أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2021
2080
التاريخ: 11-10-2016
4551
التاريخ: 7-10-2016
2326
التاريخ: 7-10-2016
2151
|
قال (عليه السلام) – وقد رجع من صفين فأشرف على القبور بظاهر الكوفة:
يا اهل الديار الموحشة والمحال المقفرة (1)، والقبور المظلمة.
يا أهل التربة ، يا اهل الغربة ، يا اهل الوحدة ، يا اهل الوحشة انتم لنا فرط سابق ونحن لكم تبع لاحق ، أما الدور فقد سكنت ، وأما الازواج فقد نكحت . وأما الاموال فقد قسمت .
هذا خبر عندنا فما خبر ما عندكم ؟ - ثم التفت إلى اصحابه فقال : أما لو اذن لهم في الكلام لأخبروكم ان خير الزاد التقوى.
الدعوة إلى الاستفادة من تكرار النظر إلى القبور ، والاستطراق في المقابر ، والعمل فيها او قربها ، بما يؤصل لحقيقة اننا ميتون، ومحاسبون ، وجزيون على اعمالنا ، فلابد ان لا نغفل هذه الحقيقة ، بل نستوعبها ونوظفها كمعلومة مسبقة ، لنتميز عمن لم يستحضرها فينزلق في النار ، ولا من مخلص غير العمل الصالح الذي قاطعه أو لم يستكثر منه.
وان التعرف على معاني مفردات خطابه (عليه السلام) ومداليله البيانية ، لكفيل بتعريفنا الاحداث التي نواجهها حتما.
فالوحشة وخلو المكان مع الظلام ، هي أوصاف معبرة عن اجواء القبور.
وكذلك استبدال الفراش بالتراب ، والاستعاضة عن الاهل بالاغتراب والانفراد الجسدي ، في ظل استيحاش النفس من دار إقامة جديد ، انما هي ملامح تعبيرية عما يتحول إليه الانسان ، بأصنافه المختلفة وسائر ما يميز هذا عن غيره ، فالانتقال حتمي، ومواعيد متفاوتة ، اليوم وغدا ، ليكون التمييز على أساس السبق واللحوق ، على ان تكون اداة التقارب والتباعد ، هي الطاعة والمعصية ، بعيدا عن العقارات ، فإنها مشغولة من الغير، وربما الخصوم المنافسون ، كما أن من الطبيعي ان يعيش احد الزوجين حياته ليتزوج ، فهل تبقى الاموال ؟!
بل اخذها الوارثون، واقتسموها، لتجسد واضحا قوله تعالى : {خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة : 197] كجواب جماعي يلتزمه الجميع بلا فرق بين العادل والظالم، والغني والفقير ، والصحيح والمريض ، وغيرهم ذكورا وإناثا ، لأنه الحقيقة الواقعية التي عاشوها ، وأرادوا تنبيه الباقين عليها ، فعلينا استثمارها لتأمين رصيد تقوائي ، يمنحنا فرصة العمل ، بعدما كنا اتقينا النار وتوقينا {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } [آل عمران : 30].
{ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } [غافر : 16].
{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج : 2].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المقفرة : منقطعة لا نبات فيها ولا ماء.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|