أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-22
379
التاريخ: 17-1-2016
1935
التاريخ: 2023-02-25
1173
التاريخ: 19-4-2022
1736
|
يجب الوقوف أمام المتجاوز، هذه رؤيتنا في التربية ومن المبادئ الأساسية لحركة الإنسان داخل الإطار الذي يحدده العقل بحيث لا يؤدي إلى الضرر ولا هو يتضرر(1)، منه، ولا يظلم ولا يُظلم.
تبدأ المراقبة من بداية مرحلة الطفولة ومن الخمسة والستة أشهر الأولى عندما يكون الطفل قادراً على الارتباط مع أمه، وحتى فترة عض الطفل لثدي أمه بسبب بداية ظهور أسنانه يجب النظر إليه بحدّة نسبية وسحب الثدي من فمه وإفهامه بأن عمله هذا خطأ.
تتطور مراحل هذا الأسلوب وتصبح أشد قسوة عندما يحاول الطفل من مساس احترام وعظمة الوالدين عن طريق التجاوز والتطاول وهو يعلم ما يفعل، أو إصدار كلمات بذيئة بحقهم وهو واعٍ أيضاً لها أو التأثير على هدوء الآخرين بصراخه.
أسلوب التقبيح
لا نسعى ابتداءً وعن طريق استعمال العقوبة والضرب من منعه عن عمل ما. وإنما نحاول أن نجلب انتباهه الى قبح ذلك العمل(2)، وإفهامه بواسطة لغة التفاهم حول خطأه وصعوبة تحمل ذلك.
الطفل الذي يسيء استغلال الحرية كالتطاول باليد على أبيه أو الاعتداء على طفل آخر بالاعتماد على والده كأخذ ألعابه وطعامه أو يوجد الضوضاء الشديدة بحيث يختل هدوء الآخرين كل ذلك يجب تقبيحه.
نسعى في البداية هنا إلى تفهيمه خطأ فعله هذا وقبحه، وأنه لا يحق له التجاوز على حرمة الآخرين، اضرار الآخرين شيء غير محبب كما يكره هو الضرر في نفسه، فان لم يعد عن هذا يجب اللجوء إلى أساليب أخرى.
أسلوب التحكم
أساسه يقوم على جبر الفرد (بدون العقوبة البدنية) بالقيام بعمل أو منعه عن عمل آخر. الطفل الذي لا يحده شيئاً في افعاله ولا يعتبر ضوابط الأوامر ولا تؤثر فيه النصائح ففي مثل هذه الحالة يمكن إعادته عن طريق أسلوب التحكم.
فعندما يأخذ بيده عصى ويحاول ضرب حيوان أو انسان ما، هنا يجب المسك على يده بقوة لكي يلقي بالعصى ويعود إلى رشده، أو يمسك بقدح ويحاول كسره لعدم استجابة الأولياء لرغباته، وهنا يجب منعه بالجبر مع ان لا قيمة لهذا القدح. عندما تُحدد تكليفه بهذه الصورة وسوف يجابهك بالعصبية والعصيان ويجب هنا جبره على فعل ذلك، وما دام يمتنع عن إطاعتك فإنه سيحرم من وضعه الطبيعي كالمعاشرة واللعب مع الأطفال والجلوس على السفرة والتنزه والسفر.
اللحن القاطع
المبدأ الأساسي في الأوامر الصادرة من قبل الأولياء هو النظر إلى ضرورة ذلك. قياس تحمل الطفل للأوامر، مناقشة جوانب وأبعاد القضية من ناحية الحدود والظروف والمصلحة وفي حال القطع يصدر الحكم.
عندما يصدر الأمر بعد دراسة جوانبه يجب تطبيقه من قبله وأن يكون الأولياء قاطعين بذلك، يجب عدم إهمال استخفافه بها وإهماله لها لأن ذلك يؤدي إلى استبساط الأمر وعدم تقييمه رغباتهم وهذا سيكون مقدمة للتحلل.
لا يحق له إلغاء أوامر والديه أو يفعل ما يرغب عن طريق عناده ولجاجته، أو يضرب بالقواعد عرض الحائط لأن ذلك يؤدي الى التعليم المنحرف والذي يصعب السيطرة عليه بالمستقبل.
