المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



[شهادة الصحابة في خلافة علي على حديث الغدير]  
  
4582   08:34 صباحاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص72-73
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

استشهد علي (عليه السلام) في خلافته جماعة من الصحابة على حديث الغدير في السيرة الحلبية : قد جاء إن عليا قام خطيبا ثم قال أنشد الله من شهد يوم غدير خم الا قام ولا يقوم رجل يقول أنبئت أو بلغني الا رجل سمعت أذناه ووعى قلبه فقام سبعة عشر صحابيا وفي رواية ثلاثون صحابيا وفي المعجم الكبير ستة عشر وفي رواية اثنا عشر فذكر الحديث وعن زيد بن أرقم كنت ممن كتم فذهب الله ببصري وكان علي دعا على من كتم انتهت السيرة الحلبية ؛ وقال ابن كثير في تاريخه : اورد ابن ماجة عن عبد الله ابن الإمام احمد في مسند أبيه بعدة أسانيد عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قال نشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول يوم غدير خم ما قال الا قام فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لعلي يوم غدير خم أ ليس رسول الله أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال وفي بعضها زيادة وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأورد فيه أيضا بعدة أسانيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى نحوه ، وفي بعضها فقام اثنا عشر رجلا فقالوا قد رأيناه وسمعناه حيث اخذ بيده يقول اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله الا ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فاصابتهم دعوته .

وأورد عنه أيضا بعدة أسانيد عن جماعة منهم أبو الطفيل قال جمع علي الناس في الرحبة يعني رحبة مسجد الكوفة قال أنشد الله كل من سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ناس كثير فشهدوا حين اخذ بيده فقال للناس أ تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت كان في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له أني سمعت عليا يقول كذا وكذا قال فما تنكر سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول ذلك له هكذا ذكره الإمام أحمد في مسند زيد بن أرقم اه .

وفي الخصائص بسنده عن عمرو بن سعد أنه سمع عليا وهو ينشد في الرحبة من سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه فقام ستة نفر فشهدوا وبسنده عن سعيد بن وهب أنه قام صحابة ستة وقال زيد بن يثيع وقام مما يلي المنبر ستة فشهدوا انهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه وفيه أخبرنا أبو داود حدثنا عمران بن ابان حدثنا شريك حدثنا أبو إسحاق عن زيد بن يثيع سمعت علي بن أبي طالب يقول على منبر الكوفة أني أنشد الله رجلا ولا يشهد الا أصحاب محمد سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام ستة من جانب المنبر وستة من جانب المنبر الآخر فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول ذلك قال شريك فقلت لأبي إسحاق هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال نعم ، قال أبو عبد الرحمن هو النسائي : عمران بن ابان الواسطي ليس بقوي في الحديث وبسنده المتعدد عن فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال جمع علي الناس في الرحبة فقال أنشد بالله كل امرئ سمع من رسول الله (صلى الله عليه واله) قال يوم غدير خم أ لستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم وهو قائم ثم اخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال أبو الطفيل فخرجت وفي نفسي منه شئ فلقيت زيد بن أرقم فأخبرته فقال تشك انا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه واله) وبسنده عن سعيد بن وهب قال علي في الرحبة أنشد بالله من سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم غدير خم يقول إن الله ورسوله ولي المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره قال سعيد قام إلى جنبي ستة قال زيد بن يثيع قام عندي ستة وقال عمرو ذو مر أحب من أحبه وابغض من أبغضه وساق الحديث وبسنده عن عمرو ذي مر شهدت عليا بالرحبة ينشد أصحاب محمد أيكم سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول يوم غدير خم ما قال فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من نصره وبسنده عن سعيد بن وهب قال علي في الرحبة أنشد بالله من سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم غدير خم يقول الله وليي وانا ولي المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره فقال سعيد قام إلى جنبي ستة وقال حارثة بن نصر قام ستة وقال زيد بن يثيع قام عندي ستة وقال عمرو ذو مر أحب من أحبه وفي أسد الغابة بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس أنشد الله من سمع رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول يوم غدير خم أ لست أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم قلنا بلى يا رسول الله فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وقد روي مثل هذا عن البراء بن عازب وزاد فقال عمر بن الخطاب يا ابن أبي طالب أصبحت اليوم ولي كل مؤمن اه .

قال المفيد في الارشاد : وكان في حجة الوداع من فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي اختص به ما شرحناه وانفرد فيه من المنقبة الجليلة ما ذكرناه وكان شريك النبي في حجه وهديه ومناسكه ووفقه الله تعالى لمساواة نبيه في نيته ووفاقه في عبادته وظهر من مكانه عنده وجليل محله عند الله سبحانه ما نوه به في مدحته وأوجب له فرض طاعته على الخلائق واختصاصه بخلافته والتصريح منه بالدعوة إلى اتباعه والنهي عن مخالفته والدعاء لمن اقتدى به في الدين وقام بنصرته والدعاء على من خالفه واللعن لمن بارزه بعداوته وكشف بذلك عن كونه أفضل خلق الله تعالى وأجل بريته وهذا مما لم يشركه فيه أيضا أحد من الأمة ولا تعرض منه بفضل يقاربه على شبهة لمن ظنه أو بصيرة لمن عرف المعنى في حقيقته والله المحمود اه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.