المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



إخباره (عليه السلام) عمّا في ضمير هشام بن سالم  
  
3390   05:57 مساءً   التاريخ: 16-05-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2 , ص257-258 .
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام) /

روى الشيخ الكشي عن هشام بن سالم انّه قال : كنّا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد اللّه (عليه السلام)  أنا و مؤمن الطاق أبو جعفر قال : و الناس مجتمعون على أنّ عبد اللّه صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه أنا و صاحب الطاق و الناس مجتمعون عند عبد اللّه و ذلك أنّهم رووا عن أبي عبد اللّه (عليه السلام)  أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة .

فدخلنا نسأله عمّا كنّا نسأل عنه أباه فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ قال : في مائتين خمسة قلنا : ففي مائة؟ قال : درهمان و نصف درهم قال : قلنا له : و اللّه ما تقول المرجئة هذا فرفع يده إلى السماء فقال : لا و اللّه ما أدري ما تقول المرجئة قال : فخرجنا من عنده ضلّالا لا ندري إلى أين نتوجّه أنا و أبو جعفر الأحول فقعدنا في بعض أزقّة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى من نقصد و الى من نتوجّه نقول إلى المرجئة إلى القدريّة إلى الزيديّة الى المعتزلة إلى الخوارج.

قال : فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومي إليّ بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور و ذاك انّه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون على من اتفق شيعة جعفر فيضربون عنقه فخفت أن يكون منهم فقلت : لأبي جعفر : تنح فانّي خائف على نفسي و عليك و إنمّا يريدني ليس يريدك فتنحّ عنّي لا تهلك و تعين على نفسك فتنحّى غير بعيد و تبعت الشيخ و ذاك انّي ظننت انّي لا أقدر على التخلّص منه ؛ فما زلت أتبعه حتى ورد بي على باب أبي الحسن موسى (عليه السلام)  ثم خلاني و مضى فاذا خادم بالباب فقال لي : ادخل رحمك اللّه قال : فدخلت فاذا أبو الحسن (عليه السلام)  فقال لي ابتداء : لا الى المرجئة و لا إلى القدريّة و لا إلى الزيديّة و لا إلى الخوارج إليّ إليّ إليّ .

قال : فقلت له : جعلت فداك مضى أبوك؟ قال : نعم قال : قلت : جعلت فداك مضى في موت؟ قال :  نعم قلت : جعلت فداك فمن لنا بعده؟ فقال : إن شاء اللّه يهديك هداك قلت:

جعلت فداك انّ عبد اللّه يزعم انّه من بعد أبيه فقال : يريد عبد اللّه أن لا يعبد اللّه قال : قلت له :

علت فداك فمن لنا بعده؟ فقال : إن شاء اللّه أن يهديك هداك أيضا .

قلت : جعلت فداك أنت هو؟ قال : ما أقول ذلك قلت في نفسي : لم أصب طريق المسألة قال :

لت : جعلت فداك عليك امام قال : لا فدخلني شي‏ء لا يعلمه الّا اللّه إعظاما له و هيبة أكثر ما كان يحلّ بي من أبيه إذا دخلت عليه .

قلت : جعلت فداك أسألك عمّا كان يسأل أبوك؟ قال : سل تخبر و لا تذع فان أذعت فهو الذبح قال : فسألته فاذا هو بحر قال : قلت : جعلت فداك شيعتك و شيعة أبيك ضلّال فالقي إليهم و أدعوهم إليك فقد اخذت عليّ بالكتمان؟ قال : من آنست منهم رشدا فألق إليهم و خذ عليهم الكتمان فان أذاعوا فهو الذبح و أشار بيده إلى حلقه .

قال : فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر فقال لي : ما وراءك؟ قال : قلت : الهدى قال : فحدّثته بالقصة قال : ثم لقيت المفضل بن عمر و أبا بصير قال : فدخلوا عليه فسمعوا كلامه و سألوه قال : ثم قطعوا عليه (عليه السلام) ثم قال : ثم لقينا الناس أفواجا قال : فكان كلّ من دخل عليه قطع عليه الّا طائفة مثل عمّار و أصحابه فبقى عبد اللّه لا يدخل عليه أحد الّا قليل من الناس .

قال : فلمّا رأى ذلك و سأل عن حال الناس قال : فأخبر أن هشام بن سالم صد عنه الناس قال : فقال هشام : فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني‏  .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.