المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تجزؤ الطاقة بالتساوي equipartition of energy
2-2-2019
فوائد الخرائط السياحية - تحديد موقع أي ظاهرة سياحية جغرافيا
5-4-2022
خطر النفاق على المجتمع الاسلامي
5-10-2014
مفهوم الابداع
19-12-2020
واجبات التكفين وكيفيته
7-11-2016
تعريف المحبة وماهيتها
2023-07-08


التخويف وآثاره  
  
2016   01:11 مساءً   التاريخ: 12-2-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص116-118
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 2415
التاريخ: 11-9-2016 1803
التاريخ: 26-7-2016 2760
التاريخ: 15-4-2017 1945

بعض الأهل يتبعون أسلوب التهويل والتخويف من أجل ردع الاولاد عن الخطأ, وهذا الأمر ليس مفيدا من الناحية التربوية , بل أكثر من ذلك هو خطأ تربوي كبير, لأن الولد عندما يترك الامر المنهي عنه.  أو يفعل الأمر المطلوب منه خوفا من والده فإنه يفعل ذلك من دون قناعة منه بل دفعا للخوف والضرر عن نفسه, والمطلوب هو أن نمارس أعمالنا في حياتنا عن قناعة ورضا لا عن خوف ورهبة, بل إن أفضل الامور وأشرفها تتحول عند هذا الولد الى جحيم لا يطيقه ولا يريده, وقد أتاني مرة ولد يشكو أباه أنه كان يكرهه على الصلاة, وهو نتيجة لذلك كان عندما يقف في الصلاة يقوم بترداد أمور لا علاقة لها بالصلاة, منها مثلا أنه كان يقدر أن وقت الصلاة يحتاج الى العد بطريقة معنية من واحد الى الرقم كذا, فكان يقوم بترداد الأعداد حتى ينهي صلاته هذه ويرضي أباه الذي لم يكلف نفسه إقناع ابنه بجدوى الصلاة والأجر الذي يأخذه الإنسان عليها وأهميتها على صعيد تهذيب النفس وبناء الشخصية الإنسانية, بل كل ما هدف إليه هو أن يرهبه حتى يصلي من دون التوسل الى ذلك بالإقناع, فإن الإكراه قد يكون ممكنا ومقبولا في مرحلة متأخرة ولكنه لن يكون مقبولا منذ البداية .

والسؤال المهم هو: أي شخص سينتج عن هكذا نوع من التربية ؟ من الطبيعي أن التربية التي تبتنى على الخوف ويكون الضرب والعقاب القاسي هو الاسلوب المعتمد فيها ستؤدي الى إنتاج شاب متردد لا شخصية له, يعتمد الكذب والمواربة مع الآخرين وهو خائف دائما مما حوله منافق لديه شخصيتان واحدة يظهرها للناس, والأخرى التي تعيش في داخله والتي قد لا تكون شخصية محترمة, بل معقدة ومجرمة في بعض الأحيان .

إن إرادة الخير لوحدها ليست كافية , بل لا بد أن يتوافر لها الاسلوب المناسب الذي يوصلها الى الهدف المنشود , لذلك يجب أن لا يكون للتخويف أي دور في حياة أسرتنا, فلا يجوز أن يقوم الولد بفعل معين لأنه يخاف من ابيه, بل لا بد من أن يقوم به لأنه يحترم أباه ويحبه, سمعنا ونسمع كثيرا عن أمهات يهددون أبناءهم سيشكونهم لآبائهم عند عودتهم الى البيت, وإذا ما شكوهم فإن أباهم سيقوم بضربهم, أو عقابهم بأي أسلوب من أساليب العقاب التي يهابها الأولاد, والحقيقة أن هذا الأسلوب غير صحيح, أولا : لأن الأم عليها أن تبذل كامل الجهد في حل الموضوع من عندها من دون اللجوء الى الغير ولو الى الأب .

وثانيا : لأنها يجب أن تشعر أبناءهم بحب الأب لهم, وأن يكونوا حريصين على استمرار هذا الحب فيقوموا بأداء العمل, أو ترك ارتكاب الخطأ لا خوفا من ابيهم وعقابه, بل خوفا من أن لا يعود محبا لهم, وهذا الأسلوب هو الأصح والأرقى .

إن القبلة التي تحدثنا عنها هي التي تبني علاقة المحبة هذه , وهي التي يجب أن نحرص على أن يتضافر معها أيضا المعاملة الحسنة والإكثار من لمسات الحنان, وإظهار الاهتمام بصلاح الولد والحرص عليه وعلى مصلحته , فإذا ما اجتمعت هذه الأمور جميعا في عملية التربية فإنها مع بعضها البعض ستكون عاملا مفيدا ومهما في تجاوز كثيرا من مشاكل التربية التي نعاني منها في هذه الأيام .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.