أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-6-2017
1380
التاريخ: 2023-11-23
1006
التاريخ: 20-6-2017
1784
التاريخ: 2024-01-08
897
|
أما عن الأوضاع الإجتماعيه للمسلمين في الصين قبل عام 131هـ/ 750م، فقد عرف عن حكام أسرة التانغ خاصة خلال القرن الهجري الأول / السابع الميلادي بانفتاحهم واهتمامهم بالعالم الخارجي، وكذلك بتقبلهم للجاليات المسلمة والأجنبية في مجتمعهم (1) في القرن الهجري الأول / السابع الميلادي، وصل الكثير من العرب واستقروا في مدينة كانتون الساحلية الشرقية (2)، وقد تم بناء مسجد قبيل منتصف القرن الأول الهجري/ القرن السابع الميلادي (3). لقد حدث هذا زمن سيطرة العرب على خطوط التجارة البحرية المؤدية للصين، وكذلك على الخط البري الرئيسي وهو طريق الحرير عبر وسط (4) آسيا وقد رحبت عاصمة الإمبراطورية الصينية تشانغ أن بالعرب في مدينتها. ومما عزز تلك العلاقات الاجتماعية في العاصمة نفسها وفي مدينة كانتون كما ذكر سالفاً، وصول العديد من البعثات الرسمية العربية لبلاط الإمبراطور (5). وكانت تلك الحقيقة من عهد تانغ هي بداية نمو الجالية الإسلامية في الصين فقد ازداد عددهم ونما الإسلام هناك بالطرق السلمية (6). فلقد عرف عن الإمبراطور الصيني " توفو " (Tufu) (93هـ - 153هـ - 712م - 770م)، حبه للشعر وكرهه للحروب وتعاطفه مع العامة في مجتمعه (7). فقد شجعت هذه الأجواء العامة على تخالط الفئات المختلفة من الأجانب بما فيهم المسلمون مع الصينيين ومع بعضهم البعض (8). وقد روى عن أحد الرحالة العرب أنه وجد الكثير من المسلمين مستقرين في مدن عدة وأن أوضاعهم كانت مزدهرة وأعدادهم في ازدياد، لكن الرواية تذكر بأن هذا الرحالة لم ير مسلماً من أصل صيني بل هم مسلمون قادمون من بلاد إسلامية (9). ولا نستبعد صحة هذه الرواية التي تشير إلى عدم وجود مسلمين من أصل صيني. فالإسلام وصل الصين مع بداية القرن الأول الهجري / السابع الميلادي. ومن الطبيعي أن يكون هناك مسلمون قدموا من خارج الصين لأن الإسلام لم ينتشر بعد داخل المجتمع الصيني ليصل إلى أجيال جديدة. وقد عرف عن الصينيين أنهم أولو نزعة " إستعلائيه، إلا أنه في عهد التانغ كانــت العلاقات الإجتماعيه قوية مع المسلمين والأجانب عامة، وتم الترحيب بهم في العاصمة العظيمة وكذلك في أهم المدن الصينية الساحلة التجارية (10). وقد يبدو هذا مساراً اجتماعياً طبيعياً للعلاقات بين المسلمين والصينيين في عهد التانغ. فالصين كانت تتمتع بمكانة مرموقة بين الأمم وكذلك العالم الإسلامي الذي كان فتيا وفرض نفسه كقوة عظمى سياسية واقتصادية فليس هناك شك بأن تكون الأوضاع الاجتماعية للمسلمين في الصين في أحسن وجه، بل وقد يحرص الصينيون على العناية والاهتمام بالجالية المسلمة للحفاظ على العلاقات الدولية والمصالح التجارية. إضافة لما تمتع بــه المجتمع الصيني من ازدهار اقتصادي وثقافي، وبالتالي له الأثر الإيجابي على علاقته بالمسلمين. لقد كان مجتمع التانغ مجتمعاً مستنيراً منفتحاً على العالم، وقد أدى إلى علاقات جيدة مع المسلمين في المجتمع الصيني، وكما قيل فإن المجتمع الصيني لم يشهد مثل هذا الانفتاح إلا في القرن العشرين (11). أما من ناحية الكوارث الطبيعية، فقد كان للصين نصيب كبير منها خلال القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي. فقد حدثت فيضانات هائلة في عام 86هـ - 705م، ودمرت مدن كثيرة ومزارع عديدة (12). بعدها بسنوات قليلة حدث جفاف ومجاعة عامة في الصين (13). ففي المدة من (93 هـ - 94 هـ = 712م (713)، حصلت مجاعات شديدة بسبب الجفاف، وقد أثرت على سكان العاصمة الكبيرة تشانق آن (14). بالرغم من ذلك، فقد زاد تعداد الشعب الصيني إذ وصل عدد الصينيين في عام 19هـ - 640م إلى 41.419.712 مليون نسمه وقد استمرت الزيادة السكانية إلى أن وصل العدد إلى 52.88.488 مليون نسمه عام 137 هـ / 754 م. (15). إن عدد السكان الكبير الذي وصلت إليه الصين يدل على استقرارها و ازدهارها الاقتصادي، فبالرغم من الكوارث الطبيعية التي حلت بالناس، إلا أنها لم تؤثر جذرياً على المجتمع الصيني، ولا تتوفر لدينا المعلومات عن أثر هذه الكوارث على المسلمين في الصين.
...................................................
1-Fitzgerald, C.P., Flood Tide in China, P.32
2- IBID. P139
3- IBID. P139
4- IBID.P139
5- IBID. P.139
6- Williams, Edward, A Short History of China, P139.
7-IBID, P.157
8- IBID. P.157
9- Fitzgerald, C.P., Flood Tide in China, P.329
10- Fitzgerald, C.P., Flood Tide in China. P.321
11- Findling, John, the History of China, P.73
12- Bowman, John, Columbia Chronology, P.105
13- IBID, P.105
14- IBID, P.105
15- IBID, P.105
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|