أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-7-2016
1333
التاريخ: 22-7-2016
1549
التاريخ: 5-6-2022
1403
التاريخ: 5-6-2022
1383
|
أن العمل على الرجاء أعلى منه على الخوف لان أقرب العباد إلى اللّه أحبّهم إليه و الحب يغلب بالرّجاء ، و لذلك ورد في الرجاء و حسن الظن رغايب لا سيّما وقت الموت ، قال اللّه تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر : 53] , فحرّم أصل اليأس و قال: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} [الرعد : 6] , و عيّر اللّه قوما فقال : {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ } [فصلت : 23] , وقال : {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح : 12].
وقال النبي (صلى الله عليه واله): «يقول اللّه عزّ و جلّ : أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء»(1) , و قال (صلى الله عليه واله): «لا يموتن أحدكم إلا و هو يحسن الظن باللّه»(2)، و دخل (صلى الله عليه واله) على رجل و هو في النزع فقال : كيف تجدك؟ , قال «أجدني أخاف ذنوبي و أرجو رحمة ربّي فقال (صلى الله عليه واله): ما اجتمعا في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه اللّه ما رجا و آمنه ممّا يخاف»(3).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لرجل أخرجه الخوف إلى القنوط لكثرة ذنوبه : «يا هذا يأسك من رحمة اللّه أعظم من ذنوبك»(4).
وفي أخبار يعقوب إنّ اللّه تعالى أوحى إليه أتدري لم فرقت بينك و بين يوسف لقولك : إني أخاف أن يأكله الذّئب و أنتم عنه غافلون ، لم خفت الذئب و لم ترجني؟ , ولم نظرت الى غفلة اخوته و لم تنظر إلى حفظي له؟.
وعن الباقر (عليه السلام) قال : «قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): قال اللّه تعالى : لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي فانهم لو اجتهدوا و اتعبوا انفسهم أعمارهم في عبادتي كانو مقصّرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جنّاتي ، ورفيع الدرجات العلى في جواري ولكن برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا ، فان رحمتي عند ذلك تدركهم و منى يبلغهم رضواني ومغفرتي تلبسهم عفوي فاني أنا اللّه الرّحمن الرّحيم و بذلك تسمّيت»(5).
وعنه (عليه السلام) قال : وجدنا في كتاب عليّ (عليه السلام) أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال و هو في منبره : «والذي لا إله إلّا هو ما اعطني مؤمن قط خير الدنيا والاخرة إلّا بحسن ظنه باللّه ورجائه له ، و حسن الخلق والكف عن اغتياب المؤمنين ، والذي لا إله إلّا هو لا يعذب اللّه مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلّا بسوء ظنّه باللّه و تقصيره من رجائه و سوء خلقه و اغتيابه للمؤمنين ، والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن باللّه إلا كان اللّه عند ظن عبده المؤمن ، لان اللّه كريم بيده الخيرات يستجيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به ظنّه ثم يخلف ظنه و رجاءه ، فأحسنوا باللّه الظن و ارغبوا إليه»(6).
قال الصّادق (عليه السلام): «حسن الظن باللّه أن لا ترجو إلّا اللّه و لا تخاف إلا ذنبك»(7).
والطريق إلى تحصيل الرّجاء ذكر سوابق فضل اللّه من دون شفيع ، و ما وعد من جزيل ثوابه من دون استحقاق ، وما انعم بما يمدّ في الدارين من دون سؤال ، وسعة الرحمة و سبقها الغضب.
والأخبار الواردة في سعة رحمته سبحانه أكثر من أن تحصى ولا حاجة بنا إلى ذكرها لأن المحتاج إلى تحصيل الرجاء من غلب عليه الخوف أو اليأس و قليل ما هم ، و أما المنهمكون(8) في طغيان الذنوب و المغترّون بما هم فيه من الفساد و الحوب(9) , كأكثر أبناء زماننا فلا يزداد سماعهم لها إلّا في طغيانهم تماديا، و في فسادهم فسادا.
_________________
1- العوالي ج 1 , ص 289 و احياء علوم الدين ج 4 , ص 156
2- احياء علوم الدين : ج 4 , ص 156.
3- احياء علوم الدين: ج 4 ص 135.
4- لم نعثر عليه من كلام امير المؤمنين نعم في خبر حميد بن قحطبة المروي في عيون اخبار الرضا.
5- الكافي : ج 2 , ص 71.
6- الكافي : ج 2 , ص 71.
7- الكافي : ج 2 , ص 72.
8- الأنهماك : التمادي في الشيء واللجاج فيه و منه الحديث : من انهمك في أكل الطين فقد شرك في دم نفسه.
9- الحوب بالضم الاثم ، و في الدعاء رب تقبل توبتي و اغسل حوابتي ، أي اثمي قال تعالى انه كان حوبا كبيرا.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|