المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

جزيئة H+2 الجاسئة Rigid H+2 Molecule
6-10-2020
النـدب القضاة
23-6-2016
Phonotactic patterns
2024-05-20
تفاعلات كرة المنضدة (تفاعلات بنك - بونك) Ping- Pong reactions
2023-11-22
مرض الفيوزاريوم على أبصال النرجس
2024-07-22
مصادر خارجية أو عامة
11-12-2019


ولادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب « عليه السلام »  
  
324   12:04 صباحاً   التاريخ: 2024-09-09
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج1، ص177-187
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2017 2962
التاريخ: 20-01-2015 3429
التاريخ: 22-11-2015 3523
التاريخ: 9-5-2016 3233

1 . قالوا إن ولادة علي ( ( ع ) ) في الكعبة متواترة عندهم ، ثم أنكروها !

قال الحاكم في المستدرك : 3 / 483 ه : « تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، في جوف الكعبة » .

وقال في أعيان الشيعة : 1 / 323 : « ورد أنه ( عليه السلام ) ولد في جوف الكعبة أعزها الله ، في يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب ، وأن هذه فضيلة اختصه الله بها ، لم تكن لأحد قبله ولا بعده . وقد صرح بذلك عدد كبير من العلماء ورواة الأثر ، ونظمها الشعراء والأدباء ، وذلك مستفيض عند شيعة أهل البيت « عليهم السلام » ، كما أنه كذلك في كتب غيرهم ، حتى لقد قال الحاكم وغيره : تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد . الخ . » . قال السيد الحميري المتوفى سنة 173 :

ولدته في حرم الإله وأمنه * والبيت حيثُ فناؤه والمسجدُ

بيضاءُ طاهرة الثياب كريمةٌ * طابت وطاب وليدها والمولد

في ليلة غابت نحوس نجومها * وبدا مع القمر المنير الأسعد

ما لفَّ في خرق القوابل مثله * إلا ابنُ آمنةَ النبيُّ محمدُ

وقال في الصحيح من سيرة الإمام علي ( عليه السلام ) : 1 / 98 : « لكن نفوس شانئي علي ( عليه السلام ) قد نفست عليه هذه الفضيلة التي اختصه الله بها ، فحاولت تجاهل كل أقوال العلماء والمؤرخين ورواة الحديث والأثر ، والضرب بها عرض الجدار ! حيث نجدهم وبكل جرأة ولا مبالاة ، يثبتون ذلك لرجل آخر غير علي ( عليه السلام ) ، بل ويحاولون التشكيك في ما ثبت لعلي أيضاً ، حتى لقد قال في كتاب النور : حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة ، ولا يعرف ذلك لغيره ! وأما ما روي من أن علياً ولد فيها فضعيف عند العلماء » !

وقال المعتزلي في شرح النهج : 1 / 14 : « كثير من الشيعة يزعمون أنه ولد في الكعبة والمحدثون لا يعترفون بذلك ، ويزعمون أن المولود في الكعبة حكيم بن حزام » .

أقول : أول من ادعى ولادة حكيم في الكعبة ابن عمه الزبير بن بكار ، في كتابه : جمهرة نسب قريش : 1 / 353 ، قال : « دخلت أم حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش وهي حامل متمٌّ بحكيم بن حزام ، فضربها المخاض في الكعبة ، فأُتيت بنطع حيت أعجلتها الولادة ، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع » .

ويكفي لرده أنه لم يروه إلا الزبيريون ، وبغضهم لعلي ( عليه السلام ) مشهور للعام والخاص . قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين / 315 ، عن عبد الله بن الزبير : « وهو الذي بقي أربعين جمعة لا يصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) في خطبته ، حتى التاث عليه الناس ، فقال : إن له أهل بيت سوء إذا صليت عليه أو ذكرته أتلعوا أعناقهم واشرأبوا لذكره وفرحوا بذلك ، فلا أحب أن أقر عينهم بذكره » ! وهذا من غرائب النصب والحقد !

