أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2017
2962
التاريخ: 20-01-2015
3429
التاريخ: 22-11-2015
3523
التاريخ: 9-5-2016
3233
|
1 . قالوا إن ولادة علي ( ( ع ) ) في الكعبة متواترة عندهم ، ثم أنكروها !
قال الحاكم في المستدرك : 3 / 483 ه : « تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، في جوف الكعبة » .
وقال في أعيان الشيعة : 1 / 323 : « ورد أنه ( عليه السلام ) ولد في جوف الكعبة أعزها الله ، في يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب ، وأن هذه فضيلة اختصه الله بها ، لم تكن لأحد قبله ولا بعده . وقد صرح بذلك عدد كبير من العلماء ورواة الأثر ، ونظمها الشعراء والأدباء ، وذلك مستفيض عند شيعة أهل البيت « عليهم السلام » ، كما أنه كذلك في كتب غيرهم ، حتى لقد قال الحاكم وغيره : تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد . الخ . » . قال السيد الحميري المتوفى سنة 173 :
ولدته في حرم الإله وأمنه * والبيت حيثُ فناؤه والمسجدُ
بيضاءُ طاهرة الثياب كريمةٌ * طابت وطاب وليدها والمولد
في ليلة غابت نحوس نجومها * وبدا مع القمر المنير الأسعد
ما لفَّ في خرق القوابل مثله * إلا ابنُ آمنةَ النبيُّ محمدُ
وقال في الصحيح من سيرة الإمام علي ( عليه السلام ) : 1 / 98 : « لكن نفوس شانئي علي ( عليه السلام ) قد نفست عليه هذه الفضيلة التي اختصه الله بها ، فحاولت تجاهل كل أقوال العلماء والمؤرخين ورواة الحديث والأثر ، والضرب بها عرض الجدار ! حيث نجدهم وبكل جرأة ولا مبالاة ، يثبتون ذلك لرجل آخر غير علي ( عليه السلام ) ، بل ويحاولون التشكيك في ما ثبت لعلي أيضاً ، حتى لقد قال في كتاب النور : حكيم بن حزام ولد في جوف الكعبة ، ولا يعرف ذلك لغيره ! وأما ما روي من أن علياً ولد فيها فضعيف عند العلماء » !
وقال المعتزلي في شرح النهج : 1 / 14 : « كثير من الشيعة يزعمون أنه ولد في الكعبة والمحدثون لا يعترفون بذلك ، ويزعمون أن المولود في الكعبة حكيم بن حزام » .
أقول : أول من ادعى ولادة حكيم في الكعبة ابن عمه الزبير بن بكار ، في كتابه : جمهرة نسب قريش : 1 / 353 ، قال : « دخلت أم حكيم بن حزام الكعبة مع نسوة من قريش وهي حامل متمٌّ بحكيم بن حزام ، فضربها المخاض في الكعبة ، فأُتيت بنطع حيت أعجلتها الولادة ، فولدت حكيم بن حزام في الكعبة على النطع » .
ويكفي لرده أنه لم يروه إلا الزبيريون ، وبغضهم لعلي ( عليه السلام ) مشهور للعام والخاص . قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين / 315 ، عن عبد الله بن الزبير : « وهو الذي بقي أربعين جمعة لا يصلي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) في خطبته ، حتى التاث عليه الناس ، فقال : إن له أهل بيت سوء إذا صليت عليه أو ذكرته أتلعوا أعناقهم واشرأبوا لذكره وفرحوا بذلك ، فلا أحب أن أقر عينهم بذكره » ! وهذا من غرائب النصب والحقد !
2 . رواية يزيد بن قعنب
وتدل شهادة الحاكم : 3 / 483 بأن ولادة علي ( عليه السلام ) في الكعبة متواترةٌ عند الجميع ، على أن السلطة غيبت نصوصها ، ونشرت بدلها كذبة ابن بكار الزبيري لمصلحة ابن عمه حكيم بن حزام ، وكلاهما من النواصب !
