النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
الموقتون الكذبة والمحاضير الحمقى والتمهيد للظهور
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص659-666
2025-06-23
14
الأئمة عليهم السلام يعالجون مشكلة المحاضير والمستعجلين !
المَحَاضير : اسم ابتكره أهل البيت عليهم السلام للمستعجلين من شيعتهم ، الذين كانت تدفعهم ظلامتهم وحبهم للقتال للإنضمام إلى أي داع يدعو إلى الثورة !
ومفردها مِحضار : لكن لا يقال إلا محضير بالياء « لسان العرب : 4 / 201 » وهو اسم للفرس الكثير العدو وليس للفرس السريع ! وقد سمى الأئمة عليهم السلام المستعجلين أصحاب المحاضير ، أي أصحاب أنفسهم التي هي كالخيل الراغبة في السباق ، وسموهم أيضاً : المحاضير ! وكانوا يهدئونهم ويشرحون لهم أن قضية الإمام المهدي عليه السلام خطة ربانية طويلة النفَس ، فعليهم أن يصبروا ولا يستعجلوا أمر الله تعالى . ويشرحون لهم عدم صحة تحركهم تحت راية لم تأخذ شرعيتها من الإمام عليه السلام ، ويحذرونهم من نتائج عجلتهم وتفريطهم بأنفسهم ، ويطمئنوهم بأن عدوهم مهما اضطهدهم فلن يستطيع أن يستأصلهم ، لأن استمرارهم مضمون من الله تعالى !
قال الإمام الصادق عليه السلام : « هلكت المحاضير ! قال قلت : وما المحاضير ؟ قال : المستعجلون ! ونجا المقربون وثبتت الحصن على أوتادها . كونوا أحلاس بيوتكم فإن الغَبَرة على من أثارها ، وإنهم لايريدونكم بجائحة ، إلا أتاهم الله بشاغل إلا من تعرض لهم » . « غيبة النعماني / 203 » .
وفي تاريخ الكوفة / 151 : « قال أمير المؤمنين عليه السلام للكوفة : ويحك يا كوفة وأختك البصرة ، كأني بكما تُمَدَّان مد الأديم وتُعركان عرك العكاظي « عرك الجلد للدبغ » . ألا إني أعلم فيما أعلمني الله عز وجل أنه ما أراد بكما جبار سوء ، إلا ابتلاه الله بشاغل » . عن البلدان لابن الفقيه / 200 ، ورواه ربيع الأبرار / 94 ، وشرح إحقاق الحق : 8 / 173 ، عن البلدان لليعقوبي / 164 ط . ليدن .
وروى الكشي / 459 : « عن علي بن جعفر عليه السلام قال : جاء رجل إلى أخي عليه السلام فقال له : جعلت فداك من صاحب هذا الأمر ؟ فقال : أما إنهم يفتنون بعد موتي فيقولون : هو القائم وما القائم إلا بعدي بسنين » .
وفي غيبة النعماني / 198 : « عن صالح بن ميثم ويحيى بن سابق ، جميعاً عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال : هلك أصحاب المحاضير ، ونجا المقربون ، وثبتت الحصن على أوتادها . إن بعد الغم فتحاً عجيباً » .
وتقدم في فصل السفياني : « عن عيص بن القاسم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :
عليكم بتقوى الله وحده لا شريك له ، وانظروا لأنفسكم ، فوالله إن الرجل ليكون له الغنم فيها الراعي فإذا وجد رجلاً هو أعلم بغنمه من الذي هو فيها يخرجه ويجئ بذلك الرجل الذي هو أعلم بغنمه من الذي كان فيها ! والله لو كانت لأحدكم نفسان يقاتل بواحدة يجرب بها ثم كانت الأخرى باقية فعمل على ما قد استبان لها ! ولكن له نفس واحدة إذا ذهبت فقد والله ذهبت التوبة ، فأنتم أحق أن تختاروا لأنفسكم . إن أتاكم آت منا فانظروا على أي شئ تخرجون ؟ ولا تقولوا خرج زيد فإن زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى نفسه ، إنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه ، إنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه ، فالخارج منا اليوم إلى أي شئ يدعوكم ؟ إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام ؟ فنحن نشهدكم أنا لسنا نرضى به ! وهو يعصينا اليوم وليس معه أحد ، وهو إذا كانت الرايات والألوية أجدر أن لا يسمع منا ، إلا مع من اجتمعت بنو فاطمة معه ، فوالله ما صاحبكم إلا من اجتمعوا عليه » . « الكافي : 8 / 264 ، وعلل الشرائع / 577 » .
وفي الكافي : 8 / 295 : « عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت ، يعبد من دون الله عز وجل » .
