها . والحقيقة هي أن بعض وسائل الاتصال تكرس معظم وقتها ومساحتها للتسلية ، ولا تقدم إلا جزءا صغيرا نسبيا لنشر الخبر والرأي . وفي وسائل الاتصال الأخرى وبالذات الجرائد تسود وظيفتا الخبر والرأي . وتختلف درجة وجودة ما نطلق عليه اسم التسلية على أوسع نطاق ، حتى في داخل الوسيلة الواحدة ، حب خصائص المادة المعروضة ونوايا منتجي الوسيلة الاتصالية .
ونجد في بعض الحالات أن الهدف يرمي إلى تحقيق المتعة الذوقية بصورة مبدئية . ويستقبل المستمعون الإحساس بالمتعة كرد فعل سائد . ونرى الأمثلة على ذلك في قراءة قمة خيالية ، أو شعر جيد في الكتب والمجلات ، أو مشاهدة بعض الأفلام ، أو الاستماع إلى الموسيقى من الإذاعة ، أو مشاهدة دراما تليفزيونية متميزة ، أو رؤية بعض نوعيات الصور الفوتوغرافية . وفي حالات أخرى يسود تعريف أبسط للتسلية من حيث إما : " تمتع ، وتنبه ، وتسلى " ويصدق ذلك على الكثير من مواد الوسائل المطبوعة ، والأفلام والإذاعة ، والتليفزيون ، بما فيها تلك التي تقدم فيها التسلية الخارجية مع الخبر والرأي .
والحقيقة أننا كلما تحرينا بعمق أكثر العلاقة بين التسلية ، وبين الخبر و الرأي ، كلما لاح لنا الخيط الفاصل بينهما واهيا جدا - إن المادة المطبوعة والمذاعة التي يعتقد المستقبل أما مقدمة خصيصا لتسليته قد تحمل في حقيقتها رسالة اجتماعية أو سياسية قد ترتبط ارتباطا شديدا بأخيار اليوم . وعلى العكس فإن مقدمي الأخبار يستخدمون في الغالب أساليب التسلية مثل التشويق ، وتغيير سرعة الإرسال ، والصراع ، والتنافر لإعطاء المعلومات شكلا دراميا ، وعلى ذلك فإنهم يضخمون من تأثيرها على العديد من قرائهم ومستمعيهم.
وتبين دراسة أجريت على الجرائد اليومية أن اصطلاح " تمنع ، وتنبه ، وتسلى " يتطبق على العديد من القصص الخبرية المنثورة خاصة الموضوعات ذات الاهتمام الإنساني التي ينشرها معظم المحررين كما لو كانت هي التوابل التي تضاف إلى قائمة الطعام الدسم من الأنباء السياسية والاقتصادية ، وتنطبق هذه الكلمات مباشرة على تصميمات المواد الفكاهية ، ولوحات الرسوم الهزلية ، والصفحات الطريفة ، ومسابقات الكلمات المتقاطعة التي تظهر في معظم الجرائد اليومية . ونفس التعريف يتطبق أيضا على المجلات التي تنشر فيها الرسوم الكوميدية ، والشعر السهل المنظوم للتسلية ، والمقالات الساخرة ، وجميعها تنشر في نفس الطبعة مثل المواد الجادة ذات الطابع السياسي ، والحقيقة أن هذه المقتطفات من التسلية المبالغ فيها توضع غالبا في الصفحات الأخيرة من الجريدة أو الكتاب لتخفيف وقع المواد المطولة ، والمساعدة على اجتذاب القارئ نحو الإعلانات ، ويوجد فى وسائل الاتصال الأخرى مثل السينما والتليفزيون والإذاعة والكتب تداخل مشابه بين وظائف التسلية والخبر والرأي سواء عن قصد أو غير قصد .
ومن الضروري لفهم الدور المزدوج لوسائل الاتصال الجماهيري أن نتذكر أن الكائن البشرى يتعلم شيئا عن معظم اللحظات المهمة في حياته سواء كان يعرفها أم لا . ويصدق ذلك عندما يتعرض لموضوعات وسائل الاتصال الجماهيري . وحتى عندما شاهد فيلما مرعبا في سينما السيارات ، فإنه يكتسب القليل من المعلومات الجديدة أو يتعمق في دواخل السلوك الإنساني حتى لو لم يتعد ذلك مجرد المعرفة الجديدة التي يسعى إليها الكثير من رفاقه بشغف للهروب من الحقائق المؤلمة عن الحياة اليومية مما يجعلهم يدفعون أثمان التذاكر ليجلسوا في الظلام يشاهدون وحشا من الورق المقوى يظهر على الشاشة ليثير فيهم الرعب . أما قارئ الجريدة الذي يتجه الى مسابقة الكلمات المتقاطعة بحثا عن دقائق قليلة من الاسترخاء فإنه يجد نفسه يحفظ كلمات تكون من حرفين أو ثلاثة لأن مصمم المسابقة وجد صعوبة في إتمام تصميم المسابقة لو لا هذه
الكلمات القصيرة . أما مشاهد التليفزيون فإنه يرى ويسمع قارئ النشرة الإخبارية وهو يستضيف مسئولا أمريكيا يقول إن الاتحاد السوفيتي قضى عشرين عاما متخلفا عنا في الجوانب المادية للحياة . وفيما يعد أثناء فترة السهرة فإن إعادة عرض فيلم قديم يأتي إليه في منزله برسومات تبين له مدى تطور طرازات العيارات والأجهزة المنزلية على مدى عقدين من الزمان . إن مشاهدته لهذه المقتطفات المرئية بينما يتابع هدفه الرئيسي وهو التسلية ، تساعده على الإلمام الأفضل بحركة تقدم التاريخ في القرن العشرين : يقدم الفيلم التليفزيوني القديم للمشاهد إطارا منظورا كمرجع للتقرير الإخباري .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم الهدايا والنذور يوضح آلية العثور على مفقودات الزائرين وطريقة استعادتها
|
|
|