2 . رواية يزيد بن قعنب

وتدل شهادة الحاكم : 3 / 483 بأن ولادة علي ( عليه السلام ) في الكعبة متواترةٌ عند الجميع ، على أن السلطة غيبت نصوصها ، ونشرت بدلها كذبة ابن بكار الزبيري لمصلحة ابن عمه حكيم بن حزام ، وكلاهما من النواصب !

وقد ذكرنا في المقدمة أن السلطة أبادت أحاديث جابر بن يزيد الجعفي وكانت سبعين ألف حديث ، وأحاديث ابن عقدة وكانت أكثر من ثلاث مائة ألف حديث !

هذا ، وقد رويت كيفيات لولادته ( عليه السلام ) في الكعبة ، ولعل أصحها رواية يزيد بن قعنب ، التي رواها سعيد بن جبير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه « عليهم السلام » ، قال ابن قعنب « أمالي الصدوق / 194 » : « كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب وفريق من بني عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام ، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكانت حاملة به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق ، فقالت : رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) وأنه بني البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت ، وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي . قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت وقد انفتح من ظهره ودخلت فاطمة فيه ، وغابت عن أبصارنا والتزق الحائط ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عز وجل .

ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثم قالت : إني فضلت على من تقدمني من النساء ، لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سراً في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطراراً ، وإن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطباً جنياً ، وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأرزاقها ، فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف : يا فاطمة سمه علياً فهو علي والله العلي الأعلى ، يقول : إني شققت اسمه من اسمي ، وأدبته بأدبي ، ووقفته على غامض علمي ، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي ، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ، ويقدسني ويمجدني ، فطوبى لمن أحبه وأطاعه ، وويل لمن أبغضه وعصاه » !

ورُويت لولادته ( عليه السلام ) كيفية أخرى عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) عن زيدة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعدة « مناقب ابن المغازلي / 25 » قال ( عليه السلام ) : « كنت جالساً مع أبي ونحن زائران قبرَ جدنا ( عليه السلام ) وهناك نسوان كثيرة ، إذ أقبلت امرأة منهن فقلت لها : من أنت يرحمك الله ؟ قالت : أنا زيدة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعدة ، فقلت لها : فهل عندك شئ تُحدثينا ؟ فقالت : إي والله حدثتني أُمي أُم عمارة بنت عُبادة بن نَضْلَة بن مالك بن العَجلان الساعدي ، أنها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً فقلت له : ما شأنك يا أبا طالب ؟ قال : إن فاطمة بنت أسد في شدة المخاض ، ثم وضع يديه على وجهه ، فبينا هو كذلك إذ أقبل محمد ( صلى الله عليه وآله ) فقال له : ما شأنك يا عمِّ ؟ فقال : إن فاطمة بنت أسد تشتكي المَخاضَ ، فأخذ بيده وجاء وهي معه فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة ، ثم قال أجلسي على اسم الله ! قال فَطُلِقَت طَلقةً فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً منُظّفاً لم أر كَحُسنِ وجهه ، فسماه أبو طالب علياً وحَمله النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى أداه إلى منزلها ! قال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : فوالله ما سمعتُ بشئ قطُّ إلاّ وهذا أحسنُ منه » .

فرواية ابن قعنب تذكر أن فاطمة بنت أسد « عليها السلام » جاءت وحدها إلى الكعبة ، ودعت الله تعالى ، فانشق لها الجدار ودخلت .

وهذه الرواية تذكر أن أبا طالب جاء إلى المسجد الحرام فرآه النبي ( صلى الله عليه وآله ) فشكا له أن زوجته تشتكي المخاض ، فجاء بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الكعبة ، وولدت فيها .

