أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-03
319
التاريخ: 3-08-2015
4174
التاريخ: 2023-06-29
1513
التاريخ: 2024-09-02
406
|
تدل أحداث متعددة على وقوع حرب عالمية قرب ظهور المهدي عليه السلام . ومن المستبعد انطباقها على الحربين العالميتين الأولى والثانية القريبتين من عصرنا ، لأن أوصافها المذكورة تختلف عن أوصافهما ، فهي تنص على ظهوره عليه السلام بعدها أو أثناءها ، بل يظهر من بعض أحاديثها أنها تقع في سنة ظهوره ، أو بعد بداية حركته المقدسة .
وهذه نماذج من أحاديثها :
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : ( بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض . وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم . فأما الموت الأحمر فالسيف . وأما الموت الأبيض فالطاعون ) . ( الإرشاد للمفيد ص 405 والغيبة للطوسي 277 ) .
وتدل عبارة ( بين يدي القائم ) على أن هذه الحرب والموت الأحمر تكون قريبة جداً من ظهور المهدي عليه السلام . ولا يعين الحديث مكان وقوعها .
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، ثم سيف قاطع بين العرب ، واختلاف بين الناس ، وتشتت في دينهم ، وتغير في حالهم ، حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عِظَم ما يرى من تكالب الناس وأكلهم بعضهم بعضاً ) . ( كمال الدين للصدوق ص 434 ) .
وهو يدل على وقوع الطاعون قبل الخوف الشديد الذي قد يكون الحرب العامة . ولكن يصعب استفادة التسلسل في أحداثه حتى لو فرضنا أن الراوي لم يقدم ويؤخر فيها ، لأن جملة ( سيف قاطع بين العرب ) المعطوفة ب ( ثم ) يصح عطفها على جملة ( وطاعون قبل ذلك ) المعترضة ، فيكون اختلاف العرب هذا بعد الطاعون ، ويصح عطفها على جملة ( وبلاء يصيب الناس ) فيكون قبل الطاعون . مضافا إلى الاجمال في هذه الحوادث .
نعم يفهم منه وجود فترة شديدة على العرب والناس أمنياً وسياسياً واقتصادياً ، وقد تكون هي سنة الجوع الموعود في الرواية التالية عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( لا بد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ) ( البحار : 52 / 229 ) .
ويدل الحديث التالي على أن هذه الشدة والحرب ، أو حالة الحرب ، تستمر حتى يكون النداء السماوي في شهر رمضان قرب ظهور المهدي عليه السلام ،
فعن الإمام الباقر عليه السلام قال : ( يختلف أهل الشرق وأهل الغرب ، نعم وأهل القبلة . ويلقى الناس جهداً شديداً مما يمر بهم من الخوف . فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء . فإذا نادى فالنفر النفر ) ( البحار : 52 / 235 ) .
وهو يدل أيضاً على أن خسائرها تقع أساساً على الأمم غير الإسلامية ، فعبارة : ( يختلف أهل الشرق وأهل الغرب ، نعم وأهل القبلة ) عبارة دقيقة تشعر بأن اختلاف أهل القبلة أي المسلمين ثانوي بالنسبة إلى اختلاف الغربين والشرقيين ، وكأنه ناتج عنه وتابع له .
وهذا هو الأمر الطبيعي في الحرب العالمية المتوقعة حيث ستكون أهدافها عواصم الدول الكبرى وقواعدها العسكرية ولا تصل إلى المسلمين إلا بشكل غير أساسي ، وقد صرحت بذلك بعض الأحاديث فعن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ( الإمام الصادق عليه السلام ) يقول : ( لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس ، فقلنا : إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى ؟ قال : أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي ) ( البحار : 52 / 113 )
ولعل أكثر النصوص تحديداً لوقت هذه الحرب وسببها الخطبة المروية عن أمير المؤمنين عليه السلام التي يذكر فيها عدداً من علامات ظهور المهدي عليه السلام وأحداث حركته ، وقد ورد فيها فقرتان تتعلقان بالحرب العالمية . قال عليه السلام :
( ألا أيها الناس ، سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية ، تطأ في خطامها بعد موت وحياة ، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو يا ويلها ، بذحلة أو مثلها . ويخرج رجل من أهل نجران ( راهب من أهل نجران ) يستجيب الإمام فيكون أول النصارى إجابة ، ويهدم صومعته ويدق صليبها ، ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل ، فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى ، فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق ( وهي محجة أمير المؤمنين عليه السلام بين البرس والفرات ) ، فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ( ألف ) من اليهود والنصارى ، يقتل بعضهم بعضاً ، فيومئذ تأويل هذه الآية : فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . بالسيف ) ( البحار : 53 / 82 و 84 ) .
