أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-19
284
التاريخ: 2024-10-19
187
التاريخ: 2024-10-19
305
التاريخ: 2024-10-19
154
|
السؤال : أود أن أستفسر حول آية الغار ومنها {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}[ الآية 40 من سورة التوبة] قيل عن أحد الناس أنها ذكرت لأن الله لا يكون إلا مع المؤمنين. فكيف تقولون في الصحابي النقص؟
فسألت عنها فقيل لي: هنا فيها نقص للصحابي المذكور لأن الله تعالى مع الجميع سواء كان مؤمناً أم فاجراً كما جاءت الآيات الكريمة التالية:
1 ـ {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[ الآية 4 من سورة الحديد].
2 ـ {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[ الآية 7 من سورة المجادلة].
إذن فالباري تعالى معنا دائماً مؤمنين أو غير مؤمنين.
وسألت أحداً من إخواننا أهل الجماعة فقال: إن هناك معية خاصة وعامة على ما يليق بالله سبحانه وتعالى. خاصة كما في قوله تعالى: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا}[ الآية 40 من سورة التوبة] وهي خاصة المؤمنين بالتأيد والنصرة.
وعامة كما في قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ..}[ الآية 4 من سورة الحديد] وهي عامة لجميع الخلق بالحساب والجزاء..
فما قول سماحتكم في هذه الأقوال وما قولكم بالتفصيل؟
الجواب: إن ما ذكره ذلك الشخص الذي هو من أهل السنة صحيح، فإن هناك معية عامة، ومعية خاصة.. ولكن، كيف يستطيع هذا الشخص أن يعين لنا: أن هذه المعية في قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} هي الخاصة، وليست العامة؟!
وإذا قبلنا منه: أن هذه المعية خاصة، لكن من الذي قال: إن المراد بها المعية بمعنى التأييد والنصرة. فلعلها معية بمعنى الحفظ والنجاة وإذا كانت بهذا المعنى، فلا يلزم منها أي نوع من أنواع التكريم لأبي بكر، خصوصاً إذا كان حزن أبي بكر لا مبرر له، بعد أن رأى المعجزات الإلهية التي توجب التصديق بأن الله تعالى حافظ لنبيه صلى الله عليه وآله، فإنه قد رأى نسج العنكبوت على باب الغار، ورأى كيف نبتت الشجرة هناك، واستقرت الحمامة الوحشية على باب الغار، وهذا يعني أن يصير حزن أبي بكر بلا مورد، بل قد تكون له دلالاته، التي لا نحب الدخول في تفاصيلها.
وعلى كل حال، فإن نفس أن يحتاج النبي صلى الله عليه وآله إلى طمأنة أبي بكر، بأنه لن يصيبه شيء، في ظروف كهذه، يشير إلى أن أبا بكر كان يمثل عبئاً على رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد أثار حزنه غير المبرر، حالة دعت إلى تهدئته، حتى لا تتطور الأمور بالاتجاه السلبي. وأصبح من الضروري ـ إفهامه بأن نجاة النبي التي ظهر أن الله متكفل بها، بدليل هذه المعجزات التي يراها ـ تستلزم نجاته.
فحزن أبي بكر إذن ليس على الرسول إذ قد ظهر له ـ بما رآه من معجزات ـ : أن الله سوف ينجي رسوله، بل هو حزن على نفسه، فأفهمه الرسول صلى الله عليه وآله بأنه هو الآخر لا خطر عليه، لأن نجاته مقدمة لنجاة الرسول فليس في هذه المعية تكريم لأبي بكر..
وهذا نظير ما ورد في قوله تعالى: {لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا..}[ الآية 25 من سورة الفتح] ونظير ما ورد في الآية الكريمة التي تقول: {مَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ}[ الآية 33 من سورة الأنفال]. فنجاة المشركين من العذاب لأجل النبي، أو لأجل وجود مؤمنٍ مقيم فيما بينهم، لا يوجب فضلاً للمشركين.
إذن، فالمعية الخاصة قد تستبطن معنى تكريمياً، وقد تستبطن معنى آخر ليس فقط لا يدخل تحت عنوان «التكريم»، وإنما يدخل تحت عنوان آخر مناقض له.. إلى حد أنه يصح أن يقال: إنه كلما كان ذلك الذي يراد حفظه، عظيماً عند الله، إلى حد أن الله يتدخل ليصنع له المعجزات، فإن ذلك يزيد في قبح الحزن الذي فعله أبو بكر، وأوجب اعتماد هذه المعية الخاصة، التي هي معية النجاة له..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|