أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2014
8655
التاريخ: 20-10-2014
2268
التاريخ: 20-10-2014
2195
التاريخ: 20-10-2014
2324
|
المصدر
اعلم أن المصدر يعمل عمل الفعل؛ لأن الفعل اشتق منه(1) وبني مثله للأزمنة الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل، نقول من ذلك : عجبت من ضرب زيد عمراً إذا كان زيد (فاعلا (2) / 133 وعجبت من ضرب زيد عمرو. إذا كان زيد مفعولاً(3)، وإن شئت نونت المصدر وأعربت ما بعده بما يجب له لبطلان الإضافة فاعلاً كان أو مفعولاً فقلت: عجبت من ضرب زيد بكراً، ومن ضرب زيداً بكر، وتدخل الألف واللام على هذا فتقول عجبت من الضرب زيداً بكر، لا يجوز أن تخفض «زيدا» من أجل الألف واللام، لأنهما لا يجتمعان والإضافة كالنون والتنوين .
وقال قوم: إذا قلت: أردت الضرب زيداً إنما نصبته بإضمار فعل؛ لأن الضرب لا ينصب وهو عندي قول حسن.
واعلم أنه لا يجوز أن يتقدم الفاعل ولا المفعول الذي مع المصدر على المصدر، لأنه في صلته وكذلك إن وكد ما في الصلة أو وصف لو قلت: دارك أعجب زيداً دخول ،عمرو، فتنصب الدار بالدخول كان خطأ.
وقال قوم إذا قلت: أعجبني ضرب زيداً فليس من كلام العرب أن ينونوا، وإذا نونت عملت بالفاعل والمفعول ما كنت تعمل قبل التنوين قالوا : فإن أشرت / 134 إلى الفاعل نصبت فقلت: أعجبني ضرب زيداً، وإن شئت رفعت وأردت: أعجبني أن ضُرب زيد.
مسائل من هذا الباب:
تقول : أعجب ركوبك الدابة زيداً، فالكاف في قولك: ركو محفوضة بالإضافة وموضعها رفع والتقدير: أعجب زيداً أن ركبت الد فالمصدر يجر ما أضيف إليه فاعلاً كان أو مفعولاً، ويجري ما بعده الأصل، وإضافته إلى الفاعل أحسن لأنه له كقول الله تعالى : وا دفع الله الناس بعضهم ببعض ) (4) وإضافته إلى المفعول حسنة، لأن اتصل وفيه حل، وتقول : أعجبني بناء هذه الدار، وترى المجلود فتقول أشد جلده وما أحسن خياطة هذا الثوب فعلى هذا تقول أعجب ر الدابة عمرو زيداً إن أردت أعجب أن ركب الدابة عمرو زيداً، فا وعمرو وركب في صلة أن وزيد منتصب بأعجب خارج من الصلة في إن شئت قبل أعجب، وإن شئت جعلته بين أعجب» وبين / 135 الرة وكذلك : عجبت من دق الثوب القصار (5) ، ومن أكل الخبز زيد، ومن أن الخبز زيداً فإن نونت المصدر أو أدخلت فيه ألفاً ولاماً امتنعت الإض فجرى كل شيء على أصله فقلت : أعجب ركوب زيد الدابة عمراً، شئت قلت أعجب ركوب الدابة زيد عمراً، ولا يجوز أن تقدم الدابة ، زيداً قبل الركوب، لأنهما من صلته، فقد صارا منه كالياء والدال من «ز وتقول : ما أعجب شيء شيئاً إعجاب زيد ركوب الفرس عمرو، ونص إعجاباً لأنه مصدر وتقديره : ما أعجب شيء شيئاً إعجاباً مثل إعج زید ورفعت الركوب بقولك: «أعجب» لأن معناه : كما أعجب زيد ركب الفرس عمرو، وتقول : أعجب الأكل الخبز زيد عمراً، كما وص لك، وعلى هذا قوله تعالى: ﴿ أو إطعام في يوم ذي مَسْغبة يتيم مقربة ) (6)، فالتقدير أو أن يطعم لقوله : وما أدراك، فعلى هذا يجري ذكرت لك ولو قلت: عمراً أعجبني أن ضرب خالداً، كان خطأ، لأن /136 عمراً من الصلة.
