أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2016
3389
التاريخ: 21-8-2016
5100
التاريخ: 21-8-2016
2936
التاريخ: 18-8-2016
3165
|
العلم خير وسيلة لتجلية حقيقة التصور الاسلامي ، والمنهج الإلهي في الحياة الانسانية . وهو الوسيلة المثلى لتوجيه الجماعة الصالحة للارتفاع بها إلى مستوى الأمانة العظيمة التي ناطها اللّه بها . ولذا كان أهل البيت ( عليهم السّلام ) يتشدّدون مع الجماعة الصالحة في أمر تلقي العلوم المرتبطة بالعقيدة والشريعة من مصادرها الأصيلة وهي القرآن والسنة الشريفة .
وفي منهج الإمام الباقر ( عليه السّلام ) التثقيفي والتعليمي المعد للجماعة الصالحة نلاحظ التأكيد على الأمور التالية :
1 - الحث على طلب العلم
حثّ الإمام ( عليه السّلام ) على طلب العلم ، وخصوصا علم الفقه فقال : « الكمال كل الكمال : التفقه في الدين ، والصبر على النائبة وتقدير المعيشة »[1].
وحثّ ( عليه السّلام ) على السؤال باعتباره مفتاح العلم ، وروى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قوله : « العلم خزائن ومفتاحها السؤال ، فاسئلوا يرحمكم اللّه ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السائل ، والمعلم ، والمستمع ، والمجيب لهم »[2].
2 - موقع العلماء المتميّز وفضلهم
بيّن الإمام الباقر ( عليه السّلام ) فضل العالم وقدّمه على العابد ، لأن العلم الحقيقي يجعل الانسان على وعي كامل بالحقائق والتصورات وبالاحداث والمواقف ، فلا يختلط عليه أمر بأمر ولا موقف بموقف فيكون قادرا على التمييز والتشخيص ، وإصابة الواقع في جميع مجالاته ، قال ( عليه السّلام ) : « عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد »[3].
وقال ( عليه السّلام ) : « واللّه لموت عالم أحبّ إلى إبليس من موت سبعين عابدا »[4].
وبيّن ( عليه السّلام ) خصائص العالم فقال : « إنّ الفقيه حق الفقيه : الزاهد في الدنيا ، الراغب في الآخرة ، المتمسك بسنة النبي »[5].
3 - الاخلاص في طلب العلم
حث ( عليه السّلام ) على إخلاص النية في طلب العلم ، بأن يكون الهدف النهائي من طلبه للعلم هو الوصول إلى الحقّ ، وتقريره في عقول الناس وقلوبهم تقربا إلى اللّه تعالى ، وتجسيدا لمنهجه في الحياة .
قال ( عليه السّلام ) : « من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس اليه ، فليتبوء مقعده من النار ، إنّ الرئاسة لا تصلح إلّا لأهلها »[6].
4 - ضرورة نشر العلم وتثقيف الناس
حث الإمام ( عليه السّلام ) على نشر العلم وتعليمه للناس ، وإشاعته في الأوساط المختلفة ، نهي عن كتمانه ، بقوله ( عليه السّلام ) : « من علّم باب هدى فله أجر من عمل به ، ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئا . . . »[7].
وقال ( عليه السّلام ) : « رحم اللّه عبدا أحيا العلم . . . يذاكر به أهل الدين وأهل الورع »[8].
وجعل على العلم زكاة فقال : « زكاة العلم أن تعلّمه عباد اللّه »[9].
كما جعل تذاكره ومدارسته صلاة ، فقال : « تذاكر العلم دراسة ، والدراسة صلاة حسنة »[10].
5 - مزالق وآفات المتعلّمين
ان الانسان مهما أوتي من علم فإنه يبقى بحاجة إلى المزيد ، ويبقى في كثير من الأحيان جاهلا ببعض الحقائق ، لذا حثّ الإمام ( عليه السّلام ) على الاحتياط في الإجابة لكي يأمن الانحراف ، ولا تؤدي إلى تغرير الآخرين ، قال ( عليه السّلام ) :
« الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة ، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه »[11].
وقال : « ما علمتم فقولوا ، وما لم تعلموا فقولوا : اللّه اعلم ، ان الرجل لينتزع الآية من القرآن يخرّ فيها أبعد ما بين السماء والأرض »[12].
وجعل هذا الاحتياط حقا للّه على العباد ، فقال : « حق اللّه على العباد : أن يقولوا ما يعلمون ، ويقفوا عندما لا يعلمون »[13].
