المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05
الانفاق من طيبات الكسب
2024-11-05
امين صادق واخر خائن منحط
2024-11-05

عينة متعددة المراحل Multiple Stage Sample
21-11-2015
bunching (n.)
2023-06-21
معنى كلمة سكب‌
22-11-2015
أبو الحسن الجيلي
1-6-2016
فرانكلين بنجامين (بنيامين)
18-11-2015
اكتشاف الكبريت
21-5-2018


الغيبة الصغرى وما جرى فيها من أحداث  
  
1039   04:50 مساءً   التاريخ: 2023-07-18
المؤلف :  الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 209-211
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الصغرى / السفراء الاربعة /

لعل السر في وقوع الغيبة الصغرى هو عدم أنس الشيعة بالغيبة التامة ، فوقعت الغيبة الصغرى لتكون مقدّمة تمهيدية ومدخلا للغيبة الكبرى ، ولئلا يستوحش الشيعة منها إذا وقعت ، وامتد زمانها إلى سنة ( 329 هـ ) العام الذي توفى فيه السفير الرابع أبي الحسين علي بن محمد السمّري الذي ختمت به السفارة والنيابة الخاصة وبدأت الغيبة الكبرى مقدّمة للظهور المبارك لصاحب العصر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف .

ومن أبرز مميزات فترة الغيبة الصغرى .

أولا : كونها مبدأ تولي الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، للمنصب الإلهي الكبير في إمامة المسلمين بعد أبيه الراحل عليه السّلام ، لكي يتولى مسؤوليته الكبرى في قيادة قواعده الشعبية خاصة والبشرية كلها عامة ، إلى عالم السعادة والسلام .

ثانيا : عدم الاستتار الكلي للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، وإنما كان يتصل بعدد مهم من الخاصة ، لأجل مصالح كبرى ، كما في الكثير من الأحداث التي جرت في تلك الفترة .

ثالثا : وجود السفراء الأربعة ، الموكلين بتبليغ تعاليم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى الناس من قواعده الشعبية بحسب الوكالة الخاصة المنصوص عليها من قبل المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف نفسه أو من قبل آبائه عليهم السّلام ، وكان الأسلوب الرئيسي للمهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في قيادة قواعده الشعبية وإصدار التعليمات وقبض الأموال ، هو ما يكون بتوسط هؤلاء السفراء وما يتسنى لهم من القيام به من قول أو عمل[1].

وبعد النص من الإمام على إلغاء عمل السفراء الخاصين ، ورد عنه عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف جملة من النصوص التي تحيل الناس على النواب العامين له والذين هم بحسب الروايات فقهاء الشيعة العدول الذين جعل لهم الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف منصب المرجعية والنيابة العامة عنه في زمن الغيبة الصغرى .

ومن هذه الأحاديث ما ورد في بعض توقيعاته عليه السّلام :

« وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللّه عليهم » .

رابعا : ادعاء البعض للسفارة والنيابة عن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ومن هؤلاء بعض أصحاب الإمام الهادي والإمام العسكري عليه السّلام ، وكانت محاولات هؤلاء تبوء بالفشل والخيبة نتيجة للجهود الواسعة التي بذلها السفراء في تكذيبهم وعزل الناس عنهم ، وكانت عاقبة أمر هؤلاء أن شملتهم اللّعنة الإلهية من الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، ومن أهم هؤلاء المدعين للنيابة الخاصة محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن العزاقر .

خامسا : المحاولات العديدة للسلطة العباسية التي حاولت جاهدة إغتيال الإمام أو إلقاء القبض عليه . وكل هذه المحاولات باءت بالفشل وقد تخللها العديد من المعجزات التي ظهرت للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف والتي سنذكرها لاحقا إن شاء اللّه .

سادسا : عدم ابتعاد الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عن مزاولة بعض الأعمال والقيام ببعض النشاطات التي كانت تتطلب منه أن يقابل بعض الشخصيات المعروفة والموثوق بها ، وكذلك تصرفه في شؤون الناس سواء الاجتماعية أو المالية ، وأيضا حلّه للكثير من المشكلات العامة والخاصة .

سابعا : محاولة السلطة العباسية إزاحة منصب ومقام الإمامة والولاية العظمى عن الخليفة الشرعي للإمام الحسن العسكري عليه السّلام والإيحاء للناس بأن الإمامة من بعده لأخيه جعفر ، ولكن سرعان ما تدخلت القدرة الإلهية لمنع حصول مثل هذا الأمر الخطير ، وبما أن المرتكز في أذهان الشيعة خاصة والناس عامة أن الإمام المعصوم لا يصلي عليه إلا إمام معصوم مثله فعندما أراد جعفر تبوّء هذا المنصب والصلاة على الإمام الحسن العسكري عليه السّلام وإذا بالناس تفاجأ بصبي صغير يخرج إليهم وهو يقول لجعفر « تنح يا عم ، فأنا أحق بالصلاة على أبي » ، فيتأخر جعفر من دون مناقشة ، ويتقدم الإمام عليه السّلام ويصلي على أبيه .

هذه الأحداث والوقائع وغيرها من سمات هذه المرحلة والفترة الزمنية من حياة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف نقف عندها في ضمن بياننا لبعض مجريات الأحداث في عصر الغيبة الصغرى والمتعلقة بسيرة الإمام وحياته ونشاطاته وعلاقته بالناس وكيفية إتصاله بهم وموقفه من بعض الأحداث المرتبطة بشؤون الإمامة والولاية ، وموقف السلطة منه وغيرها من الأمور .

 

[1] تاريخ الغيبة الصغرى ، السيد محمد الصدر ، ص 341 - 342 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.