ويمكن الجمع بينهما بأن دعاءها عند الكعبة عندما أتى بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

وتوجد رواية بكيفية ثالثة ، وإذا لم يمكن الجمع بينها ، فالمرجح رواية ابن قعنب بن عتاب التميمي ، وقد وثقوه وذكروا أنه كان فارساً ، ويظهر أنه ابن عم الحر بن يزيد الرياحي ، الذي استشهد مع الحسين ( عليه السلام ) . أنساب الأشراف : 12 / 159 .

وفي المناقب : 3 / 59 : « عليٌّ ( عليه السلام ) أول هاشمي ولد من هاشميين ، وأول من ولد في الكعبة ، وأول من آمن ، وأول من صلى ، وأول من بايع ، وأول من جاهد ، وأول من تعلم من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأول من صنف » .

3 . دلالة ولادة علي في الكعبة

في ولادته ( عليه السلام ) في الكعبة إشارة ربانية مهمة إلى مكانته عند الله تعالى ، وإن كان هو ( عليه السلام ) أفضل من الكعبة الشريفة ، كما قال الشهيد نور الله التستري في إحقاق الحق / 198 : « على أن الكلام في تشرف الكعبة بولادته فيها ، لا في تشرفه بولادته في الكعبة ، فإنه ( عليه السلام ) هو الكعبة الحقيقية لأهل الانتباه ، وقبلة إقبال المقبلين إلى الله ، كما روى عنه ( عليه السلام ) أنه قال : نحن كعبة الله ، ونحن قبلة الله » . نهج الإيمان / 569 .

4 . اسم علي واسم حيدرة

في أمالي الطوسي / 3 : « عن مكحول قال : لما كان يوم خيبر خرج رجل من اليهود يقال له مرحب ، وكان طويل القامة عظيم الهامة ، وكانت اليهود تقدمه لشجاعته ويساره .

قال : فخرج في ذلك اليوم إلى أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فما واقفه قرن إلا قال : أنا مرحب ، ثم حمل عليه فلم يثبت له . قال : وكانت له ظئر وكانت كاهنة ، وكانت تعجب بشبابه وعظم خلقته ، وكانت تقول له : قاتل كل من قاتلك وغالب كل من غالبك ، إلا من تسمى عليك بحيدرة ، فإنك إن وقفت له هلكت . قال : فلما كثر مناوشته ، وبَعُل الناس بمقامه شكوا ذلك إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) سألوه أن يُخرج إليه علياً فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) وقال له : يا علي إكفني مرحباً ، فخرج إليه أمير المؤمنين ، فلما بصر به مرحب أسرع إليه فلم يره يعبأ به ، فأنكر ذلك وأحجم عنه ، ثم أقدم وهو يقول : أنا الذي سمتني أمي مرحبا .

فأقبل علي ( عليه السلام ) بالسيف ، وهو يقول : أنا الذي سمتني أمي حيدره .

فلما سمعها منه مرحب هرب ولم يقف خوفاً مما حذرته منه ظئره ، فتمثل له إبليس في صورة حبر من أحبار اليهود ، فقال : إلى أين يا مرحب ؟ فقال : قد تسمى عليَّ هذا القرن بحيدرة ! فقال له إبليس : فما حيدرة ؟ فقال : إن فلانة ظئري كانت تحذرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة وتقول : إنه قاتلك .

فقال له إبليس : شوهاً لك ، لو لم يكن حيدرة إلا هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله ، تأخذ بقول النساء وهن يخطئن أكثر مما يصبن ، وحيدرة في الدنيا كثير ، فارجع فلعلك تقتله ، فإن قتلته سدت قومك ، وأنا في ظهرك أستصرخ اليهود لك . فرده فوالله ما كان إلا كفَوَاق ناقة حتى ضربه علي ( عليه السلام ) ضربة سقط منها لوجهه وانهزم اليهود وهم يقولون : قتل مرحب ، قتل مرحب ! » .

