المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05



الطرق المختلفة في حبّ الأطفال / احترام الولد وتكريمه  
  
631   08:06 صباحاً   التاريخ: 2024-05-24
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص60ــ65
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

إن أبناءكم ـ في أي عمر كانوا - يحبّون أن تكون لهم شخصية واحترام، وكذلك يودون التفات وتوجه الآخرين إليهم توجّهاً فيه احترامهم وتكريمهم، ومن هنا فإن من الحري اهتمام الأب والأُمّ بهذا الأمر الفطري، وتقوية الشعور بالعزة والاعتماد على النفس لديهم وترسيخ ذلك بنفوسهم، خصوصاً في الاجتماعات واللقاءات الأسرية أو العامة، ومعاملتهم معاملة طيبة كمعاملة الآخرين والحذر من كل معاملة فيها تحقيرهم وتوبيخهم أو الاستهزاء بهم أو إبراز معايبهم، بل وعدم الغفلة عن ذلك حتى في بيئة الأسرة. قد يتصوّر بعض الآباء والأمهات خطأ بأنهم لما صاروا آباء وأُمهات، لهم حق التصرف وإعمال النظر في جميع ما يتعلّق بأبنائهم ظلماً وعدواناً، وأن لهم حق استعمال أي أسلوب في معاملة أبنائهم، في حال وجود حدود وموازين شرعية وتربوية في البين تجعل ذلك التصرف والسلوك يدور مدار الخير والمصلحة لأعضاء الأسرة جميعاً، فليس من حكومة إلا حكومة الحبّ والمعرفة والتربية الإنسانية الرفيعة.

وفي منهجية الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وطريقة تعاملهم مع أبنائهم دروس تربوية تبين وظائف الأبوين تجاه أبنائهم، وتعلّمنا كيفية إعطاء الشخصية لأبنائنا، وتمهيد ارتباطهم بالمجتمع بإحياء شعور معرفة النفس لديهم وتصديق وجودهم، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((أكرِموا أولادكم، وأحسِنوا آدابهم، يغفر لكم))(1).

احترام الطفل في أثناء الصلاة

قد يتضجّر الأطفال والصبيان الصغار من إطالة الأبوين الصلاة لشدّة جوعهم، أو أنهم يحبون اللعب على ظهر الأب أو الأم حال الصلاة، وحينئذٍ لا يعلم الأب أو الأُمّ ماذا يفعلان؟ هل يقطعان الصلاة ويلبّيان رغبات الطفل أو يستمّران في الصلاة على الرغم من صراخ وبكاء الطفل؟!

ما ينبغي تعلمه من سيرة النبي وأهل البيت هو عدم الغفلة عن ذكر الله تعالى بحال، وإعطاء الصلاة أهمية فائقة مضافاً إلى الاهتمام بعواطف الطفل، وتلبية رغباته وحاجاته، وعدم التغافل عنها أنه لابد من إقامة الصلاة بتوجه تام لكن مع أخذ رغبات الطفل بنظر الاعتبار وذلك بتخفيف الصلاة، وفي بعض الأحوال يمكن تلبية رغبة الطفل في حال الصلاة والمحافظة في الوقت نفسه على صورة الصلاة ووضع المصلي.

تخفيف النبي صلاته لأجل الصبي

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: ((صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالناس الظهر فخفف في الركعتين الأخيرتين، فلما انصرف قال له الناس: هل حدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: خفّفتَ في الركعتين الأخيرتين فقال لهم: أو ما سمعتم صراخ الصبي؟))(2).

وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله يسمع الصبي مع أُمه وهو في الصلاة فيقرأ

بالسورة الخفيفة أو القصيرة(3).

إطالة النبي السجود إكراماً للصبي

عن النسائي، عن عبد الله بن شدّاد، عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً، فتقدم النبي (صلى الله عليه وآله) فوضعه، ثم كبّر للصلاة، فصلى فسجد بين ظهرانيّ صلاته سجدةً فأطالَها، قال أبي: فرفعت رأسي فإذا الصبي عــلـى ظهر رسول الله وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلمّا قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الصلاة قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يُوحى إليك. قال: ((كلّ ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أُعجله حتى يقضي حاجته))(4).

إرضاع الصبي حال الصلاة

روى عمار الساباطي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، قال: ((لا بأس أن تَحملَ المرأة صبيّها، وهي تصلّي وتُرضِعَه وهي تتشهّد))(5).

إسكات الولد في حال الصلاة

يقول عليّ بن جعفر أخو الإمام الكاظم موسى بن جعفر (عليه السلام): سألته عن المرأة تكون في صلاة الفريضة وولدها إلى جنبها يبكي وهي قاعدة: هل يصلح لها أن تتناوله فتُقعِدَه في حجرها وتُسكته وتُرضِعه؟ قال: ((لا بأس))(6).

لا تخرجوا الصبيان من صفوف الجماعة

يكون رد فعل بعض المصلين لو رأى الصبيان في صفوف صلاة الجماعة سلبياً فيخرجونهم منها أو يطردونهم من المسجد، وهذا النوع من المعاملة والسلوك المتحجر وغير المسؤول يؤثر في نفوس الأطفال سلبياً ويسلب منهم رغبة المشاركة في الأعمال الدينية والتجمع في المراكز العبادية في حال أنه يجب غرس بذور الإيمان والنزوع إلى الدين من حين سنّ الطفولة، وترغيبهم تدريجاً في المشاركة في إحياء الشعائر الدينية، وليقترن حضورهم في المساجد والمحافل الدينية بالترغيب لكي يُشعروا بالنشاط ويكون ذلك جزء من ذكريات طفولتهم.

