أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-18
1362
التاريخ: 3-08-2015
4358
التاريخ: 3-08-2015
4073
التاريخ: 2023-06-05
2177
|
لعل السر في وقوع الغيبة الصغرى هو عدم أنس الشيعة بالغيبة التامة ، فوقعت الغيبة الصغرى لتكون مقدّمة تمهيدية ومدخلا للغيبة الكبرى ، ولئلا يستوحش الشيعة منها إذا وقعت ، وامتد زمانها إلى سنة ( 329 هـ ) العام الذي توفى فيه السفير الرابع أبي الحسين علي بن محمد السمّري الذي ختمت به السفارة والنيابة الخاصة وبدأت الغيبة الكبرى مقدّمة للظهور المبارك لصاحب العصر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .
ومن أبرز مميزات فترة الغيبة الصغرى .
أولا : كونها مبدأ تولي الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، للمنصب الإلهي الكبير في إمامة المسلمين بعد أبيه الراحل عليه السّلام ، لكي يتولى مسؤوليته الكبرى في قيادة قواعده الشعبية خاصة والبشرية كلها عامة ، إلى عالم السعادة والسلام .
ثانيا : عدم الاستتار الكلي للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، وإنما كان يتصل بعدد مهم من الخاصة ، لأجل مصالح كبرى ، كما في الكثير من الأحداث التي جرت في تلك الفترة .
ثالثا : وجود السفراء الأربعة ، الموكلين بتبليغ تعاليم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى الناس من قواعده الشعبية بحسب الوكالة الخاصة المنصوص عليها من قبل المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف نفسه أو من قبل آبائه عليهم السّلام ، وكان الأسلوب الرئيسي للمهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في قيادة قواعده الشعبية وإصدار التعليمات وقبض الأموال ، هو ما يكون بتوسط هؤلاء السفراء وما يتسنى لهم من القيام به من قول أو عمل[1].
وبعد النص من الإمام على إلغاء عمل السفراء الخاصين ، ورد عنه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف جملة من النصوص التي تحيل الناس على النواب العامين له والذين هم بحسب الروايات فقهاء الشيعة العدول الذين جعل لهم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف منصب المرجعية والنيابة العامة عنه في زمن الغيبة الصغرى .
ومن هذه الأحاديث ما ورد في بعض توقيعاته عليه السّلام :
« وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللّه عليهم » .
رابعا : ادعاء البعض للسفارة والنيابة عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ومن هؤلاء بعض أصحاب الإمام الهادي والإمام العسكري عليه السّلام ، وكانت محاولات هؤلاء تبوء بالفشل والخيبة نتيجة للجهود الواسعة التي بذلها السفراء في تكذيبهم وعزل الناس عنهم ، وكانت عاقبة أمر هؤلاء أن شملتهم اللّعنة الإلهية من الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ومن أهم هؤلاء المدعين للنيابة الخاصة محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن العزاقر .
خامسا : المحاولات العديدة للسلطة العباسية التي حاولت جاهدة إغتيال الإمام أو إلقاء القبض عليه . وكل هذه المحاولات باءت بالفشل وقد تخللها العديد من المعجزات التي ظهرت للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والتي سنذكرها لاحقا إن شاء اللّه .
سادسا : عدم ابتعاد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عن مزاولة بعض الأعمال والقيام ببعض النشاطات التي كانت تتطلب منه أن يقابل بعض الشخصيات المعروفة والموثوق بها ، وكذلك تصرفه في شؤون الناس سواء الاجتماعية أو المالية ، وأيضا حلّه للكثير من المشكلات العامة والخاصة .
سابعا : محاولة السلطة العباسية إزاحة منصب ومقام الإمامة والولاية العظمى عن الخليفة الشرعي للإمام الحسن العسكري عليه السّلام والإيحاء للناس بأن الإمامة من بعده لأخيه جعفر ، ولكن سرعان ما تدخلت القدرة الإلهية لمنع حصول مثل هذا الأمر الخطير ، وبما أن المرتكز في أذهان الشيعة خاصة والناس عامة أن الإمام المعصوم لا يصلي عليه إلا إمام معصوم مثله فعندما أراد جعفر تبوّء هذا المنصب والصلاة على الإمام الحسن العسكري عليه السّلام وإذا بالناس تفاجأ بصبي صغير يخرج إليهم وهو يقول لجعفر « تنح يا عم ، فأنا أحق بالصلاة على أبي » ، فيتأخر جعفر من دون مناقشة ، ويتقدم الإمام عليه السّلام ويصلي على أبيه .
هذه الأحداث والوقائع وغيرها من سمات هذه المرحلة والفترة الزمنية من حياة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف نقف عندها في ضمن بياننا لبعض مجريات الأحداث في عصر الغيبة الصغرى والمتعلقة بسيرة الإمام وحياته ونشاطاته وعلاقته بالناس وكيفية إتصاله بهم وموقفه من بعض الأحداث المرتبطة بشؤون الإمامة والولاية ، وموقف السلطة منه وغيرها من الأمور .
[1] تاريخ الغيبة الصغرى ، السيد محمد الصدر ، ص 341 - 342 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|