أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2017
2386
التاريخ: 2024-04-14
725
التاريخ: 27-12-2016
2475
التاريخ: 2023-09-06
1006
|
إن أصحاب الحسين (عليه السلام) بدون شك هم من أولياء الله تبارك وتعالى، وقد جاء في بعض الروايات. أن رحمة الله تنزل عند ذكر الصالحين. وعليه فإن نفس ذكر هؤلاء العظماء يوجب نزول الرحمة. وأن إحياء ذكرهم وأسمائهم هو من لوازم الإيمان لكل من له محبة لله وللرسول ولأهل بيته (عليهم السلام).
إن ذكر محبوب الله هو ذكر لله. وأنت أخي الشاب تقرأ في زيارة الشهداء: (السلام عليكم يا أولياء الله وأحباءه، السلام عليكم يا أصفياء الله وأودّاءه). ومن جهة أخرى فإن ذكر حالات أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) هو درس للمحبين. فلو أراد الساعون لمقام المحبة أن يحشروا أنفسهم في هذا المضمار دون أن يعرفوا طريق الحب ما هو، وما هو طريق العشق والتفاني فإن عليهم النظر في أقوال وأفعال أصحاب الحسين (عليهم السلام) وحينئذ سيعرفون أنه بمجرد الهوى وحده لا يمكن أن يصير الإنسان محباً لله أو لرسوله أو أوصيائه.
لقد صرح علماء الأخلاق: أن كل صفة كمالية إنما هي مقدمة للوصول إلى مقام المحبة، او ثمرة من ثمرات شجرة المحبة الطيبة. وإذا وصل الشخص إلى مقام المحبة فإنه سيترك كل شيء من أجل محبوبه.
إن أعز شيء عند الإنسان روحه، والمحب مستعد للتخلي عنها في سبيل محبوبه. وأحد هؤلاء العظماء الذين أبدوا محبة عجيبة لله في طاعة إمامهم الحسين (عليه السلام) هو بشر الحضرمي الذي ورد اسمه في زيارة الناحية المقدسة. وهي زيارة مروية عن الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف). وفي هذه الزيارة الشريفة ذكر (عليه السلام) أسماء جميع شهداء كربلاء وأوصافهم، وسلم عليهم، وذكر أسماء قاتلي كل واحد منهم ولعنهم.
كان بشر الحضرمي من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) والمتعلقين به. وكان من شجعان زمانه، وكان له أبناء يشتركون في الفتوحات الإسلامية.
إلتحق بشر بالإمام الحسين (عليه السلام) منذ سماعه بتوجهه إلى كربلاء وظل مع الحسين حتى تعرض إلى إمتحان صعب ليلة عاشوراء. وذلك عندما جمع الإمام أصحابه وخطبهم: (هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً خيراً، وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فإن القوم يطلبونني) (1).
وفي هذه الأثناء دخل رجل من الكوفة يسأل عن بشر الحضرمي فلما وجده قال: إني رسول إليك من ولدك وزوجتك.. لقد أسر إبنك محمد بينما بقي ولدك وأهلك في حال مضطربة.. وقد أرسلوني إليك لتقدم إليهم وتعمل في فكاك ولدك.
فقال بشر لذلك الرسول: أأترك الحسين (عليه السلام) من أجل فكاك ولدي؟ إني أحتسبه ونفسي عند الله. لم يكن بشر راغباً أن يصل الخبر إلى مسامع الامام الحسين (عليه السلام) لأن العلاقة بينه وبين الحسين علاقة متبادلة. وحين يعرف الحسين (عليه السلام) بتأثر أحد أصحابه فإنه (عليه السلام) يتأثر له أيضاً. ومع ذلك سمع الحسين بالخبر فقال لبشر: أنت في حلٍ من بيعتي فاعمل في فكاك ولدك. فأجابه بشر بجواب ينطلق من قلب متحرق، وشعور مفعم بالمحبة والشفقة: (لا والله لا أفعل ذلك، أكلتني السباع حياً إن أنا فارقتك) (2) ومعناه: أني إذا إبتعدتُ بجسدي عنك يا حسين فإن قلبي سيبقى عندك. فدعا له الإمام الحسين (عليه السلام) وأذن له أن يبقى معه وقال: إذن أعطِ إبنك هذه الأثواب الخمسة ليعمل في فكاك أخيه. وكانت قيمتها ألف دينار. وبقي مع سيده الحسين (عليه السلام) إلى أن إستشهد فالتحق بالمحبوب الأكبر الله (عز وجل) محباً لله وللمبادئ السامية ولإمام زمانه (عليه السلام).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مناقب آل أبي طالب، 3 / 248.
2ـ مقتل الحسين (عليه السلام) (أبو مخنف الأزدي)، 156.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|