أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-02-2015
3165
التاريخ: 9-02-2015
3294
التاريخ: 12-02-2015
3568
التاريخ: 22-11-2015
3309
|
قوله تعالى : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة: 55] نزلت في حق علي بن أبي طالب لما تصدق بخاتمه وهو في الصلاة ، فلفظ الذين آمنوا وإن كان عاما إلا أن المراد به خاص وإرادة الواحد من لفظ الجمع في كلام العرب وفي القرآن الكريم غير عزيزة مع دلالة القرينة كما في قوله تعالى الذين قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم والمراد نعيم بن مسعود ، والمراد من الزكاة فيها هي الصدقة لأن الزكاة وان اشتهرت في الشرع في الصدقة الواجبة لكنها تطلق على المستحبة أيضا بكثرة وقوله وهم راكعون حال من ضمير يؤتون الزكاة أي ويؤتون الزكاة في حال ركوعهم .
روي الواحدي النيسابوري في كتابه أسباب النزول عن الكلبي ان آخر الآية في علي بن أبي طالب لأنه اعطى خاتمه سائلا وهو راكع .
وروي بسنده عن ابن عباس قال اقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا فقالوا يا رسول الله ان منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث وان قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم ان لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا فقال لهم النبي (عليه السلام) : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة: 55] الآية ثم أن النبي (صلى الله عليه واله) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فنظر سائلا فقال هل أعطاك أحد شيئا قال نعم خاتم قال من أعطاكه قال ذلك القائم وأوما بيده إلى علي بن أبي طالب فقال على أي حال أعطاك قال أعطاني وهو راكع فكبر النبي (صلى الله عليه واله) ثم قرأ ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون ، وفي الدر المنثور للسيوطي : أخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أتى عبد الله بن سلام وذكر نحوه ؛ وفي أسباب النزول للسيوطي : اخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه مجاهيل عن عمار بن ياسر قال : وقف على علي بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزل خاتمه فأعطاه السائل فنزلت انما وليكم الله ورسوله الآية وله شاهد ؛ قال عبد الرزاق حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [المائدة: 55] الآية قال نزلت في علي بن أبي طالب ؛ وروى ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس مثله ، واخرج أيضا عن علي مثله ، واخرج ابن جرير عن مجاهد وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل مثله قال فهذه شواهد يقوي بعضها بعضا اه أسباب النزول ، يعني فلا يضر كون بعض طرقه فيه مجاهيل . وقال السيوطي في الدر المنثور : اخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال تصدق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي (صلى الله عليه واله) للسائل من أعطاك هذا الخاتم قال ذاك الراكع فأنزل الله {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } [المائدة: 55] ؛ واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } الآية قال نزلت في علي بن أبي طالب ؛ وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فاتى رسول الله (صلى الله عليه واله) فاعلمه ذلك فنزلت على النبي (صلى الله عليه واله) هذه الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } الآية فقرأ رسول الله (صلى الله عليه واله) على أصحابه ثم قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، واخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه واله) في بيته {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ والذين آمنوا} إلى آخر الآية فخرج رسول الله (صلى الله عليه واله) فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئا قال لا الا ذاك الراكع لعلي بن أبي طالب أعطاني خاتمه ؛ واخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت إنما وليكم الله الآية ، وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال دخلت على رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو نائم يوحي إليه إلى أن قال فمكث ساعة فاستيقظ وهو يقول : {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ } الآية الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه ؛ وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس : كان علي بن أبي طالب قائما يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت هذه الآية نزلت في الذين آمنوا وعلي أولهم اه .
في الدر المنثور , وفي الكشاف : {وهم راكعون} الواو فيه للحال أي يعملون ذلك في حال الركوع وهو الخشوع والاخبات والتواضع لله إذا صلوا وإذا زكوا وقيل هو حال من يؤتون الزكاة بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة وأنها نزلت في حق علي بن أبي طالب حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه قال فان قلت كيف صح أن يكون لعلي واللفظ لفظ جماعة قلت جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه اه أقول الركوع وإن كان في اللغة بمعنى مطلق الخضوع لكنه صار في الشرع اسما لركوع الصلاة كما أن الصلاة كان معناها في اللغة مطلق الخضوع لكنه صار في الشرع اسما لركوع الصلاة كما أن الصلاة كان معناها في اللغة مطلق الدعاء وصارت في عرف الشرع لذات الأركان فقوله تعالى وهم راكعون لا يصح أن يراد به وهم خاضعون لأن الحقيقة الشرعية والعرفية مقدمة على الحقيقة اللغوية ولم يستعمل في القرآن إلا في ذلك المعنى ، { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} [المرسلات: 48] ؛ { يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } [آل عمران: 43] ، {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } [البقرة: 43] {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [الحج: 77] ، {وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } [ص: 24] ، {تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا } [الفتح: 29] ، {وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } [البقرة: 125] ، { الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ} [التوبة: 