أقول : يظهر أن أمه سمته حيدرة وسماه أبوه علياً بتوجيه النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وحيدرة بالعربية الأسد ، وورد أن اسمه ( عليه السلام ) عند اليهود هيدار ، ففي الروضة لابن شاذان / 222 ، أن اسم النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « في التوراة : ميد ميد ، واسم وصيه : إليا ، واسمه في الإنجيل : حمياطا ، واسم وصيه فيها : هيدار »

وفي معاني الأخبار / 58 ، عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خطبة له : « اسمي في الإنجيل إليا ، وفي التوراة برئ ، وفي الزبور أري ، وعند الهند كبكر ، وعند الروم بطريسا ، وعند الفرس جبتر ، وعند الترك بثير ، وعند الزنج حيتر ، وعند الكهنة بويئ ، وعند الحبشة بثريك ، وعند أمي حيدرة ، وعند ظئري ميمون ، وعند العرب علي ، وعند الأرمن فريق ، وعند أبي ظهير » .

وفي الفضائل لابن شاذان / 175 : « وقد رويَ عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : لعلي سبعة عشر إسماً . فقال ابن عباس أخبرنا ما هي يا رسول الله ؟ فقال : اسمه عند العرب علي ، وعند أمه حيدرة ، وفي التوراة إليا ، وفي الإنجيل بريا ، وفي الزبور قريا ، وعند الروم بطرسيا ، وعند الفرس نيروز ، وعند العجم شميا ، وعند الديلم فريقيا ، وعند الكرور شيعيا ، وعند الزبح حيم ، وعند الحبشة تبير ، وعند الترك حميرا ، وعند الأرمن كركر ، وعند المؤمنين السحاب ، وعند الكافرين الموت الأحمر ، وعند المسلمين وعد ، وعند المنافقين وعيد ، وعندي طاهر مطهر ، وهو جنب الله ، ونفس الله ، ويمين الله عز وجل » .

وربما وجد ارتباط بين هيدار وقيدار ، ففي قاموس الكتاب المقدس / 751 : « قيدار : اسم سامي ، معناه قدير أو أسود ، وهو ابن إسماعيل الثاني « تك 25 : 13 » وهو أب لأشهر قبائل العرب ، وتسمى بلادهم أيضاً : قيدار » .

5 . ولد علي ( ( ع ) ) قبل البعثة بعشر سنين

كان عمر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمَّا بعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عشر سنين ، لكنه كان جسمه ببنية الخمسة عشر ، ووعقل أكبر من سنه بكثير ، ويكفي دليلاً عليه أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كلفه بدعوة بني هاشم وإعداد الطعام لهم .

قال العلامة في تذكرة الفقهاء : 6 / 196 : « يوم الثالث عشر منه ، ولد مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة » . والصحيح عشرة سنين .

وقال في الكافي : 1 / 452 : « ولد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد عام الفيل بثلاثين سنة وقتل ( عليه السلام ) في شهر رمضان لتسع بقين منه ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، بقي بعد قبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثين سنة » .

وتواترت في مصادر السنيين رواية ابن عفيف الكندي ، قال : « أول شئ علمتُ من أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قدمت مكة في عمومة لي ، فأرشدنا على العباس بن عبد المطلب ، فانتهينا إليه وهو جالس في زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده ، أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة ، له وفرة جعدة إلى أطراف أذنيه ، أشم أقنى الأنف براق الثنايا أدعج العينين ، كث اللحية دقيق المسربة ، شثن الكفين والقدمين ، عليه ثوبان أبيضان ، كأنه القمر ليلة البدر ، يمشي عن يمينه غلام أمرد حسن الوجه ، مراهق أو محتلم ، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها ، حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ، ثم استلمه الغلام ، واستلمت المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعاً ، والغلام والمرأة يطوفون معه ، ثم استلم الركن ورفع يديه وكبر ، وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه وكبر ، وقامت المرأة خلفهما ورفعت يديها وكبرت ، وأطال القنوت ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم ، ثم سجد وسجد الغلام والمرأة معه ، يصنعان مثلما يصنع يتبعانه . قال : فرأينا شيئاً لم نكن نعرفه بمكة فأنكرنا ، فأقبلنا على العباس فقلنا : يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم ، أشئ حدث ؟ قال : أجل والله ، أما تعرفون هذا ؟ قلنا : لا ، قال : هذا ابن أخي محمد بن عبد الله ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة خديجة بنت خويلد . أما والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة » . والطبراني الكبير : 10 / 183 ، شرح النهج : 13 / 225 ، شواهد التنزيل : 2 / 302 ، تاريخ دمشق : 3 / 265 ، سير الذهبي : 1 / 463 ، ما نزل من القرآن في علي لابن مردويه / 49 ، الحاكم : 3 / 183 ، الإستيعاب : 3 / 1096 ، الفصول المختارة / 273 .

