وهو يمثل العصر الحجري القديم الوسيط في العراق أيضًا، ويقع كهف شانيدرا في السفح الجنوبي لسلسلة جبال زاجروس بالقرب من قرية شانيدرا في منطقة رواندوز بلواء أربيل، وتحديدًا في جبل برادوست الكائن في قضاء ميركه سور أقصى الشمال الشرقي لمحافظة اربيل ويبعد 145 كم عن مدينة أربيل، وهو على ارتفاع 2200 قدم عن سطح البحر، ويبعد کهف شانيدرا مسافة 3 كم عن نهر الزاب الكبير، ويقع في منطقة شبه واد حيث يقع الكهف في أعلاه، واجهة الكهف مثلثة الشكل ويبلغ ارتفاعها 8 أمتار وعرضها 25مترا، باتجاه الجنوب الشرقي، ويستعمل الأكراد المقيمين في هذه المنطقة الكهف مأوى لهم و ماشيتهم في فصل الشتاء. وهو من أقدم المستوطنات البشرية وعاش فيه الإنسان المعروف باسم الـ(نياندرتال)قبل مائة ألف عام، وأجرت فرقة تنقيب آثاريه خلال الأعوام (1951 م - 1960م) عمليات بحث وتنقيب فيه على أربع مراحل وقد عثرت على عشرة هياكل عظمية نقلت إلى المتحف العراقي في بغداد والمتاحف الأمريكية، أحدها كان معروضًا في صالة ما قبل التاريخ وكانت تعود إلى (45) ألف عام قبل الميلاد، والآن فإن كهف شاندر فيه عدد من الخدمات السياحية، وتدخل إليه أشعة الشمس بسهولة، وكلما سرت باتجاه الداخل يضيق الكهف ، وعند المدخل الثاني للكهف الكائن داخله، يدخل الإنسان وهو ممدد وتوجد عند بوابة الكهف العديد من الأشجار والشجيرات والحشائش والأدغال، ويقع بالقرب منه العديد من الغابات والأنهار ، وأنواع الأشجار الطبيعية وأشجار الفاكهة في المناطق المحيطة بالكهف، ويقابل الكهف قرى نزاري التابعة لمنطقة بارزان. وقد زار الأثري رالف سوليكي من جامعة ميتشجان الأمريكية كهف شانيدرا، وبدأ التنقيب فيه، وبعد عثوره على بعض الأدوات على عمق مترين توصل إلى أن الكهف يحتوي على مخلفات حضارية، وبعدها تلقى التمويل من مديرية الآثار العراقية وجامعة أمريكية، ثم واصل سوليكي عام 1954 البحث والتنقيب حتى عمق 13 مترًا وقد عثر جراء ذلك على عدد من الأدوات وهيكل عظمي لطفل من النياندرتال في عمق 8 أمتار تحت أرض الكهف. وفي المرحلة الثالثة من التنقيب التي جرت عام 1956م، عثر على ثلاثة هياكل عظمية لإنسان النياندرتال وقد رفع هذا الكشف من أهمية الموقع، وبدأت المرحلة الرابعة من التنقيب عام 1960م، وتألف الفريق الأثري من رالف سوليكي والأثري جاكوز بورداز وعالم الهياكل العظمية ديل ستيوارت وعالم النباتات ديكستر بيرسكينس، وعلى عمق 6 أمتار عثر الفريق على 5 هياكل عظمية أخرى والعديد من الأدوات وعظام حيوانات العصر الحجري. وقدر تاريخ هذه العظام التي تم العثور عليها في كهف شانيدرا بمائة ألف عام قبل الميلاد، هذه العدد والهياكل العظمية محفوظة في المتاحف العراقية والأمريكية، ثم واصل سوليكي في أعوام 1979 و 1993 و 2005 أبحاثه تلك وقد توصل إلى أن نسبة التنقيب في الكهف لم تتخط الـ 10% عام 1960 بالتزامن مع المرحلة الرابعة من التنقيب في شانيدرا، ثم قامت الأثرية روز سوليكي بالبحث والتنقيب في قرية زاوي شيمي الكائنة على بعد(5)كم شرق شانيدرا، وقد عثرت في زاوي شيعي على أدوات زراعية وحبوب يعود تاريخها إلى 10 آلاف عام قبل الميلاد، وبسبب الأهمية التاريخية والحضارية لهذين الموقعين التاريخيين، فإن شهرة شانيدرا وزاوي شيمي قد عمت جميع جامعات العالم وخصوصا الجامعات الأمريكية، وتعتبران من أهم المواقع التاريخية في العالم، وليس بعيدًا بأن يتم العثور على لقى وقطع أثرية جديدة تعود لعصور موغلة في أعماق التاريخ فيما لو جرت أعمال تنقيب جديدة ⁽¹⁾. وتشابه الفخار الذي وجد به بدرجة كبيرة مع فخار كهف زرزي، حتى يميل البعض بتسمية الفخار الذي وجد في شانيدرا باسم فخار زرزي، وأهم ما تم اكتشافه في هذا الكهف هو هيكل عظمي لطفل يبلغ عمره حوالي تسعة أشهر على عمق 25 قدم من سطح الكهف، وتم العثور على الأسنان سليمة وعظام الكف والكتف والجمجمة ⁽²⁾، كما تم العثور أيضا على العديد من بقايا الحيوانات مثل الماعز والسلاحف والخنازير والغزلان والأغنام ⁽³⁾، بالإضافة إلى العديد من بقايا الحبوب التي كانت تستخدم في الطعام. ⁽⁴⁾ (شكل رقم (1)

..................................

1 - Solecki, Ra., Solecki ,Ro., Grooved Stones from Zawi Chemi Shanidar Protoneolithic Site in Northern Iraq, AmAnthr, Vol. 72, No. 4(Aug., 1970), p. 831 ;Solecki, Ra., Solecki, R., Shanidar Cave , Science, New Series, Vol. 184, No. 4140(May 31, 1974), p. 937.

2-فرج بصمة جي: العصور الحجرية في العراق ،ص 122.

3-Solecki, R., More on Hafted Projectile Points in the Mousterian, JFA, Vol. 19, No. 2(Summer, 1992)، p. 207.

4- Perkins, D., Prehistoric Fauna from Shanidar, Iraq, New Series, Vol. 144, No. 3626(Jun. 26, 1964)، pp. 1565-6.