النبي الأعظم محمد بن عبد الله
أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)
آبائه
زوجاته واولاده
الولادة والنشأة
حاله قبل البعثة
حاله بعد البعثة
حاله بعد الهجرة
شهادة النبي وآخر الأيام
التراث النبوي الشريف
معجزاته
قضايا عامة
الإمام علي بن أبي طالب
الولادة والنشأة
مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)
حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله
حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
حياته في عهد الخلفاء الثلاثة
بيعته و ماجرى في حكمه
أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته
شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة
التراث العلوي الشريف
قضايا عامة
السيدة فاطمة الزهراء
الولادة والنشأة
مناقبها
شهادتها والأيام الأخيرة
التراث الفاطمي الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)
التراث الحسني الشريف
صلح الامام الحسن (عليه السّلام)
أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته
شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة
قضايا عامة
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)
الأحداث ما قبل عاشوراء
استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء
الأحداث ما بعد عاشوراء
التراث الحسينيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)
شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)
التراث السجّاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الباقر
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)
شهادة الامام الباقر (عليه السلام)
التراث الباقريّ الشريف
قضايا عامة
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)
شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
التراث الصادقيّ الشريف
قضايا عامة
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)
شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
التراث الكاظميّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن موسى الرّضا
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)
موقفه السياسي وولاية العهد
شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة
التراث الرضوي الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن علي الجواد
الولادة والنشأة
مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)
التراث الجواديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام علي بن محمد الهادي
الولادة والنشأة
مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)
التراث الهاديّ الشريف
قضايا عامة
الإمام الحسن بن علي العسكري
الولادة والنشأة
مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)
التراث العسكري الشريف
قضايا عامة
الإمام محمد بن الحسن المهدي
الولادة والنشأة
خصائصه ومناقبه
الغيبة الصغرى
السفراء الاربعة
الغيبة الكبرى
علامات الظهور
تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى
مشاهدة الإمام المهدي (ع)
الدولة المهدوية
قضايا عامة
فضل المؤمنين الثابتين في غيبة الإمام الحجّة "عج"
المؤلف:
الشيخ علي الكوراني
المصدر:
المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي "عج"
الجزء والصفحة:
ص343-358
2025-06-08
31
أيها المستعجلون : إن الله لا يعجل لعجلة العباد !
إن مشروع إنهاء الظلم من الأرض وإقامة دولة العدل الإلهي مشروعٌ ضخمٌ ، وهو من صلب المخطط الرباني لحياة الإنسان ، لكن استيعابه يحتاج إلى رقيٍّ فكري ، ورسوخِ إيمان . لهذا كانت مشكلة الناس أنهم يستعجلون النصر ، بينما بنى الله عز وجل فعله على قوانين وحِكم ، يعلمها هو ولا يعلمها الناس .
ولهذا وجه النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام الناس لأن يوسعوا أفقهم وينتظروا الفرج . ففي الكافي : 1 / 369 ، قال مُهزَّم : « ذكرنا عنده - الصادق عليه السلام - ملوك آل فلان فقال : إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر ، إن الله عز وجل لا يعجل لعجلة العباد ، إن لهذا الأمر غاية ينتهي إليها ، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا » .
وروت مصادر السنيين شبيهاً بذلك ففي في سنن الترمذي : 5 / 565 : « عن عبد الله : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سلوا الله من فضله ، فإن الله عز وجل يحب أن يسأل ، وأفضل العبادة انتظار الفرج »
والطبراني الكبير : 10 / 124 ، عن أبي الأحوص عن عبد الله . وفي مسند الشهاب : 1 / 62 ، عن ابن عمر : انتظار الفرج بالصبر عبادة . وفي / 63 ، عن ابن عباس ، وتاريخ بغداد : 2 / 154 ، عن أنس : انتظار الفرج عبادة . ورواه في تلخيص المتشابه : 1 / 228 ، كتاريخ بغداد ، ومصابيح البغوي : 2 / 140 ، كالترمذي من حسانه ، ومثله جامع الأصول : 5 / 19 ، والترغيب : 2 / 482 ، والجامع الصغير : 1 / 416 كتاريخ بغداد . وجمع الجوامع : 1 / 547 ، عن الترمذي والطبراني ، والمنهاج في شعب الإيمان : 3 / 376 ، كالشهاب ، وفيض القدير : 3 / 51 و / 52 و : 4 / 108 ، عن الجامع الصغير . والمسند الجامع : 12 / 74 ، وكشف الخفاء : 1 / 558 ، عن ابن مسعود ، وتفسير الماوردي : 1 / 478 ، وجمع الفوائد : 3 / 341 ، والمعجم الأوسط : 6 / 79 ، وجامع الأحاديث / 185 ، والوسيط : 2 / 44 ، والكشف والبيان : 3 / 300 .
