المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النقل البحري
2024-11-06
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06

ادوات فرز العسل
2-6-2016
الإنسان والحشائش البرية
7-12-2015
الحسين بن المختار
5-9-2016
الامام علي (عليه السلام)
6-1-2019
وقليل من عبادي الشكور
10-10-2014
عدم إجزاء المهزولة في الهدي.
28-4-2016


المنهج التثقيفي عند الإمام الباقر ( عليه السّلام )  
  
1575   05:29 مساءً   التاريخ: 17/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص154-159
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2016 3389
التاريخ: 21-8-2016 5100
التاريخ: 21-8-2016 2936
التاريخ: 18-8-2016 3165

العلم خير وسيلة لتجلية حقيقة التصور الاسلامي ، والمنهج الإلهي في الحياة الانسانية . وهو الوسيلة المثلى لتوجيه الجماعة الصالحة للارتفاع بها إلى مستوى الأمانة العظيمة التي ناطها اللّه بها . ولذا كان أهل البيت ( عليهم السّلام ) يتشدّدون مع الجماعة الصالحة في أمر تلقي العلوم المرتبطة بالعقيدة والشريعة من مصادرها الأصيلة وهي القرآن والسنة الشريفة .

وفي منهج الإمام الباقر ( عليه السّلام ) التثقيفي والتعليمي المعد للجماعة الصالحة نلاحظ التأكيد على الأمور التالية :

1 - الحث على طلب العلم

حثّ الإمام ( عليه السّلام ) على طلب العلم ، وخصوصا علم الفقه فقال : « الكمال كل الكمال : التفقه في الدين ، والصبر على النائبة وتقدير المعيشة »[1].

وحثّ ( عليه السّلام ) على السؤال باعتباره مفتاح العلم ، وروى عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) قوله : « العلم خزائن ومفتاحها السؤال ، فاسئلوا يرحمكم اللّه ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السائل ، والمعلم ، والمستمع ، والمجيب لهم »[2].

2 - موقع العلماء المتميّز وفضلهم

بيّن الإمام الباقر ( عليه السّلام ) فضل العالم وقدّمه على العابد ، لأن العلم الحقيقي يجعل الانسان على وعي كامل بالحقائق والتصورات وبالاحداث والمواقف ، فلا يختلط عليه أمر بأمر ولا موقف بموقف فيكون قادرا على التمييز والتشخيص ، وإصابة الواقع في جميع مجالاته ، قال ( عليه السّلام ) : « عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد »[3].

وقال ( عليه السّلام ) : « واللّه لموت عالم أحبّ إلى إبليس من موت سبعين عابدا »[4].

وبيّن ( عليه السّلام ) خصائص العالم فقال : « إنّ الفقيه حق الفقيه : الزاهد في الدنيا ، الراغب في الآخرة ، المتمسك بسنة النبي »[5].

3 - الاخلاص في طلب العلم

حث ( عليه السّلام ) على إخلاص النية في طلب العلم ، بأن يكون الهدف النهائي من طلبه للعلم هو الوصول إلى الحقّ ، وتقريره في عقول الناس وقلوبهم تقربا إلى اللّه تعالى ، وتجسيدا لمنهجه في الحياة .

قال ( عليه السّلام ) : « من طلب العلم ليباهي به العلماء ، أو يماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس اليه ، فليتبوء مقعده من النار ، إنّ الرئاسة لا تصلح إلّا لأهلها »[6].

4 - ضرورة نشر العلم وتثقيف الناس

حث الإمام ( عليه السّلام ) على نشر العلم وتعليمه للناس ، وإشاعته في الأوساط المختلفة ، نهي عن كتمانه ، بقوله ( عليه السّلام ) : « من علّم باب هدى فله أجر من عمل به ، ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئا . . . »[7].

وقال ( عليه السّلام ) : « رحم اللّه عبدا أحيا العلم . . . يذاكر به أهل الدين وأهل الورع »[8].

وجعل على العلم زكاة فقال : « زكاة العلم أن تعلّمه عباد اللّه »[9].

كما جعل تذاكره ومدارسته صلاة ، فقال : « تذاكر العلم دراسة ، والدراسة صلاة حسنة »[10].

5 - مزالق وآفات المتعلّمين

ان الانسان مهما أوتي من علم فإنه يبقى بحاجة إلى المزيد ، ويبقى في كثير من الأحيان جاهلا ببعض الحقائق ، لذا حثّ الإمام ( عليه السّلام ) على الاحتياط في الإجابة لكي يأمن الانحراف ، ولا تؤدي إلى تغرير الآخرين ، قال ( عليه السّلام ) :

« الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة ، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه »[11].

وقال : « ما علمتم فقولوا ، وما لم تعلموا فقولوا : اللّه اعلم ، ان الرجل لينتزع الآية من القرآن يخرّ فيها أبعد ما بين السماء والأرض »[12].

وجعل هذا الاحتياط حقا للّه على العباد ، فقال : « حق اللّه على العباد : أن يقولوا ما يعلمون ، ويقفوا عندما لا يعلمون »[13].

