المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05

Energy emission
8-5-2021
سفيان بن إبراهيم بن مزيد الأزدي الجريري
24-10-2017
الزراعة المائية Aquaculture
6-6-2017
الدليل العقلي على ولادة الامام المهدي (عج)
14-3-2022
مدى تطبيق الفصل من العضوية في عصبة الأمم
20-6-2016
نـماذج التغييـر 7
14-8-2019


غيبة الإمام المهدي (عليه السّلام)  
  
1362   04:48 مساءً   التاريخ: 2023-07-18
المؤلف :  الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 203-206
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / الغيبة الصغرى / السفراء الاربعة /

للإمام المهدي ( عجل اللّه تعالى فرجه الشّريف ) وفقا لما جاء في الأحاديث المتواترة عن النبي وأهل بيته عليهم السّلام غيبتان صغرى وكبرى .

أما الغيبة الصغرى فقد اختلف العلماء والمحدثون حول تاريخ بدايتها ، فقد رأى البعض أنها تبدأ من تاريخ ولادة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف لأن حياته منذ الولادة كانت مقرونة بالاستتار عن الناس ، فتكون حينئذ السنوات الخمس التي قضاها الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف مع والده الإمام العسكري عليه السّلام من ضمن الغيبة الصغرى ، وهذا ما ذهب إليه الشيخ المفيد وغيره من العلماء .

وبناء على هذا تكون الغيبة الصغرى قد بدأت من عام خمس وخمسين ومائتين للهجرة .

ومنهم من رأى أن الغيبة الصغرى تبدأ من حين وفاة الإمام العسكري عليه السّلام وتولي الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الإمامة ، حيث بدأها عليه السّلام بالإيعاز بنصب وكيله الأول حين قابله وفد من أهل قم .

فتكون الغيبة الصغرى قد بدأت من اليوم الثامن من شهر ربيع الأول من عام 260 للهجرة وقد قابل عليه السّلام وفد القميين في نفس اليوم .

وقد استمرت هذه الغيبة إلى زمان انقطاع السفارة بينه وبين شيعته بوفاة السفراء وعدم نصب غيرهم وهي أربع وسبعون سنة بناء على الرأي القائل بأن بدء غيبته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف كانت منذ ولادته .

وفي هذه المدة كان السفراء يرونه وربما رآه غيرهم ، ويصلون إلى خدمته وتخرج على يديهم توقيعات منه إلى شيعته في أجوبة المسائل وفي أمور شتى .

وأما الغيبة الكبرى فقد وقعت بعد الأولى ، وذلك بعد وفاة السفير الرابع أبي الحسن علي بن محمد السمري في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة . وهذا ما سنتحدث عنه مفصلا في البحوث القادمة .

وهذه الغيبة ( الصغرى والكبرى ) لصاحب العصر والزمان عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ثابتة بالنصوص الواردة في كتب الأحاديث ونذكر منها :

عن الإمام الصادق عليه السّلام قال :

« للقائم غيبتان إحداهما طويلة والأخرى قصيرة ، فالأولى يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته ، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه »[1].

عن زرارة عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال :

« إن للقائم غيبتين يرجع في إحداهما ، والأخرى لا يدري أين هو ، يشهد الموسم ، يرى الناس ولا يرونه »[2].

وعنه عليه السّلام قال :

« إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتى يقول بعضهم مات ، وبعضهم يقول ذهب فلا يبقى على أمره من أصحابه إلا نفر يسير لا يطلع على موضعه أحد من ولي ولا غيره إلا المولى الذي يلي أمره »[3].

وعن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام في تفسيره لقوله تعالى : وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ قال :

« فينا نزلت هذه الآية ، وجعل اللّه الإمامة في عقب الحسين إلى يوم القيامة ، وإن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى فلا يثبت على إمامته إلا من قوي يقينه وصحت معرفته »[4].

ومما روي أيضا عنه عليه السّلام :

« للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه ، ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة ، ثم قال : إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته ، ويغيب شخصه »[5].

وفيما روي عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه سأله أحدهم فقال :

قد روي لنا أخبار عن آبائك عليهم السّلام في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن تقع ؟

فقال عليه السّلام :

« إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي ، وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وآخرهم القائم بالحق بقية اللّه في الأرض ، وصاحب الزمان ، واللّه لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا »[6].

وفي عصر الغيبة الصغرى عاش الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف فترة من الزمن في ظل رعاية أبيه الإمام الحسن العسكري عليه السّلام ، واستلم زمام الإمامة من بعده وقام بتعيين سفرائه الأربعة الذين كانوا مصدر التواصل بينه وبين الناس ويمكن القول بأن الإمام لم يغب عن الأنظار بالشكل الكلي في الغيبة الصغرى ، ولهذا فإن هذه الفترة من حياة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف كانت حافلة بالأحداث الهامة التي نرى أنه لا بد من تسليط الضوء عليها بالإضافة إلى الإجابة عن الأسئلة والشبهات التي وقعت حول أصل وسبب هذه الغيبة والعلّة والحكمة منها وغيرها من الشبهات الواردة في هذا المضمار .

 

[1] منتخب الأثر ، الباب 26 ، ص 256 - 257 ، ح 1 و 7 و 9 .

[2] المصدر نفسه .

[3] المصدر نفسه .

[4] المصدر السابق ، ص 256 ، ح 2 .

[5] منتخب الأثر ، ص 260 - 261 ، ح 3 وح 5 .

[6] المصدر نفسه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.