النبي صلى الله عليه وآله : بعدي يجئ زمن الصبر !
في الطبراني الكبير : 10 / 225 : « عن ابن مسعود ، قال النبي صلى الله عليه وآله : إن من ورائكم زمان صبر ، للمتمسك فيه أجر خمسين شهيداً ، فقال عمر : يا رسول الله منا أو منهم ؟ قال : منكم » .
ومسند الشاميين : 1 / 3 . ومجمع الزوائد : 7 / 282 ، وجمع الجوامع : 1 / 276 ، ونحوه البزار : 5 / 178 ، وأبو داود : 4 / 123 ، وابن ماجة : 2 / 1330 ، والترمذي : 5 / 257 ، وكشف الخفاء : 2 / 535 .
ومن مصادرنا : غيبة الطوسي / 275 : « عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سيأتي قوم من بعدكم ، الرجلُ الواحد منهم له أجر خمسين منكم ، قالوا : يا رسول الله نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين ونزل فينا القرآن ! فقال : إنكم لو تُحَمَّلون ما حُمِّلوا لم تصبروا صبرهم » .
وفي كمال الدين : 1 / 323 : « عن عمرو بن ثابت قال : قال علي بن الحسين سيد العابدين عليه السلام : من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا ، أعطاه الله عز وجل أجر ألف شهيد ، من شهداء بدر وأحد » .
وفي كمال الدين : 1 / 288 : « عن أمير المؤمنين عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث طويل : يا علي ، واعلم أن أعجب الناس إيماناً وأعظمهم يقيناً ، قوم يكونون في آخر الزمان ، لم يلحقوا النبي ، وحجبت عنهم الحجة ، فآمنوا بسواد على بياض » . أي لم يدركوا نبيهم ، وغاب عنهم إمامهم فآمنوا بما وصل إليهم مكتوباً من القرآن والسنة .
وفي كمال الدين : 2 / 287 و 644 : « عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن أبيه سيد العابدين علي بن الحسين ، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي ، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أفضل العبادة انتظار الفرج » .
وفي الكافي : 4 / 260 و : 5 / 22 : « عن محمد بن عبد الله قال : قلت للرضا عليه السلام : جعلت فداك إن أبي حدثني عن آبائك عليهم السلام أنه قيل لبعضهم : إن في بلادنا موضع رباط يقال له : قزوين ، وعدواً يقال له الديلم ، فهل من جهاد أو هل من رباط ؟ فقال : عليكم بهذا البيت فحُجوه ، ثم قال : فأعاد عليه الحديث ثلاث مرات كل ذلك يقول : عليكم بهذا البيت فحجوه ، ثم قال في الثالثة : أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله ينتظر أمرنا ، فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله بدراً ، وإن لم يدركه كان كمن كان مع قائمنا في فسطاطه هكذا وهكذا ، وجمع بين سبابتيه ، فقال أبو الحسن عليه السلام : صدق ، هو على ما ذكر » .
وفي أمالي الطوسي : 2 / 19 : « عن علي بن الحسين عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من رضي من الله بالقليل من الرزق ، رضي الله منه بالقليل من العمل ، وانتظار الفرج عبادة » .
وفي تحف العقول / 403 : « عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في حديث طويل : أفضل العبادة بعد المعرفة انتظار الفرج » . وفي غيبة الطوسي / 276 : « عن الحسن بن الجهم قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن شئ من الفرج ، فقال : أو لست تعلم أن انتظار الفرج من الفرج ؟ قلت : لا أدري إلا أن تعلمني ، فقال : نعم انتظار الفرج من الفرج » .
وفي المناقب : 4 / 425 : « ومما كتب عليه السلام إلى أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي : اعتصمت بحبل الله ، بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين والجنة للموحدين والنار للملحدين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، ولا إله إلا الله أحسن الخالقين ، والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين . منها : عليك بالصبر وانتظار الفرج . قال النبي صلى الله عليه وآله : أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وآله يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، فاصبر يا شيخي يا أبا الحسن علي وأْمُر جميع شيعتي بالصبر ، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين . والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته » .
وفي الكشي / 138 : « عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين ، عن عبد الله بن زرارة قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : إقرأ على والدك السلام وقل له : إني إنما أعيبك دفاعاً مني عنك ، فإن الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه وحمدنا مكانه لإدخال الأذى فيمن نحبه ونقربه ، ويرمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا ، ويرون إدخال الأذى عليه وقتله ، ويحمدون كل من عبناه نحن .
ولو أذن لنا لعلمتم أن الحق في الذي أمرناكم به ، فردوا إلينا الأمر وسلموا لنا واصبروا لأحكامنا وارضوا بها ، والذي فرق بينكم فهو راعيكم الذي استرعاه الله خلقه ، وهو أعرف بمصلحة غنمه في فساد أمرها ، فإن شاء فرق بينها ، لتسلم ثم يجمع بينهما ، ليأمن من فسادها وخوف عدوها ، في آثارما يأذن الله « كذا ، والمعنى حسب ما يأذن الله » ويأتيها بالأمن من مأمنه والفرج من عنده . عليكم بالتسليم والرد إلينا وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم ، ولو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا ، ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرائع الدين والأحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله ، لأنكر أهل البصائر فيكم ذلك اليوم إنكاراً شديداً ، ثم لم تستقيموا على دين الله وطريقه إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم .
إن الناس بعد نبي الله عليه السلام ركب الله بهم سنة من كان قبلكم ، فغيّروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه ، فما من شئ عليه الناس اليوم إلا وهو منحرف عما نزل به الوحي من عند الله ، فأجب رحمك الله من حيث تدعى إلى حيث تدعى ، حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استينافاً » .
روح الانتظار والأمل . . من الفرج
قال العياشي في تفسيره : 2 / 20 : « عن أحمد بن محمد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سمعته يقول : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج ، أما سمعت قول العبد الصالح : فانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ . أوليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج ؟ ثم قال : إن الله تبارك وتعالى يقول : وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ » .
وفي كمال الدين : 2 / 645 : « عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سألته عن شئ في الفرج فقال : أوليس تعلم أن انتظار الفرج من الفرج ، إن الله يقول : فانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ » .
قال أبو بصير : « قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك متى الفرج ؟ فقال : يا أبا بصير وأنت ممن يريد الدنيا ؟ من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره » . « الكافي : 1 / 371 » .
وفي تفسير القمي : 1 / 384 : « عن الإمام الباقر عليه السلام : وقوله : هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ : من العذاب ، والموت ، وخروج القائم . كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ . وقوله : فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ : من العذاب في الرجعة » .
الخطأ في الأمل لا يضر . . واليأس كله خطأ
في الكافي : 1 / 369 : « عن علي بن يقطين : قال لي أبو الحسن عليه السلام : الشيعة تُرَبَّى بالأماني منذ مئتي سنة ، قال : وقال يقطين لابنه علي بن يقطين : ما بالنا قيل لنا فكان وقيل لكم فلم يكن ؟ قال : فقال له علي : إن الذي قيل لنا ولكم كان من مخرج واحد ، غير أن أمركم حضر فأعطيتم محضه ، فكان كما قيل لكم ، وإن أمرنا لم يحضر فعُلِّلنا بالأماني ، فلو قيل لنا : إن هذا الأمر لا يكون إلى مئتي سنة أو ثلاث مائة سنة لقست القلوب ، ولرجع عامة الناس عن الإسلام ، ولكن قالوا : ما أسرعه وما أقربه ، تألفاً لقلوب الناس ، وتقريباً للفرج » .
فضل المؤمنين المنتظرين لظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف
في كمال الدين : 1 / 338 ، عن المفضل قال : « سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول : من مات منتظراً لهذا الأمر ، كان كمن كان مع القائم في فسطاطه ، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف » .
وفي المحاسن / 173 : « عن عبد الحميد الواسطي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : أصلحك الله والله لقد تركنا أسواقنا انتظاراً لهذا الأمر ، حتى أوشك الرجل منا يسأل في يديه ! فقال : يا عبد الحميد أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل الله له مخرجاً ؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجاً ، رحم الله عبداً حبس نفسه علينا ، رحم الله عبداً أحيا أمرنا . قال : فقلت : فإن متُّ قبل أن أدرك القائم ؟ فقال : القائل منكم إن أدركتُ القائم من آل محمد نصرته كالمقارع معه بسيفه ، والشهيد معه له شهادتان » .
وفي كمال الدين : 1 / 357 : « عن أبي بصير قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله عز وجل : يَوْمَ يأتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ، يعني خروج القائم المنتظر منا . ثم قال : يا أبا بصير طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته ، والمطيعين له في ظهوره ، أولئك أولياء الله : أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ » .
