المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



[مقامات حديث المنزلة والاعتبارات المترتبة عليه]  
  
3614   08:35 صباحاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص80-81
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

وهو قوله (صلى الله عليه واله) أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ؛ و في غزاة تبوك إنه قال له أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا إنه لا نبي بعدي .

وهذا الحديث يقع الكلام فيه في مقامين في صحة سنده واثبات دلالته على المطلوب .

المقام الأول صحة سنده

هذا الحديث قد اعترف أكابر علماء المسلمين وثقات الرواة من الفريقين بصحة سنده وانه من أثبت الآثار وأصحها .

في الاستيعاب روى قوله (صلى الله عليه واله) لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى جماعة من الصحابة وهو من أثبت الآثار وأصحها رواه عن النبي (صلى الله عليه واله) سعد بن أبي وقاص وطرق حديث سعد فيه كثيرة جدا قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره ؛ ورواه ابن عباس وأبو سعيد الخدري وأم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وجماعة يطول ذكرهم ثم روى بسنده عن أسماء بنت عميس انها قالت : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لعلي أنت مني

بمنزلة هارون من موسى الا إنه ليس بعدي نبي ؛ وروى قبل ذلك أنه قال له في غزوة تبوك أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي وروى النسائي في الخصائص هذا الحديث بأسانيد كثيرة عن سعد بن أبي وقاص فمن رواياته بسنده عن سعد بن أبي وقاص قال لما غزا رسول الله (صلى الله عليه واله) غزوة تبوك وخلف عليا في المدينة قالوا فيه مله وكره صحبته فتبع علي

النبي (صلى الله عليه واله) حتى لحقه في الطريق قال يا رسول الله خلفتني بالمدينة مع الذراري والنساء حتى قالوا مله وكره صحبته فقال النبي (صلى الله عليه واله) انما خلفتك على أهلي أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي وفي رواية إلا أنه لا نبوة بعدي وفي رواية فقال علي رضيت رضيت وفي رواية أنت يا ابن أبي طالب مني مكان هارون من موسى الا انه لا نبي من بعدي وفي رواية الا انه ليس من بعدي نبي وبسنده عن سعد بن أبي وقاص ان النبي (صلى الله عليه واله) قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى وبسنده عن سعد قال لما خرج رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى تبوك خرج علي فتبعه فشكا وقال يا رسول الله أ تتركني مع الخوالف فقال النبي (صلى الله عليه واله) يا علي أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا النبوة وبسنده عن سعد بن مالك ان رسول الله (صلى الله عليه واله) غزا على ناقته الجدعاء وخلف عليا وجاء علي حتى تعدى الناقة فقال يا رسول الله زعمت قريش انك انما خلفتني لأنك استثقلتني وكرهت صحبتي وبكى فنادى رسول الله (صلى الله عليه واله) في الناس ما منكم أحد إلا وله حاجة بابن أبي طالب أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي قال علي رضيت عن الله عز وجل وعن رسول الله (صلى الله عليه واله) وروى مسلم في صحيحه حديث المنزلة بعدة أسانيد منها عن سعيد بن المسيب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه ان النبي (صلى الله عليه واله) قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي قال سعيد فأحببت ان اشافه بذلك سعدا فلقيته فحدثته بما حدثني به عامر فقال انا سمعته فقلت أنت سمعته فوضع إصبعيه على أذنيه فقال نعم والا فاستكتا ورواه في أسد الغابة بسنده عن سعيد عن عامر عن أبيه نحوه ورواه النسائي في الخصائص بسنده عن سعيد عن عامر بن سعد عن سعد مثله بتفاوت يسير وروى مسلم في صحيحه بسنده عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال : خلف رسول الله (صلى الله عليه واله) علي ابن أبي طالب في غزوة تبوك فقال يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان فقال أ ما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي .

المقام الثاني اثبات دلالته على المطلوب

من القواعد المسلمة ان الاستثناء دليل العموم فيما عدى المستثنى فقوله الا انه لا نبي بعدي يدل على عموم المنزلة وهارون كان وزيرا لموسى وشريكا له في النبوة ولو عاش بعد موسى لكان خليفة له لكنه مات في حياته فعلي له منزلة هارون عدى المشاركة في النبوة وحيث انه بقي بعد النبي (صلى الله عليه واله) فيكون خليفة له وتنتفي عنه صفة النبوة خاصة .

لا يقال هارون كان خليفة موسى (عليه السلام) على قومه في حياته مدة غيابه كما حكاه الله تعالى بقوله اخلفني في قومي وعلي (عليه السلام) خلفه على أهله وعلى المدينة في حياته مدة غيابه ولذلك قال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى أي كما أن موسى خلف هارون على قومه في حياته

مدة غيابه فانا خلفتك على أهلي في حياتي مدة غيابي وأين هذا من الإمامة والخلافة العامة .

لأنا نقول ينافي التخصيص بذلك الاستثناء الدال على عموم المنزلة كما مر فهو دال على أن لعلي من النبي جميع ما كان لهارون من موسى عدا النبوة .

قال المفيد في الارشاد : تضمن هذا القول من رسول الله (صلى الله عليه واله) نصه عليه بالإمامة وابانته من الكافة بالخلافة ودل به على فضل لم يشركه فيه أحد سواه وأوجب له به جميع منازل هارون من موسى الا ما خصه العرف واستثناه هو من النبوة ألا ترى انه جعل له كافة منازل هارون من موسى الا المستثنى منها لفظا وهو النبوة وعقلا وهو الاخوة وقد علم من تأمل معاني القرآن وتصفح الروايات والأخبار ان هارون كان أخا موسى لأبيه وامه وشريكه في امره ووزيره على نبوته وتبليغه رسالات ربه وإن الله سبحانه شد به إزره وإنه كان خليفته على قومه وكان له من الإمامة عليهم وفرض الطاعة كإمامته وفرض طاعته وانه كان أحب قومه إليه وأفضلهم لديه قال الله عز وجل حاكيا عن موسى {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا } [طه: 25 - 34] فأجاب الله تعالى مسألته وأعطاه سؤله في ذلك وأمنيته حيث يقول قد أوتيت سؤلك يا موسى وقال تعالى حاكيا عن موسى (عليه السلام) وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين فلما جعل رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا منه بمنزلة هارون من موسى أوجب له بذلك جميع ما عددناه الا ما خصه العرف من الأخوة واستثناه من النبوة لفظا وهذه فضيلة لم يشرك فيها أحد أمير المؤمنين ولا ساواه في معناها ولا قاربه فيها على حال .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.