النعماني / 194 و 195 عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قلت له : أوصني ، فقال : أوصيك بتقوى الله وأن تلزم بيتك وتقعد في دهماء هؤلاء الناس ، وإياك والخوارج منا فإنهم ليسوا على شئ ولا إلى شئ ! واعلم أن لبني أمية ملكاً لا يستطيع الناس أن تردعه ، وأن لأهل الحق دولة إذا جاءت ولاها الله لمن يشاء منا أهل البيت ، فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى ، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له .
واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيماً أو تعز ديناً إلا صرعتهم المنية والبلية حتى تقوم عصابة شهدوا بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، لا يوارى قتيلهم ، ولا يرفع صريعهم ، ولا يداوى جريحهم ! قلت : من هم ؟ قال : الملائكة » .
الكافي : 2 / 23 : « عن إسماعيل الجعفي قال : دخل رجل على أبي جعفر عليه السلام ومعه صحيفة ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : هذه صحيفة مخاصم ، يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل ، فقال : رحمك الله هذا الذي أريد ، فقال أبو جعفر عليه السلام : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله وتقر بما جاء من عند الله ، والولاية لنا أهل البيت والبراءة من عدونا ، والتسليم لأمرنا ، والورع والتواضع وانتظار قائمنا ، فإن لنا دولة إذا شاء الله جاء بها » .
وفي البرهان للمتقي الهندي / 174 : « عن مسند المحاملي أن الإمام الباقر عليه السلام قال : يزعمون أني أنا المهدي ، وإني إلى أجلي أدنى مني إلى ما يدَّعون » .
في غيبة النعماني / 87 : « عن داود بن كثير الرقي قال : دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام بالمدينة فقال لي : ما الذي أبطأ بك يا داود عنا ؟ فقلت : حاجة عرضت بالكوفة ، فقال : من خلفت بها ؟ فقلت : جعلت فداك خلفت بها عمك زيداً ، تركته راكباً على فرس متقلداً سيفاً ، ينادي بأعلى صوته : سلوني سلوني قبل أن تفقدوني ، فبين جوانحي علم جم ، قد عرفت الناسخ من المنسوخ والمثاني والقرآن العظيم ، وإني لعَلَمٌ بين الله وبينكم . فقال لي : يا داود لقد ذهبت بك المذاهب ، ثم نادى : يا سماعة بن مهران إيتني بسلة الرطب ، فأتاه بسلة فيها رطب فتناول منها رطبة فأكلها واستخرج النواة من فيه فغرسها في الأرض ، ففلقت وأنبتت وأطلعت وأغدقت ، فضرب بيده إلى بسرة من عذق فشقها واستخرج منها رقاً أبيض ففضه ودفعه إليَّ ، وقال : إقرأه ، فقرأته وإذا فيه سطران : السطر الأول : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ! والثاني : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ : أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، الحسن بن علي ، الحسين بن علي ، علي بن الحسين ، محمد بن علي ، جعفر بن محمد ، موسى بن جعفر ، علي بن موسى ، محمد بن علي ، علي بن محمد ، الحسن بن علي ، الخلف الحجة .
ثم قال : يا داود أتدري متى كتب هذا في هذا ؟ قلت : الله أعلم ورسوله وأنتم ، فقال : قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام » .
كما عالج الأئمة عليهم السلام تسرع المستعجلين في توقيت ظهورالإمام المهدي عليه السلام ، وكذبوا الموقتين رجماً بالغيب ، جهلاً أو تضليلاً للناس ! ففي الكافي : 1 / 368 : « عن الفضل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت لهذا الأمر وقت ؟ فقال : كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون . إن موسى عليه السلام لما خرج وافداً إلى ربه واعدهم ثلاثين يوماً ، فلما زاده الله على الثلاثين عشراً قال قومه قد أخلفنا موسى ، فصنعوا ما صنعوا ! فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم فقولوا : صدق الله ، وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا : صدق الله ، تؤجروا مرتين » .
وفي الإمامة والتبصرة / 94 : « عن أبي عبيدة الحذاء قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذا الأمر ، متى يكون ؟ قال : إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه ، ثم جاءكم من وجه فلا تنكروه » .
النعماني / 289 : « عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا محمد ، من أخبرك عنا توقيتاً ، فلا تهابن أن تكذبه ، فإنا لا نوقت لأحد وقتاً » .
ومثله غيبة الطوسي / 262 : « وفيه : من وقَّت لك من الناس شيئاً فلا تهابَنَّ أن تكذبه . . ما وقتنا فيما مضى ، ولا نوقت فيما يستقبل » .
وفي الكافي : 1 / 368 : « عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن القائم عليه السلام فقال : كذب الوقاتون ، إنا أهل البيت لا نوقت . وفيها : أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقتين » .
الكافي : 1 / 368 : « عن عبد الرحمن بن كثير قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه مهزم فقال له : جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر متى هو ؟ فقال : يا مهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون » .
وفي الكافي : 1 / 368 : « عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : يا ثابت إن الله تبارك وتعالى كان وقَّت هذا الأمر في السبعين ، فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض ، فأخره إلى أربعين ومائة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث ، فكشفتم قناع الستر ، ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتاً عندنا ، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب . قال أبو حمزة : فحدثت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال : قد كان ذلك » .
وفي غيبة الطوسي / 263 ، والعياشي : 2 / 218 : « قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إن علياً عليه السلام كان يقول : إلى السبعين بلاء وكان يقول بعد البلاء رخاء ، وقد مضت السبعون ولم نر رخاء ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام . . قد كان ذاك » .
وفي إثبات الوصية / 131 ، والخرائج : 1 / 178 : « معنى قوله : إلى السبعين بلاء ، أن الله عز وجل وقت الفرج سنة سبعين ، فلما قتل الحسين غضب الله على أهل ذلك الزمان فأخره إلى حين » .
وفي تحف العقول / 310 : « عن الإمام الصادق عليه السلام في حديث قال : يا ابن النعمان إن العالم لا يقدر أن يخبرك بكل ما يعلم ، لأنه سر الله الذي أسره إلى جبرئيل ، وأسره جبرئيل إلى محمد ، وأسره محمد إلى علي ، وأسره علي إلى الحسن ، وأسره الحسن إلى الحسين ، وأسره الحسين إلى علي ، وأسره علي إلى محمد ، وأسره محمد إلى من أسرَّه . فلا تعجلوا ، فوالله لقد قرب هذا الأمر ثلاث مرات فأذعتموه فأخره الله . والله ما لكم سر إلا وعدوكم أعلم به منكم » .
وفي الكافي : 8 / 362 : « عن زرارة ، قال : سأله حمران فقال : جعلني الله فداك ، لو حدثتنا متى يكون هذا الأمر فسررنا به ؟ فقال : يا حمران إن لك أصدقاء وإخواناً ومعارف ، إن رجلاً كان فيما مضى من العلماء وكان له ابن لم يكن يرغب في علم أبيه ، ولايسأله عن شئ ، وكان له جار يأتيه ويسأله ويأخذ عنه ، فحضر الرجل الموت فدعا ابنه فقال : يا بني إنك قد كنت تزهد فيما عندي ، وتقل رغبتك فيه ، ولم تكن تسألني عن شئ ، ولي جار قد كان يأتيني ويسألني ويأخذ مني ويحفظ عني ، فإن احتجت إلى شئ فأته وعرفه جارك . فهلك الرجل وبقي ابنه فرأى ملك ذلك الزمان رؤيا فسأل عن الرجل فقيل له قد هلك ، فقال الملك : هل ترك ولداً ؟ فقيل له نعم ترك ابناً ، فقال إئتوني به ، فبعث إليه ليأتي الملك ، فقال الغلام : والله ما أدري لما يدعوني الملك وما عندي علم ، ولئن سألني عن شئ لأفتضحن ، فذكر ما كان أوصاه أبوه به ، فأتى الرجل الذي كان يأخذ العلم من أبيه فقال له : إن الملك قد بعث إلي يسألني ولست أدري فيم بعث إليَّ ، وقد كان أبي أمرني أن آتيك إن احتجت إلى شئ ، فقال الرجل : ولكني أدري فيما بعث إليك ، فإن أخبرتك فما أخرج الله لك من شئ فهو بيني وبينك ، فقال : نعم ، فاستحلفه واستوثق منه أن يفي له ، فأوثق له الغلام فقال : إنه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا ؟ فقل له : هذا زمان الذئب . فأتاه الغلام فقال له الملك : هل تدري لم أرسلت إليك ؟ فقال : أرسلت إلي تريد أن تسألني عن رؤيا رأيتها أي زمان هذا ؟ فقال له الملك : صدقت ، فأخبرني أي زمان هذا ؟ فقال له : زمان الذئب ، فأمر له بجائزة ، فقبضها الغلام وانصرف إلى منزله وأبى أن يفي لصاحبه ، وقال : لعلي لا أنفذ هذا المال ولا آكله حتى أهلك ، ولعلي لا أحتاج ولا أسأل عن مثل هذا الذي سئلت عنه ، فمكث ما شاء الله .