6 - المرجعية العلمية

من الحقائق المشهورة عند المسلمين أنّ عليا ( عليه السّلام ) أعلم الصحابة بكتاب اللّه وسنة رسوله ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وهو باب علم الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وقد علّم أبناءه ما تعلّمه من رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وكانوا يتوارثون العلم فيما بينهم ، من هنا كان أهل البيت ( عليهم السّلام ) أعلم الناس بالقرآن والسنّة ، ولهذا أكّد الإمام الباقر ( عليه السّلام ) على مرجعية أهل البيت ( عليهم السّلام ) العلمية ، وبيّن أن علمهم موروث منذ آدم إلى يومه هذا ، فقال : « ان العلم الذي نزل مع آدم ( عليه السّلام ) لم يرفع ، والعلم يتوارث ، وكان عليّ ( عليه السّلام ) عالم هذه الأمة ، وانه لم يهلك منّا عالم قط إلّا خلفه من أهله من علم مثل علمه ، أو ما شاء اللّه »[14].

وبيّن اختصاص أهل البيت ( عليهم السّلام ) بعلم القرآن ظاهره وباطنه فقال : « ما يستطيع أحد ان يدّعي أنّ عنده جميع القرآن كلّه ظاهره وباطنه غير الأوصياء »[15].

كما بيّن أنّ علمهم ( عليهم السّلام ) علم صائب ، فقال : « ليس عند أحد من الناس حقّ ولا صواب ولا أحد من الناس يقضي بقضاء حقّ إلّا ما خرج منّا أهل البيت »[16] .

وقد أثبت الواقع أهليّتهم ( عليهم السّلام ) للمرجعية العلمية العامّة للمسلمين جميعا ، فكانوا مقصد العلماء من جميع أمصار العالم الاسلامي .

وكان ( عليه السّلام ) يحث الجماعة الصالحة على الرجوع لأهل البيت الأطهار تجسيدا لهذه المرجعية وتحصينا لهم من الزيغ والانحراف[17].

وكان أيضا يرشد أصحابه إلى مراجعة العلماء الذين أخذوا العلم من أهل البيت ( عليهم السّلام ) واتقنوا فنونه وأسسه وقواعده[18].

7 - المؤسسات الثقافية

كان للإمام الباقر ( عليه السّلام ) دور كبير في توسيع المؤسسات الثقافية ، فقد أسس عدة مدارس في أهم الأمصار الإسلامية :

* مدرسة المدينة : وكان يشرف عليها مباشرة ، وينتقي منها الفقهاء ليواصلوا حمل العلم ونشره .

* مدرسة الكوفة : وكان يشرف عليها من تتلمذ على يديه ، وتخرّج من مدرسته ، وقد أثمرت هذه المدرسة في نشر علوم أهل البيت ( عليهم السّلام ) وارجاع الناس إليهم ، حتى اعترف الحاكم الأموي هشام بن عبد الملك بهذه الحقيقة ، فقد أشار إلى الإمام ( عليه السّلام ) قائلا : هذا المفتون به أهل العراق[19].

ولذا أمر الأمويون بمنع أهل العراق من الالتقاء بالإمام ( عليه السّلام )[20].

* مدرسة قم : وكان يشرف عليها بعض من تتلّمذ على يدي الإمام ( عليه السّلام ) وهي متفرعة من مدرسة الكوفة .

وتأثرت بمدرسة الكوفة وقم مدارس أخرى في الشرق الإسلامي ، كمدرسة الري وخراسان[21].

وهنالك مدارس جوّالة كان يؤسسها طلابه أينما حلّوا وهي محدودة بحدود عدد الأفراد المشرفين وبمقدار الاستجابة لهم من قبل الناس .

والمؤسسات الثقافية كان لها دور كبير في تخريج الفقهاء والمبلغين من مختلف الأمصار .

وكانت أساليب الإمام التثقيفية متنوعة ، بعضها ذو طابع فردي والآخر ذو طابع جماعي . كما كان التثقيف يتم عن طريق التدريس ، وأخرى عن طريق الرسائل والوصايا .

ولم يكن تثقيفه وتعليمه مقتصرا على الفقه والأصول أو العلوم الدينية بشكل خاص ، بل كان شاملا لجميع العلوم المعروفة آنذاك[22].

 

 

[1] الكافي : 1 / 32 .

[2] حلية الأولياء : 3 / 192 .

[3] المصدر السابق : 3 / 183 .

[4] تذكرة الخواص : 304 .

[5] الكافي : 1 / 70 .

[6] المصدر السابق : 1 / 47 .

[7] الكافي : 1 / 35 .

[8] المصدر السابق : 1 / 41 .

[9] المصدر السابق : 1 / 41 .

[10] المصدر السابق : 1 / 41 .

[11] المصدر السابق : 1 / 50 .

[12] المصدر السابق : 1 / 42 .

[13] الكافي : 1 / 43 .

[14] المصدر السابق : 1 / 222 .

[15] المصدر السابق : 1 / 228 .

[16] المصدر السابق : 1 / 399

[17] المحاسن : 213 .

[18] بحار الأنوار : 46 / 328 .

[19] مختصر تاريخ دمشق : 23 / 79

[20] المصدر السابق : 23 / 83 .

[21] دور أهل البيت ( عليهم السّلام ) في بناء الجماعة الصالحة : 1 / 133 .

[22] الإرشاد : 264 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.