قال جابر: سألته (أبا جعفر الباقر عليه السلام) عن الصبيان إذا صفّوا في الصلاة المكتوبة، قال: ((لا تؤخّروهم عن الصلاة، وفرّقوا بينهم))(7).

وبذلك (أي بحضورهم في الجماعة وتفريق صفوفهم) يحفظ احترام الأطفال، ولا يكون المسجد بالنسبة لهم محل لعب ولهو.

التسليم على الصبيان

إن التسليم على الصبيان من علامات التواضع والعظمة، وفيه إكبار لشخصية الصبي، والاقتداء بسنة النبي (صلى الله عليه وآله) الحسنة، فإنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن يترك هذه السنّة، وكان يسلّم على الكبير والصغير، فقد قال (صلى الله عليه وآله): ((خمس لا أدعُهنّ حتى الممات... والتسليم على الصبيان ليكون سنة بعدي))(8).

لا تذكروا معايب الصبيان

إن الولد قطعة من بدن الإنسان، وفلذة من كبده، وذخيرة المستقبل، وبإهانة الأب له أو توبيخه والنيل منه توبيخ وإهانة لنفسه أوّلاً. وتضعيف لمن يكون عضداً ومعيناً له في المستقبل ثانياً. وأنّ كلّ عمل بر يعمله يكون الأب شريكاً له في ثوابه وأجره.  

فقد روى هشام بن عروة عن أبيه أنّ رجلاً نال من ابنه عند النبي (صلى الله عليه وآله) وذكر بعضَ عيوبِه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ((إنّما ابنك سهم من كنانك))(9).

بادروا أولادكُم بالكنى

من الأمور الداعية للاحترام والتقدير وتكريم الطفل تكنيته منذ الصبا، فإن ذلك موجب لاحترامه وهو حاك عن الحبّ وتوطيد العلاقة بالطفل، ويكون ذلك داعياً لنزوع الطفل نحو عمل البرّ والخير والصالحات، ويعطيه ثقة خاصة بنفسه تترك آثاراً إيجابية طيبة، فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((بادروا أولادكم بالكنى قبل أن تغلب عليهم الألقاب))(10).

مشاورة الأشبال

من أبرز نماذج الاحترام والتكريم للأولاد، هو التشاور معهم منذ أوائل سن الشباب في جميع الأمور؛ فإنّ مثل هذا التوجه والعناية بالشباب ينمي لديهم قـوة التفكير، ويسوق استعدادهم العقلي الدفين في وجودهم نحو الخلّاقيّة، والإبداع العلمي، والاستقلال الفكري، وإبراز النظر في شتي المسائل.

إن التشاور مع الأولاد في القضايا العائلية المختلفة، وطلب إبرازهـم للـرأي فـي الأبحاث العلمية والاجتماعيّة يجلي بالتدريج قواهم الكامنة، ويمكنهم من إدارة الحياة في المستقبل.

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((الولد سيّد سبع سنين، وعبد سبع سنين، ووزير سبع سنين))(11).

تمهيد الأرضية الاجتماعية لتكامل استعداد الصبيان

يوجد في الصبيان والأشبال استعداد خارق للعادة، وتفتح هذا الاستعداد بحاجة إلى أرضية مساعدة، والأب والأم بإمكانهما تهميد تلك الأرضية لإكمال استعدادهم والتسريع في رشدهم.

فمثلاً لو قرأ الصبي القرآن في البيت بصوت حسن يُطلَب منه أن يتلو تلك الآيات في المجتمع للآخرين، أو أنه يعرف الشعر أو الكلام أوفناً يُطلب منه عرض ذلك على الأصدقاء والمقربين في الجلسات الاجتماعية والعائلية ليبرز مهارته وخلاقيته، فإنّ ذلك يكون سبباً في ثقتهم بقدراتهم، ويدخل على نفوسهم السرور والنشاط، ويرغبهم أكثر في القضايا الثقافية، ويخلع عن أعناقهم ربقة الشعور بعقدة الحقارة التي هي السبب في ركود الاستعداد وانعدامه.

وقيل: طعن أقوام من أهل الكوفة في الحسن بن علي (عليه السلام) فقالوا: إنه عيّ لا يقوم بحجة، فبلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام)، فدعا الحسن (عليه السلام) فقال: ((يا ابن رسول الله، إن أهل الكوفة قد قالوا فيك مقالة أكرهُها. قال: وما يقولون يا أمير المؤمنين؟ قال: يقولون: إنّ الحسن بن علي عيّ اللسان لا يقوم بحجّة وأنّ هذه الأعواد فأخبر الناس. فقال: يا أمير المؤمنين، لا أستطيع الكلام)) وأنا أنظر إليك.

فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ((إني متخلف عنك، فناد إن الصلاة جامعة)) فاجتمع المسلمون فصعد (عليه السلام) المنبر، فخطب خطبةً بليغةً وجيزةً، فضجّ المسلمون بالبكاء... فقام أمير المؤمنين من أقصى الناس يسحب رداءه من خلفه حتى علا المنبر مع الحسن (عليه السلام) فقبّل بين عينيه...))(12).

___________________________

(1) وسائل الشيعة، ج 15، ص 195.

(2) عدة الداعي، ص 79؛ كتاب العيال، ج 1، ص 422.

(3) كتاب العيال، ج1، ص 353.

(4) بحار الأنوار، ج 39، ص300.

(5) وسائل الشيعة، ج4، ص 1274.

(6) نفس المصدر.

(7) مجموعة ورام، ص 359.

(8) نفس المصدر، ص 359.

(9) كنز العمال، ج 16، ص 584.

(10) نفس المصدر، ص 419.

(11) وسائل الشيعة، ج 15، ص 195.

(12) بحار الأنوار، ج 39، ص 359. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.