أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2016
2118
التاريخ: 25-4-2021
2692
التاريخ: 7-5-2021
2308
التاريخ: 17-12-2020
2127
|
قال الله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] فولاية الله معرفته ومعرفة نبيّه صلى الله عليه وآله، ومعرفة الأئمة من أهل بيته عليهم السلام، وموالاتهم وموالاة كافّة أولياء الله، [والمعاداة في الله] (1) ومعاداة أعداء الله وأعداء رسوله وأهل بيته، والتبري من كل من لم يدن لهم بدين الإسلام.
وأعظم عرى الايمان الموالاة في الله والمعاداة في الله، ولا طريق إلى ذلك إلاّ بعد المعرفة لهم، وإذا لم يعرف أولياء الله فيواليهم وأعداء الله فيعاديهم، لا يأمن أن يعادي لله وليّاً أو يوالي لله عدوّاً، فيخرج بذلك عن طريق الولاية بل عن الايمان، وما من شيء من ذلك إلاّ وعليه دلالة من كتاب الله وسنّة نبيّه صلى الله عليه وآله، وشرح ذلك مذكور في كتب العلم.
وينبغي للعاقل الالتزام بعرى الايمان، والتحلّي بحلية أهل الولاية، فمن أراد
ذلك فليلزم لسانه الذكر، وقلبه الفكر، ويعتزل أهل الدنيا ويجالس الصالحين من أهل العلم، ويتبع آثار الصالحين، ويقتدي بهداهم من الرفض للدنيا، ويقنع من العيش بما حضر. ويتقرب إلى الله بصالح القربات من صلاة النوافل، والبرّ بالإخوان، وقضاء حوائجهم وصلتهم، والايثار على نفسه بما يقدر عليه، وصيام الأوقات المندوب إليها، وصيانة بطنه عن الحرام، ولسانه عن فضول الكلام، وليعلم انّ الله يتولاّه، فانّه تعالى قال: {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196]، فحينئذ لا يكله إلى نفسه بل يتولّى عنايته وحوائجه. وقال سبحانه: "فليأذن بحرب منّي من آذى عبدي المؤمن، أو أخاف لي وليّاً" (2).
وقال سبحانه: "ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته" (3).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "إذا كان يوم القيامة ينادي المنادي: أين المؤذون لأوليائي؟ فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم، فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم [العداوة] (4) وعاندوهم وعنّفوهم في دينهم، ثم يؤمر بهم إلى جهنّم" (5).
وقال (عليه السلام): "من حقّر مؤمناً لم يزل الله عز وجل له حاقراً حتّى يرجع عن محقرته ايّاه" (6).
وقال: "أيّما مؤمن منع مؤمناً شيئاً مما يحتاج إليه وهو قادر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه الله يوم القيامة مسوداً وجهه، مزرقة عيناه، مغلولة يداه إلى عنقه، فيقال: هذا الخائن الذي خان الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله فيؤمر به إلى النار" (7).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): "من ردّ أخاه المؤمن عن حاجة وهو يقدر على قضائها سلّط الله عليه ثعباناً من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة" (8).
وقال (عليه السلام): "من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله عز وجل يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه" (9).
وقال (عليه السلام): "من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام حتّى يسيل عرقه ودمه، وينادي مناد من عند الله عز وجل: هذا الظالم الذي حبس عن الله عز وجل حقه، فيوبّخ أربعين يوماً ويؤمر به إلى النار" (10).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "من روّع مؤمناً بسلطان ليصيبه منه مكروهاً فأصابه (11) فهو في النار، ومن روّع مؤمناً بسلطان ليصيبه منه مكروهاً فأصابه فهو مع فرعون وآل فرعون في النار، ومن أعان على مؤمن بشطر كلمة لقى الله عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله عز وجل" (12).
وقال (عليه السلام): "من علامة شرك الشيطان الذي لا شك فيه أن يكون الرجل فحّاشاً لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه، فانّه لعب به" (13).
وبإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله): "انّ الله حرّم الجنّة على كل فحّاش بذيّ قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه" (14).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "انّ من شرار عبيد الله من تكره مجالسته لفحشه" (15).
وقال الصادق (عليه السلام): "من خاف الناس لسانه فهو في النار" (16).
وبإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أشرّ الناس يوم القيامة الذين يُكْرَمُونَ اتقاء شرّهم" (17).
وينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز، صبور على البلايا، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب والناس منه في راحة، والولي كل الولي من توالت أقواله وأفعاله على موافقة الكتاب والسنّة، ومن كان هكذا تولّى الله سياسته (18) باللطف في كل اُموره، وحرسه في غيبته وحضوره، وحفظه في أهله وولده وولد ولده وفي جيرانه، فانّه جاء في الحديث النبوي: انّ الله يحفظ الرجل في ولده وولد ولده ودويرات حوله.
وجاء في تأويل قوله: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82] انّه كان بينهما وبين أبيهما الصالح سبعة أجداد، وقيل: سبعين جداً.
والولي ريحانة الله في أرضه يشمّها المؤمنون، ويشتاق إليها الصالحون، وعلامة الولي ثلاثة أشياء: شغله بالله، وهمّه لله، وفراره إلى الله، وإذا أراد الله أن يوالي عبداً فتح على لسانه ذكره، وعن قلبه قفل فكره، فإذا استلذّ الذكر فتح له باب القرب، ثم فتح عليه باب الاُنس به والوحشة من خلقه، فأجلسه على كرسي الولاية، وعامله بأسباب العناية، وأورثه دار الكرامة، وكشف عن قلبه وبصره غشاوة العماية، فأصبح ينظر بنور الله. ورفع عنه حزن الرزق، وخوف العدوّ من حيث يحلّ التوكل في قلبه، والرضى بقسمه، ولهذا قال الله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] وأمن من أهوال يوم القيامة ونار جهنّم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|