أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-8-2017
2555
التاريخ: 29-8-2017
1385
التاريخ: 6-6-2017
3854
التاريخ: 2-7-2018
1817
|
تاريخ الفيروسات
يعتقد بعض العلماء أن الفيروسات كانت أول صورة من صور الحياة ظهرت على سطح الأرض وأنها لازمت الانسان منذ ظهوره على الأرض. ولعل أمراض النبات الفيروسية قد وجدت أيضا منذ عدة قرون الا أن أول وصف لها كان في عام 1576 ، حيث وصف Carolus Clusius مرض تقطع اللون في زهرة التيوليب tulip colour break disease . أما اكتشاف الفيروس كعامل مسبب للأمراض النباتية فقد جاء متأخرة. ففي خلال القرن التاسع عشر نشطت الأبحاث والدراسات المختلفة للتوصل إلى معرفة مسبات أمراض النبات المعدية ووضحت أهمية الفطريات كعامل هام ثم ثبتت أهمية البكتريا في هذا المجال. ومع أواخر القرن التاسع عشر بدأت تظهر الخيوط الأولى التي قادت إلى اكتشاف أهمية الفيروس.
من أوائل الفيروسات النباتية التي تم دراستها هو فيروس موزايك الدخان ، وقد بين ماير عام 1886 Mayer أن عصارة النباتات المصابة بموزايك الدخان تحتوى على شيء ما يسبب اذا ما عديت أوراق النباتات السليمة به أعراض الموزايك ، كما وجد أن قدرة المسبب المرضى في عصير النباتات المصابة على العدوى لم تتأثر بالتسخين على 60م وضعفت عند التسخين على 65 - 70م وفقدت عند التسخين على ۸۰م لعدة ساعات. وقد ظن مایر أن المسبب المرض قد يكون كائنا بكتيريا فشل في عزله بالوسائل المادية وكان ذلك بعد عامين من إعلان كوخ طريقة الأطباق المصبوبة.
وفي عام ۱۸۹۲ اشتغل العالم الروسي Ivanoviski على مرض موزايك الدخان وأكد نتائج ماير الخاصة بالنقل وتأثير الحرارة وغياب الفطريات والمتطفلات الأخرى ولكنه عارض نتائجه الخاصة بالترشيح، إذ وجد أن عصير النبات المصاب ظل محتفظ بقدرته على العدوى ليس فقط بعد ترشيحه خلال ورق الترشيح وانما أيضا بعد ترشيحه خلال مرشح شمبرلاند الذي يمنع مرور البكتيريا، وقد اعتقد ايفانوفسكي أن المسبب قد يكون سم أفرزته البكتيريا أو بكتيريا لها القدرة على النفاذ خلال ثقوب المرشح. بمعنى آخر ظل الاعتقاد سائدا أن مسببات تلك الأمراض المجهولة ذات تركيب خلوي corpuscular.
وبعد عدة سنوات قام العالم الهولندي بيجيرينك Beijerinck بنفس التجارب التي قام بها ايفانوفسكي دون أن يعلم بأنها قد أجريت من قبل ولكنه لم يتشكك في النتيجة ونشرها عام ۱۸۹۸ وأثبت أن مسبب موزايك الدخان ليس له القدرة فقط على المرور خلال المرشحات البكتيرية وانما له القدرة أيضا على الانتشار خلال طبقات من الآجار مما جعله يعتقد أن مسبب المرض ليس بكتيريا وإنما سائل حي معدي contagium vivum fluidum، أطلق عليه اسم فيروس virus وهي تعنى باللاتينية "سم". ونظرا لأن أجهزة الترشيح التي استخدمها بجيرينك تمنع مرور أي شيء في حجم الخلية لذلك فإنه نادى بأن الفيروس عديم التركيب الخلوي وأن المادة قد تكون حية بدون أن يكون لها تركيب خلوي.
لقد بدأ معرفة أهمية الحشرات في نقل الأمراض الفيروسية مبكرا في عام 1895 - 1896، حيث وجد العالم الياباني Takata وكذلك العالم Takami عام ۱۹۰۰ - ۱۹۰۸ أن نطاطات الأوراق Niphotettix apicales لها دور في نقل مرض تقزم الأرز rice dwarf ، وفي عام ۱۹۳۰ أثبت Fukushi إمكانية نقل المرض خلال بيض الحشرة الناقلة. كما وجد Smith and Bonquet عام 1915 أن مرض تجعد قمة بنجر السكر، الذي لم يعرف في ذلك الوقت أن مسببه فيروس، ينتقل بواسطة نطاطات الأوراق Eutettix tenellts.