كمال الدين : 2 / 656 ، عن المفضل قال : سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل : وَالْعَصْرِ إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ؟ قال : « العصر عصر خروج القائم . إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ : يعني أعداءنا . إِلا الَّذِينَ آمَنُوا : يعني بآياتنا . وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ : يعني بمواساة الإخوان . وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ : يعني بالإمامة . وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ : يعني في الفترة » .
فالمؤمنين المنتظرين في الروايتين ، لأنهم مسثنون من الخسران والذم .
الأئمة يهدئون اندفاع شيعتهم ويعلمونهم انتظار الفرج
أمير المؤمنين عليه السلام : لاتيأسوا من رَوْح الله
الخصال : 2 / 610 : « عن أبي بصير ومحمد بن مسلم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : حدثني أبي عن جدي عن آبائي عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام علَّمَ أصحابه في مجلس واحد أربع مائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه . . . جاء فيها : انتظروا الفرج ولا تيأسوا من رَوْح الله ، فإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج ، ما دام عليه العبد المؤمن ، والمنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله » .
سنة الله في غربلة المؤمنين وتنقية الشيعة
النعماني / 209 : « عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : كونوا كالنحل في الطير ، ليس شئ من الطير إلا وهو يستضعفها ، ولو علمت الطير ما في أجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك ، خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم ، وزايلوهم « انفصلوا عنهم » بقلوبكم وأعمالكم ، فوالذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض ، وحتى يسمي بعضكم بعضاً كذابين ، وحتى لا يبقى منكم - أو قال من شيعتي - إلا كالكحل في العين والملح في الطعام . وسأضرب لكم مثلاً ، وهو مثل رجل كان له طعام فنقَّاه وطيبه ، ثم أدخله بيتاً وتركه فيه ما شاء الله ، ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابه السوس فأخرجه ونقاه وطيبه ، ثم أعاده إلى البيت فتركه ما شاء الله ، ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابته طائفة من السوس فأخرجه ونقاه وطيبه وأعاده ، ولم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر لا يضره السوس شيئاً ! وكذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لاتضرها الفتنة شيئاً » . والأندر : بالضم كدس سنابل الحنطة .
ابن حماد : 1 / 333 : « عن علي قال : لا يخرج المهدي حتى يبصق بعضكم في وجه بعض » . وعنه جمع الجوامع : 2 / 103 ، والحاوي : 2 / 68 ، وكنز العمال : 14 / 587 ، والمغربي / 578 .
النعماني / 109 ، وطبعة / 205 : « عن عميرة بنت نفيل قالت : سمعت الحسين بن علي عليه السلام يقول : لا يكون الأمر الذي ينتظر حتى يبرأ بعضكم من بعض ، ويتفل بعضكم في وجوه بعض ، فيشهد بعضكم على بعض بالكفر ، ويلعن بعضكم بعضاً ! فقلت له : ما في ذلك الزمان من خير ، فقال الحسين عليه السلام : الخير كله في ذلك الزمان يقوم قائمنا ويدفع ذلك كله » .
غيبة الطوسي / 207 : « عن عباية الأسدي ، عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول : كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم يرى ، يبرأ بعضكم من بعض » .
وفي كمال الدين : 1 / 303 : « عن الحسين عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وفيه : للقائم منا غيبة أمدها طويل ، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه . ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه ، فهو معي في درجتي يوم القيامة » .
وفي النعماني / 191 و 192 : « عن عبد الله بن عقبة عن علي عليه السلام : كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون مرعى ولا تجدونها يا معشر الشيعة » .
الإمام الباقر عليه السلام : المنتظر المحتسب كالمجاهد مع الإمام
في مجمع البيان : 9 / 238 : « عن العياشي عن الحرث بن المغيرة قال : كنا عند أبي جعفر عليه السلام فقال : العارف منكم هذا الأمر المنتظر له المحتسب فيه الخير ، كمن جاهد والله مع قائم آل محمد صلى الله عليه وآله بسيفه . ثم قال : بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله بسيفه . ثم قال الثالثة : بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله في فسطاطه .
وفيكم آية من كتاب الله ، قلت : وأي آية جعلت فداك ؟ قال : قول الله عز وجل : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِم . ثم قال : صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم » .
وفي الكافي : 2 / 21 : « عن أبي الجارود قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : يا بن رسول الله هل تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إياكم ؟ قال : فقال : نعم ، قال : فقلت : فإني أسألك مسألة تجيبني فيها فإني مكفوف البصر قليل المشي ولا أستطيع زيارتكم كل حين . قال : هات حاجتك ، قلت : أخبرني بدينك الذي تدين الله عز وجل به أنت وأهل بيتك ، لأدين الله عز وجل به ؟ قال عليه السلام : إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة ، والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين الله عز وجل به : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله ، والإقرار بما جاء من عند الله ، والولاية لولينا ، والبراءة من عدونا ، والتسليم لأمرنا ، وانتظار قائمنا ، والاجتهاد والورع » .
وفي دعوات الراوندي / 135 : « قلت لأبي جعفر عليه السلام : إني امرؤ ضرير البصر ، كبير السن ، والشقة فيما بيني وبينكم بعيدة ، وأنا أريد أمراً أدين الله به وأتمسك به ، وأبلغه من خلفت . قال : فأعجب بقولي ، فاستوى جالساً فقال : يا أبا الجارود كيف قلتَ رُدَّ عليَّ ، قال : فرددتُ عليه ، فقال : نعم يا أبا الجارود : شهادة ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، وحج البيت ، وولاية ولينا وعداوة عدونا ، والتسليم لأمرنا ، وانتظار قائمنا ، والورع ، والاجتهاد » .
وفي الكافي : 8 / 80 : « قلت « للإمام الباقر عليه السلام » : أصلحك الله إن هؤلاء المرجئة يقولون : ما علينا أن نكون على الذي نحن عليه ، حتى إذا جاء ما تقولون كنا نحن وأنتم سواء ! فقال : يا عبد الحميد صدقوا من تاب تاب الله عليه ، ومن أسرَّ نفاقاً فلا يرغم الله إلا بأنفه ، ومن أظهر أمرنا أهرق الله دمه ، يذبحهم الله على الإسلام كما يذبح القصاب شاته ! قلت : فنحن يومئذ والناس فيه سواء ؟ قال : لا ، أنتم يومئذ سنام الأرض وحكامها ، لا يسعنا في ديننا إلا ذلك . قلت : فإن مت قبل أن أدرك القائم عليه السلام ؟ قال : إن القائل منكم إذا قال : إن أدركت قائم آل محمد نصرته ، كالمقارع معه بسيفه ، والشهادة معه شهادتان » .
المنتظر المخلص في ولائه من أهل الجنة
الكافي : 8 / 76 : « عن الحكم بن عتيبة قال : بينا أنا مع أبي جعفر عليه السلام والبيت غاصٌّ بأهله ، إذ أقبل شيخ يتوكأ على عنَزة له « عصا » حتى وقف على باب البيت فقال : السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته ، ثم سكت ، فقال أبو جعفر عليه السلام : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال : السلام عليكم ، ثم سكت حتى أجابه القوم جميعاً وردوا عليه السلام ، ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر ثم قال : يا ابن رسول الله أدنني منك جعلني الله فداك ، فوالله إني لأحبكم وأحب من يحبكم ، ووالله ما أحبكم وأحب من يحبكم لطمع في دنياً . والله إني لأبغض عدوكم وأبرأ منه ، ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لوتر كان بيني وبينه ، والله إني لأحل حلالكم وأحرم حرامكم وأنتظر أمركم ، فهل ترجو لي جعلني الله فداك ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : إليَّ إليَّ ، حتى أقعده إلى جنبه ، ثم قال : أيها الشيخ إن أبي علي بن الحسين صلى الله عليه وآله أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه ، فقال له أبي عليه السلام : إن تَمُتْ تَرِدْ على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ، ويثلج قلبك ، ويبرد فؤادك ، وتقرَّ عينك ، وتُستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين ، لو قد بلغت نفسك هاهنا ، وأهوى بيده إلى حلقه ، وإن تعش ترَ ما يقر الله به عينك ، وتكون معنا في السنام الأعلى .
فقال الشيخ : كيف قلت : يا أبا جعفر ؟ فأعاد عليه الكلام فقال الشيخ : الله أكبر يا أبا جعفر إن أنا متُّ أرد على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام وتقر عيني ويثلج قلبي ويبرد فؤادي ، وأستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين ، لو قد بلغت نفسي إلى هاهنا ، وإن أعش أرَ ما يقر الله به عيني فأكون معكم في السنام الأعلى ! ثم أقبل الشيخ ينتحب ، ينشج ها ها ها ، حتى لصق بالأرض ، وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشيخ ، وأقبل أبو جعفر عليه السلام يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينه وينفضها .
