أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2023
1373
التاريخ: 4-12-2015
2878
التاريخ: 17-09-2014
2849
التاريخ: 2023-03-26
1201
|
النجاشيّ
هو النجاشيّ أصحمة ، وقيل : صحمة ، وقيل : صمحة بن أبحر ، والنجاشيّ لقب لملوك الحبشة ، أو تعني الملك بلغة الأحباش ، وأصحمة معناها : عطيّة .
من أعاظم ملوك الحبشة ، عرف بالتواضع والخشوع لله تعالى ، وكان متديّنا ، عادلا ، نصرانيّ الديانة .
لمّا اشتدّ الضغط والتعسّف من قبل قريش والمشركين على المسلمين إبّان الدعوة الإسلامية أمر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله المسلمين بالهجرة إلى الحبشة ؛ ليخلصوا من كيد الكفّار ، وأرسل إليه كتابا حمله إليه جعفر بن أبي طالب عليه السّلام يدعوه إلى الإسلام ، فلمّا تسلّم الكتاب من جعفر عليه السّلام وضعه على عينه ، ونزل من سريره ، وجلس على الأرض تواضعا ، ثمّ أسلم على يد جعفر عليه السّلام ، وشهد الشهادتين ، وكتب رسالة إلى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وأعطاها إلى جعفر ، تتضمّن تصديقه بالنبيّ صلّى اللّه عليه وآله وإسلامه على يد جعفر عليه السّلام ، وإليك نصّ رسالة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله إليه : « بسم اللّه الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمّد النبيّ إلى النجاشيّ الأصحم عظيم الحبشة ، سلام على من اتّبع الهدى وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له ، لم يتّخذ صاحبة ولا ولدا ، وأنّ محمّدا صلّى اللّه عليه وآله عبده ورسوله ، وأدعوك بدعاية اللّه ، فإنّي رسوله ، فأسلم تسلم { يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} فإن أبيت فعليك إثم النصارى قومك » .
وجاء نصّ رسالة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله إليه على الوجه التالي :
« بسم اللّه الرحمن الرحيم ، من محمّد رسول اللّه إلى النجاشيّ ملك الحبشة ، إنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلّا هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن ، وأشهد أنّ عيسى بن مريم روح اللّه ، وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيّبة فحملت بعيسى ، وإنّي أدعوك إلى اللّه وحده لا شريك له ، وأن تتّبعني وتؤمن بالذي جاءني ، فإنّي رسول اللّه ، وقد بعثت إليك ابن عمّي جعفرا ومعه نفر من المسلمين ، والسّلام على من اتّبع الهدى » .
وبعد أن قرأ رسالة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله أجاب عليها بالجواب التالي :
« بسم اللّه الرحمن الرحيم ، إلى محمّد رسول اللّه من النجاشيّ ، سلام عليك يا نبيّ اللّه ورحمة اللّه وبركاته ، الذي لا إله إلّا هو الذي هداني إلى الإسلام ، أمّا بعد ، فقد بلغني كتابك يا رسول اللّه فيما ذكرت من أمر عيسى ، فو ربّ السماء والأرض إنّ عيسى ما زاد على ما ذكرت ، وإنّه كما قلت ، وقد عرفنا ما بعثته إلينا ، وقدم ابن عمّك وأصحابه ، وأشهد أنّك رسول اللّه ، وقد بايعتك وبايعت ابن عمّك ، وأسلمت على يديه لله ربّ العالمين ، وقد بعثت إليك بابني ، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول اللّه ، فإنّي أشهد أنّ ما تقول حقّ ، والسّلام عليك ورحمة اللّه وبركاته » .
ولمّا استقرّ المسلمون بالحبشة ، وآمنوا من كيد قريش والمشركين ، وشملتهم رعاية النجاشيّ وإحسانه ، أرسلت قريش كلّا من عمرو بن العاص وعبد اللّه بن أبي أميّة إلى النجاشيّ ، وحمّلاهما هدايا إليه وإلى أعيان دولته ، فلمّا دخلا على النجاشي وقدّما الهدايا قالا : إنّ جماعة من سفهاء قومنا فارقوا دين آبائهم وقومهم ، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم ، وطلبوا من النجاشيّ تسليمهم إليهما ، فلما سمع النجاشيّ مقالتهم غضب وقال : لا واللّه لا أسلّم قوما جاوروني ونزلوا بلادي ، واختاروني على من سواي ، انطلقا واللّه لا أسلّمهم إليكما أبدا .
عن طريقه تزوّج النبيّ صلّى اللّه عليه وآله من أمّ حبيبة بنت أبي سفيان عندما كانت في الحبشة ، وذلك سنة 6 هـ ، وقيل : سنة 7 هـ .
توفّي في الحبشة في شهر رجب سنة 9 هـ ، فأخبر جبريل عليه السّلام النبيّ صلّى اللّه عليه وآله بوفاته ، فبكى النبيّ صلّى اللّه عليه وآله بكاء شديدا ، وحزن عليه ، وقال لأصحابه : « قد مات اليوم عبد صالح يقال له :
أصحمة ، فقوموا وصلّوا عليه » أو قال صلّى اللّه عليه وآله : « قوموا فصلّوا على أخيكم النجاشيّ » .
القرآن العزيز والنجاشيّ
نزلت فيه الآية 68 من سورة آل عمران : { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا . . . }.
لمّا أمر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله أصحابه بالصلاة على النجاشيّ قال بعضهم : تأمرنا أن نصلّي على علج من الحبشة ، فنزلت الآية 199 من نفس السورة : { وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ . . . }.
ونزلت فيه الآية 66 من سورة المائدة : { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ . . . }.
