أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-24
179
التاريخ: 2024-05-02
757
التاريخ: 18-10-2016
689
التاريخ: 17-10-2016
2211
|
عرفنا ان العوائق من النوع الاول منتفية من ساحه الله تعالىٰ بشكل مطلق.
ولكن العوائق من النوع الثاني حقيقة قائمة وموجودة في حياه العباد
وادعيتهم ، ولذلك فان الله تعالىٰ قد يؤجل الاستجابة ، وقد يبدل الاجابة.
وفي غير هاتين الحالتين (حالة التأجيل وحالة التبديل) لابد من الاجابة.
وهذه الحتمية نابعة من حكم الفطرة القطعي ، إذا كان السائل محتاجاً وفقيراً ومضطر إلى المسؤول ، والمسؤول قادر علىٰ اجابة طلبه ، ولا بخل ولا شح مع خلقه.
والقرآن الكريم يؤكد هذه العلاقة الحتمية ([1]) يقول تعالىٰ :
1 ـ ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) ([2]).
فلا يحتاج المضطر في الاجابة لاضطراره، وكشف السوء عنه إلّا إلىٰ الدعاء ( إِذَا دَعَاهُ ) ، فإذا دعاه سبحانه استجاب لدعائه ، وكشف عنه السوء.
2 ـ ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي
سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) ([3]).
والآية الكريمة واضحة وصريحة في الربط بين الدعاء والاستجابة ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ).
3 ـ ( أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) ([4]).
والعلاقة القطعية بين الدعاء والاجابة واضحة وصريحة في هذه الطائفة من آيات كتاب الله ، وهي تدفع كل شك وريب من النفس في قطعية الاجابة من الله
لكل دعاء ، ما لم تكن الاجابة مضرة بالداعي ، أو بالنظام العام الذي يعتبر الداعي جزءاً منه ، والاستجابة في هذه الآيات غير مشروطة ولا معلّقة بشيء.
وأمّا الشروط التي سوف نتحدث عنها فهي في الحقيقة ترجع إلى تحقيق الدعاء وتثبيته ، أو مصلحة الداعي نفسه ، ومن دونها يضعف الدعاء أو ينتفي.
اذن فإن العلاقة بين الدعاء والاستجابة علاقة حتمية لا يمكن أن تتخلف ،
وعلاقة مطلقة لا يمكن ان تتعلق ، إلّا أن يكون الشرط مما يؤكد ويثبت حالة
الدعاء ، نحو قوله تعالىٰ : ( إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) وفي النصوص الاسلامية في احاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته ما يؤكد ويعمق هذه العلاقة بين الدعاء والاجابة.
ففي الحديث القدسي : « يا عيسیٰ ، إني اسمع السامعين ، استجيب للداعين إذا دعوني » ([5]).
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « ما من عبد يسلك وادياً فيبسط كفيه ، فيذكر الله ويدعو إلّا ملأ الله ذلك الوادي حسنات ، فليعظم ذلك الوادي أو ليصغر » ([6]).
وعن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) في حديث : « لو أنّ عبداً سدّ فاه ، ولم يسأل لم يعط شيئاً ، فسل تعط » ([7]).
وعن ميسر بن عبدالعزيز عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) : « يا ميسر ، إنه ليس من باب يقرع إلّا يوشك أن يفتح لصاحبه » ([8]).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : « متىٰ تكثر قرع الباب يفتح لك » ([9]).
وفي وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : « يا علي ، اوصيك بالدعاء فإن معه الاجابة » ([10]).
وعن الصادق (عليه السلام): «إذا اُلهِم احدكم الدعاء عند البلاء فاعلموا ان البلاء قصير» ([11]).
وعن الصادق (عليه السلام): «لا والله لا يلح عبد علىٰ الله عزّ وجلّ إلّا استجاب الله له»([12]).
والنصوص الاسلامية تؤكد هذه الحتمية والاطلاق في العلاقة بين الدعاء والاجابة ، وتبين بشكل واضح وصريح أنّ الله تعالىٰ يستحيي أن يرد دعاء عبده إذا دعاه.
في الحديث القدسي : « ما انصفني عبدي ، يدعوني فأستحيي أن ارده ، ويعصيني ولا يستحيي مني » ([13]).
وعن الصادق (عليه السلام) : « ما أبرز عبد يده إلىٰ الله العزيز الجبار إلا استحيىٰ الله عزّ وجلّ أن يردها » ([14]).
وفي الحديث القدسي : « من احدث وتوضأ وصلّىٰ ودعاني فلم اُجبه فيما يسأل عن امر دينه ودنياه فقد جفوته ، ولست برب جافٍ » ([15]).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : « ما كان الله ليفتح باب الدعاء ، ويغلق عليه باب الاجابة » ([16]).
وعن امير المؤمنين (عليه السلام) أيضاً : « من اُعطي الدعاء لم يحرم الاجابة » ([17]).
وفي النصين الاخيرين التفاتة ذات مغزیً ونكهة علوية ؛ فإن الله تعالىٰ كريم ووفي ، فإذا فتح باب الدعاء فلا يمكن أن يغلق علىٰ العبد باب الاجابة ، وإذا رزق العبد توفيق الدعاء فلا يمكن أن يحرمه الاجابة.
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « ما فتح لاحد باب دعاء إلا فتح الله له فيه باب اجابة ، فإذا فتح لأحدكم باب دعاء فليجهد فإن الله لا يمل » ([18]).
وهذا هو المنزل الثالث من منازل رحمة الله. اللّهم سمعنا وشهدنا وآمنا.
[1] ليس معنىٰ القول بحتمية هذه العلاقة فرض امر علىٰ الله تعالىٰ، فهو سبحانه قد كتب علىٰ نفسه الرحمة ( فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) (الانعام : 54).
[2] النمل : 62.
[3] غافر : 60.
[4] البقرة : 186.
[5] اصول الكافي.
[6] ثواب الاعمال : 137.
[7] وسائل الشيعة 4 : 1084 ، ح 8606.
[8] وسائل الشيعة 4 : 1085 ، ح 8611.
[9] وسائل الشيعة 4 : 1085 ، ح 8613.
[10] وسائل الشيعة ، کتاب الصلاة ، أبواب الدعاء ، باب 2 ، ح 18.
[11] وسائل الشيعة 4 : 1087 ، ح 8624.
[12] اصول الكافي ، كتاب الدعاء ، باب الالحاح في الدعاء ، ح 5.
[13] ارشاد القلوب للديلمي.
[14] عدة الداعي، وسائل الشيعة، كتاب الصلاة، أبواب الدعاء، باب4،ح1.
[15] ارشاد القلوب للديلمي.
[16] وسائل الشيعة، كتاب الصلاة، أبواب الدعاء، باب 2، ح 12، و4: 1087 ، ح 8624.
[17] وسائل الشيعة، كتاب الصلاة، أبواب الدعاء، باب 2ـ و4: 1086، ح 8622.
[18] وسائل الشيعة 4 : 1087 ، ح 8624.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|