أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/10/2022
1852
التاريخ: 18-7-2021
2242
التاريخ: 22-7-2016
1707
التاريخ: 3-3-2022
1867
|
اعلم أنّ العمل على الرجاء أعلى منه على الخوف؛ لأن أقرب العباد إلى الله أحبهم إليه، والحب يغلب بالرجاء. واعتبر ذلك بملكين يخدم أحدهما خوفاً من عقابه والآخر رجاءً لثوابه، ولذلك ورد في الرجاء وحسن الظن رغائب، ولاسيما وقت الموت، قال الله تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]. وقال تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ} [الرعد: 6].
وعيّر الله قوماً فقال: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} [فصلت: 23].
وقال: {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: 12].
وفي أخبار يعقوب (1): إن الله تعالى أوحى إليه: أتدري لِمَ فرّقت بينك وبين يوسف (2)؟
لقولك: {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} [يوسف: 13]. لِمَ خفت الذئب ولم ترجني؟ ولِمَ نظرت إلى غفلة إخوته ولم تنظر إلى حفظي له؟ (3).
وقال (عليه السلام) (4): لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله (5).
وقال (عليه السلام) (6): يقول الله أنا عند ظن عبدي بي، فليظنّ بي ما شاء (7).
ودخل (عليه السلام) (8): على رجل وهو في النزع (9) فقال: كيف تجدك؟ قال: أجدني أخاف ذنوبي وأرجو رحمة ربي. فقال (عليه السلام): ما اجتمعا في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما رجا وآمنه مما يخاف (10).
وقال (صلى الله عليه وآله): إنّ الله يقول للعبد يوم القيامة: ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكر فإن لقنه الله حجته، قال: يا رب رجوتك وخفت الناس. قال: فيقول الله تعالى: قد غفرت لك (11).
وقال الباقر (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى [حديث قدسيّ]:
((لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع الدرجات العلى في جواري، ولكن برحمتي فليتقوا وفضلي فليرجوا وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا، فإن رحمتي عند ذلك تدركهم، فإني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسمّيت)) (12).
وعنه (عليه السلام) (13) قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال وهو على منبره: والذي لا إله إلا هو ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمناً بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريم بيده الخيرات يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخالف ظنّه ورجاه، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه (14).
وقال الصادق (عليه السلام): حسن الظن بالله أن لا ترجوا إلا الله ولا تخاف إلا ذنبك (15).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام، وكان يعرف بإسرائيل، وهي كلمة عبرية، معناها: عبد الله، ويعقوب: اسم أعجمي. كان توأما مع أخيه عيص، أو عيصو، وأمه رفقة بنت بتوئيل أخي إبراهيم عليه السلام. وبعد أن أقام في مصر 17 سنة لبى نداء ربه وتوفي بها عن عمر ناهز 147 سنة، ودفن عند جبل المعظم، ثم حمل رفاته إلى فلسطين ودفن بها في بيت المقدس عند مرقد أبيه إسحاق عليه السلام وذلك حسب وصيته.
أعلام القرآن، عبد الحسين الشبستري: 1055 ــ 1056، نبي الله يعقوب عليه السلام.
(2) هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليه السلام وأمه راحيل، أحد أنبياء بني إسرائيل، وكان راسخ الإيمان صديقا تقيا عفيفا صابرا، آية في الجمال، ومن أحسن الناس وجها، ولد في فدان آرام في العراق، ونشأ في الشام تحت رعاية وتربية أبيه يعقوب عليه السلام. توفي بمصر عن عمر قارب 120 سنة، وقيل: 110 سنوات، وأوصى بأن يحمل جثمانه إلى فلسطين، ويدفن عند آبائه.
أعلام القرآن، عبد الحسين الشبستري: 1071 ــ 1076، نبي الله يوسف عليه السلام
(3) فيض القدير، المناوي: 2/ 332.
(4) النبي محمد (صلى الله عليه وآله).
(5) روضة الواعظين، الفتال النيسابوري:2/503، مجلس في ذكر الرجاء وسعة رحمة الله تعالى.
(6) أي: "النبي محمد (صلى الله عليه وآله)".
(7) انظر: شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 10/ 155، خطبة 186 له عليه السلام، ذكر الخوف وما ورد فيه من الآثار.
(8) أي: النبي محمد (صلى الله عليه وآله).
(9) قولهم فلان في النزع: أي في قلع الحياة. يقال: فلان ينزع نزعا إذا كان في السياق عند الموت. لسان العرب، ابن منظور: 8/349، فصل النون، مادة "نزع".
(10) أنظر: شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 10/ 155، خطبة 186 له عليه السلام، ذكر الخوف وما ورد فيه من الآثار.
(11) انظر: مسند أحمد، ابن حنبل: 3/ 27، مسند أبي سعيد الخدري.
(12) انظر: أعلام الدين، الديلمي: 42 ــ 43، فصل في السؤال والبيان.
(13) أي: "الإمام الباقر عليه السلام".
(14) انظر: الكافي، الكليني:2/71 ــ72، كتاب الإيمان والكفر، باب حسن الظن بالله عزّ وجل/ ح2.
(15) مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 2 / 185.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|