وفي رواية أحمد : 1 / 209 أنه رآهم في موسم الحج في منى خرجوا من خيمة وصلَّوْا . وفي رواية : « وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر » .

6 . أخذ النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) علياً ( ( ع ) ) وهو طفلٌ فرباه ليكون له عضداً

في المناقب : 2 / 29 : « ذكر أبو القاسم في أخبار أبي رافع من ثلاثة طرق ، أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين تزوج خديجة قال لعمه أبي طالب : إني أحب أن تدفع إليَّ بعض ولدك يعينني على أمري ويكفيني ، وأشكر لك بلاك عندي .

فقال أبو طالب : خذ أيهم شئت ، فأخذ علياً ( عليه السلام ) » .

وقال علي ( عليه السلام ) : « وقد علمتم موضعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة . وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ، ويكنفني إلى فراشه ، ويمسني جسده ويشمني عرفه . وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه . وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل . ولقد قرن الله به ( صلى الله عليه وآله ) من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، ويعلمه محاسن أخلاق العالم ليله ونهاره . ولقد كنت أتبعه اتِّبَاع الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه عَلَماً ويأمرني بالاقتداء به . ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء ، فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشم ريح النبوة .

ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه ( صلى الله عليه وآله ) فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنة ؟ فقال هذا الشيطان أيس من عبادته ، إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى ، إلا أنك لست بنبي ولكنك وزير ، وإنك لعلى خير » . نهج البلاغة : 2 / 158 .

وهذا النص الصحيح يبطل قولهم إن أبا طالب « رحمه الله » كان فقيراً لا يملك قوت أولاده فأشفق عليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) والعباس ، فأخذا بعض أولاده ليخففوا عائلته ! فأخذ محمد ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) وأخذ العباس جعفراً ! وقد أفاض رواة السلطة العباسية في ذلك ، وأخذته منهم بعض مصادرنا لأن ظاهره المديح !

وأصله رواية ابن هشام : 1 / 162 ، عن ابن إسحاق ، عن مجاهد بن جبر المتوفى سنة 103 ، قال : « كان من نعم الله على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما صنع الله له وأراده به من الخير ، أن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب في عيال كثير فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعمه العباس وكان من أيسر بني هاشم : يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة ، فانطلق بنا إليه نخفف عنه من عياله آخذ من بنيه رجلاً وتأخذ أنت رجلاً فنكفلهما عنه . فقال العباس : نعم ، فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى تنكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ماشئتما . فأخذ رسول الله علياً فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه ، فلم يزل علي مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى بعثه الله نبياً فاتبعه وصدقه ، وأخذ العباس جعفراً ، ولم يزل جعفر مع العباس حتى أسلم واستغنى عنه » . والطبري : 2 / 57 ، الحاكم : 3 / 576 ، مجمع الزوائد : 8 / 153 ، الإستيعاب : 1 / 37 ، تفسير الثعلبي : 5 / 84 ، مجالس ثعلب / 15 ، تاريخ دمشق : 26 / 283 . وشرح النهج 13 / 198 . ومن مصادرنا : علل الشرائع : 1 / 169 ، كشف الغمة : 1 / 77 ، روضة الواعظين / 86 ، المناقب : 2 / 27 ، العمدة / 63 ، ذخائر العقبى / 58 ، عمدة الطالب / 59 وبحار الأنوار : 35 / 24 . . الخ .

