أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-8-2016
1523
التاريخ: 2024-02-12
887
التاريخ: 2024-06-06
507
التاريخ: 23-8-2016
1560
|
من البديهيّ أنّ البدن منذ الولادة بل قبل ذلك، يحتاج في نشأته ونموّه وصلاحه إلى مجموعة من الشروط والعوامل التي لا يستغني عنها، وإلى نظامٍ لا بدّ من التزامه من بيئة خاصّة وظرفٍ مناسب وغذاءٍ متناسق ورعايةٍ دائمة وحمايةٍ من أسباب التلف والمرض،
وغير ذلك ممّا هو واضح للعيان.
ومع ذلك، فقد يُصاب البدن في كثيرٍ من الأحيان - نتيجة نقصٍ في النظام المطلوب أو فقدان الحماية والتعرّض للظروف غير الملائمة - بأمراضٍ وعاهات، تعوقه عن أداء وظيفته المرجوّة، وعند ذلك يحتاج هذا البدن إلى علاجٍ لسدّ النقص الذي أصابه، وإصلاح الفساد الذي طرأ عليه، لذلك وُضع علم الطبّ الذي يعتني بدراسة أوضاع البدن، ويزوّده بنظام يؤمّن له السلامة والصحّة، ويعالج ما يلمّ به من خللٍ، وما يصيبه من فساد.
وأمّا النفس، فإنّها لمّا كانت ذات طبيعة غير مادّيّة، فهي لا تخضع لتلك الأنظمة، بل تحتاج إلى طبّ من نوعٍ آخر،
إذ إنّ لها - أيضاً - ما يفسدها وما يصلحها، ولها ما يسعدها وما يشقيها. والعلم الذي يتكفّل بطبّ النفس، هو علم الأخلاق.
فالغاية من علم الأخلاق هي بلوغ الإنسان كماله اللائق به في الدّارَين، والوصول إلى السعادة الدائمة الأبديّة، عبر التحلّي بأسباب السعادة والكمال والتخلّص من موجبات الشقاوة السرمديّة، بالتخلّي عن عوامل الشقاء والفساد.
وهذه الغاية هي التي من أجلها أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء عليهم السلام، وسنّ الشرائع والديانات.
ففي الحديث المشهور عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: "إنّما بُعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق"[1].
فمن رام العروج في مراتب الكمال، والفوز بالسعادة الأبديّة، فلا غنى له عن الغوص في أعماق هذا البحر الزاخر، والحصول على كوامن دُرره، واكتشاف كنوزه.
[1] الطبرسي، الشيخ الحسن بن الفضل، مكارم الأخلاق، منشورات الشريف الرضيّ، إيران - قم، 1392ه - 1972م، ط6، ص5.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|