وقوله عليه السلام : ( قبل أن تشعر برجلها فتنة شرقية ) يدل على أن بداية هذه الحرب من الشرق ، أو من نزاع في منطقة الشرق .
وقوله : ( أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ) يدل على أن مركز تدميرها هو البلاد الغربية ، وحطبها الكثير القابل للإشتعال ، أي قواعدها العسكرية وعواصمها ومراكزها الهامة .
ويبدو أن معنى قوله عليه السلام : ( فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق ) أن الناس يأتون يومئذ من أنحاء الأرض للإلتحاق بالمهدي عليه السلام ، ويكون مقره في العراق بين الكوفة والحلة ، كما يأتيه ذلك الراهب النجراني في وفد من المستضعفين .
ويظهر أن عبارة ( وهي محجة أمير المؤمنين وهي ما بين البرس والفرات ) حاشية من الراوي أو الناسخ ، دخلت في الأصل .
ولعل معنى المحجة أنها مكان اجتماع قوافل الحج في زمن أمير المؤمنين عليه السلام ، أو أنها كانت مكاناً تجتمع فيها رايات الوفود إلى معسكره أو زيارته .
( فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف ) أي ثلاثة ملايين ، وقد وضعنا كلمة ( ألف ) بين قوسين لأنها وردت في رواية أخرى في البحار : 52 / 274 ، ولعلها سقطت من هذه الرواية .
ولا يعني ذلك أن مجموع قتلى الحرب العالمية هو ثلاثة ملايين فقط ، بل قد يكون قتلى ذلك اليوم أو تلك الفترة ، وتكون مرحلة من مراحل الحرب العالمية ، وآخر مراحلها . فقد تقدم أن مجموع خسائرها مع الطاعون الذي يكون قبلها أو بعدها يبلغ ثلثي سكان العالم ، وفي رواية خمسة أسباعهم ، كما عن الإمام الصادق عليه السلام : ( قدام القائم موتان موت أحمر وموت أبيض ، حتى يذهب من كل سبعة خمسة ) ( البحار : 52 / 207 ) ، وفي بعضها تسعة أعشار الناس .
وقد يكون اختلاف الروايات بسبب تفاوت المناطق أو غيره من الأسباب . وعلى كل حال فخسائر هذه الحرب تكون من المسلمين قليلة .
وخلاصة القول : أن الأحاديث الشريفة تدل على أنه يوجد خوف عالمي شامل من القتل قبيل ظهوره عليه السلام ، في سنة ظهوره مثلاً ، وخسائر فادحة جداً في الأرواح ، وبشكل أساسي في غير المسلمين .
وهو أمر يصح تفسيره بالحرب العامة ووسائلها التدميرية الحديثة المخيفة لجميع أطرافها وجميع الشعوب . إذ لو كانت حرباً تقليدية لما كان خوفها بهذا الشمول الذي تصفه الروايات ، ولكان منها طرف على الأقل أو مناطق لا يشملها خوف القتل .
ولكن توجد روايات وقرائن ترجح تفسيرها بموجة من الحروب الإقليمية خاصة التعبير الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام عن سنة الظهور : ( وتكثر الحروب في الأرض ) ، حيث ينص على أنها حروب متعددة في تلك السنة . وعليه يكون الجمع بينها وبين روايات الاختلاف والحرب بين أهل الشرق والغرب ، أن ذلك يأخذ شكل حروب إقليمية بينهم ويتركز دمارها على غربي الأرض .
أما وقتها ، فيفهم من الأحاديث أنه قريب جداً من ظهوره عليه السلام ، في سنة ظهوره مثلاً ، وإذا أردنا أن نجمع بين أحاديث هذه الحرب وصفاتها ، فالمرجح أنها تكون على مراحل حيث تبدأ قبيل بداية حركة ظهوره عليه السلام ثم تكون بقية مراحلها بعد حركة ظهوره ، ويكون فتحه للحجاز في أثنائها ، ثم تنتهي بعد فتحه العراق .
أما إذا فسرنا أحاديثها بحرب نووية شاملة ، وأخذنا بما تكتبه الصحف عن الحرب النووية العالمية فإن مدتها تكون قصيرة جداً ، لا تزيد عن شهر واحد كما يذكرون . والله العالم .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|