المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

اللغة والدين في ساحل العاج
20-5-2018
اقسام الصوم الواجب
2023-09-30
Niven,s Theorem
17-10-2020
منع حدوث التهاب الكبد
2024-07-01
علم الملل والنحل - تعريفه، موضوعه، مسائله، غايته
24-05-2015
أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن
5-9-2020


لا تفزع  
  
2775   12:27 صباحاً   التاريخ: 12-10-2021
المؤلف : ريتشارد تمبلر
الكتاب أو المصدر : قواعد التربية
الجزء والصفحة : ص202-203
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

المراهقون. لقد تعاملت معهم. ويا لها من مرحلة مفزعة! فعلى حين غرة يتحول ذلك الطفل الصغير اللطيف الى شخص لا تكاد تعرفه ، متجهم ، صعب المراس في افضل الأحوال ، او وحش قادم من الجحيم على أسوأ حال.

لذا ، فالقاعدة الاولى هي : لا تفزع! فهذا هو الحال الطبيعي. وانت لست الوالد الوحيد الذي يمر بهذا الامر – فاغلبنا يمر به. في القليل من الحالات تمر تلك المرحلة دون متاعب ، لكن اذا كان لديك اكثر من طفل ، فمن العسير ان تتمكن من اجتياز تلك المرحلة معهم جميعا بدون متاعب ، وربما يكون هذا أمراً غير صحي كذلك.

هل تذكر المراحل العسيرة الاولى في تنشئة الطفل؟ حسنا لقد عادت – وهذه المرة بصورة اكبر واكثر اثارة للذعر. لقد كانت المشكلة مع طفلك وهو صغير هي انه بدأ يدرك انه ليس جزءا منك ، وانه صار يختبر ما حوله من قيود وحدود ، محاولا التعرف على ما يمكنه وما لا يمكنه فعله ؛ حيث انه صار ذا عقل مستقل الان. المراهقون ما هم الا صورة مكبرة من هذا. فطفلك مقدم على مرحلة سيكون له فيها اسلوب حياة مميز خاص به ، ولابد ان يشكله بنفسه ، وهذه هي المرحلة التي يتحرر فيها طفلك ، وعادة ما يختلف طفلك المراهق معك بشان القدر الذي يبتعد به عنك.

اضف الى هذا تدفق الهرمونات والتقلبات والاضطرابات التي يؤثر بعضها على الوظائف العقلية ومهارات التواصل لديهم (تفقد الابحاث المنشورة على الانترنت اذا لم تكن تصدقني) ، لا عجب اذن من أن هذا سيسبب لك بعض الضيق.

لقد عادت المراحل العسيرة الاولى – وهذه المرة بصورة اكبر واكثر اثارة للذعر.

انني أعرف اطفالا تمكنوا من اجتياز مرحلة المراهقة بكل متاعبها وهم في سن السادسة عشرة او السابعة عشرة ، واخرين لم يجتازوها الا وهم في اوائل العشرينات من عمرهم ، الا ان جميعهم يجتاز تلك المرحلة بصورة او بأخرى. وبصفة عامة ، ستجد ان الاطفال الذين كانوا يستمتعون بطفولتهم وهم صغار ، ربما لكونهم اطفال العائلة المدللين او لانهم اصغر اخوتهم ستجدهم يتأخرون في اجتياز تلك المرحلة عن اقرانهم الذين كانوا يتوقعون لان يكبروا منذ كانوا في الثاني من عمرهم. الا انه في النهاية سيجتاز الجميع تلك المرحلة وتكون لهم شخصياتهم المستقلة عنك... 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.