المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

Ball Triangle Picking
5-2-2020
اقسام إذاعة جمهورية العراق
8-7-2021
Pyoverdine
23-10-2019
رجال مختلف في تميّزهم / محمد بن إسماعيل
15/10/2022
مجرى ماصّ = كاتم الصوت absorbing duct = silencer
14-9-2017
عروض الإمكان للماهيّة
1-07-2015


الصبيان والآباء  
  
2445   12:12 صباحاً   التاريخ: 23-3-2021
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص159–162
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

تحدّث الفن والادب والثقافة الشعبية على مر العصور عن العلاقة الخاصة ما بين الصبيان والآباء. من القديم حتى العصر الحديث ، ارتبط الآباء والأبناء بعلاقة وثيقة ومعقدة أحياناً. يعيش العديد من الرجال حياتهم كلها وهم يتوقون إلى نيل رضا الوالد وحبه. فكيف يمكنك كأب أن تبني علاقة آمنة وحنون مع ابنك ؟

ما يتعلمه الأبناء من آباءهم

يختلف الآباء عن الأمهات ، فهم مختلفون في مظهرهم وفي نبرتهم كما انهم يلعبون بطريقة مختلفة ولديهم مقاربة مختلفة عن الامهات في ما يتعلق بتربية الأولاد . وهذا أمر حسن.  يتعلم الصبي من أبيه ما هو الرجل وما يفعله ، من دون حتى ان يدرك ذلك . يتعلم عن الذكورية وما يحبه الرجال وما لا يحبونه. يشير العديد من الرجال الى أنهم أرادوا إما أن يكونوا نسخة مطابقة لآبائهم واما نسخة معاكسة تماماً. مما لا شك فيه ان للآباء تأثيراً على أبنائهم الذين يكبرون ،  وهذا التأثير يبدأ منذ لحظة الولادة.

الأبوة في السنوات الاولى

تخيلوا ثنائياً وقد رُزق لتوه بابن ! شعر كيرت بالإثارة عندما اعلمته زوجته نانسي انها حامل بابنها الاول. وتعاظمت اثارته عندما اظهرت الفحوص ان الطفل صبي. يحتفظ كيرت بذكريات رائعة عن رحلات التخييم والصيد التي كان يقوم بها مع والده وراح يتطلع الى منح ابنه طفولة مليئة بالسعادة والحب. شارك في دروس الولادة بحماس واستمع الى كتب التربية المسجلة على اشرطة في كل صباح فيما هو يتوجه بسيارته الى عمله ووقف الى جانب نانسي حين انجبت أليكس.

لكن عندما أصبح في المنزل ، أخذ كيرت يشعر بالتردد حيال كيفية التصرف. بدا أليكس صغيرا جداً. اهتمت به نانسي وبدا أنها تعرف كيف عليها ان تتعامل مع بكائه وصراخه وحاجاته الجسدية المختلفة. كان كيرت يحب أن يراقب زوجته وهي تحمل أليكس وتعتني به وكانت نانسي تضحك وتقول ان عليها بناء غرفة اضافية لتخزين الصور التي يلتقطها كيرت. لكن عندما اصبح على كيرت ان يحمل الصبي ويطعمه او يهتم بحمامه ، شعر بعدم الامان وبالخوف. بدا وكأن الطفل من خصوصية أمه ؛ وفجأة ، أحس بأن رحلات التخييم تلك بعيدة جداً.

التحديات التي تواجه الآباء

احيانا يجد الاباء طفولة ابناءهم مليئة بالتحديات ، هم يحبون الطفل ويستمتعون بالأصوات التي يصدرها وبحركاته الجديدة لكن رعايته يمكن أن تبدو لهم غامضة ومخيفة. وتمنع الام ، التي تكرس وقتها لطفلها ، الأب عن غير عمد من لعب دور أكثر فاعلية عبر الإصرار على أن يتم حمل الطفل واطعامه وهدهدته بطريقة محددة (طريقتها هي) . وغالبا ما يختفي الآباء ويغرقون في العمل لتأمين حاجات الأسرة الجديدة. وهم لا يعودون احيانا للظهور الا بعد سنوات ، إذا ما ظهروا .

تغيّر دور الأب في تربية الأولاد تغيراً جذرياً خلال القرن او القرنين الماضيين . في الاجيال السابقة ، كان يتوقع من الابناء ان يسيروا على خطى آباءهم ، فيمتهنون مهنهم ويتعلمون مقاربتهم للحياة. لكن ، خلال القرن التاسع عشر ، بدأ الآباء يخرجون للعمل وتغيرت معايير نجاح الرجل ببطء. وبدلاً من ان يقاس نجاح الرجل بمدى ترابط الاسرة وقوة العمل العائلي ، راح يقاس بدخله وقيمة منزله وحجم سيارته. واصبحت التربية ((عمل المرأة)) فالآباء منشغلون بكسب رزقهم. ومنذ ذلك الحين ، نشأت أجيال من الصبيان الذين يتوقون الى التقرب من أب بالكاد يعرفونه ، شخص يعود الى المنزل فقط لتناول العشاء والقاء نظرة على الواجبات المدرسية والاصغاء الى الشكاوي بشأن اي سوء تصرف ومشاهدة التلفزيون لبعض الوقت .

• وقائع 

وجد الدكتور روس باركي ، من جامعة كاليفورنيا في ريفر سايد ان الاباء يجيدون قراءة اشارات الطفل الانفعالية بقدر الامهات لكن ردود افعالهم تأتي مختلفة. يمكن للعب الأب الحيوي وتحفيزه أن يساعدا الطفل على تعلّم ان يدرك حالته الداخلية وان يحتمل مجموعة متنوعة من الاشخاص والنشاطات .

تشير الابحاث ومن دون أدنى شك الى أن الاباء جزء لا يتجزأ من نمو أبنائهم العاطفي والجسدي والادراكي السليم اعتبارا من لحظات حياتهم الاولى . يواجه الصبيان الذين يحبهم اباؤهم ، ويظهرون لهم هذا الحب بطريقة مستمرة وحنون ، مشاكل اقل في مراحل لاحقة من حياتهم لا سيما من رفاقهم وعلى المستوى الاكاديمي وانتهاك القانون. راقبت احدى الدراسات مجموعة من الفتيان على مدى ست وعشرين سنة ، مستكشفة دور الاباء والامهات في تنمية الصحة العاطفية والتعاطف. وفي حين ان دور الام مهم ، بقي التأثير الاكبر في صحة الطفل النفسية لمدى مشاركة الاب في رعاية الطفل. في الواقع ، يبدو أن فوائد وجود أب يلعب دوراً فاعلا وناشطا في التربية خلال الطفولة وسنوات الحياة الاولى تدوم الى مرحلة المراهقة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.