المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تطفل الدم Parasitemia
8-7-2019
Cardiac Muscle-Myocardium-Left Ventricle
27-7-2016
معنى كلمة عيّ‌
17-12-2015
تلوث الهواء
2024-08-15
تحدد تغيرات الطاقة الحرة (Free energy) اتجاه التفاعل الكيميائي وحالة توازنه (Equilibrium state)
6-6-2021
الحكمة من زيارة الإمام الحسين (عليه ‌السلام)
2024-08-19


الكرم والسخاء عند الكاظم (عليه السلام)  
  
4262   06:22 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص536-537
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

قال الخطيب في تاريخ بغداد : كان سخيا كريما وكان يصر الصرر ثلثمائة دينار وأربعمائة دينار ثم يقسمها بالمدينة وكان يضرب المثل بصرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغني .

وفي عمدة الطالب كان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة .

وروى الخطيب في تاريخ بغداد والمفيد في الارشاد بسنديهما عن محمد بن عبد الله البكري قال قدمت المدينة اطلب بها دينا فأعياني فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر فشكوت إليه فاتيته في ضيعته ثم سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل فلم يقم إلا يسيرا حتى خرج إلي فقال لغلامه اذهب ثم مد يده فدفع إلي صرة فيها ثلاثمائة دينار ثم قام فولى فقمت فركبت دابتي وانصرفت .

و انه كان يبلغه عن الرجل انه يؤذيه فيبعث إليه صرة فيها ألف دينار وروى الخطيب بسنده عن عيسى بن محمد بن مغيث القرظي وبلغ تسعين سنة قال زرعت بطيخا وقثاء وقرعا في موضع بالجوانية على بئر يقال لها لم عظام فلما قرب الخير واستوى الزرع بغتني الجراد فاتى على الزرع كله وكنت غرمت على الزرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا فبينما انا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمد فسلم ثم قال أيش حالك فقلت أصبحت كالصريم بغتني الجراد فاكل زرعي قال وكم غرمت فيه قلت مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين فقال يا عرفة زن لأبي المغيث مائة وخمسين دينارا فنربحك ثلاثين دينارا والجملين فقلت يا مبارك ادخل وادع لي فيها فدخل ودعا وحدثني عن رسول الله  (عليه السلام) أنه قال تمسكوا ببقايا المصائب ، ثم علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الله فيها البركة وزكت فبعت منها بعشرة آلاف .

وروى الخطيب بسنده قال ذكر إدريس بن أبي رافع عن محمد بن موسى قال خرجت مع أبي إلى ضياعه بساية فأصبحنا في غداة باردة وقد دنونا منها وأصبحنا على عين من عيون ساية فخرج إلينا من تلك الضياع عبد زنجي فصيح مستذفر بخرقة على رأسه قدر فخار يفور فوقف على الغلمان قال أين سيدكم قالوا هو ذاك فقال أبو من ؟

قالوا له أبو الحسن فوقف عليه فقال يا سيدي يا أبا الحسن هذه عصيدة أهديتها إليك قال ضعها عند الغلمان فأكلوا منها ثم ذهب فلم نقل بلغ حتى خرج على رأسه حزمة حطب قال له يا سيدي هذا حطب أهديته إليك قال ضعه عند الغلمان وهي لنا نارا فذهب فجاء بنار وكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه فدفعه إلي قال يا بني احتفظ بهذه الرقعة حتى أسألك عنها فوردنا إلى ضياعه وأقام بها ما طاب له ثم قال امضوا بنا إلى زيارة البيت فخرجنا حتى وردنا مكة فلما قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعدا فقال اذهب فاطلب لي هذا الرجل فإذا علمت بموضعه فاعلمني حتى امشي إليه فاني أكره ان أدعوه والحاجة لي قال صاعد فذهبت حتى وقفت على الرجل فلما رآني عرفني وكنت اعرفه وكان يتشيع فسلم علي وقال أبو الحسن قدم ؟ قلت لا فأيش أقدمك قلت حوائج وقد كان علم مكانه بساية فتبعني وجعلت أتقصى منه ويلحقني فلما رأيت اني لا انفلت منه مضيت إلى مولاي ومضى معي حتى أتيته فقال أ لم أقل لك لا تعلمه فقلت جعلت فداك لم اعلمه فسلم عليه فقال له أبو الحسن غلامك فلان تبيعه فقال له جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك قال أما الضيعة فلا أحب ان أسلكها وقد حدثني أبي عن جدي ان بائع الضيعة ممحوق ومشتريها مرزوق فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق منه بألف دينار واعتق العبد ووهب له الضيعة قال إدريس بن أبي رافع فهو ذا ولده في الصرافين بمكة .

و في مناقب ابن شهرآشوب : كان يتفقد فقراء أهل المدينة فيحمل إليهم في الليل العين والورق وغير ذلك فيوصله إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.