شرح (فَلَئنْ صَيَّرتَنِي في العُقوباتِ ... أمْ كَيْفَ أسْكُنُ فِي النارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ). |
1362
11:57 صباحاً
التاريخ: 2023-08-06
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2016
2283
التاريخ: 2023-06-24
1254
التاريخ: 2024-09-06
320
التاريخ: 2024-09-18
287
|
(فَلَئنْ صَيَّرتَنِي في العُقوباتِ مَعَ أعدائِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أهْلِ بَلائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أحَبّائِكَ):
بمعصيتي واستحقاقي للعقوبات.
الأحباء: جميع حبيب، وأحباؤه تعالى هم الذين خلصوا وأخلصوا في المحبة، وهم الأنبياء والأوصياء، وسيّما رأسهم ورئيسهم وسيّدهم هو الخاتم الملقّب بحبيب الله صلى الله عليه وآله، وأوصياؤه الاثني عشر من بعده، وكذلك أشياعهم وأتباعهم وأشعتهم وأظلّتهم من العلماء الراشدين الراسخين، والعرفاء الكاملين الشامخين.
(وَأوْلِيائِكَ):
جمع «الولي»، بمعنى: الحبيب والمحبّ هنا، وهو من عطف الخاص علىٰ العام إن اُريد بها الأوصياء فقط، واُريد بالأحبّاء: جميع الأنبياء والأوصياء والملائكة المقربين، كما مرّ. وقد لا يفرّق بين الأولياء والأحبّاء، بناء علىٰ قاعدة أنّ كل نبي ولي ولا عكس، وحينئذٍ كان من قبيل عطف العام علىٰ العام، والفرق هو الاختلاف في العبارة وملاحظة التفنّن فيها. وسيأتي لك تعداد بعض معاني «الولي» عند شرح قوله: (يا ولي المؤمنين).
(فَهَبْنِي يا إلٰهِي وَسيِّدي وَمَوْلايَ وَرَبِّي صَبَرْتُ عَلَىٰ عَذابِكَ):
الفاء للتفريع، «وهب»: من أفعال القلب، يلازم الأمر أبداً، وهو بمعنى: ظنّ.
(هبني) أي ظنّني، ينصب مفعولين، كقول الشاعر:
فقلت أجرني أبا خالد *** وإلّا فهبني امرأً هالكا (1)
مفعوله الأول ضمير المتكلّم، والثاني «امرأً»، فقوله: «هالكاً»، وكذا: «فانياً»، صفتان لقوله: "امرأً".
وهاهنا مفعوله الأوّل ضمير المتكلّم، وجملة (صبرت علىٰ عذابك) مفعوله الثاني.
(فَكَيْفَ أصْبِرُ عَلَىٰ فِراقِكَ):
وحرمان لقائك الذي هو منتهى آمال المحبّين، ونصب عيون العارفين، وغاية منى المجاهدين، ومفرّج قلوب العاشقين، الذي وعدت به عبادك المتّقين، وقلت في كتابك المبين ـ وأنت أصدق الصادقين، وأعزّ القائلين ـ: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.
كيف: اسم للاستفهام. والاصطبار: توطين النفس علىٰ تحمّل مشاق الاُمور في طلب المطلوب المحبوب.
وفي الحديث: (الصبر صبران: صبر [علىٰ] ما تكره، وصبر علىٰ ما تحب) (2).
فالصبر الأول: مقاومة النفس للمكاره الواردة عليها، وثباتها وعدم انفعالها، وقد يسمى: سعة الصدر، وهو داخل تحت الشجاعة.
والصبر الثاني: مقاومة النفس لقوّتها الشهوية، وهو فضيلة داخلة تحت العفّة.
ثمّ إنّ السائل أدرج فراق أحبّاء الله تعالى وأوليائه في فراقه تعالى، وإلّا فالأولى أن يقول: فكيف أصبر علىٰ فراقك وفراق أحبائك وأوليائك، إشارة إلىٰ أنّ فراقَهم من حيث إنّهم أولياؤه فراقُه تعالى؛ إذا العلة واجدة لكمال المعلول بنحو الأتمّ.
ولهذا ورد: (مَن أحبهم فقد أحب الله، ومن أبغضهم فقد أبغض الله، ومن أطاعهم فقد أطاع الله) (3) ...
(وَهَبْني صَبَرتُ عَلَىٰ حَرِّ نَارِكَ):
أي نار جهنم. وجملة (هَبني) معطوفة علىٰ (هبني) الأولى.
(فَكَيْفَ أصْبِرُ عَنِ النَظَرِ إلىٰ كَرامَتِكَ):
كرامته تعالى للعباد: إراءة إيّاهم جماله وجلاله في فراديس الجنان، واجتماعهم مع أحبّته وأوليائه في محضر القرب ومشهد الاُنس.
(أمْ كَيْفَ أسْكُنُ فِي النارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ):
(أم): حرف عطف، والجملة معطوفة علىٰ ما قبلها.
يريد: أنّ رجائي القديم الذي معه وفدتُ علىٰ فناء بابك وفضلك وعفوك، فكيف يسكن ويقوم في النار مَن تغيّر رجاؤه وانعكست منيته وآماله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) القائل هو عبد الله بن همام السلولين. انظر «لسان العرب» ج 15، ص 412. وفي المخطوط زيادة: «فانيا» آخر البيت، وما أثبتناه وفق المصدر.
(2) «بحار الأنوار» ج 68، ص 95، والزيادة من المصدر.
(3) «بحار الأنوار» ج 38، ص 139، ج 39، ص 250، باختلاف.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|