ثم رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر عليه السلام : يا ابن رسول الله ناولني يدك جعلني الله فداك ، فناوله يده فقبلها ووضعها على عينيه وخده ، ثم حسر عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره ثم قام فقال : السلام عليكم . وأقبل أبو جعفر عليه السلام ينظر في قفاه وهو مدبر ، ثم أقبل بوجهه على القوم فقال : من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا ، فقال الحكم بن عتيبة : لم أرَ مأتماً قط يشبه ذلك المجلس » .
المؤمن شهيد وإن مات على فراشه
أمالي الطوسي : 2 / 288 : « عن أبي جعفر عليه السلام قال : كل مؤمن شهيد ، وإن مات على فراشه فهو شهيد ، وهو كمن مات في عسكر القائم . قال : أيحبس نفسه على الله ، ثم لا يدخله الجنة » ؟
أعلام الدين / 459 : « سأله أبو بصير عن قول الله تعالى : وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ، ما عنى بذلك ؟ فقال : معرفة الإمام واجتناب الكبائر ، ومن مات وليس في رقبته بيعة لإمام مات ميتة جاهلية .
ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم ، فمن مات وهو عارف بالإمامة لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر ، فكان كمن هو مع القائم في فسطاطه . قال : ثم مكث هنيئة ثم قال : لا بل كمن قاتل معه . ثم قال : لا بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله » .
وفي المحاسن / 173 : « عن ابن سيابة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : من مات منكم على أمرنا هذا فهو بمنزلة من ضرب فسطاطه إلى رواق القائم عليه السلام بل بمنزلة من يضرب معه بسيفه ، بل بمنزلة من استشهد معه ، بل بمنزلة من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله » .
ونحوه في / 172 ، و 173 ، ونحوه في / 150 ، والنعماني / 200 ، كالمحاسن . وفي كمال الدين : 2 / 338 ، وفي / 644 ، كالمحاسن . وعنه وعن المحاسن إثبات الهداة : 3 / 471 و 489 ، و 519 .
الكافي : 1 / 371 ، ونحوه : 372 : « عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ؟ فقال : يا فضيل اعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر ، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر ، كان بمنزلة من كان قاعداً في عسكره ، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه . قال : وقال بعض أصحابه : بمنزلة من استشهد مع رسول الله » .
الإمام الصادق عليه السلام : طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا
كمال الدين : 2 / 358 : « عن أبي بصير : قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام : طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا ، فلم يزغ قلبه بعد الهداية ، فقلت له : جعلت فداك وما طوبى ؟ قال : شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه السلام وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن من أغصانها ، وذلك قول الله عز وجل : طوبى لهم وحسن مآب » .
الإيمان في دولة الباطل أفضل منه في دولة الحق
الكافي : 1 / 333 : « عن عمار الساباطي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أيما أفضل : العبادة في السرمع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل ، أو العبادة في ظهور الحق ودولته ، مع الإمام منكم الظاهر ؟ فقال : يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية ، وكذلك والله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل ، وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة ، أفضل ممن يعبد الله عز وجل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق . وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق . واعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتراً بها من عدوه في وقتها فأتمها ، كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة ، ومن صلى منكم صلاة فريضة واحدة مستتراً بها من عدوه في وقتها فأتمها ، كتب الله عز وجل بها له خمساً وعشرين صلاة فريضة وحدانية ، ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها كتب الله له بها عشر صلوات نوافل .
ومن عمل منكم حسنة كتب الله عز وجل له بها عشرين حسنة ، ويضاعف الله عز وجل حسنات المؤمن منكم ، إذا أحسن أعماله ودان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه ، وأمسك من لسانه ، أضعافاً مضاعفة ، إن الله عز وجل كريم .
قلت : جعلت فداك ، قد والله رغبتني في العمل وحثثتني عليه ، ولكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالاً من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق ، ونحن على دين واحد ؟ فقال : إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز وجل إلى الصلاة والصوم والحج ، وإلى كل خير وفقه ، وإلى عبادة الله عز ذكره سراً من عدوكم ، مع إمامكم المستتر ، مطيعين له صابرين معه ، منتظرين لدولة الحق ، خائفين على إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة ، تنظرون إلى حق إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة ، قد منعوكم ذلك واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش ، مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم ، والخوف مع عدوكم . فبذلك ضاعف الله عز وجل لكم الأعمال فهنيئاً لكم .