وفي عام 1915 اكتشف Twort بإنجلترا، وHerelle 'd عام ۱۹۱۷ في فرنسا أن بعض الفيروسات تصيب البكتيريا. وقد أكد ذلك بعديد من التجارب ووجد أن إضافة بعض متخلفات المجاري بعد ترشيحها واستبعاد البكتيريا منها إلى المزارع الحديثة لبعض أنواع البكتيريا المعوية قد يسبب تحللا لتلك المزارع، وإذا ما أعيد ترشيح هذه البكتيريا المتحللة وأضيف الراشح إلى مزارع أخرى جديدة قابلة للإصابة فإن الأخيرة تصبح أيضا رائقة ومتحللة، واعتبر Ilerele'd أن المسبب القابل للنفاذ خلال المرشحات يتميز بأنه صغير جدا وغير مرئي وأنه ميكروب حي يتطفل على الميكروبات المعوية أسماه البكتيريوفاج المعوي Bacteriophagium intestinalla أو ملتهم أو ملتقم البكتيريا المعوية Bacterium eater of the intestine وأصبح الاسم المتداول هو Bacteriophage . ولقد استحوذت هذه المجموعة من الفيروسات على اهتمام العديد من العلماء وأدت دراساتهم إلى معرفة الكثير من المعلومات التي كان لها أثرها الكبير في تطور علم الفيرولوجي.
ولقد أوضح Holmes عام ۱۹۲۹ أهمية البقع الموضعية local lesions على بعض العوائل نتيجة لعدواها ميكانيكيا بالفيروس في تقدير تركيز الفيروس بيولوجيا ، وقد مكن هذا الاكتشاف من دراسة خواص الفيروس، كما أنها فتحت الطريق لعزل وتنقية بعض الفيروسات خلال السنوات التي تلت ذلك.
ونظرا للتداخل الشديد بين الأعراض التي تسببها الأمراض الفيروسية المختلفة فقد كان من الصعب التعرف على الفيروس المسبب وقد قام العالم Smith سنة ۱۹۳۱ باستخدام النباتات، المفرقة differential hosts في تمييز وفصل فيروسي البطاطس Y ، X عن بعضهما كما استخدم خاصية النقل الحشري لذلك الغرض أيضا.
وفي سنة ۱۹۲۸ تمكنت Helen Beale من الحصول على مصل مضاد antiserum لفيروس موزايك الدخان عندما حقنت الحضير الرائق المستخلص من نبات دخان مصاب بالفيروس في أرنب وبعد أيام أخذت المصل الناتج ووجدت أنه يتفاعل مع فيروس موزايك الدخان وسلالاته فقط وكان هذا البحث بداية أدت إلى تطور استخدام التفاعلات السيرولوجية في مجال الفيروسات النباتية.
لفترات طويلة كان هناك كثير من المناقشات حول طبيعة الفيروس، البعض يعتقد أنها سموما سائلة والبعض الآخر يعتقد أنها إنزيمات والبعض الثالث يعتقد أنها ميكروبات دقيقة. ولكن طبيعة الفيروس الحقيقية لم تعرف في ذلك الوقت لعدم تمكن العلماء من عزل الفيروس بصورة نقية وبكمية مناسبة لدراسته بالطرق الطبيعية والكيماوية إلى أن تمكن ستانلي Stanley سنة 1935 من عزل فيروس موزايك الدخان بطريقة كيماوية ليس فقط في صورة فتية بل في صورة بلورات أيضا وقد بين أن الفيروس ما هو إلا بروتين نقي. وفي سنة 1936 اثبت باودن، بیري Bawden & Pirie أن فيروس موزايك الدخان عبارة عن بروتين وحامض نووي (نيوكليو بروتين) وبالتالي أمكن اثبات الطبيعة النيوكليوبروتينية لفيروس موزايك الدخان وسرعان ما أثبت ذلك أيضا لفيروسات أخرى.
إن استخدام الميكروسكوب الالكتروني مع التحسينات التي أدخلت عليه واستخدام أشعة X والطرق الطبيعية الأخرى مكنت العلماء من معرفة الكثير عن الفيروسات وتركيبها الدقيق.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|