ثم إن الملك رأى رؤيا فبعث إليه يدعوه فندم على ما صنع ، وقال : والله ما عندي علم آتيه به ، وما أدري كيف أصنع بصاحبي وقد غدرت به ولم أف له ، ثم قال : لآتينه على كل حال ولأعتذرن إليه ولأحلفن له فلعله يخبرني ، فأتاه فقال له : إني قد صنعت الذي صنعت ولم أف لك بما كان بيني وبينك ، وتفرق ما كان في يدي ، وقد احتجت إليك فأنشدك الله أن لاتخذلني ، وأنا أوثق لك أن لا يخرج لي شئ إلا كان بيني وبينك ، وقد بعث إليَّ الملك ولست أدري عما يسألني ، فقال : إنه يريد أن يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا ؟ فقل له : إن هذا زمان الكبش ، فأتى الملك فدخل عليه ، فقال : لما بعثت إليك ؟ فقال : إنك رأيت رؤيا ، وإنك تريد أن تسألني أي زمان هذا ، فقال له : صدقت : فأخبرني أي زمان هذا ؟ فقال : هذا زمان الكبش ، فأمر له بصلة ، فقبضها وانصرف إلى منزله ، وتدبر في رأيه في أن يفي لصاحبه أو لا يفي له ، فهمَّ مرة أن يفعل ومرة أن لا يفعل ، ثم قال : لعلي أن لا أحتاج إليه بعد هذه المرة أبداً وأجمع رأيه على ما صنع على الغدر ، وترك الوفاء فمكث ما شاء الله .
ثم إن الملك رأى رؤيا فبعث إليه فندم على ما صنع فيما بينه وبين صاحبه ، وقال : بعد غدر مرتين كيف أصنع ، وليس عندي علم ، ثم أجمع رأيه على إتيان الرجل ، فأتاه فناشده الله تبارك وتعالى وسأله أن يُعَلِّمه ، وأخبره أن هذه المرة يفي له وأوثق له وقال : لاتدعني على هذه الحال فإني لا أعود إلى الغدر وسأفي لك ، فاستوثق منه . فقال : إنه يدعوك يسألك عن رؤيا رآها أي زمان هذا ؟ فإذا سألك فأخبره أنه زمان الميزان . قال فأتى الملك فدخل عليه فقال له : لم بعثت إليك ؟ فقال : إنك رأيت رؤيا وتريد أن تسألني أي زمان هذا ، فقال : صدقت فأخبرني أي زمان هذا ؟ فقال : هذا زمان الميزان ، فأمر له بصلة فقبضها وانطلق بها إلى الرجل ، فوضعها بين يديه وقال : قد جئتك بما خرج لي فقاسمنيه ، فقال له العالم : إن الزمان الأول كان زمان الذئب ، وإنك كنت من الذئاب ، وإن الزمان الثاني كان زمان الكبش يهم ولا يفعل ، وكذلك كنت أنت تهم ولا تفي ، وكان هذا زمان الميزان وكنت فيه على الوفاء ، فاقبض مالك لا حاجة لي فيه ورده عليه » !
وقال في البحار : 14 / 497 : « إن لك أصدقاء وإخواناً : لعل المقصود من إيراد الحكاية بيان أن هذا الزمان ليس زمان الوفاء بالعهود ، فإن عرفتك زمان ظهور الأمر فلك أصدقاء ومعارف ، فتحدثهم به فيشيع الخبر بين الناس وينتهي إلى الفساد » .
أقول : معناه أن الإمام الباقر عليه السلام يعرف وقت ظهور المهدي عليه السلام ولكن يخشى أن يتسرب الخبر كما ذكر المجلسي رحمه الله ، فالأئمة عليهم السلام يعرفون وقت الظهور . ويؤيده أنهم أخبروا أنه كان سنة كذا وتأخر بسبب إذاعته .
وهنا بحث آخر : هل أن وقت الظهور محدد في علم الله تعالى ، لا يتغير ، أم يتغير تبعاً لحالة الناس أو دعائهم ، وهل يؤثر دعاؤنا في تعجيل الفرج وتقريب وقته ، أم تنحصر فائدته بنا كما قال عليه السلام في التوقيع : وأكثروا من الدعاء بتعجيل الفرج فإن في ذلك فرجكم ؟
وبحث آخر ، في معنى توقيت ظهوره عليه السلام ، ومعنى تأخيره بسبب فعل الناس ، وفي معنى مشيئة الله وقضائه وقدره ، والحكمة من إظهار أمر سيكون فيه البداء .
وبحث آخر ، في معنى نهي الأئمة عليهم السلام عن الخروج على الحاكم الظالم ، وهل يحتاج الخروج والثورة إلى قيادة المعصوم عليه السلام أو إذنه ، أم أنها أحاديث تختص بظرفها فقط ، والثورة واجبة على من يستطيع ، كما يرى السيد الخميني قدس سره . . وكلها بحوث مفيدة لكن لا يتسع لها هذا الكتاب .