المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

أبحاث مدينة الملك عبد العزيز في مجال تقنية النانو: إنتاج حسّاس من مادة الجرافين
2023-08-03
الذكر
26-03-2015
استصغار الذنب
29-1-2022
مناسك النساء
2024-07-07
التسمية العلمية للنباتات
30-9-2017
امتزاز صبغة الآزو باستخدام الكاربون المنشط المحضر
2024-08-05


الرجاء  
  
2208   02:12 صباحاً   التاريخ: 18-7-2021
المؤلف : السيد عبد الاعلى السبزواري
الكتاب أو المصدر : الاخلاق في القران الكريم
الجزء والصفحة : 138- 146
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016 1638
التاريخ: 4/10/2022 1714
التاريخ: 2024-05-25 565
التاريخ: 18-7-2021 2209

فضيلة عالية ، وله منزلة كريمة سامية ، ومن الأخلاق الفاضلة أثرنا بالتخلق بها ، وهو يورث المجاهدة بالأعمال والمواظبة على الطاعات ، وهو من دعائم الإيمان وركائز الأعمال ، لا يليق إلا بمن كان مؤمناً مجاهداً ، وقد اعتبره علماء الأخلاق والسلوك من جملة مقامات السالكين وأحوال الطالبين.

بل هو من ملازمات الحياة التي لا ينفك عنها الإنسان ، وبدونه لا يمكن الفوز بنعم الحياة ، ولا الظفر بالعيش الهنيء .

فهو والرغبة والأمل من الأمور الدخيلة في نظام هذا العالم ، فإن بالآمال يتقبل الإنسان المشكلات ويقتحم الصعاب، وبالرغبات تقوم الأسواق وتتحقق أنواع التجارات ، وبالأماني تقضى الحاجات وتقبل الطلبات ، وبالرجاء يعمل الإنسان ويكافح في سبيل العيش والبقاء . ولنعم ما قيل :

 أعلل النفس بالآمال أرقبها         ما أضيق العيش لو لا فسحة الأمل

وبالجملة : أن للرجاء أثراً كبيراً في حياة الإنسان الفردية والاجتماعية، وله الأهمية الكبرى في الجانب التربوي والديني له، مضافاً إلى كونه من أركان الإيمان إذا كان متعلقاً بالله تعالى ، فإنه يكثف عن عبودية صاحبه له عز وجل ، وقوة معرفته به وخوفه منه، لأنه يرجع إلى حسن الظن بالله تعالى الذي هو مجمع جملة من الأخلاق الفاضلة ، ولذا ورد الأمر به في كثير من الروايات.

فالرجاء يضاعف العزيمة ، ويجعل صاحبه مثابراً على العمل بالصبر والثبات ، وهو عامل من عوامل النصر والغلبة ، قال تعالى : {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } [النساء : 104].

ولقد ورد ذكر الرجاء في مواضع متعددة من القرآن الكريم ، واعتبره من الأخلاق الفاضلة التي ينبغي للمؤمن أن يتحلى بها ، بل اعتبره من أجزاء الإيمان ، قال تعالى : {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف : 110] ، وقد أدرجه الأنبياء والمرسلون - في جملة ما يدعون إليه ، قال تعالى : {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [العنكبوت : 36] ، وقد نوه الجليل عز وجل بعظيم فضله ، حيث وعد المؤمنين الصالحين تحقيق رجائهم ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ } [فاطر : 29] ، ويعرف كمال اهميته أن الحرمان منه يعد عند الله تعالى استكباراً ، قال تعالى : {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} [الفرقان : 21] ،  وقد أوعد من لا يرجو لقاء الله بعظيم العذاب ، قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ *أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يونس: 7، 8].

 كما أهمله عز وجل ، قال تعالى : {فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [يونس : 11] ، ولذلك كان اليأس - الذي هو ضد الرجاء - من المعاصي الكبيرة التي توجب البعد عن الله سبحانه ، والانحراف عن الصراط ، قال تعالى : {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر : 55، 56] ، وقد ورد في السنة الشريفة أخبار كثيرة تبين فضله ، يأتي ذكر بعضها في ضمن هذا البحث.

ولا تختزل هذه الفضيلة بالإسلام ، بل يعتبر الرجاء ثاني الفضائل الثلاث عند المسيحيين ، وهي الأمانة ، والرجاء ، والمحبة، وهو عندهم فضيلة عظمى ينتظر بها أنواع النعم في الدنيا ، والعادة في الآخرة.