وقد ذكرنا في المقدمة أن السلطة أبادت أحاديث جابر بن يزيد الجعفي وكانت سبعين ألف حديث ، وأحاديث ابن عقدة وكانت أكثر من ثلاث مائة ألف حديث !
هذا ، وقد رويت كيفيات لولادته ( عليه السلام ) في الكعبة ، ولعل أصحها رواية يزيد بن قعنب ، التي رواها سعيد بن جبير عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن آبائه « عليهم السلام » ، قال ابن قعنب « أمالي الصدوق / 194 » : « كنت جالساً مع العباس بن عبد المطلب وفريق من بني عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام ، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكانت حاملة به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق ، فقالت : رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) وأنه بني البيت العتيق ، فبحق الذي بنى هذا البيت ، وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي . قال يزيد بن قعنب : فرأينا البيت وقد انفتح من ظهره ودخلت فاطمة فيه ، وغابت عن أبصارنا والتزق الحائط ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عز وجل .
ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثم قالت : إني فضلت على من تقدمني من النساء ، لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله عز وجل سراً في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطراراً ، وإن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطباً جنياً ، وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأرزاقها ، فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف : يا فاطمة سمه علياً فهو علي والله العلي الأعلى ، يقول : إني شققت اسمه من اسمي ، وأدبته بأدبي ، ووقفته على غامض علمي ، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي ، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ، ويقدسني ويمجدني ، فطوبى لمن أحبه وأطاعه ، وويل لمن أبغضه وعصاه » !
ورُويت لولادته ( عليه السلام ) كيفية أخرى عن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) عن زيدة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعدة « مناقب ابن المغازلي / 25 » قال ( عليه السلام ) : « كنت جالساً مع أبي ونحن زائران قبرَ جدنا ( عليه السلام ) وهناك نسوان كثيرة ، إذ أقبلت امرأة منهن فقلت لها : من أنت يرحمك الله ؟ قالت : أنا زيدة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعدة ، فقلت لها : فهل عندك شئ تُحدثينا ؟ فقالت : إي والله حدثتني أُمي أُم عمارة بنت عُبادة بن نَضْلَة بن مالك بن العَجلان الساعدي ، أنها كانت ذات يوم في نساء من العرب إذ أقبل أبو طالب كئيباً حزيناً فقلت له : ما شأنك يا أبا طالب ؟ قال : إن فاطمة بنت أسد في شدة المخاض ، ثم وضع يديه على وجهه ، فبينا هو كذلك إذ أقبل محمد ( صلى الله عليه وآله ) فقال له : ما شأنك يا عمِّ ؟ فقال : إن فاطمة بنت أسد تشتكي المَخاضَ ، فأخذ بيده وجاء وهي معه فجاء بها إلى الكعبة فأجلسها في الكعبة ، ثم قال أجلسي على اسم الله ! قال فَطُلِقَت طَلقةً فولدت غلاماً مسروراً نظيفاً منُظّفاً لم أر كَحُسنِ وجهه ، فسماه أبو طالب علياً وحَمله النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى أداه إلى منزلها ! قال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : فوالله ما سمعتُ بشئ قطُّ إلاّ وهذا أحسنُ منه » .
فرواية ابن قعنب تذكر أن فاطمة بنت أسد « عليها السلام » جاءت وحدها إلى الكعبة ، ودعت الله تعالى ، فانشق لها الجدار ودخلت .
وهذه الرواية تذكر أن أبا طالب جاء إلى المسجد الحرام فرآه النبي ( صلى الله عليه وآله ) فشكا له أن زوجته تشتكي المخاض ، فجاء بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الكعبة ، وولدت فيها .
ويمكن الجمع بينهما بأن دعاءها عند الكعبة عندما أتى بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
وتوجد رواية بكيفية ثالثة ، وإذا لم يمكن الجمع بينها ، فالمرجح رواية ابن قعنب بن عتاب التميمي ، وقد وثقوه وذكروا أنه كان فارساً ، ويظهر أنه ابن عم الحر بن يزيد الرياحي ، الذي استشهد مع الحسين ( عليه السلام ) . أنساب الأشراف : 12 / 159 .
