المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

اختيار موقع العواصم يرجع لعدة عوامل أهمها - المركز التجاري
9-5-2022
الإخلاص
2024-08-06
عوامل ظهور العولمة
17-9-2020
MELTING POINT
20-9-2017
recipient (n.)
2023-11-06
الصورة العامة للعلاقة بين مشروعات آلية التنمية النظيفة والتنمية المستدامة
30-1-2021


الجميع يرجون السعادة  
  
1415   10:21 صباحاً   التاريخ: 2023-03-30
المؤلف : الأستاذ مظاهري
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص21 ــ 23
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-2-2017 2015
التاريخ: 24-5-2017 3028
التاريخ: 12-2-2017 4020
التاريخ: 4-9-2020 3712

لا شك ان الجميع يرجون السعادة لأنفسهم ولأبنائهم وينفرون من الشقاء، فان الأمي والمتعلم والمسلم والكافر والظالم والمظلوم جميعاً عندما ندرك قلوبهم ونقرأ افكارهم نعلم انهم جميعاً يرجون السعادة. وهذا امر مسلم به. لكن الاشكال الذي قد يطرأ ما هي السعادة؟  خاصة ان نظرة المذاهب المبادئ الفكرية المختلفة عن مفهوم السعادة والشقاء مختلفة ايضاً وكذلك ما هو الشقاء؟ ومن هو الشقي والتعيس؟. وكذلك من هو السعيد؟. وهناك آراء عديدة في هذا المجال بحيث ان مذاهب - عديدة منذ قبل ميلاد المسيح (عليه السلام) إلى الآن قد اهتمت بهذا الموضوع الا اننا لن نتطرق إلى ذلك.

الإسلام يدعي أن دينه يتطابق مع فطرة الانسان. وانه يعرفها، تنسجم تعاليمه مع احتياجات الانسان. ولهذا الانسان في رأي الجميع خاصة الاسلام بعدين البعد المعنوي الملكوتي ويدعى الروح والبعد الحيواني ويدعى الجسم اي ان الانسان مركب من روح وجسم وبعد يشبه جميع الحيوانات ويدعى الجانب الحيواني والآخر يشبه الملائكة ويدعى البعد الملكوتي وان طريقة تركيب الانسان من روح وجسم طريق عجيبة لا يدركها الا الله وحتى الذين يأخذون علمهم من الله (عز وجل) لا يدركون كيفية هذا التركيب فالجمع بين الصنفين محال فطريقة تركيب هذا الانسان كالجمع بين الضدين اي ان جميع الميول في البعد الحيواني لا تنسجم مع البعد الملكوتي وبالعكس فان جميع الميول في البعد الملكوتي لا تنسجم مع البعد الحيواني فمثلا الانسان يحب الأكل والشرب في البعد الحيواني، فعندما يجوع الانسان يأكل وعندما يعطش يشرب ولكن هذا الفعل نفسه الذي يتلائم مع طبع الانسان او البعد الحيواني فانه ينافي البعد الملكوتي. فالبعد الملكوتي يريدنا ان نصوم وان نتشبه بالله (عزوجل) فصيام شهر رمضان المبارك عندما نقيسها بالبعد الروحاني نجدها انها لذة لنا، وإذا قسناها بالبعد الحيواني فإننا نعتبرها ألماً وكذلك النهوض في نصف الليل يقول القرآن الكريم: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 16، 17]. فان الآية تتحدث عن النهوض في الليل والتعالي على النوم الهنيء وهذا يعد ألماً للبعد الحيواني عند الانسان لكنه بالنسبة للروح والبعد المعنوي يعد لذة لا يستطيع أحد ان يدرك لذة تحليق الروح في عمق الليل. لذلك فان طريقة تركيب الانسان عجيبة فلو ان البعد المعنوي في هذا الانسان المركب من الروح والجسم تغلب على البعد المادي وجعل البعد المادي مركباً له فانه سيعرج إلى ان يصل بحيث لا يرى الا الله (عز وجل) حتى ان الملائكة لا تتمكن من الوصول اليه ولقد جاء في حديث المعراج وذكر في شعر المثنوي ان النبي (صلى الله عليه وآله)، قد وصل إلى مكان توقف فيه جبرئيل ولم يتقدم فقال له النبي (صلى الله عليه وآله)، تقدم فقال جبرئيل: (فان تجاوزته احترقت)(1)، ويقول في المثنوي:

قال تعال يا جبرئيل معي                  قال تقدم فلست مثلك

انما يتم عروج الانسان بواسطة الروح التي تتغلب على الجسم وتجعله مركبها فيصح هذا البعد المادي براقها فتركبه حتى تبلغ حيث لا ترى الا الله (عزوجل). اي ان يتغلب البعد المعنوي على البعد المادي فيعد له ويركبه لكي يعرج. ولو حدث عكس ذلك ان يتغلب البعد المادي على البعد المعنوي فانه سيركب البعد المعنوي وبدل ان يعرج فانه سيسقط حتى يبلغ في سقوطه كما جاء في القرآن الكريم: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22]، فانه سيصبح أرذل وأسفل من الكلب والذئب المتوحش بل حتى من جرثومة السرطان - فالإنسان الذي يمتلك عقلاً ولكن لا تعقل لديه وليملك فكراً لا يفكر به اي ان البعد المادي قد سلب فكره وتسلط على عقله. فلقد غطى عقله، ويسير نحو السقوط تدريجياً إلى ان يموت عندها يفتح عينيه فيجد نفسه أسفل السافلين. وكلما بقي في الدنيا اكثر كان سقوطه اكبر لهذا فإن الإمام السجاد (عليه السلام) يقول في الصحيفة السجادية: (فاذا كان عمري مرتعاً للشيطان فأقبضني إليك)(2)، أي أنه من الأفضل لي أن أموت إذا كان عمري يصرف على الذنوب. لأن الانسان لو ابتلى بالسقوط فسيسقط آن بعد آن فكلما مات أسرع كان أفضل له (فاقبضني اليك سريعا) وكذلك لو سلك في العروج فإنه يقرب من القرب الالهي لحظة بعد أخرى وكلما عمر أكثر في الدنيا كان قربه أكبر حتى انه يصل بحيث لا يرى الجنة شيئاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ البحار، مجلد18، ص436.

2ـ الصحيفة السجادية دعاء العشرون في مكارم الأخلاق. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.