أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2021
3145
التاريخ: 2024-08-11
396
التاريخ: 10-6-2020
2575
التاريخ: 7-10-2016
2534
|
المسألة الأخرى الّتي يتوجب ذكرها هُنا هي: هل إنّ المسائل الأخلاقيّة تتشكّل من خلال علاقة النّاس بالآخرين، بحيث أنّ الإنسان إذا ما عاش وحيداً فريداً لا يكون لديه مفهوم حول الأخلاق، أو أنّ بعض المفاهيم الأخلاقيّة لها موارد في سلوك الإنسان حتّى لو عاش لِوَحده، بالرّغم من أنّ أعظم المسائل الأخلاقيّة، تتجلّى أكثر في عمليّة علاقة الأشخاص مع بعضهم البعض، ولهذا يمكن تقسيم الأخلاق إلى قسمين: فرديّة وإجتماعيّة؟.
للجواب عن هذا السّؤال، يجب أن نلفت أنظاركم، إلى البحث الذي جاء في كتاب «زندگى در پرتو أخلاق»، «الحياة على ضوء الاخلاق» وسنورده بالكامل هنا:
(يعتقد البعض أنّ كلّ الأسس الأخلاقية، تعود إلى العلاقات الإجتماعية مع الآخرين، فلو انعدم المجتمع وعاش الإنسان وحيداً فريداً، أو أنّ كلّ إنسان عاش مستقلاًّ عن الآخر، لا يعرف عنه شيء، فلن يكون هناك مفهوم للأخلاق أصلاً!، لأنّ الحسد والتّواضع والكِبَر، وحُسن الظّن، والعدالة والجَور والعفّة والكَرم، كلّها من المسائل الّتي لا يتجلّى مفهومها إلّا بوجود المجتمع خاصّة، وتعامل النّاس مع بعضهم البعض، وبناءً على هذا، فإنّ الإنسان بدون المجتمع، يساوي الإنسان من دون أخلاق).
(ولكن بعقيدتنا، وعلى الرّغم من الإعتراف، بأنّ كثيراً من الفضائل والرّذائل الأخلاقيّة، لها علاقة مباشرة بالحياة الإجتماعية، ولكنّها ليست بصورةٍ مطلقةٍ، فكثيرٌ من الأخلاق لها جوانب فرديّة، وتصدق على الإنسان الوحيد بصورةٍ خاصةٍ، فمثلاً الصّبر والجزع، والشّجاعة والخوف، والمشاجرة والكسل، وأمثال ذلك من الحالات والصّفات النّفسية التي تفرضها حالات الصّراع مع الطّبيعة، وكذلك الغفلة والشّعور اتّجاه الخالق الكريم، والشّكر والكفران لنعمه التي لا تُحصى، وما شابه تلك الأمور، الّتي بحثها علماء الأخلاق في كتبهم، وعدّوها من الفضائل أو الرّذائل، فكلّ تلك الامور يمكن أن تدخل في الإطار الفردي للسّلوك، وتصدق على الإنسان المعزول عن المجتمع. ومن هنا يتبيّن أنّ الأخلاق على قسمين: «أخلاقٌ فرديّةٌ» و«أخلاقٌ إجتماعيّةٌ» ومن المعلوم أنّ الأخلاق الإجتماعيّة التي لها الثّقل الأكبر في علم الأخلاق وصياغة شخصيّة الإنسان تدور حول هذا المحور وإن كنّا لا ننسى أيضاً أنّ الأخلاق الفرديّة لها وزنها، ووضعها الخاص بها)(1).
ولا شكَّ أنّ هذا التّقسيم، لا يقلّل من قيمة المسائل الأخلاقيّة، ولكنّه يُقسّم المباحث الأخلاقيّة إلى درجاتٍ من حيث الأهميّة، ولا داعي لإتلاف الوقت في معرفة وتمييز الأخلاق، هل إنّها فردية أم إجتماعية، وما أشرنا إليه آنفاً، يكفي للإحاطة بمعرفةٍ إجماليّةٍ حول هذا الموضوع.
ولا يمكن انكار أنّ الأخلاق الفرديّة، لها تأثيرها غير المباشر في القضايا الإجتماعية أيضاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) زندگى در پرتو أخلاق ، ص 29 ـ 31.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|