وفي المناقب : 3 / 59 : « عليٌّ ( عليه السلام ) أول هاشمي ولد من هاشميين ، وأول من ولد في الكعبة ، وأول من آمن ، وأول من صلى ، وأول من بايع ، وأول من جاهد ، وأول من تعلم من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأول من صنف » .
3 . دلالة ولادة علي في الكعبة
في ولادته ( عليه السلام ) في الكعبة إشارة ربانية مهمة إلى مكانته عند الله تعالى ، وإن كان هو ( عليه السلام ) أفضل من الكعبة الشريفة ، كما قال الشهيد نور الله التستري في إحقاق الحق / 198 : « على أن الكلام في تشرف الكعبة بولادته فيها ، لا في تشرفه بولادته في الكعبة ، فإنه ( عليه السلام ) هو الكعبة الحقيقية لأهل الانتباه ، وقبلة إقبال المقبلين إلى الله ، كما روى عنه ( عليه السلام ) أنه قال : نحن كعبة الله ، ونحن قبلة الله » . نهج الإيمان / 569 .
4 . اسم علي واسم حيدرة
في أمالي الطوسي / 3 : « عن مكحول قال : لما كان يوم خيبر خرج رجل من اليهود يقال له مرحب ، وكان طويل القامة عظيم الهامة ، وكانت اليهود تقدمه لشجاعته ويساره .
قال : فخرج في ذلك اليوم إلى أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فما واقفه قرن إلا قال : أنا مرحب ، ثم حمل عليه فلم يثبت له . قال : وكانت له ظئر وكانت كاهنة ، وكانت تعجب بشبابه وعظم خلقته ، وكانت تقول له : قاتل كل من قاتلك وغالب كل من غالبك ، إلا من تسمى عليك بحيدرة ، فإنك إن وقفت له هلكت . قال : فلما كثر مناوشته ، وبَعُل الناس بمقامه شكوا ذلك إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) سألوه أن يُخرج إليه علياً فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) وقال له : يا علي إكفني مرحباً ، فخرج إليه أمير المؤمنين ، فلما بصر به مرحب أسرع إليه فلم يره يعبأ به ، فأنكر ذلك وأحجم عنه ، ثم أقدم وهو يقول : أنا الذي سمتني أمي مرحبا .
فأقبل علي ( عليه السلام ) بالسيف ، وهو يقول : أنا الذي سمتني أمي حيدره .
فلما سمعها منه مرحب هرب ولم يقف خوفاً مما حذرته منه ظئره ، فتمثل له إبليس في صورة حبر من أحبار اليهود ، فقال : إلى أين يا مرحب ؟ فقال : قد تسمى عليَّ هذا القرن بحيدرة ! فقال له إبليس : فما حيدرة ؟ فقال : إن فلانة ظئري كانت تحذرني من مبارزة رجل اسمه حيدرة وتقول : إنه قاتلك .
فقال له إبليس : شوهاً لك ، لو لم يكن حيدرة إلا هذا وحده لما كان مثلك يرجع عن مثله ، تأخذ بقول النساء وهن يخطئن أكثر مما يصبن ، وحيدرة في الدنيا كثير ، فارجع فلعلك تقتله ، فإن قتلته سدت قومك ، وأنا في ظهرك أستصرخ اليهود لك . فرده فوالله ما كان إلا كفَوَاق ناقة حتى ضربه علي ( عليه السلام ) ضربة سقط منها لوجهه وانهزم اليهود وهم يقولون : قتل مرحب ، قتل مرحب ! » .
