((في غضون شهر واحد فقط، رأيت تغييرًا كبيرًا في ابنتي. عندما أستطيع تلافي شعور الانزعاج، وأحول الأمور بدلا من ذلك إلى لعبة أو مزحة، مع مواصلة تطبيق القواعد، لا تداهمها نوبات الغضب. تصغي بشكل أفضل عندما أقول لا، وتصير أسعد وألطف ببساطة. الأمر، كله، يتعلق بأن أحسن أنا التصرف، فتفعل المثل هي الأخرى!)). بريان، أم لطفلة في سن العامين

يسألني الآباء كثيرًا عن القواعد المهمة لتنشئة أطفال رائعين. ويبدو لي أن أهم قواعد تنشئة أطفال مذهلين هي القواعد التي تسري علينا نحن، وليس على أطفالنا. نبدأ بتحمل المسؤولية عن أنفسنا، وننتهي بالتواصل قاعدة نهائية. أما كل ما بينهما فيدور حول التدريب طويل الأمد.

1. أهم مهارة تربوية: تحكَّم في نفسك. اعتني بنفسك حتى لا تصبي جام غضبك على طفلك. تدخلي قبل أن تخرج مشاعرك عن السيطرة. احتفظي بكأسك ملآنة. كلما اعتنيت بنفسك برأفة أكبر زاد مقدار الحب والرأفة الذي تكنينه لطفلك. تذكَّري أن طفلك سيفعل كل شيء تفعلينه، سواء أكان ذلك صياحًا أم إبداء ملاحظات مهينة حول جسدك.

2. أهم التزام تربوي. كن نصيرا لابنك ولا تفقد الأمل فيه. أنت لا تصيح في الزهرة التي لا تتفتح، بل تسقيها. قدر طفلتك كما هي واستجب لما تحتاج إليه، وليس ما تظن أن عليها أن تحتاج إليه. كل طفل يستحق شخصا واحدا على الأقل يقف بجواره بنسبة 110 في المائة. وذلك لا يعني أن طفلك دائمًا على حق. وإنما يعني أنه يستحق دائما الجهد الإضافي، وأن كل بذرة حب تزرعها في طفلك تُحدث فرقا إيجابياً.

3. أهم سِر تربوي: التأديب لا يفلح، رغم كل الكتب التي أُلفت بشأنه. العقاب دائما ما يزيد سلوك طفلك سوءا. وتجنبه هو أهم شيء يمكنك فعله لتنشئة أطفال يتسمون بالمسؤولية ومراعاة المشاعر. بدلا من العقاب، وجه بلطف، وضع حدودًا للسلوك، لكن لا تنس التعاطف مع المشاعر، بما فيها تلك المشاعر التي تراود طفلك إزاء الحدود التي وضعتها. كل من التعاطف والتوجيه / الحدود ضروري، ولا ينجح أيهما بمفرده.

4. ما يحتاج إليه الأطفال ولا يخبرك به أحد: مكان آمن للتعبير عن المشاعر في حين ((تستمع)) أنت. إذا كنت تريد أن تنشئ طفلا قادرًا على التحكم في سلوكه، عليه أو لا أن يتحكم في العواطف التي تسوق ذلك السلوك. وإذا كنت تريد طفلا يستطيع التحكم في عواطفه، فلا بد أن يعرف أولا أن لديه مكانًا آمنا (ذراعيك) للبكاء والانفجار غضباً حيث لن يسكته أحد الضحك يبدد التوتر مثلما تفعل الدموع، لذا فإن اللعب مع الأطفال هو أيضًا وسيلة مذهلة لدعمهم في التعبير عن مخاوفهم وإحباطاتهم. الأطفال الذين يحصلون على مساعدة مع عواطفهم الجارفة وهم صغار يتعلمون التحكم في مشاعرهم الخاصة (ومن ثُمَّ سلوكهم) في سن مبكرة.

5. ما تتمنى طفلتك أن تدركيه: إنها مجرد طفلة، وهي تحاول بأقصى ما تستطيع. توقعي سلوكا يتناسب مع عمرها، وليس الكمال، وأبقي أولوياتك واضحة طفلتك تتشكل أمام عينيك - ما زالت بعد في طور النمو، وسوف تكبر وتتخلص من معظم سلوكياتها غير اللائقة. غرفتها الفوضوية تحمل أهمية أقل بكثير من الطريقة التي تعامل بها أخاها الصغير.

6. الشعار الأهم لا تأخذ الأمور على محمل شخصي. مهما يكن ما يفعله طفلك، فسوف يسهل عليك الاستجابة بتفهم إن رصدت اللحظة التي يُسحب فيها زنادك. الأمر لا يتعلق بك، بل بطفلك، الإنسان غير الناضج الذي يبذل قصارى جهده للتعلم والنمو، بدعم منك. طوِّر حس الدعابة. سيساعدك هذا أيضًا على تجنب صراعات السلطة. لا أحد يفوز في صراعات السلطة. لا تصر على أن الحق معك، ساعده على حفظ ماء وجهه عندما يلعب على أوتارك الحساسة، استخدم هذا فرصة للتنقيب عن ذلك الوتر حتى لا يعود يتحكم فيك.

7. ما تحتاج إلى تذكره في الأوقات الصعبة: كل سلوك سيئ ينبع من احتياجات أساسية غير ملباة. لبِّ احتياجاتهم من النوم والتغذية ووقت الاسترخاء والمعانقة والتواصل والمرح والإتقان والأمان.

دع الأطفال يعرفوا سابقا السلوك الذي تتوقعه منهم. انصب لهم ((سقالات)) - علّمهم خطوة بخطوة - حتى يستطيعوا التحكم في ما هو متوقع منهم. الأطفال يريدون أن يكونوا ناجحين (إن عجزوا عن ذلك، فتلك مشكلة في العلاقة وليست في السلوك).

8. أفضل خبير تربية؟ إنه طفلك. دعه يُخبرك بما يحتاج إليه، منذ نعومة أظفاره فصاعدًا. أنصت له بقلبك. كن على أهبة الاستعداد للتغيير والنمو - وتعلم الاستمتاع بهذه العملية.

9. الثابت الوحيد؟ إنه التغيير. ما نجح بالأمس لن ينجح غداً. لذلك يجب أن يتطور أسلوبك في التربية مع تطور أطفالك. يبدو أن كل واحد منا يحظى بالطفل الذي يعلمه كل ما يحتاج إلى معرفته.

10. أكثر ما يهم: أن تبقى على اتصال وألا تسحب حبك أبدا، ولو للحظة واحدة. السبب الأعمق وراء تعاون الأطفال هو حبهم لك ورغبتهم في إرضائك. احمِ علاقتك بطفلك قبل كل شيء. فبها تكمن سلطتك الوحيدة للتأثير في طفلك بأي شكل وهي أيضا أكثر ما يحتاج إليه طفلك. وذلك القرب هو ما يجعل كل تضحيات التربية تستحق العناء.