6 - المرجعية العلمية
من الحقائق المشهورة عند المسلمين أنّ عليا ( عليه السّلام ) أعلم الصحابة بكتاب اللّه وسنة رسوله ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وهو باب علم الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وقد علّم أبناءه ما تعلّمه من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وكانوا يتوارثون العلم فيما بينهم ، من هنا كان أهل البيت ( عليهم السّلام ) أعلم الناس بالقرآن والسنّة ، ولهذا أكّد الإمام الباقر ( عليه السّلام ) على مرجعية أهل البيت ( عليهم السّلام ) العلمية ، وبيّن أن علمهم موروث منذ آدم إلى يومه هذا ، فقال : « ان العلم الذي نزل مع آدم ( عليه السّلام ) لم يرفع ، والعلم يتوارث ، وكان عليّ ( عليه السّلام ) عالم هذه الأمة ، وانه لم يهلك منّا عالم قط إلّا خلفه من أهله من علم مثل علمه ، أو ما شاء اللّه »[14].
وبيّن اختصاص أهل البيت ( عليهم السّلام ) بعلم القرآن ظاهره وباطنه فقال : « ما يستطيع أحد ان يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه ظاهره وباطنه غير الأوصياء »[15].
كما بيّن أنّ علمهم ( عليهم السّلام ) علم صائب ، فقال : « ليس عند أحد من الناس حقّ ولا صواب ولا أحد من الناس يقضي بقضاء حقّ إلّا ما خرج منّا أهل البيت »[16] .
وقد أثبت الواقع أهليّتهم ( عليهم السّلام ) للمرجعية العلمية العامّة للمسلمين جميعا ، فكانوا مقصد العلماء من جميع أمصار العالم الاسلامي .
وكان ( عليه السّلام ) يحث الجماعة الصالحة على الرجوع لأهل البيت الأطهار تجسيدا لهذه المرجعية وتحصينا لهم من الزيغ والانحراف[17].
وكان أيضا يرشد أصحابه إلى مراجعة العلماء الذين أخذوا العلم من أهل البيت ( عليهم السّلام ) واتقنوا فنونه وأسسه وقواعده[18].
7 - المؤسسات الثقافية
كان للإمام الباقر ( عليه السّلام ) دور كبير في توسيع المؤسسات الثقافية ، فقد أسس عدة مدارس في أهم الأمصار الإسلامية :
* مدرسة المدينة : وكان يشرف عليها مباشرة ، وينتقي منها الفقهاء ليواصلوا حمل العلم ونشره .
* مدرسة الكوفة : وكان يشرف عليها من تتلمذ على يديه ، وتخرّج من مدرسته ، وقد أثمرت هذه المدرسة في نشر علوم أهل البيت ( عليهم السّلام ) وارجاع الناس إليهم ، حتى اعترف الحاكم الأموي هشام بن عبد الملك بهذه الحقيقة ، فقد أشار إلى الإمام ( عليه السّلام ) قائلا : هذا المفتون به أهل العراق[19].
ولذا أمر الأمويون بمنع أهل العراق من الالتقاء بالإمام ( عليه السّلام )[20].
* مدرسة قم : وكان يشرف عليها بعض من تتلّمذ على يدي الإمام ( عليه السّلام ) وهي متفرعة من مدرسة الكوفة .
وتأثرت بمدرسة الكوفة وقم مدارس أخرى في الشرق الإسلامي ، كمدرسة الري وخراسان[21].
وهنالك مدارس جوّالة كان يؤسسها طلابه أينما حلّوا وهي محدودة بحدود عدد الأفراد المشرفين وبمقدار الاستجابة لهم من قبل الناس .
والمؤسسات الثقافية كان لها دور كبير في تخريج الفقهاء والمبلغين من مختلف الأمصار .
وكانت أساليب الإمام التثقيفية متنوعة ، بعضها ذو طابع فردي والآخر ذو طابع جماعي . كما كان التثقيف يتم عن طريق التدريس ، وأخرى عن طريق الرسائل والوصايا .
ولم يكن تثقيفه وتعليمه مقتصرا على الفقه والأصول أو العلوم الدينية بشكل خاص ، بل كان شاملا لجميع العلوم المعروفة آنذاك[22].
[1] الكافي : 1 / 32 .
[2] حلية الأولياء : 3 / 192 .
[3] المصدر السابق : 3 / 183 .
[4] تذكرة الخواص : 304 .
[5] الكافي : 1 / 70 .
[6] المصدر السابق : 1 / 47 .
[7] الكافي : 1 / 35 .
[8] المصدر السابق : 1 / 41 .
[9] المصدر السابق : 1 / 41 .
[10] المصدر السابق : 1 / 41 .
[11] المصدر السابق : 1 / 50 .
[12] المصدر السابق : 1 / 42 .
[13] الكافي : 1 / 43 .
[14] المصدر السابق : 1 / 222 .
[15] المصدر السابق : 1 / 228 .
[16] المصدر السابق : 1 / 399
[17] المحاسن : 213 .
[18] بحار الأنوار : 46 / 328 .
[19] مختصر تاريخ دمشق : 23 / 79
[20] المصدر السابق : 23 / 83 .
[21] دور أهل البيت ( عليهم السّلام ) في بناء الجماعة الصالحة : 1 / 133 .
[22] الإرشاد : 264 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|