أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-08-2015
916
التاريخ: 9-08-2015
1268
التاريخ: 9-08-2015
957
التاريخ: 9-08-2015
1198
|
أشار المصنّف[الى ذلك] مع بيان الشارح القوشجي بقوله : ( ووجوب إيفاء الوعد والحكمة تقتضي وجوب البعث. والضرورة قاضية بثبوت الجسماني من دين محمّد صلى الله عليه وآله مع إمكانه. ولا يجب إعادة فواضل المكلّف ).
اختلفوا في المعاد فأطبق الملّيّون على المعاد الجسماني. وذهب طائفة
من المحقّقين إلى المعاد النفساني ، والمراد به وجود الروح بعد موت البدن وخرابه ،
وهو ممّا يمكن إثباته بالبراهين القطعية (1).
وأمّا المعاد الجسماني فلا مجال للبرهان على إثباته ونفيه ، ولكن يجب
أن يعتقد على الوجه الذي ذكره الأنبياء ؛ لأنّهم صادقون. وذهب طائفة إلى نفيهما.
واحتجّ المصنّف على وجود المعاد بوجهين :
الأوّل : أنّ الله تعالى وعد المكلّفين بالثواب على الطاعات وتوعّد
بالعقاب على المعاصي بعد الموت ، ولا يتصوّر الثواب والعقاب بعد الموت إلاّ بعد
العود ، فيجب العود إيفاء للوعد والوعيد.
والثاني : أنّ الله تعالى كلّف بالأوامر والنواهي فيجب أن يصل الثواب
بالطاعة والعقاب على المعصية ، فيجب البعث بمقتضى الحكمة وإلاّ لكان ظالما ـ تعالى
الله عمّا يقولون علوّا كبيرا ـ وهذا البيان مبنيّ على قاعدة التحسين والتقبيح
العقليّين ، وأنّ العدل واجب على الله تعالى كما هو مذهب المصنّف.
والحقّ أنّ المعاد الجسماني والروحاني كلاهما واقع. أمّا الروحاني
فلما تبيّن من أنّ النفس تبقى بعد خراب البدن ولها سعادة وشقاوة ، وقد جاء في
القرآن مثل قوله تعالى : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ} [آل
عمران: 169، 170]. وقال : { يَا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً } [الفجر:
27، 28].
وأمّا المعاد الجسماني فلا يستقلّ العقل بإثباته ، ولكن قد وردت في
القرآن آيات كثيرة دالّة على إثباته بحيث لا يقبل التأويل.
منها : قوله تعالى : {قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ *
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ } [يس: 78، 79].
{فَإِذَا هُمْ مِنَ
الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} [يس: 51].
{فَسَيَقُولُونَ
مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الإسراء: 51].
{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ
أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} [القيامة:
3، 4].
{ أَإِذَا كُنَّا
عِظَامًا نَخِرَةً} [النازعات: 11].
{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ
لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا } [فصلت: 21].
{كُلَّمَا نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ} [النساء:
56].
{يَوْمَ تَشَقَّقُ
الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} [ق: 44].
{وَانْظُرْ إِلَى
الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا} [البقرة: 259].
({أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ* وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} [العاديات: 9 , 10]. إلى غير ذلك ممّا لا يحصى.
فالمعاد الجسماني من ضروريّات دين محمّد صلى الله عليه وآله ؛ لأنّه
أمر ممكن أخبر به الصادق فيجب التصديق والإيمان به.
وإنّما قلنا : إنّه ممكن ؛ لأنّ المراد به جمع الأجزاء المتفرّقة ،
وهو ممكن بالضرورة.
قوله : « ولا يجب إعادة فواضل المكلّف » ، إشارة إلى جواب شبهة
تقريرها : أنّ المعاد الجسماني غير ممكن ؛ لأنّه لو أكل إنسان إنسانا حتّى صار جزء
بدن المأكول جزء بدن الآكل ، فهذا الجزء إمّا أن لا يعاد أصلا وهو المطلوب ، أو
يعاد في كلّ واحد منهما وهو محال ؛ لاستحالة أن يكون جزء واحد بعينه في آن واحد في
شخصين متباينين ، أو يعاد في أحدهما وحده فلا يكون الآخر معادا بعينه وهو ـ مع
إفضائه إلى الترجيح بلا مرجّح ـ يثبت مقصودنا ، وهو أنّه لا يمكن إعادة جميع
الأبدان بأعيانها كما زعمتم.
تقرير الجواب : أنّ المعاد إنّما هو في الأجزاء الأصليّة ، وهي
الباقية من أوّل العمر إلى آخره لا جميع الأجزاء على الإطلاق ، وهذا الجزء فضل في
الإنسان الآكل ، فلا يجب إعادته فيه ، وهذا معنى قول المصنّف : ولا يجب إعادة
فواضل المكلّف ، ثمّ إن كان من الأجزاء الأصليّة للمأكول أعيد فيه وإلاّ فلا.
__________________
(1) في المصدر
: « العقليّة ».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|