فالرواية إنما هي قولُ مجاهد بن جبر ، مولى بني مخزوم ، وعنه أخذها الجميع ، وظاهرها مدح لعلي ( عليه السلام ) بأن فقر أبيه كان السبب في أن يربيه النبي ( صلى الله عليه وآله ) !

بل رووا عنه ( عليه السلام ) أنه قال : « أبي ساد فقيراً ، وما ساد فقير قبله » . اليعقوبي : 2 / 14 .

لكن كيف كان أبو طالب فقيراً ، وهو يطعم الحجيج ويسقيهم ! وهو ابن عبد المطلب الذي وَرَّثَه سقاية الحجيج ورفادتهم ؟ !

وقد روى مادحوا العباس أن أبا طالب اقترض منه عشرة آلاف درهم ، وأنفقها على الحجيج ، وفي السنة الثانية اقترض أربعة عشر ألفاً . تاريخ دمشق : 26 / 283 . فالذي ينفق الألوف لايعجز عن نفقة بيته وهي لا تزيد عن 500 درهم في السنة !

ومما يردُّ كلامهم أيضاً أنَّا لم نسمع شيئاً عن طالب عند حمزة ، ولا عن جعفر

عند العباس ! ولا سمعنا شيئاً عن هذه الأزمة الشديدة على قريش ، التي تفرد بذكرها مجاهد ، الذي هو صاحب ابن عباس ، وهو عباسي الهوى !

إن غرضهم إثبات فقر أبي طالب « رحمه الله » وغنى العباس ، وإنفاقه عليه وعلى أولاده ، وأن يقولوا إن أبا طالب عجز عن نفقات الرفادة والسقاية التي ورثه إياها عبد المطلب ، فاشتراها منه العباس . وأن يجعلوا نشأة علي ( عليه السلام ) عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) مصادفة ! راجع : تاريخ دمشق : 26 / 283 ، المستطرف : 1 / 289 ، أخبار مكة : 2 / 106 ، ومجالس ثعلب / 15 .

والراوي الثاني لهذه القصة فهو ابن سلام ، قال : « لما أمْعَرَ أبو طالب قالت له بنو هاشم : دعنا فليأخذ كل رجل منا رجلاً من ولدك . قال : اصنعوا ما أحببتم إذا خليتم لي عقيلاً ، فأخذ النبي علياً . . فكان أبو طالب يُدان لسقاية الحاج حتى أعوزه ذلك ، فقال لأخيه العباس بن عبد المطلب وكان أكثر بني هاشم مالاً في الجاهلية : يا أخي قد رأيت ما دخل عليَّ وقد حضر الموسم ولا بد لهذه السقاية من أن تقام للحاج ، فأسلفني عشرة آلاف درهم فأسلفه العباس إياها ، فأقام أبو طالب تلك السنة بها وبما احتال « هيأ » فلما كانت السنة الثانية وأفِد الموسم « قرب » قال لأخيه العباس : يا أخي إن الموسم قد حضر ولا بد للسقاية من أن تقام ، فأسلفني أربعة عشر ألف درهم ، فقال : إني قد أسلفتك عام أول عشرة آلاف درهم ، ورجوتُ ألا يأتي عليك هذا الموسم حتى تؤديها فعجزت عنها ، وأنت تطلب العام أكثر منها ، وترجو زعمت ألا يأتي عليك الموسم حتى تؤديها ، فأنت عنها أعجز اليوم ! هاهنا أمرٌ لك فيه فرج : أدفع إليك هذه الأربعة العشر ألف ، فإن جاء موسم قابل ولم توف حقي الأول وهذا ، فولاية السقاية إليَّ ، فأقوم بها وأكفيك هذه المؤنة إذْ عجزت عنها ! فأنعم له أبو طالب بذلك فقال : ليحضر هذا الأمر بنو فاطمة ولا أريد سائر بني هاشم ، ففعل أبو طالب وأعاره العباس الأربعة عشرالألف بمحضر منهم ورضاً ، فلما كان الموسم العام المقبل لم يكن بد من إقامة السقاية ، فقال العباس لأبي طالب : قد أفد الحج وليس لدفع حقي إلي وجه ، وأنت لا تقدر أن تقيم السقاية فدعني وولايتها أكفكها وأبريك من حقي ففعل ، فكان العباس بن عبد المطلب يليها وأبو طالب حيٌّ ثم تم لهم ذلك إلى اليوم » .