قلت : جعلت فداك فما ترى إذاً أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحق ، ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالاً من أصحاب دولة الحق والعدل ؟ فقال : سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد ، ويجمع الله الكلمة ، ويؤلف الله بين قلوب مختلفة ، ولا يعصون الله عز وجل في أرضه ، وتقام حدوده في خلقه ، ويرد الله الحق إلى أهله ، فيظهر حتى لا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من الخلق ؟ ! أما والله يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها ، إلا كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر وأحد ، فأبشروا » .
وفي الإختصاص / 20 : « عن أمية بن علي ، عن رجل قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أيما أفضل نحن أو أصحاب القائم عليه السلام « أي الذين يظهرون معه » قال فقال لي : أنتم أفضل من أصحاب القائم ، وذلك أنكم تمسون وتصبحون خائفين على إمامكم وعلى أنفسكم من أئمة الجور ، إن صليتم فصلاتكم في تقية ، وإن صمتم فصيامكم في تقية ، وإن حججتم فحجكم في تقية ، وإن شهدتم لم تقبل شهادتكم ، وعد أشياء من نحو هذا مثل هذه ، فقلت : فما نتمنى القائم عليه السلام إذا كان على هذا ؟ قال فقال لي : سبحان الله أما تحب أن يظهر العدل ، وتأمن السبل وينصف المظلوم » .
لا فرق على المؤمن إن مات قبل ظهور الإمام عليه السلام أو بعده
في الكافي : 1 / 371 : « أن أبا بصير سأل أبا عبد الله عليه السلام فقال : تراني أدرك القائم عليه السلام ؟ فقال : يا أبا بصير ألست تعرف إمامك ؟ فقال : إي والله وأنت هو ، وتناول يده ، فقال : والله ما تبالي يا أبا بصير ألا تكون محتبياً بسيفك في ظل رواق القائم عليه السلام » .
وفي الكافي : 8 / 146 : « عن مالك الجهني قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا مالك أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ، وتدخلوا الجنة ؟ يا مالك إنه ليس من قوم ائتموا بإمام في الدنيا ، إلا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه ، إلا أنتم ومن كان على مثل حالكم . يا مالك إن الميت والله منكم على هذا الأمر لشهيد ، بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله » .
وفي الكافي : 1 / 372 : « عن علي بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ما ضرَّ من مات منتظراً لأمرنا ، ألا يموت في وسط فسطاط المهدي عليه السلام وعسكره » .
تأويل الآيات الظاهرة : 2 / 665 ، عن أبي حمزة قال : « قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك قد كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي ، وقد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموت .
قال : فقال لي : يا أبا حمزة أوَما ترى الشهيد إلا من قتل ؟ قلت : نعم جعلت فداك ، فقال لي : يا أبا حمزة من آمن بنا وصدق حديثنا وانتظر أمرنا ، كان كمن قتل تحت راية القائم ، بل والله تحت راية رسول الله صلى الله عليه وآله » .
وفي النعماني / 200 : « عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال ذات يوم : ألا أخبركم بما لا يقبل الله عز وجل من العباد عملاً إلا به ؟ فقلت : بلى ، فقال : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، والإقرار بما أمر الله ، والولاية لنا والبراءة من أعدائنا يعني الأئمة خاصة والتسليم لهم والورع والاجتهاد والطمأنينة والإنتظار للقائم عليه السلام .
ثم قال : إن لنا دولة يجئ الله بها إذا شاء . ثم قال : من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر ، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر ، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدّوا وانتظروا ، هنيئاً لكم أيتها العصابة المرحومة » .
وفي غيبة الطوسي / 277 : « عن عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من عرف بهذا الأمر ثم مات قبل أن يقوم القائم كان له أجر مثل من قتل معه » .
نَفَسُ المهموم لنا تسبيح
الكافي : 2 / 226 : « عن عيسى بن أبي منصور قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : نَفَس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح ، وهمه لأمرنا عبادة ، وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله . قال لي محمد بن سعيد : اكتب هذا بالذهب ، فما كتبت شيئاً أحسن منه » .
قلة عدد المؤمنين في زمن الغيبة
دلائل الإمامة / 292 : « عن يعقوب بن شعيب قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن الناس ما يمدّون أعناقهم إلى أحد من ولد عبد المطلب إلا هلك ، حتى يستوي ولد عبد المطلب لا يدرون أياً من أي ، فيمكثون بذلك سنين من دهرهم ، ثم يبعث لهم صاحب هذا الأمر » .
وفي رسائل المفيد / 400 : « عن الصادق عليه السلام قال : كيف بكم إذا التفتم يميناً فلم تروا أحداً ، والتفتم شمالاً فلم تروا أحداً ، واستوت بنو عبد المطلب ، ورجع عن هذا الأمر كثير ممن يعتقده ، يمسي أحدكم مؤمناً ويصبح كافراً ، فالله الله في أديانكم ، هنالك فانتظروا الفرج » .