أقول : يظهر أن أمه سمته حيدرة وسماه أبوه علياً بتوجيه النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وحيدرة بالعربية الأسد ، وورد أن اسمه ( عليه السلام ) عند اليهود هيدار ، ففي الروضة لابن شاذان / 222 ، أن اسم النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « في التوراة : ميد ميد ، واسم وصيه : إليا ، واسمه في الإنجيل : حمياطا ، واسم وصيه فيها : هيدار »
وفي معاني الأخبار / 58 ، عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في خطبة له : « اسمي في الإنجيل إليا ، وفي التوراة برئ ، وفي الزبور أري ، وعند الهند كبكر ، وعند الروم بطريسا ، وعند الفرس جبتر ، وعند الترك بثير ، وعند الزنج حيتر ، وعند الكهنة بويئ ، وعند الحبشة بثريك ، وعند أمي حيدرة ، وعند ظئري ميمون ، وعند العرب علي ، وعند الأرمن فريق ، وعند أبي ظهير » .
وفي الفضائل لابن شاذان / 175 : « وقد رويَ عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : لعلي سبعة عشر إسماً . فقال ابن عباس أخبرنا ما هي يا رسول الله ؟ فقال : اسمه عند العرب علي ، وعند أمه حيدرة ، وفي التوراة إليا ، وفي الإنجيل بريا ، وفي الزبور قريا ، وعند الروم بطرسيا ، وعند الفرس نيروز ، وعند العجم شميا ، وعند الديلم فريقيا ، وعند الكرور شيعيا ، وعند الزبح حيم ، وعند الحبشة تبير ، وعند الترك حميرا ، وعند الأرمن كركر ، وعند المؤمنين السحاب ، وعند الكافرين الموت الأحمر ، وعند المسلمين وعد ، وعند المنافقين وعيد ، وعندي طاهر مطهر ، وهو جنب الله ، ونفس الله ، ويمين الله عز وجل » .
وربما وجد ارتباط بين هيدار وقيدار ، ففي قاموس الكتاب المقدس / 751 : « قيدار : اسم سامي ، معناه قدير أو أسود ، وهو ابن إسماعيل الثاني « تك 25 : 13 » وهو أب لأشهر قبائل العرب ، وتسمى بلادهم أيضاً : قيدار » .
5 . ولد علي ( ( ع ) ) قبل البعثة بعشر سنين
كان عمر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لمَّا بعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عشر سنين ، لكنه كان جسمه ببنية الخمسة عشر ، ووعقل أكبر من سنه بكثير ، ويكفي دليلاً عليه أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كلفه بدعوة بني هاشم وإعداد الطعام لهم .
قال العلامة في تذكرة الفقهاء : 6 / 196 : « يوم الثالث عشر منه ، ولد مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الكعبة قبل النبوة باثنتي عشرة سنة » . والصحيح عشرة سنين .
وقال في الكافي : 1 / 452 : « ولد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعد عام الفيل بثلاثين سنة وقتل ( عليه السلام ) في شهر رمضان لتسع بقين منه ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، بقي بعد قبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثين سنة » .
وتواترت في مصادر السنيين رواية ابن عفيف الكندي ، قال : « أول شئ علمتُ من أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قدمت مكة في عمومة لي ، فأرشدنا على العباس بن عبد المطلب ، فانتهينا إليه وهو جالس في زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده ، أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة ، له وفرة جعدة إلى أطراف أذنيه ، أشم أقنى الأنف براق الثنايا أدعج العينين ، كث اللحية دقيق المسربة ، شثن الكفين والقدمين ، عليه ثوبان أبيضان ، كأنه القمر ليلة البدر ، يمشي عن يمينه غلام أمرد حسن الوجه ، مراهق أو محتلم ، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها ، حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ، ثم استلمه الغلام ، واستلمت المرأة ، ثم طاف بالبيت سبعاً ، والغلام والمرأة يطوفون معه ، ثم استلم الركن ورفع يديه وكبر ، وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه وكبر ، وقامت المرأة خلفهما ورفعت يديها وكبرت ، وأطال القنوت ثم ركع فأطال الركوع ، ثم رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم ، ثم سجد وسجد الغلام والمرأة معه ، يصنعان مثلما يصنع يتبعانه . قال : فرأينا شيئاً لم نكن نعرفه بمكة فأنكرنا ، فأقبلنا على العباس فقلنا : يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم ، أشئ حدث ؟ قال : أجل والله ، أما تعرفون هذا ؟ قلنا : لا ، قال : هذا ابن أخي محمد بن عبد الله ، والغلام علي بن أبي طالب ، والمرأة خديجة بنت خويلد . أما والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة » . والطبراني الكبير : 10 / 183 ، شرح النهج : 13 / 225 ، شواهد التنزيل : 2 / 302 ، تاريخ دمشق : 3 / 265 ، سير الذهبي : 1 / 463 ، ما نزل من القرآن في علي لابن مردويه / 49 ، الحاكم : 3 / 183 ، الإستيعاب : 3 / 1096 ، الفصول المختارة / 273 .