112] ، فعلم بذلك أن المراد به ركوع الصلاة ، وفي تفسير الطبري اختلف أهل التأويل في المراد ب{ الذين آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة: 55] فقال بعضهم عني به علي بن أبي طالب وقال بعضهم عني به جميع المؤمنين ، ثم روي عن السدي أنه قال : هؤلاء جميع المؤمنين ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه ، وروى بسنده عن عبد الملك عن أبي جعفر سألته عن هذه الآية قلنا من الذين آمنوا قال الذين آمنوا قلنا بلغنا انها نزلت في علي بن أبي طالب قال علي من الذين آمنوا ؛وفي الدر المنثور اخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي جعفر انه سئل عن هذه الآية وذكر مثله ؛ قال واخرج أبو نعيم في الحلية عن عبد الملك بن أبي سليمان قال سألت أبا جعفر محمد بن علي وذكر نحوه ومنه علم أن المراد به الباقر (عليه السلام) . وروى الطبري في تفسيره عن عتبة بن حكيم في هذه الآية إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قال علي بن أبي طالب ، وبسنده عن مجاهد قال نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع أقول فدل عدم امكان إرادة العموم منها على أن كلام السدي راجع إلى أن المراد من الذين آمنوا علي بن أبي طالب بان يكون مراده هؤلاء جميع المؤمنين في ظاهر اللفظ ولكن علي بن أبي طالب مر به سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فكان ذلك قرينة على أنه هو المراد وإلا لكان كلامه متدافعا ، ولذلك قال السيوطي في الدر المنثور : اخرج ابن جرير عن مجاهد انها نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع ، واخرج ابن جرير عن السدي وعتبة بن حكيم مثله اه فجعل السدي من القائلين بنزولها في علي ، والمنقول عن أبي جعفر الباقر إن صح فيه نوع اجمال ويمكن ارجاعه إلى ما مر بان يكون قوله علي من الذين آمنوا أي فصح اطلاق هذا اللفظ عليه ، ومن ذلك يعلم أن وجود القائل بالقول الثاني غير متحقق ، وفي تفسير الفخر الرازي في قوله الذين آمنوا قولان الأول ان المراد عامة المؤمنين لأن عبادة بن الصامت لما تبرأ من اليهود وقال أنا برئ إلى الله من حلف قريظة والنضير واتولى الله ورسوله نزلت هذه الآية على
وفق قوله ، قال وروي أيضا ان عبد الله بن سلام قال يا رسول الله ان قومنا قد هجرونا واقسموا أن لا يجالسونا ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل فنزلت هذه الآية فقال رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء .
أقول الاستشهاد بخبر عبد الله بن سلام على أن المراد عامة المؤمنين لا وجه له لأنه إنما يدل على أن الله تعالى جعل لهم بدل هجر قومهم أياهم ولاية الله ورسوله والذين آمنوا سواء أريد بالذين آمنوا العموم أو الخصوص فإذا كان هناك ما يدل على الخصوص لم يكن فيه منافاة لهذا الخبر ولذلك ذكره الواحدي في سياق نزولها في علي بن أبي طالب كما مر في الفضائل .
قال الفخر القول الثاني ان المراد من هذه الآية شخص معين روي عكرمة انها نزلت في علي بن أبي طالب وروي ان عبد الله بن سلام قال لما نزلت هذه الآية قلت يا رسول الله انا رأيت عليا تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه ، وروي عن أبي ذر أنه قال صليت مع رسول الله (صلى الله عليه واله) يوما صلاة الظهر فسال سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال اللهم اشهد اني سالت في مسجد الرسول (صلى الله عليه واله) فما أعطاني أحد شيئا وعلي (عليه السلام) كان راكعا فاوما إليه بخنصره اليمنى وكان فيها خاتم فاقبل السائل حتى اخذ الخاتم بمرأى النبي (صلى الله عليه واله) فقال اللهم ان أخي موسى سال فقال رب {اشرح لي صدري} إلى قوله وأشركه في أمري فأنزلت قرآنا ناطقا{سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ونجعل لكما سلطانا} [القصص: 35] اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ظهري ، قال أبو ذر فوالله ما أتم رسول الله (صلى الله عليه واله) هذه الكلمة حتى نزل جبرئيل فقال يا محمد اقرأ إنما وليكم الله ورسوله إلى آخرها اه أقول علم من مجموع ما سلف أن احتمال إرادة عموم المؤمنين ضعيف لا يعول عليه ولا يرجع إلى مستند ولا يعارض الأخبار الكثيرة الدالة على نزولها في علي (عليه السلام) وان وجود القائل به غير متحقق ، مضافا إلى أنه على هذا الاحتمال تكون الواو في وهم راكعون عاطفة من عطف الخاص على العام كما في أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ، ولو كان كذلك لكان من مقتضى البلاغة أن يقول وهم يركعون لان الجمل التي قبلها فعلية فلا يناسب عطف الجملة الاسمية الصرفة عليها بل المناسب أن يقول وهم يركعون كما في قوله تعالى الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما انزل إليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ولم يقل موقنون ورواية عكرمة قد انفرد بها فلا تعارض الروايات الكثيرة مع أنه كان متهما برأي الخوارج وإذا كان المراد بهذه الآية شخص معين وهو علي بن أبي طالب كانت دالة على إمامته لأن في اقتران ولايته بولاية الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه واله) مع الحصر بأنما أقوى دليل على ذلك ، وقد أطال الفخر الرازي في تفسير هذه الآية وذكر أشياء أكثرها لا طائل تحتها مثل أن اللائق بعلي (عليه السلام) أن يكون مستغرق القلب بذكر الله في الصلاة لا يتفرع لاستماع كلام الغير وفهمه الجواب ان الاستماع إلى كلام السائل لا يخرج عن ذلك كما يحكي عن أبي الفرج الجوزي أنه قال في جواب السائل عن ذلك :
يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته * عن النديم ولا يلهو عن الكاس
ومثل ان دفع الخاتم في الصلاة للفقير عمل كثير واللائق بحال علي (عليه السلام) ان لا يفعل ذلك والجواب ان أراد أنه عمل كثير مبطل للصلاة فقد أجاب عنه في الكشاف بقوله كان الخاتم كان مرجا في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته اه وعند فقهائنا انه لا يفسد الصلاة إلا العمل الكثير الماحي لصورتها وان أراد انه عمل كثير يكره فعله ففيه انه كيف يكره التصدق على الفقير الذي هو من أفضل الطاعات إلى غير ذلك مما أطال به ولا فائدة في نقله ونقضه .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|