أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2019
1774
التاريخ: 21-5-2021
2103
التاريخ: 11-10-2016
2105
التاريخ: 2024-09-21
322
|
إذاً، للعقيدة التي يحملها الإنسان تأثير على أفعاله وسلوكه في هذه الدنيا، وبالتالي على مصيره في الآخرة، ولو حاولنا الآن أن نعكس الصورة قليلاً، وأتينا بشخص لا يحمل هذه المعتقدات والمبادئ الإسلامية الأصيلة التي ذكرنا بعضاً منها آنفاً فماذا ستكون النتيجة؟
فالذي لا يؤمن بالله تعالى ولا يعتقد بأنبيائه ورسله، ولا بالدار الآخرة، والذي لا يرى نفسه في سفر، وأنه راحل عن هذا العالم إلى عالم الجزاء والحساب، والذي لا يعتقد بالمقامات المعنويّة للنفس الإنسانية، وبضرورة تهذيبها حتى تصبح مهيّأة للقاء الله تعالى، والرجوع إليه راضية مرضيّة، فكيف ستكون عاقبته؟!
الله عزّ وجلّ في ذكره الحكيم يكشف لنا بعض ما سيؤول إليه حال أصحاب هذه الاعتقادات الخاطئة، ويحذّر من عواقبها الوخيمة والتي منها:
1- العذاب الأليم: ﴿وأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾[1].
2- الخسران والندامة: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ﴾[2].
3- بطلان أعمالهم: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾[3].
4- النسيان: ﴿وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ﴾[4].
5- العقاب الإلهيّ في الدنيا: ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ﴾[5].
6- الحرمان من المغفرة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾[6].
وما ينبغي التنبّه إليه جيداً أيضاً، أنّ العقائد الباطلة مع ما لها من عواقب وخيمة على الإنسان المعتقد بها إلّا أنّ آثارها السلبيّة ليست محصورة فيه، بل إنّ ضررها وتأثيرها السلبي قد يصل إلى الآخرين أيضاً، وذلك عندما تدفع هذه المعتقدات الخاطئة بصاحبها من حيث يقصد أو لا يقصد إلى الصدّ عن سبيل الحق وعن صراطه المستقيم. فعندما يعتقد شخص ما أن تهذيب النفس وتزكيتها من الأهواء والأمراض الباطنية ليس أمراً ضروريّاً، أو ينكر والعياذ بالله مسألة لقاء الله والرجوع إليه، أو يعتقد بأنّ الإنسان الموالي لأهل البيت (عليهم السلام) لن يدخل النار ولن يعذّب مهما ارتكب من موبقات وآثام، وغيرها من الاعتقادات الخاطئة... فمثل هذه الاعتقادات إذا كان صاحبها ذا شأن أو تأثير في محيطه فمن الممكن أن يكون سبباً في دفع الآخرين إلى الاعتقاد بمثل هذه المبادئ وبالتالي الانحراف عن جادّة الصواب، والصدّ عن سبيل الله، ومنع الخير عن عباده ﴿مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾[7]، وهو يحسب نفسه من المهتدين ﴿وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾[8]، والحق أنه من الضالّين ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ﴾[9]، والله عزّ وجلّ قد نهى عن الصدّ عن سبيله ﴿وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا﴾[10]، بل ولعن الذين يصدّون عن صراطه ووصفهم بأنهم ظالمون ﴿لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾[11].
[1] سورة الإسراء، الآية: 10.
[2] سورة الأنعام، الآية: 31.
[3] سورة الأعراف، الآية: 147.
[4] سورة الجاثية، الآية: 34.
[5] سورة القصص، الآيتان: 39 - 40.
[6] سورة محمد، الآية: 34.
[7] سورة القلم، الآية: 12.
[8] سورة الزخرف، الآية: 37.
[9] سورة إبراهيم، الآية: 3.
[10] سورة الأعراف، الآية: 86.
[11] سورة الأعراف، الآيتان: 44 - 45.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|