ومن قال : هذا الضارب الرجل، لم يقل : عجبت من الضرب الرجل لأن الضرب ليس بنعت والضارب نعت كالحسن وهو اسم الفاعل من «ضرب» كما أن حسناً اسم الفاعل من «حسن» ويحسن، وهما نعتان مأخوذان من الفعل للفاعل، وتقول : أعجبني اليوم ضرب زيد عمراً، إن جعلت اليوم» نصباً بأعجبني فهو جيد، وإن نصبته بالضرب كان خطأ، وذلك لأن الضرب في معنى أن ضرب وزيد وعمرو من صلته فإذا كان المصدر في معنى إن فعل» أو «أن يفعل فلا يجوز أن ينصب ما قبله، ولا يعمل إلا فيما كان من تمامه فيؤخر بعض الاسم، ولا يقدم بعض الاسم على أوله، فإن لم يكن في معنى إن فعل» وصلتها أعملته عمل الفعل إذا كان نكرة مثله، فقدمت فيه وأخرت وذلك قولك ضرباً زيداً وإن شئت زيداً ضرباً، لأنه ليس فيه معنى «أن»، إنما هو أمر ، وقولك ضرباً زيداً ينتصب بالأمر، كأنك قلت: اضرب زيداً، إلا أنه صار بدلاً من الفعل لما حذفته /137 وحكى قوم أن العرب قد وضعت الأسماء في مواضع المصادر فقالوا : عجبت من طعامك طعاماً، يريدون من إطعامك وعجبت من دهنك لحيتك، يريدون من دهنك، قال الشاعر:
أظليم إن مُصابَكُم رَجُلًا أَهْدَى السَّلامَ تَحِيَةٌ ظُلْمُ(7)
أراد: إن أصابتكم.
ومنه قوله :
وبعد عطائك المئة الرّتام(8)
أراد بعد إعطائك، وقال هؤلاء القوم : إذا جاءت الأسماء فيها المدح والذم وأصلها ما لم يسم فاعله رفعت مفعولها فقلت: عجبت من جنون بالعلم، فيصير كالفاعل وإنما هو مفعول هذا مع المدح والذم ولا يقال ذلك في غير المدح والذم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لأن مذهب البصريين أن المصدر أصل للفعل فالمصدر يدل على زمان مطلق، والفعل يدل على زمان معين: فكما أن المطلق أصل للمقيد، فكذلك المصدر أصل للفعل .
(2) ضرب مصدر مضاف إلى فاعله وهو «زيد» فزيد مجرور
لفظاً بالمضاف مرفوع حكماً لأنه فاعل.
(3) حذفت واواً زائدة قبل «إذا».
(4) البقرة: 251 .
(5) القصار قصر الثوب ،قصارة وقصره ،كلاهما حوره ، ودقه، ومنه سمى القصار.
(6) البلد : 14 ، وفي الآية المصدر منون .
(7) وروى البيت أظلوم إن مصابكم.
والصواب أظليم، كما رواه ابن السراج، لأنه مرحم «ظليمة» تصغير «ظلمة» وظليمة هو اسم المرأة المشبب بها، ويروى الشطر الثاني رد السلام .
ونسب هذا البيت للعرجي وللحارث بن خالد من أحفاد هشام بن المغيرة، وإلى عمر بن أبي ربيعة، وإلى أمية بن أبي الصلت.
وانظر أخبار النحويين للسيرافي ،57 والاشتقاق لابن فارس /99، ومجالس لعلب / 270، والأغاني 97/3، والفاخر للمفضل بن سلمة /179، وأمالي ابن
الشجري 107/1
(8) منع البصريون إعمال اسم المصدر المأخوذ من حدث لغيره كالثواب والكلام والعطاء إلا في الضرورة، أما الكوفيون والبغداديون فجوزوه قياساً إلحاقاً بالمصدر كالشاهد
المذكور وبعد عطائك .
وقال الكسائي : إمام أهل الكوفة إلا ثلاثة ألفاظ الخبز والدهن والقوت، فإنها لا تعمل، فلا يقال: عجبت من خبزك الخبز ولا من دهنك رأسك ولا من قوتك عيالك.
وأجاز الفراء ذلك وحكى عن العرب مثل أعجبني دهن زيد لحيته وانظر الهمع ج 95/2 . والشاهد عجز بيت للقطامي عمير بن شييم من بي تغلب. وصدره :
وسعد عطابك...
أكفراً بعد رد الموت عني وكان يمدح زفر بن الحارث الكلابي، وقد أسره في حرب فمن عليه وأعطاء مئة من الإبل.
وانظر الكتاب جـ 331/1 ، والحجة لأبي علي جـ 135/1، وأمالي ابن الشجري /142، والتمام في تفسير أشعار هليل /72. والأغاني ج 310/2، والشعر والشعراء 377، والخزانة جـ 391/1 والديوان /37.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
استمرار توافد مختلف الشخصيات والوفود لتهنئة الأمين العام للعتبة العباسية بمناسبة إعادة تعيينه
|
|
|