تطور نيماتودا النبات في البلدان العربية (سورية)

استهلت الدراسات التمهيدية الأولى في نيماتودا النبات بالمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) في حلب، حيث قدم Hanounik and Sikora عام 1980 تقريراً عن تواجد نيماتودا السيقان والأبصال Ditylenchus dipsaci على الفول في سورية. ثم قام (1983) Mamuk بإجراء مسح لنيماتودا النبات على محاصيل الأعلاف والبقوليات في شمال سورية في الأعوام 1981-1983. كما أجرى عدد من المختصين الإيطاليين مسوحات أولية على نيماتودا النبات التي تصيب المحاصيل البقولية في شمال سورية في منتصف الثمانينيات (1984 ,.Volvas et al., 1985 Greco et al).

بدأ الاهتمام بنيماتودا النبات في الجامعات السورية في النصف الثاني للعام 1991، حيث بدأ الدكتور خالد العسس برنامج البحث والتدريس في تخصص نيماتودا النبات بجامعة دمشق، وشرع بإجراء دراسات مسحية حول النيماتودا المرافقة للمحاصيل الزراعية مثل نيماتودا تعقد الجذور Meloidogyne، ونيماتودا الحوصلات Heterodera، ونيماتودا التقرح Pratylenchus ، ونيماتودا الساق Drylenchus على محاصيل: القمح، والحمص ،والذرة، والبطاطس والباذنجان والخضار في البيوت المحمية، وغراس الأشجار المثمرة في المشاتل. كما أسهم الدكتور العسس أيضاً في دراسات تتعلق بالمكافحة الحيوية للنيماتودا وتطوير نظام الحجر الزراعي في مجال النيماتودا، ووضع القوائم الحجرية، وطرق الكشف والتعرف عليها . وفي برنامج التدريس طرح مادة المدخل إلى علم النيماتودا النباتية (نظري وعملي) لطلبة البكالوريوس، ومواد التصنيف العام للمجموعات النيماتودية، والاتجاهات الحديثة في مكافحة النيماتودا ، وبيئة النيماتودا، والمكافحة الحيوية للحشرات على مستوى الدراسات العليا . وتم تخريج ستة طلاب ماجستير، ويدرس حالياً في هذا التخصص طالبا دكتوراه وأربعة طلاب ماجستير .

وفي جامعة حلب بدأ الاهتمام بنيماتودا النبات بواسطة الدكتور محمد هشام الزينب الذي بدأ عمله في قسم وقاية النبات بجامعة حلب عام 1991. ووضع برنامجاً للبحث والتدريس بمتابعة مجموعة من الدراسات حول نيماتودا تثألل الحبوب A. tritici . على كل من القمح والشعير في شمال سورية. وفي مجال التدريس، طرح مادة أسس علم النيماتودا النباتية لطلبة البكالوريوس، وبعض المواد الأخرى لطلبة الدراسات العليا. وقد تخرج في جامعة حلب في هذا التخصص طالب دكتوراه وطالبا ماجستير، وهناك طالب مسجل لنيل درجة الدكتوراه.

أما في جامعة تشرين باللاذقية فتقوم الدكتورة ندى ألوف بتدريس النيماتودا لطلاب البكالوريوس منذ عام 1992، لكن لم يتم حتى الآن تخريج سوى طالب ماجستير واحد، ويسجل حالياً طالب دكتوراه آخر موفد من الجامعة الأردنية في مجال النيماتودا الممرضة للحشرات.

ومن حيث التطبيق العملي في مجال مكافحة النيماتودا، يستخدم المزارعون السوريون المبيدات الكيميائية وتشميس التربة والمكافحة الحيوية وغاز بروميد الميثايل على محاصيل الخضروات المحمية. وتعد معاملة التربة لمكافحة النيماتودا جزءا أساسيا في إنتاج أشتال الخضروات وأشجار الفاكهة.

ولا يزال وعي المزارعين بمشكلة النيماتودا مقتصراً على مزارعي البيوت المحمية ومنتجي الشتلات. ويوجد في وزارة الزراعة السعودية مختص واحد يحمل درجة الدكتوراه في النيماتودا . كما بدأت المختبرات المتخصصة في هذا المجال في التكوين.