وفي رواية أحمد : 1 / 209 أنه رآهم في موسم الحج في منى خرجوا من خيمة وصلَّوْا . وفي رواية : « وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر » .
6 . أخذ النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) علياً ( ( ع ) ) وهو طفلٌ فرباه ليكون له عضداً
في المناقب : 2 / 29 : « ذكر أبو القاسم في أخبار أبي رافع من ثلاثة طرق ، أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين تزوج خديجة قال لعمه أبي طالب : إني أحب أن تدفع إليَّ بعض ولدك يعينني على أمري ويكفيني ، وأشكر لك بلاك عندي .
فقال أبو طالب : خذ أيهم شئت ، فأخذ علياً ( عليه السلام ) » .
وقال علي ( عليه السلام ) : « وقد علمتم موضعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة . وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ، ويكنفني إلى فراشه ، ويمسني جسده ويشمني عرفه . وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه . وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل . ولقد قرن الله به ( صلى الله عليه وآله ) من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، ويعلمه محاسن أخلاق العالم ليله ونهاره . ولقد كنت أتبعه اتِّبَاع الفصيل أثر أمه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه عَلَماً ويأمرني بالاقتداء به . ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء ، فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشم ريح النبوة .
ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه ( صلى الله عليه وآله ) فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنة ؟ فقال هذا الشيطان أيس من عبادته ، إنك تسمع ما أسمع وترى ما أرى ، إلا أنك لست بنبي ولكنك وزير ، وإنك لعلى خير » . نهج البلاغة : 2 / 158 .
وهذا النص الصحيح يبطل قولهم إن أبا طالب « رحمه الله » كان فقيراً لا يملك قوت أولاده فأشفق عليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) والعباس ، فأخذا بعض أولاده ليخففوا عائلته ! فأخذ محمد ( صلى الله عليه وآله ) علياً ( عليه السلام ) وأخذ العباس جعفراً ! وقد أفاض رواة السلطة العباسية في ذلك ، وأخذته منهم بعض مصادرنا لأن ظاهره المديح !
وأصله رواية ابن هشام : 1 / 162 ، عن ابن إسحاق ، عن مجاهد بن جبر المتوفى سنة 103 ، قال : « كان من نعم الله على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما صنع الله له وأراده به من الخير ، أن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب في عيال كثير فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعمه العباس وكان من أيسر بني هاشم : يا أبا الفضل إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة ، فانطلق بنا إليه نخفف عنه من عياله آخذ من بنيه رجلاً وتأخذ أنت رجلاً فنكفلهما عنه . فقال العباس : نعم ، فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى تنكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ماشئتما . فأخذ رسول الله علياً فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه ، فلم يزل علي مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى بعثه الله نبياً فاتبعه وصدقه ، وأخذ العباس جعفراً ، ولم يزل جعفر مع العباس حتى أسلم واستغنى عنه » . والطبري : 2 / 57 ، الحاكم : 3 / 576 ، مجمع الزوائد : 8 / 153 ، الإستيعاب : 1 / 37 ، تفسير الثعلبي : 5 / 84 ، مجالس ثعلب / 15 ، تاريخ دمشق : 26 / 283 . وشرح النهج 13 / 198 . ومن مصادرنا : علل الشرائع : 1 / 169 ، كشف الغمة : 1 / 77 ، روضة الواعظين / 86 ، المناقب : 2 / 27 ، العمدة / 63 ، ذخائر العقبى / 58 ، عمدة الطالب / 59 وبحار الأنوار : 35 / 24 . . الخ .
