أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-6-2019
2578
التاريخ: 19-5-2019
9787
التاريخ: 6-4-2016
3812
التاريخ: 19-10-2015
4523
|
لقد كان أهل البيت ( عليهم السّلام ) بما فيهم الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) مفجوعين بوفاة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ، وألم المأساة يهيمن على قلوبهم وهم مشغولون بجهاز أعظم نبيّ عرفه التاريخ الإنساني ، إذ توجّهت إليهم صدمة أخرى ضاعفت آلامهم وبدّدت آمالهم التي غرسها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في نفوسهم ونفوس الامّة .
إنها صدمة مصادرة الخلافة وتنحية الإمام علي ( عليه السّلام ) عن مسرح القيادة ومصادرة المنصب الذي نصبه فيه الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بأمر اللّه تعالى .
وكانت هذه الصدمة العنيفة بداية لمسلسل القلق والاضطهاد الذي فرضه الخط الحاكم بعد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) على أهل بيت الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ؛ لتحقيق العزل التام والإبعاد الكامل لهم عن موقع القيادة بعد الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) .
لوعة شهادة الزهراء ( عليها السّلام ) :
كان لوفاة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) وقع مؤلم في روح الإمام الحسين الطاهرة ، وهو لم يكن بعد قد أنهى ربيعه الثامن .
وما هي إلّا مدّة قصيرة وإذا بالحسين ( عليه السّلام ) يفجع باستشهاد امّه فاطمة بنت رسول اللّه بتلك الصورة المأساوية بعد أن ظلّت تعاني من الظلم والقهر وألم اغتصاب حقّها طوال الأيام التي عاشتها بعد أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) فكانت تنعكس معاناتها في روحه اللطيفة ؛ إذ كان كلّما نظر إلى امّه بعد وفاة أبيها شاهدها باكية محزونة القلب منكسرة الخاطر .
وقد روي : أنّها سلام اللّه عليها ما زالت بعد أبيها معصّبة الرأس ، ناحلة الجسم ، منهدّة الركن ، باكية العين ، محترقة القلب ، يغشى عليها ساعة بعد ساعة ، وتقول لولديها : أين أبو كما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرّة بعد مرّة ؟
أين أبو كما الذي كان أشدّ الناس شفقة عليكما ، فلا يدعكما تمشيان على الأرض ؟ ولا أراه يفتح هذا الباب أبدا ولا يحملكما على عاتقه كما لم يزل يفعل بكما[1].
وروي أن الزهراء ( عليها السّلام ) بعد وفاة أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) كانت تصطحب الحسنين معها إلى البقيع حيث تظلّ تبكي إلى المساء ، فيأتي أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) فيعود بهم إلى البيت .
ونقل الرواة عن أسماء بنت عميس قصّة استشهادها مفصّلا ، وقد جاء فيها أنّ الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) دخلا البيت بعيد وفاة امّهما فقالا : يا أسماء ! ما ينيم امّنا في هذه الساعة ؟ ! قالت : يا ابني رسول اللّه ليست امّكما نائمة ، بل فارقت روحها الدنيا . فوقع عليها الحسن يقبّلها مرة ويقول : يا امّاه كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني . قالت وأقبل الحسين يقبّل رجلها ويقول : يا امّاه أنا ابنك الحسين كلّميني قبل أن يتصدّع قلبي فأموت . قالت لهما أسماء : يا ابني رسول اللّه ! انطلقا إلى أبيكما عليّ فأخبراه بموت امّكما ، فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء ، فابتدرهما جميع الصحابة ، فقالوا : ما يبكيكما يا ابني رسول اللّه ؟ لا أبكى اللّه أعينكما[2].
وجاء في نصّ آخر أنّه بعد أن فرغ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) من تغسيل الزهراء ( عليها السّلام ) نادى : يا امّ كلثوم ! يا زينب ! يا سكينة ! يا فضّة ! يا حسن ! يا حسين ! هلمّوا تزوّدوا من امّكم ، فهذا الفراق ، واللقاء الجنّة . فأقبل الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) وهما يناديان : وا حسرة لا تنطفئ أبدا من فقد جدّنا محمد المصطفى وامّنا فاطمة الزهراء ! فقال أمير المؤمنين عليّ ( عليه السّلام ) : إنّي اشهد اللّه أنّها قد حنّت وأنّت ومدّت يديها وضمّتهما إلى صدرها مليّا ، وإذا بهاتف من السماء ينادي : يا أبا الحسن ! ارفعهما فلقد أبكيا واللّه ملائكة السماوات[3].
وذكرت أكثر الروايات أنّ الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) حضرا مراسم الصلاة على جنازة امّهما ( عليها السّلام ) وتولّى غسلها وتكفينها أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ، وأخرجها من بيتها ومعه الحسن والحسين في الليل ، وصلّوا عليها . . .[4].
لقد فجع الحسين ( عليه السّلام ) وخلال فترة قصيرة بحادثتين عظيمتين مؤلمتين : الأولى وفاة جدّه رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، والثانية استشهاد والدته فاطمة بنت الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد ما جرى عليها من أنواع الجفاء والظلم .
وإذا أضفنا إلى ذلك مأساة غصب حقوق أبيه أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ومأساة إبعاده عن المسرح السياسي ليصبح جليس بيته ؛ تجلّت لنا شدّة المحن والمصائب التي أحاطت بالحسين ( عليه السّلام ) وهو في صغر سنّه .
ولقد تعمّقت مصائب الإمام الحسين ( عليه السّلام ) بسبب أنواع الحصار المفروض من قبل خطّ الخلافة وقتذاك على أصحاب الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) الأوفياء لخطّه الرسالي وعلى علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) بشكل خاص ، مثل منع الخمس وسائر الحقوق من الوصول اليه ، كما تجلّى ذلك بوضوح في تأميم « فدك » والذي كان من أهدافه ممارسة ضغوط مالية أخرى على أهل بيت النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) وأبناء أمير المؤمنين ( عليهم السّلام ) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|