المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24

Chronic Inflammation
25-2-2016
كيف تنجح في تأسيس قطيع انتاج اللبن؟
11-1-2017
الدولة الاشورية
26-10-2016
نـظرية طريـق الوصـول إلى الهـدف Path-Goal Theory
30-10-2021
المطلق والمقيد
8-8-2016
اشراف الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) على فعاليات القاضي
5-4-2019


الأمراض النفسية عند المراهق  
  
1144   09:01 صباحاً   التاريخ: 2023-03-04
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص195ــ201
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2021 2775
التاريخ: 2023-04-05 1116
التاريخ: 24-1-2021 2892
التاريخ: 2-7-2022 1573

الاختلالات النفسية عند الشباب لابد من السعي لعلاجها بسرعة فبدون العلاج ستقود إلى امراض أكثر تعقيداً، فنحن نلاحظ انهم يصابون بأعراض كثيرة مثل الاحباط والكآبة، والتي تحصل لأن المشاكل والالام التي تواجه الشباب كثيرة بينما تكون قدرتهم على التحمل قليلة وهي أيضاً بناءً على رؤيتهم الخاصة للأمور التي تصور لهم أن المجتمع ظالم جداً، فيسعون إلى تغييره وعندما يفشلون فانهم يلجؤون إلى لوم انفسهم ويتعذبون ثم يصلون الى الاختلالات في النهاية.

١- الإحباط: وهو نوع من الاختلالات النفسية يخلق الحزن لدى الانسان وكأنه تحمل مصيبة كبيرة فأحيانا يبكي، ولا يميل لتناول الطعام ويسيطر عليه اليأس والتشاؤم. ويشعر بالتفاهة ويعد نفسه من المذنبين. ويبطي في اداء أعماله. ويلاحظ على افراد من هذا النوع عدم القابلية على العمل والاضطراب واحياناً لرغبة بالانتحار. وتضعف الرغبة في الدرس. ويصابون بالأرق. وفقدان الشهية واذا لم يتم تخفيف هذه الحالة او علاجها فإنها تجر الى عوارض اخرى أكثر سوء.

ـ السبب الاساس في ذلك:

السبب الاساسي للإحباط فقدان شيء عزيز أو شخص يحبه الانسان بإفراط مثل الاب أو الام أو الصديق أو سلعة جداً عزيزة. او الخروج من محيط منعم بسبب فقدانه والانتقال الى محيط اخر أو السعي وراء هدف معين ثم العجز عن الحصول عليه.

وفي بعض الحالات ينشأ الاحباط إثر عوامل جسمية. كما في قلة افراز بعض الغدد مثل غدة «تيروئيد» وفي هذه الحالة لابد من مراجعة طبيب اخصائي.

- الحالات والعلامات:

اشرنا إلى بعض الحالات وسنشير إلى الحالات الأخرى هنا: الافراد المحبطين لا يهتمون بأغلب ما يدور حولهم كما انهم لا يستطيعون الاستقرار في غرفة واحدة. او مكان واحد كما يعجزون عن التركيز في مطالعة كتاب. ويكثرون من الشكوى من التعب حتى بعد الاستراحة الطويلة والنوم الكثير.

انهم يشعرون بقلة الاهمية والعجز بالنسبة للمسائل الاجتماعية. تسيطر عليهم العصبية ويقدمون على أعمال لتحرير انفسهم من هذه المشاعر واحيانا يلجؤون الى الاعمال الشاذة لنفس السبب.

وإذا أصيب المراهق في سن (١٥) سنة بالإحباط فإنه ربما ناصب والديه الخصومة ويصاب المحبطون بضعف الذاكرة واحيانا يقرأون الدرس لمرات عديدة لكي يتاح لهم حفظه:

٢- الجنون: وهو من الأمراض المهمة في هذه الفترة وهو على درجات متفاوتة. ففي حالات الاصابة بالشيزوفرينيا (الانفصام في الشخصية) وهو نوع من الجنون يصيب الشباب ابتداءً بين السنين (20ــ٣٠) أو يلاحظ الضعف العقلي عليهم ويكونون مبهوتين ومتحريين لانهم يفقدون أي هدف في الحياة ويصيرون لا اباليين ومتحررين وكأنهم منفصلين عن العالم المحيط بهم ويمكن أن يقدمون على افعال غير متوازنة.

والجنون في هذه الفئة ذا صور عديدة نذكر منها:

١- الأمراض البارانوئية:

فالمبتلى بهذه الأمراض يعاني من التوهم ويرى في نفسه الاهمية كأن يتصور انه ملك واحياناً يتخيل انه قد يهاجمه الاخرون أو انهم سرقوا منه بعض الاشياء أو انه ضحية مؤامرة وفي الحالات الخفية من هذا المرض فان المريض يسعى للإبتعاد عن الناس. وينكر الواقعيات وينسب افعاله إلى الاخرين.

واحياناً يكون المريض وكأنه يستعد للهجوم اذ لا يكترث بأي شيء ويصاب باليأس ولا يلتفت إلى وجود الاخرين وغير مبالي بالقوانين الاجتماعية والاعراف السائدة.

غالباً ما يكون عصبي المزاج ومتقلص الشفاء وهو جامد النظرات ويعاني من انقباض نفسي وكما أن عضلات وجهه ساكنة واحياناً يتحدث عن نفسه بلغة انا انا ويجابه من لا يرضونه. ينكر الواقعيات ويميل إلى الجنس المشابه.

