آداب الدعاء / الصلاة على النبي وآله والتوسّل بهم (صلوات الله وسلامه عليهم). |
650
01:16 صباحاً
التاريخ: 2024-03-26
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-31
883
التاريخ: 2024-08-18
357
التاريخ: 26-9-2016
1214
التاريخ: 26-9-2016
1614
|
لا بدّ للداعي أن يصلّي على محمد وآله بعد الحمد والثناء على الله سبحانه، وهي تؤكّد الولاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) الذي هو في امتداد الولاء لله تعالى، لذا فهي من أهم الوسائل في صعود الأعمال واستجابة الدعاء.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلّى عليَّ وعلى أهل بيتي» (1).
وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «كلّ دعاء محجوب حتّى يصلّى على محمد وآل محمد» رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات (2).
وقال (عليه السلام): «إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة، فابدأ بمسألة الصلاة على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ثم سل حاجتك، فإنّ الله أكرم من أن يُسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويمنع الاُخرى» (3).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «من دعا ولم يذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رفرف الدعاء علىٰ رأسه، فإذا ذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رفع الدعاء» (4).
واعلم أنّ الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنّما تكون بعد الثناء، لما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: «إيّاكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربّه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة حتىٰ يبدأ بالثناء علىٰ الله (عزَّ وجل) والمدح له، والصلاة علىٰ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يسأل الله حوائجه» (5).
أمّا في كيفيّة الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد روي بالإسناد عن بريدة، قال قلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟
قال (صلّى الله عليه وآله وسلم): «قولوا: اللهمَّ اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك علىٰ محمد وآل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد» (6).
ومن نماذج الصلاة علىٰ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) في الدعاء ما روي بالإسناد عن حريز، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك، كيف الصلاة علىٰ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال: «قُلْ: اللهمَّ صلِّ علىٰ محمد وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، اللهمَّ صلِّ علىٰ محمد وأهل بيته الذين ألهمتهم علمك، واستحفظتهم كتابك، واسترعيتهم عبادك، اللهمَّ صلِّ على محمد وأهل بيته الذين أمرت بطاعتهم وأوجبت حبّهم ومودّتهم، اللهمَّ صلِّ علىٰ محمد وأهل بيته الذين جعلتهم ولاة أمرك بعد نبيّك صلّى الله عليه وعلى أهل بيته» (7).
ومن أدب الدعاء عند سيد الساجدين الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) أنّه يجعل الثناء والصلاة علىٰ النبي وآله مفتاحاً لأغلب فقرات الدعاء، وهذا واضح لمن تأمّل الصحيفة السجادية، وهو المراد بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا تجعلوني كقدح الراكب، إنَّ الراكب يملأ قدحه فيشربه إذا شاء، اجعلوني في أوّل الدعاء وآخره ووسطه» (8).
ومن نماذج أدعية الإمام السجاد (عليه السلام) التي تبدأ بالثناء فالصلاة علىٰ النبي في جميع فقرات الدعاء ثم المسألة، قوله (عليه السلام): «يا من لا تنقضي عجائب عظمته صلِّ علىٰ محمد وآله واحجبنا عن الإلحاد في عظمتك، ويا من لا تنتهي مدة ملكه صلِّ علىٰ محمد وآله وأعتق رقابنا من نقمتك، ويا من لا تفنى خزائن رحمته صلِّ علىٰ محمد وآله واجعل لنا نصيباً في رحمتك، ويا من تنقطع دون رؤيته الأبصار صلِّ علىٰ محمد وآله وأدننا إلىٰ قربك» (9).
وينبغي للداعي أن يلج من الأبواب التي أمر الله تعالى بها، وأهل البيت (عليهم السلام) هم سفن النجاة لهذه الاُمّة، فحريّ بمن دعا الله تعالى أن يتوسّل إلى الله بهم، ويسأله بحقّهم، ويقدّمهم بين يدي حوائجه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «الأوصياء منّي.. بهم تُنصَر أُمّتي، وبهم يمطرون، وبهم يدفع الله عنهم، وبهم استجاب دعاءهم» (10).
وقال الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام): «من دعا الله بنا أفلح، ومن دعاه بغيرنا هلك واستهلك» (11).
وعن داود الرقّي، قال: إنّي كنت أسمع أبا عبد الله (عليه السلام) أكثر ما يلحُّ به في الدعاء علىٰ الله بحق الخمسة، يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) (12).
ومن نماذج التوسّل المرويّ عنهم (عليهم السلام) هو أن تقول: «اللهمَّ إنّي أتوجّه إليك بمحمد وآل محمد، وأتقرّب بهم إليك، وأقدّمهم بين يدي حوائجي» (13).
وعن سماعة بن مهران، قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): «إذا كان لك يا سماعة عند الله حاجة فقل: اللهمَّ إنّي أسألك بحق محمد وعلي، فإنّ لهما عندك شأناً من الشأن، وقدراً من القدر، فبحقّ ذلك الشأن وبحقّ ذلك القدر أن تصلي علىٰ محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا» (14).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كفاية الأثر: 39.
(2) مجمع الزوائد 10: 160.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 361.
(4) الكافي 2: 356 / 2.
(5) الكافي 2: 351 / 1.
(6) مجمع الزوائد 10: 163.
(7) بحار الأنوار 94: 67 / 55.
(8) بحار الأنوار 93: 316.
(9) الصحيفة السجادية: الدعاء (5).
(10) تفسير العياشي 1: 14 / 2.
(11) أمالي الشيخ الطوسي 1: 175.
(12) الكافي 2: 422 / 11.
(13) بحار الأنوار 94: 22 / 19.
(14) وسائل الشيعة 7: 102 / 9.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|