ونزلت فيه وفي أصحابه الآية 82 من سورة المائدة : {ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً . . . }. « 1 »
_______________________
( 1 ) . أسباب النزول ، للحجتي ، ص 186 ؛ أسباب النزول ، للسيوطي - حاشية تفسير الجلالين - ص 102 و 213 و 393 و 394 ؛ أسباب النزول ، للقاضي ، ص 61 و 96 ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص 43 و 91 ؛ أسد الغابة ، ج 1 ، ص 99 ؛ الإصابة ، ج 1 ، ص 109 ؛ الأغاني ، ج 8 ، ص 52 ؛ أنساب الأشراف ، ج 1 ، ص 200 و 438 ؛ البدء والتاريخ ، ج 4 ، ص 151 و 152 ؛ البداية والنهاية ، راجع فهرسته ؛ بلوغ الإرب ، ج 1 ، ص 325 ؛ البيان والتبيين ، ج 1 ، ص 384 ؛ تاج العروس ، ج 4 ، ص 354 ؛ تاريخ الاسلام ( السيرة النبوية ) ص 220 و 221 ؛ و ( المغازي ) ص 624 و 625 ؛ تاريخ حبيب السير ، ج 1 ، راجع فهرسته ؛ تاريخ ابن خلدون ، ج 2 ، ص 413 و 450 و 451 و 455 و 456 و 471 وج 6 ، ص 265 ؛ تاريخ خليفة بن خياط ، ص 57 و 62 ؛ تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 73 وبعدها ، تاريخ أبي الفداء ، ج 2 ، ص 17 ؛ تاريخ گزيده ، ص 149 و 154 و 161 ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج 2 ، ص 30 ؛ تبصير المنتبه ، ج 4 ، ص 1411 ؛ التبيان في تفسير القرآن ، ج 3 ، ص 93 ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج 1 ، ص 24 ؛ تفسير البحر المحيط ، ج 3 ، ص 148 ؛ تفسير البيضاوي ، ج 1 ، ص 197 ؛ تفسير الجلالين ، ص 76 ؛ تفسير أبي السعود ، ج 2 ، ص 136 ؛ تفسير الطبري ، ج 4 ، ص 146 ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج 1 ، ص 712 ؛ تفسير الفخر الرازي ، ج 9 ، ص 154 ؛ تفسير القمي ، ج 1 ، ص 129 ؛ تفسير ابن كثير ، ج 1 ، ص 444 ؛ تفسير الماوردي ، ج 1 ، ص 444 ؛ تفسير المراغي ، المجلد الثاني ، الجزء الرابع ، ص 171 ؛ تفسير الميزان ، ج 4 ، ص 91 ؛ تنقيح المقال ، ج 1 ، ص 150 ؛ تهذيب سير أعلام النبلاء ، ج 1 ، ص 42 - 44 ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج 4 ، ص 322 وج 20 ، ص 192 - 194 وراجع فهرسته ؛ جمهرة النسب ، ص 88 ؛ جوامع الجامع ، ص 78 ؛ حياة القلوب ، ج 2 ، الباب الخامس والعشرون ؛ الخصال ، ص 360 ؛ الدر المنثور ، ج 2 ، ص 113 ؛ ربيع الأبرار ، راجع فهرسته ؛ الروض الأنف ، ج 3 ، ص 222 و 243 و 246 و 248 - 263 ؛ الروض المعطار ، ص 244 و 467 و 468 و 499 ؛ سفينة البحار ، ج 2 ، ص 571 و 572 ؛ سير أعلام النبلاء ، ج 1 ، ص 428 - 443 ؛ السيرة الحلبية ، ج 1 ، ص 338 وبعدها ؛ السيرة النبوية ، لابن إسحاق ، ص 169 و 214 و 219 و 228 و 259 ؛ السيرة النبوية ، لابن كثير ، ج 2 ، ص 14 - 31 ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج 1 ، ص 356 - 365 وج 2 ، ص 33 وج 4 ، ص 3 و ، راجع فهرسته ؛ شذرات الذهب ، ج 1 ، ص 13 صبح الأعشى ، ج 5 ، ص 322 و 483 وج 6 ، ص 466 ؛ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، ج 8 ، ص 97 - 99 ؛ العبر ، ج 1 ، ص 9 ؛ العقد الفريد ، ج 2 ، ص 73 ؛ عيون الأثر ، ج 1 ، ص 118 - 120 ؛ فرهنگ نفيسى ، ج 5 ، ص 3675 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 289 ؛ قصص القرآن ، للقطيفي ، ص 51 و 52 ؛ الكامل في التاريخ ، ج 2 ، ص 79 - 82 و 210 و 213 و 292 ؛ الكشاف ، ج 1 ، ص 459 و 669 ؛ كشف الأسرار ، ج 3 ، ص 207 وراجع فهرسته ؛ كنز العمال ، ج 14 ، ص 33 ؛ لسان العرب ، ج 6 ، ص 352 وراجع فهرسته ؛ لغتنامه دهخدا ، ج 47 ، ص 352 ؛ مجمع البيان ، ج 2 ، ص 916 ؛ مجمل التواريخ والقصص ، ص 249 و 253 و 255 ؛ المحبر ، ص 76 و 89 ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج 9 ، ص 534 و 535 ؛ المغازي ، راجع فهرسته ؛ المنتظم ، ج 2 ، ص 381 وراجع فهرسته ؛ منتهى الإرب ، ج 4 ، ص 1229 ؛ مواهب الجليل ، ص 96 ؛ نسب قريش ، ص 81 و 322 ؛ وراجع فهرسته ؛ نمونه بينات ، ص 122 و 176 و 299 و 303 ؛ الوفاء بأحوال المصطفى صلّى اللّه عليه وآله ، ج 1 ، ص 194 - 196 وج 2 ، ص 734 - 736 ؛ وقايع السنين والأعوام ، ص 62 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|