أقول : صاحب هذا الكلام محمد بن سلام الجمحي ، وهو من أتباع المتوكل ، توفي سنة 231 ، ولم يسنده إلى أحد حتى إلى مجاهد تلميذ ابن عباس ! والرواية موظفة لإثبات أن العباسيين اشتروا السقاية من أبي طالب ، بعد أن أوصى له بها عبد المطلب ! والصحيح : أنه لما توفي أبو طالب وهاجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وحمزة وعلي وجعفر ، بقي العباس في مكة فتصدى للسقاية ، ولما فتح النبي ( صلى الله عليه وآله ) مكة سكت عن السقاية !

بل رووا أنه ( صلى الله عليه وآله ) كره أن يشرب من سقاية العباس ، لأنه كان يضع في الماء عنباً أو زبيباً : « عطش النبي ( صلى الله عليه وآله ) حول الكعبة فاستسقى ، فأتي بنبيذ من السقاية فشمَّه فَقَطَّب ! فقال عليَّ بذَنوبٍ من زمزم ، فصب عليه ثم شرب » . فتح الباري : 10 / 34 .

ولما افتخر العباس بالسقاية ، نزل قوله تعالى : أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لايَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ » . الكافي : 8 / 203 .

والنتيجة : أن علياً ( عليه السلام ) ولد قبل زواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) بنحو سنتين حسب رواية أبي رافع « المناقب 2 / 29 » : « ذكر أبو القاسم في أخبار أبي رافع من ثلاثة طرق ، أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين تزوج خديجة قال لعمه أبي طالب : إني أحب أن تدفع إليَّ بعض ولدك يعينني على أمري ويكفيني ، وأشكر لك بلاك عندي . فقال أبو طالب : خذ أيهم شئت ، فأخذ علياً ( عليه السلام ) » .

ويدل قوله ( عليه السلام ) : « وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ويكنفني إلى فراشه ، ويمسني جسده ويشمني عرفه . وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه » . على أنه كان في السنة الثالثة أو نحوها .

وقالت أمه فاطمة رضي الله عنها كما في رواية ابن قعنب كشف اليقين / 23 : « فولدت علياً ولرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثون سنة ، فأحبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حباً شديداً وقال لي : إجعلي مهده بقرب فراشي . وكان ( صلى الله عليه وآله ) يلي أكثر تربيته ، وكان يطهرعلياً في وقت غسله ، ويوجره اللبن عند شربه ، ويحرك مهده عند نومه ، ويناغيه في يقظته ، ويحمله على صدره ويقول : هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي وصهري ووصيي وزوج كريمتي وأميني على وصيتي وخليفتي . وكان يحمله دائماً ، ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها » .

ومعناه أنه ( صلى الله عليه وآله ) اهتم بعلي ( عليه السلام ) من أول ولادته ، فكان يربيه ويطعمه وهو مع أمه في بيت أبي طالب ، ثم طلبه من عمه أبي طالب ( عليه السلام ) وكان في نحو السنتين . ويكون عمره ( عليه السلام ) عند البعثة عشر سنين « فولدت علياً ولرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثون سنة » وعاش معه ثلاثاً وثلاثين ، وبعده ثلاثين سنة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.