وفي كمال الدين : 2 / 409 : « عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام يقول : كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني ، أما إن المقر بالأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوة رسول الله والمنكر لرسول الله صلى الله عليه وآله كمن أنكر جميع الأنبياء عليهم السلام ، لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا . أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس ، إلا من عصمه الله عز وجل » .
وفي كمال الدين : 2 / 408 : « عن محمد بن أحمد المدائني ، عن أبي غانم قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام يقول : في سنة مائتين وستين تفترق شيعتي !
وقال الصدوق رحمه الله : ففيها قبض أبو محمد عليه السلام وتفرقت الشيعة وأنصاره ، فمنهم من انتمى إلى جعفر ، ومنهم من تاه ، ومنهم من شك ، ومنهم من وقف على تحيره ، ومنهم من ثبت على دينه بتوفيق الله عز وجل » .
وفي كمال الدين : 2 / 524 : « عن الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال : سمعت الحسن بن علي العسكري عليه السلام يقول : إن ابني هو القائم من بعدي ، وهو الذي تجري فيه سنن الأنبياء عليهم السلام بالتعمير والغيبة ، حتى تقسو القلوب لطول الأمد ، فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله عز وجل في قلبه الإيمان وأيده بروح منه » .
لا تخلو الأرض من مؤمنين كاملين كأصحاب الإمام عليه السلام
في الأصول الستة عشر / 6 : « عن زيد الزراد قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : نخشى أن لا نكون مؤمنين ! قال : ولم ذاك ؟ فقلت : وذلك أنا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره ، ونجد الدينار والدرهم آثرعندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين عليه السلام . فقال : كلا ، إنكم مؤمنون ولكن لاتكملون إيمانكم حتى يخرج قائمنا ، فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين . ولو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون إذاً لرفعنا الله إليه ، وأنكرتكم الأرض وأنكرتكم السماء . بلى والذي نفسي بيده إن في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلها عندهم تعدل جناح بعوضة » .
وقوله عليه السلام فتكونون مؤمنين كاملين يشمل كل المؤمنين في عصرالمهدي عليه السلام ، والقدر المتيقن أصحابه . والمؤمن الكامل أعلى أنواع المؤمنين . ويأتي أن المؤمن في عصره عليه السلام يتحدث مع الملائكة ، ويستنزل الطيرمن السماء ، ويحيي الموتى بإذن الله !
أهمية الاستعداد حتى الشكلي لنصرة الإمام المهدي عليه السلام
النعماني / 320 : « عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ليُعِدَّنَّ أحدُكم لخروج القائم ولو سهماً ، فإن الله تعالى إذا علم ذلك من نيته ، رجوت أن ينسئ في عمره حتى يدركه ، فيكون من أعوانه وأنصاره » . وهو تعليم على الأمل واليقين بوعد الله تعالى . والإنساء في العمر بمعنى تمديده وتطويله ، وقد يكون التمديد بأن يميته الله ، ثم يحييه بعد الموت عند ظهور المهدي عليه السلام ليستكمل ما بقي من عمره .
ومن الاستعداد لنصرته الدعاء له بالمأثور ، كالذي روي عن الإمام الكاظم عليه السلام « فلاح السائل / 199 » : « عن يحيى بن الفضل النوفلي قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ببغداد حين فرغ من صلاة العصر ، فرفع يديه إلى السماء ، وسمعته يقول : أسألك باسمك المكنون المخزون الحي القيوم ، الذي لا يخيب من سألك به ، أن تصلي على محمد وآله ، وأن تعجل فرج المنتقم لك من أعدائك ، وأنجز له ما وعدته ، يا ذا الجلال والاكرام » .
التقية واجبة إلى ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف
كفاية الأثر / 274 : « عن الرضا عليه السلام : من ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا » .
وفي الهداية / 47 : « عن الصادق عليه السلام : الرياء مع المنافق عبادة ، ومع المؤمن شرك ، والتقية واجبة لا يجوز تركها إلى أن يخرج القائم ، فمن تركها فقد دخل في نهي الله عز وجل ، ونهي رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة صلوات الله عليهم » .
وفي الكافي « 2 / 219 » : « عن الصادق عليه السلام : كلما تقارب هذا الأمركان أشد للتقية » .
وعن الباقر عليه السلام : التقية في كل ضرورة وصاحبها أعلم بها حين تنزل به .