٢- الأمراض كاناتوني:

هو نوع اخر من جنون الشباب ويتخذ فيه حالة كأنه فيها عدو للمجتمع فهو ينفر من التجمعات ويسعى الاختلاء بعيداً عن الناس ويخلد إلى السكون، فهو لا يبالي فيما يخص أمور وقضايا الاخرين وحتى أمور نفسه ولا يذهب للحصول على الطعام ولا يبالي بالمعاناة من الجوع ولا يهتم بنظافته ومظهره كما انه قد يهاجم الاخرين ويرتكب القتل.

انه بوضوح يبدوا عليه الانهدام وقد يقدم على أعمال لا تصدر عن الأسوياء واحياناً يقوم بأعمال لا يرضى عنها حتى هو وتجعلنا نظن أن احداً ما يقوده لارتكاب هذه الاعمال ولكن في كل سلوكياته يعد افضل حالاً من المرضى الاخرين وهو اقرب إلى الشفاء منهم.

٣- المرض «هيرفرنيك»

وهو نوع من الامراض الجنونية التي يصاب بها الشباب ويقوم المرضى بأعمال حمقاء. فمثلاً يضحكون بلا سبب ويبكون بلا مبرر ويغضبون لأبسط سبب ويفتقر الى وحدة الشخصية.

القدرة العقلية عند هؤلاء ضعيفة اذ لا يبالون بالآخرين فمثلا لا يبالي المصاب حتى بخلع ملابسه فهو لا يكترث للقيود الاجتماعية.

وقد يرتكب افعال مضحكة وكانه يعيش في عالم الاوهام والخيال ويكرر كلمات بصورة دورية وقد لا يعتنى حتى بموت احبابه.

٤- الهستيريا:       

وهي من الأمراض التي تصيب الشباب وغالباً ما تبتلى بها الفتيات وهناك اعراض كثيرة منها:

يبدين المصابات رغبة شديد بالتظاهر وعرض النفس وكأنهن على خشبة المسرح ويردن براز حالات مختلفة عن وضعهن وكما لوكن يقلدن شخصية بعينها ليحققن بعضاً من امانيهن.

ومن اعراضه النسيان والغضب وضرب الارض بالقدم وبروز انفعالات وحزن وتحتاج في هذه الحالة إلى العلاج لان حياتهن تكتئب اذ لا يبدين رغبة بالعلاقات مع الاخرين.

٥- ميتوماني:

هذا المرض غالباً ما يصيب البنات اذ يكثرن من الكذب وينشغلن بصنع الاكاذيب ويحاولن تضخيم بعض القضايا للحصول على اعجاب الاخرين.

وقد تشاهد عندهن سرقات بدون حاجة فعلية للمال، وفي أغلب الحالات تقدم على ذلك لأجل الفات نظر الاخرين.

وفي كل لأحوال نلاحظ عليهن الافراط في الحاجة الى الحب والرغبة في الفات نظر الاخرين ولهذا السبب فإنهن يفلحن في بعض الاحيان في الحصول على الاعجاب وربما الشهرة.

٦- مرض ماتيك:

من اعراضه الهيجان الدائم والحركة المستمرة. يصرخ المصاب بلا سبب ويقسم بدون مبرر وينشغل دائما بالكلام ويضحك بصوت مرتفع.

وينتقل أيضاً من فكرة إلى اخرى ويشعر بحرية ويبرز رغباته الجنسية بلا حياء.

ويظهر هذا المرض لدى الشباب ولكن بنسبة مئوية صغيره جدا. وأن الكبار من سن 40 الى 50 يبتلون به بنسبة اعلى.

٧- مرض المنخوليا:

وهو نوع من الاحباط ويبدأ في سن 15 تقريباً ومن اعراضه الشعور بالحزن بلا سبب والتعب الانتظار الممزوج مع الاضطراب والعذاب.

واحياناً يشعر المريض بأن عمره ذهب هدراً وأن موته صار قريباً ويأسف للماضي ويتألم لماذا لم يفعل كذا وكذا أو انه خسر المنصب الفلاني ويبدي قلق ازاء المستقبل ويرى نفسه ميتاً فيكل الظروف. وللتعويض عن كل الخسائر فإنه يصبح شاعراً واحيانا كاتباً.

ولا يظهر هذا المرض قبل فترة الشباب أو في الكبر بل يشيع فقط بين الشباب وطبعاً انه اختلال سريع الزوال وقابل للعلاج.

• في جوانب العلاج:

لابد في البداية من الاطلاع على علل الاصابة والتي اساسها اما جسمية بدنية ناشئة عن اختلالات الغدد، أو علل واسباب نفسية كالاختلالات الآنية من قبيل عدم تكامل الشخصية وجود امراض نفسية أو علل اجتماعية من قبيل السينما والتلفزيون والراديو والمواد المخدرة والمورفين والمسكرات وعدم الانسجام مع العائلة أو المجتمع.

حل المشكلات بعد معرفة اسبابها ليست صعبا جدا ولكن المشكل الرئيسي هو صعوبة معرفة الاسباب ويعتمد على الحدس كما في الاطلاع على عدم التوازن في الافرازات وما يتنج عن ذلك من امراض. ثم الشروع بالعلاجات النفسية وتناول المهدئات والغذاء المناسب. والنوم والراحة الكافيين. والترويج عن النفس والتسلية.

وما يجب مراعاة القواعد الصحية والنفسية والامور التي يكلف بها هؤلاء... ويجب ان لا تكون صعبة أو معقدة. كما يجب ابعادهم عن قراءة الكتب غير المناسبة ومنع الانحرافات والأخطاء ومحاربة عوامل اليأس والملامة ومحاولة تطوير رغباتهم إلى جوانب معقولة وممكنة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.