فالرواية إنما هي قولُ مجاهد بن جبر ، مولى بني مخزوم ، وعنه أخذها الجميع ، وظاهرها مدح لعلي ( عليه السلام ) بأن فقر أبيه كان السبب في أن يربيه النبي ( صلى الله عليه وآله ) !
بل رووا عنه ( عليه السلام ) أنه قال : « أبي ساد فقيراً ، وما ساد فقير قبله » . اليعقوبي : 2 / 14 .
لكن كيف كان أبو طالب فقيراً ، وهو يطعم الحجيج ويسقيهم ! وهو ابن عبد المطلب الذي وَرَّثَه سقاية الحجيج ورفادتهم ؟ !
وقد روى مادحوا العباس أن أبا طالب اقترض منه عشرة آلاف درهم ، وأنفقها على الحجيج ، وفي السنة الثانية اقترض أربعة عشر ألفاً . تاريخ دمشق : 26 / 283 . فالذي ينفق الألوف لايعجز عن نفقة بيته وهي لا تزيد عن 500 درهم في السنة !
ومما يردُّ كلامهم أيضاً أنَّا لم نسمع شيئاً عن طالب عند حمزة ، ولا عن جعفر
عند العباس ! ولا سمعنا شيئاً عن هذه الأزمة الشديدة على قريش ، التي تفرد بذكرها مجاهد ، الذي هو صاحب ابن عباس ، وهو عباسي الهوى !
إن غرضهم إثبات فقر أبي طالب « رحمه الله » وغنى العباس ، وإنفاقه عليه وعلى أولاده ، وأن يقولوا إن أبا طالب عجز عن نفقات الرفادة والسقاية التي ورثه إياها عبد المطلب ، فاشتراها منه العباس . وأن يجعلوا نشأة علي ( عليه السلام ) عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) مصادفة ! راجع : تاريخ دمشق : 26 / 283 ، المستطرف : 1 / 289 ، أخبار مكة : 2 / 106 ، ومجالس ثعلب / 15 .
والراوي الثاني لهذه القصة فهو ابن سلام ، قال : « لما أمْعَرَ أبو طالب قالت له بنو هاشم : دعنا فليأخذ كل رجل منا رجلاً من ولدك . قال : اصنعوا ما أحببتم إذا خليتم لي عقيلاً ، فأخذ النبي علياً . . فكان أبو طالب يُدان لسقاية الحاج حتى أعوزه ذلك ، فقال لأخيه العباس بن عبد المطلب وكان أكثر بني هاشم مالاً في الجاهلية : يا أخي قد رأيت ما دخل عليَّ وقد حضر الموسم ولا بد لهذه السقاية من أن تقام للحاج ، فأسلفني عشرة آلاف درهم فأسلفه العباس إياها ، فأقام أبو طالب تلك السنة بها وبما احتال « هيأ » فلما كانت السنة الثانية وأفِد الموسم « قرب » قال لأخيه العباس : يا أخي إن الموسم قد حضر ولا بد للسقاية من أن تقام ، فأسلفني أربعة عشر ألف درهم ، فقال : إني قد أسلفتك عام أول عشرة آلاف درهم ، ورجوتُ ألا يأتي عليك هذا الموسم حتى تؤديها فعجزت عنها ، وأنت تطلب العام أكثر منها ، وترجو زعمت ألا يأتي عليك الموسم حتى تؤديها ، فأنت عنها أعجز اليوم ! هاهنا أمرٌ لك فيه فرج : أدفع إليك هذه الأربعة العشر ألف ، فإن جاء موسم قابل ولم توف حقي الأول وهذا ، فولاية السقاية إليَّ ، فأقوم بها وأكفيك هذه المؤنة إذْ عجزت عنها ! فأنعم له أبو طالب بذلك فقال : ليحضر هذا الأمر بنو فاطمة ولا أريد سائر بني هاشم ، ففعل أبو طالب وأعاره العباس الأربعة عشرالألف بمحضر منهم ورضاً ، فلما كان الموسم العام المقبل لم يكن بد من إقامة السقاية ، فقال العباس لأبي طالب : قد أفد الحج وليس لدفع حقي إلي وجه ، وأنت لا تقدر أن تقيم السقاية فدعني وولايتها أكفكها وأبريك من حقي ففعل ، فكان العباس بن عبد المطلب يليها وأبو طالب حيٌّ ثم تم لهم ذلك إلى اليوم » .