التحديد
لا يمكن أن تكون الموعظة والنصيحة مؤثرة في جميع الأحوال، لأنها تعبر عن الضعف في بعض الموارد عندما تكون الاسلوب الوحيد للأولياء، في حين ان القاطعية هنا لازمة جداً يمكن أن نضع الطفل داخل إطار ونحدد حركته فيه ولعبه ونزهته، ولكن يجب أن لا تكون تلك الأساليب فاقدة للحنان ومصحوبة بالعقوبة وانما يجب تفهيمه علة تحديده، وأن السبب الحقيقي هو لتجاوزه الحدود والمقررات ولحفظه من الأضرار والأخطار.
وفي ضمن أسلوب التحديد يمكننا توضيح مسألة إمكانية استعمال الحريات المشروعة متى ما كان لائقاً ومناسباً لذلك وحينها سيتمكن من استعمالها بأحسن وجه وكل ذلك يتطلب منه عرض استعداده وكفاءته في تغيير سبيله المنحرف.
أسلوب التحريم
لمنع انحراف الطفل في بعض الموارد نبدأ بتحذير اولاً وإن استمر على نفس الحال سيتعرض إلى التحريم. ويستوجب ذلك أن يعلم بأن هذا العمل الخاطئ تكون عقوبته كذا، وأن عاقبته ستكون وخيمة بلا شك.
يمكن أن تكون مساحة التحريم واسعة كمنع الخروج من البيت ومنعه عن المعاشرة أو اللعب مع ذلك الشي وقد يمتد الأمر ليصل إلى الغذاء والنوم والراحة أو أي أمر يرغب فيه. الهدف من كل تلك المحروميات هو إخراجه من الثبات على الانحراف وضبط سلوكه والسيطرة عليه. وإن أعطت تلك الأساليب نتائج معكوسة يجب علينا الانصراف عنها بسرعة والانتقال إلى أسلوب آخر يصب في مصلحة الفرد.
سد الطريق أمام الطفل
تستوجب بعض الحالات قطع الطريق أمامه للحيلولة دون تجاوزاته، وإيقافه داخل الحدود المقصودة. فمثلاً يمكنه الاستفادة من قدراته في عض الأيادي ففي هذه الحالة نضغط تحت أسفل حنكه إلى الأعلى لسد فمه.
يحاول السب والشتم وهنا يجب وضع اليد على فمه لإخماد صوته و...الخ، وبهذه الأساليب نظهر عدم رضانا عن بعض افعاله. بالإضافة الى ممارسة بعض الحركات للتعبير عن ذلك أيضاً كوضع الأصابع في آذاننا لنوضح له أننا لا نرى سماع كلامه، أو نخرج من الغرفة التي هو فيها لنعبر له عن عدم تأثرنا بضوضائه وصراخه وبكائه وعويله.
الأمر المهم هنا أن هذه الحركات يجب أن لا تنم عن ضعف وعجز الأولياء لأن ذلك سيحفزه إلى اتخاذ أساليب أخرى لن تكون بصالحه. يجب أن تنبع تلك الأساليب من العطف والحنان وحب الخير بالإضافة إلى علمه بأن الوالدين إن أرادا الشدة والقسوة فهما يستطيعان ذلك.
نكات مهمة
يجب الالتفات إلى النكات التالية في موضوع ضبط الطفل وتحديد حرياته:
ـ يجب أن لا يقع التحديد بالشكل الذي يقضي على استعدادات وميول الطفل.
ـ لا يؤدي ذلك إلى شعوره بالخطر أو عدم إحساسه بالأمن.
- التوقعات الزائدة عن الحد المعقول لا تقتصر على عدم بناء الطفل وإنما تجعله لا يرضى عن أي شيء.
- لا ننسى هذه النكتة وهي عدم إمكانية الطفل على تحمل الضغوط في جميع الموارد، لأن ذلك يؤدي إلى العصيان والمخالفة والسلوك غير المرغوب.
- القضاء على جميع رغبات وميول الطفل تؤدي إلى تدهور وضعه النفسي وإلى الكآبة وهذا خطر على مستقبله.
- لا ينظر إلى التحديد على أنه حرمان كامل من محبة وعلاقة الأبوين، لأن اليأس من ذلك يؤدي إلى الصدمات المختلفة.
- لو قررنا منعه عن شيء فيجب ملئ فراغه بشي آخر.
- لا ننسى أن التحريم أو التسلط ليس هو الأسلوب الوحيد للإصلاح، بل هناك طرق أخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ مبدأ لا ضرر ولا ضرار.
2ـ ذم وتقبيح.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|