ثم إن الرجاء ، والتمني ، والأمل وأن كانت مفاهيم مختلفة إلا أنها في أصل الحقيقة واحدة ، والفرق بينها اعتباري فقط ، فإن الأمل يطلق على رغبة ما هو مرضي ومحمود ، والتمني يطلق في المجهول المطلق وما لم يعلم بحصول المتوقع ، بل حتى مع استحالته أيضاً ، بخلاف الرجاء فإنه يطلق في الأعلم مما هو مرضي ومحمود ، كما أنه لا يطلق إلا على انتظار المتوقع إذا حصل أكثر أسبابه ، ولأجل ذلك كان الرجاء ممدوحاً والتمني مكروهاً.

ففي الحديث : " الأماني بضائع النوكى " أي الحمقى.

فالرجاء : هو تعلق النفس بما هو المحبوب عند تحقق أكثر أسبابه ، ولذا يرتاح القلب من انتظاره ، لأن الإنسان يشتاق إلى حصول نتيجة عمله وثمرة جهده.

قال الشاعر :

أماني إن تحمل تكن غاية المنى           وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا

وقد اعتبر علماء الاخلاق الرجاء من العوامل الداعية إلى العمل ، ويجعل صاحبه صبوراً يتحمل في سبيل تحقيق غرضه أنواع المشاق ، ذا عزيمة قوية ، والوجه في ذلك معلوم ، لأن العلم بالمراد تصوراً وتصديقا من مقدمات الإرادة ، وبدونه لا يتحقق لها موضوع ، كما ثبت في علم النفس ، ولذا كان طلب المجهول المطلق محالا ، وإذا حللنا ذلك بالدقة العقلية ، نرى أنه ينحل إلى العلم بالمراد إجمالا ، والتصديق بفائدته كذلك ، والرجاء بترتبها عليه والخوف عما يوجب البعد عنه ، فيرغب إلى ارتفاعه ويرجو زواله ، فيكون الرجاء والخوف مأخوذين إجمالا في تحقيق الإرادة ، بلا فرق في ذلك بين الأمور التشريعية وغيرها.

فيكون للرجاء والخوف دخل في أصل الأعمال ، وهما متلازمتان ويتقابلان في الوجود والعدم ، فإن الخوف عن عدمه يلزمه الرجاء وجوداً ، واعتبرهما علماء الأخلاق جناحين يطير بهما المؤمنون إلى كل مقام محمود ، ومطيتين يقطع بهما العامل كل طريق مخوف حتى يصل إلى المطلوب .

فهما جزءا إرادته ، يكشفان عن شدة تعلق صاحبهما بمتعلقاتهما ومحبته لهما ، فكل حب مصحوب بالخوف والرجاء ، وعلى قدر تمكنه من قلب المحب يشتد خوفه ورجاؤه ، فإن التطلع إلى رؤية المحبوب ورجاء ملاقاته يصحبهما توقع حدوث المكروه ، ولا أقل من احتمال صرفه عن رؤية المحبوب ، فيظن الإنسان دائماً بين الخوف والرجاء ، وهو يعيش بينهما آمناً مطمئن النفس إذا كانا متعلقين بالله تعالى ، قال عز وجل : {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الإسراء : 57] ، وفي الحديث : " ما اجتمعا في قلب عبد في هذا الموطن - أي عند النزع - إلا أعطاه الله ما رجا ، وآمنه مما يخاف ".

ومما ذكرنا يظهر أن حقيقة الرجاء تتقوم بأمور :

الأول : أنه جزء من الإرادة في الإنسان ، التي بموجبها صارت أفعاله ذات قيمة أخلاقية.

الثاني : أنه يتعلق بما هو متوقع الحصول بعدما مهد جميع أسبابه الاختيارية ، ولم يبق إلا الأسباب الخارجة عن الاختيار ، فيرجو تمهيدها ورفع الموانع عن تحقيق المرجو ، ولأجل ذلك لا ينفك الرجاء عن العمل ، وهذا مما أكد عليه القرآن الكريم في مواضع متعددة ، قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} [البقرة : 218] ، أي إن الرجاء لا يليق إلا بهؤلاء فلا يستحقه غيرهم.

وقال تعالى : {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف : 110].

 ولقد ذم الإسلام من يرجو الغفران بدون العمل والإيمان ، قال تعالى : {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} [الأعراف: 169].

وقال نببنا الأعظم (صلى الله عليه واله) : " الأحمق من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الجنة ".

وفي الكافي : عن الصادق (عليه السلام)  قيل له : إن قوماً من مواليك يلمّون بالمعاصي ، ويقولون : نرجوا ، فقال (عليه السلام) : " كذبوا ليس لنا بموال أولئك قوم ترجحت بهم الأماني ، من رجا شيئاً عمل له ، ومن خاف شيئاً هرب منه ".

وعنه - أيضاً : " لا يكون مؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً ، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو " .

فالرجاء لا بد وأن يكون مقروناً بالعمل ومع فقده يكون غروراً ، مثل من يلقي البذر في الأرض السبخة ، وقد عزم على عدم تعهد الزرع بالسقي ، وتنقية الأرض ، وهو يرجو جني الثمار من بذره ، وهذا لا يكون إلا غروراً.