أقول : صاحب هذا الكلام محمد بن سلام الجمحي ، وهو من أتباع المتوكل ، توفي سنة 231 ، ولم يسنده إلى أحد حتى إلى مجاهد تلميذ ابن عباس ! والرواية موظفة لإثبات أن العباسيين اشتروا السقاية من أبي طالب ، بعد أن أوصى له بها عبد المطلب ! والصحيح : أنه لما توفي أبو طالب وهاجر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وحمزة وعلي وجعفر ، بقي العباس في مكة فتصدى للسقاية ، ولما فتح النبي ( صلى الله عليه وآله ) مكة سكت عن السقاية !
بل رووا أنه ( صلى الله عليه وآله ) كره أن يشرب من سقاية العباس ، لأنه كان يضع في الماء عنباً أو زبيباً : « عطش النبي ( صلى الله عليه وآله ) حول الكعبة فاستسقى ، فأتي بنبيذ من السقاية فشمَّه فَقَطَّب ! فقال عليَّ بذَنوبٍ من زمزم ، فصب عليه ثم شرب » . فتح الباري : 10 / 34 .
ولما افتخر العباس بالسقاية ، نزل قوله تعالى : أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لايَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ » . الكافي : 8 / 203 .
والنتيجة : أن علياً ( عليه السلام ) ولد قبل زواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) بنحو سنتين حسب رواية أبي رافع « المناقب 2 / 29 » : « ذكر أبو القاسم في أخبار أبي رافع من ثلاثة طرق ، أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين تزوج خديجة قال لعمه أبي طالب : إني أحب أن تدفع إليَّ بعض ولدك يعينني على أمري ويكفيني ، وأشكر لك بلاك عندي . فقال أبو طالب : خذ أيهم شئت ، فأخذ علياً ( عليه السلام ) » .
ويدل قوله ( عليه السلام ) : « وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ويكنفني إلى فراشه ، ويمسني جسده ويشمني عرفه . وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه » . على أنه كان في السنة الثالثة أو نحوها .
وقالت أمه فاطمة رضي الله عنها كما في رواية ابن قعنب كشف اليقين / 23 : « فولدت علياً ولرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثون سنة ، فأحبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حباً شديداً وقال لي : إجعلي مهده بقرب فراشي . وكان ( صلى الله عليه وآله ) يلي أكثر تربيته ، وكان يطهرعلياً في وقت غسله ، ويوجره اللبن عند شربه ، ويحرك مهده عند نومه ، ويناغيه في يقظته ، ويحمله على صدره ويقول : هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي وصهري ووصيي وزوج كريمتي وأميني على وصيتي وخليفتي . وكان يحمله دائماً ، ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها » .
ومعناه أنه ( صلى الله عليه وآله ) اهتم بعلي ( عليه السلام ) من أول ولادته ، فكان يربيه ويطعمه وهو مع أمه في بيت أبي طالب ، ثم طلبه من عمه أبي طالب ( عليه السلام ) وكان في نحو السنتين . ويكون عمره ( عليه السلام ) عند البعثة عشر سنين « فولدت علياً ولرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثون سنة » وعاش معه ثلاثاً وثلاثين ، وبعده ثلاثين سنة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|