بخلاف من ألقى البذر في أرض طيبة ، وقد بنى على التعهد والتنقية وسوق الماء ، وتحقيق كل ما هو داخل تحت اختياره في سبيل الحصول على الثمار من زرعه ، ثم يرجو الله تعالى أن يدفع عن زرعه الحوادث والصوارف ، فيكون رجاؤه محموداً ، وكذا من يرجو الله تعالى والدخول في رضوانه ورحمته ، لا بد له من الإيمان به ، ومتابعة أنبيائه ، وتطهير القلب من الأخلاق الرذيلة والتحلي بالأخلاق الفاضلة ، ثم التعهد بإتيان الطاعات وترك المعاصي والسيئات ، فيرجو حسن الخاتمة والثبات على الإيمان والمغفرة ، ومثل هذا الرجاء يكون محموداً في نفسه ، وباعثا على القيام بما يقتضيه الإيمان، ويوجب العزيمة في المؤمن ويجعله مثابراً على العمل.

الثالث : أن المرجو منه لا بد أن يكون أهلا لما يرجى منه وقادرا على الإجابة ، وهو منحصر به عز وجل ، لأن غيره في معرض الزوال ، ولأن عروض الحوادث وأسبابها الخفية غير معلومة لأحد إلا الله تعالى.

نعم ، حيث إن الدنيا دار الأسباب ، ولا تجري الأمور فيها إلا بأسبابها ، لا بد من تهيئة الأسباب الظاهرية والجد والاجتهاد فيها ، ويرجى من الله رفع الموانع التي هي غير معلومة لنا ، فانحصر الرجاء المطلق بالحي القيوم ، لأن غيره يفنى ولا يدوم.

ثم إن للرجاء مراتباً ودرجات ، أعلاها ما إذا كان متعلقاً بالله تعالى وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا ، وهذا هو الرجاء المحمود الذي مدحه القرآن الكريم ، واعتبره أساس العمل الصالح والإيمان الصحيح ، وموجبا للغفران والارتقاء إلى الدرجات العليا ، بل ذكرنا أن الرجاء الحقيقي لا يكون إلا هذا ، ويكون العمل مع هذا الرجاء أعلى من العمل مع الخوف ، فإن مثل هذا الرجاء ينبئ عن عبودية صاحبه له عز وجل ، وقوة معرفته به ، وخوفه منه ، ويكشف عن محبة صاحبه لله تعالى ، وعلى قدر قوة المعرفة وشدة الحب والإخلاص تكون درجات الرجاء ، وعلى ذلك يحمل ما ورد في القرآن الكريم من الاختلاف في ذكر المرجو ، قال تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب : 21].

وقال تعالى : {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا} [الكهف : 110] ، وقال تعالى : {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} [البقرة : 218] ، وقال تعالى : {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ} [العنكبوت : 36] ، وقال تعالى : {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر : 29].

ثم إذ الرجاء - كسائر الفضائل - لا بد أن يخرج عما هو المطلوب وإلا كان مذموماً ، وهو الحد الوسط بين اليأس والقنوط وبين الرجاء بلا عمل.

وللرجاء فوائد وحكم ظاهرة في الدنيا والآخرة ، نذكر المهم منها :

منها : تمامية الإيمان والخلوص والإخلاص فيه ، والحب لله تعالى.

ومنها : ظهور العبودية المحضة لله تعالى على القلب والجوارح ، وإحساس الافتقار إليه عز وجل.

ومنها : جعل صاحبه مثابرا على الجد والاجتهاد.

ومنها : حصول الاطمئنان والعادة ، فإن الرجاء بالمبدئ القيوم الحي ، يؤثر في النفس ويبعد عنها القلق والاضطراب ، لأنه يرى نفسه متعلقة بالمبدئ القيوم الذي لا حد لقدرته وفضله ، ولذا نرى أن المؤمنين الراجين أسعد الناس بالاً ، وأبعدهم عن القلق والاضطراب.

ومنها : حصول المراقبة التي هي أفضل مقامات الأولياء.

ومنها : أنه ارتباط معنوي وذكر حالي لله جلت عظمته ، في جميع الأحوال.

ومنها : أنه يرغب صاحبه على العمل ، ويحرضه على الجهد والاجتهاد ، ويبعده عن التكاسل والتهاون.

ومنها : أن العمل معه أقرب إلى القبول ، لأن الله يحب من عباده أن يرجوه ويسألوه من فضله ، كما في الحديث.

ومنها : محبوبية الراجين لله تعالى عند الناس ، وتوجه القلوب إليهم ، كما كان كذلك سيرة الأنبياء والأولياء ، قال تعالى : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب : 21].

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.