أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-08-2015
956
التاريخ: 9-08-2015
1089
التاريخ: 9-08-2015
5623
التاريخ: 9-08-2015
1042
|
لقد عانى الأنبياء والمرسلون عليهم السلام من إنكار أقوامهم لعقيدة المعاد ، وتحمّلوا في هذا السبيل مصاعب جمّة وافتراءات باطلة {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ * أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ: 7، 8 ] هذا مع أن المعاد من أوضح ما قامت عليه الحجج من طريق الوحي والعقل حتى وصفه تعالى في مواضع من كتابه ( لا ريب فيه ) وما إحياء الطيور لإبراهيم عليه السلام وإحياء قتيل بني إسرائيل والعزير وأصحاب الكهف وغيرها إلاّ أمثلة حية قدمتها يد القدرة الإلهية في فترات متفاوتة لترسيخ عقيدة المعاد في أذهان الناس ، وهي تدلّ على شدّة نكيرهم لهذه العقيدة الحقّة.
وإنكار المعاد عند اُولئك الأقوام لا يقوم على شيءٍ من الدليل المطابق
للواقع أو المؤيد بالبرهان، بل يقوم على أساس الظنّ الذي لا يغني عن الحقّ شيئاً ،
قال تعالى : {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا
وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ
إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24] ويقوم على أساس الاستبعاد الذي لا يعدّ شبهة وفق
الموازين العلمية ، بل هو دليل على العجز عن فهم الحجة وتأمّل البرهان للوصول إلى
الحق ، والارتقاء إلى ما عند الله سبحانه من النعيم المقيم والملك العظيم.
والباعث الأساس لإنكار المعاد هو قصور الانسان في المقاصد الدنيوية
والغايات المادية وعبادة الشهوات ، مما يدفعه إلى التحرر من قيود التقوى ، وعبور
حواجز الإيمان التي تفرضها عليه عقيدة المعاد ، والانطلاق باتجاه عالم الجريمة
والفساد والفجور { بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ * يَسْأَلُ
أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 5، 6].
ولهذا نجد أن المستكبرين الذين ملأوا الدنيا فساداً وجوراً ، والمترفين
الذين عبدوا شهواتهم وأهواءهم ، قد بالغوا في إنكار المعاد وتأكيد استبعاد حصوله
علواً واستكباراً ، ومن هؤلاء قوم هود عليه السلام قال تعالى : {وَقَالَ الْمَلَأُ
مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ
وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ
يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ * وَلَئِنْ
أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ * أَيَعِدُكُمْ
أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ *
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ * إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا
نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ
افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ} [المؤمنون: 33 -
38]. وأكّد تعالى على استكبارهم عن الخضوع للحقّ والانصياع لنور الحجة وإشراقة
البرهان في قوله تعالى : {فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ
مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ } [النحل: 22].
وأنكر الجاهليون المعاصرون للرسالة الخاتمة المعاد بناءً على نفس المبدأ
المتقدم ، أي الظنّ والاستبعاد ، ولم يكن لديهم أي دليل أو برهان {بَلْ قَالُوا
مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ * قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا
وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا
مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون: 81 - 83].
ومن هنا جاءت الآيات الكريمة لتردّ عليهم إنكارهم وتجيب عن
شبهاتهم في ثلاثة اتجاهات :
الأوّل : إقامة البراهين التي تناشد العقل والوجدان ، وتثبت ضرورة المعاد
، وحتمية تحقق الوعد الإلهي ، لإزالة الاستبعاد عن أذهان المنكرين ، وإقامة الحجة
الواضحة عليهم ، ومن تلك البراهين برهان المماثلة ، والقدرة ، والحكمة ، والعدالة
...
الثاني : بيان حقيقة الانسان ، ذلك لأن مشركي الجاهلية كانوا ينكرون
المعاد الجسماني ، كما هو ظاهر من صور إنكارهم التي عرضها الكتاب الكريم
{يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا
نَخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } [النازعات: 10 - 12] ،
{وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا
جَدِيدًا} [الإسراء: 49] ، {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا
لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [السجدة: 10] ، وقد اُجيب عنه في كلامه تعالى ببيان حقيقة
الإنسان المتمثلة بالروح التي يقبضها ملك الموت {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ
الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } [السجدة:
11]أي إنكم لا تضلون في الأرض ولا تنعدمون بسبب الموت ، لأن الملك الموكل بالموت
يأخذ أرواحكم ، فتبقى في قبضته ولا تضلّ ، ثم إذا بُعثتم ترجعون إلى الله لفصل
القضاء بلحوق أبدانكم إلى نفوسكم وتعلّقها بها وأنتم أنتم(1).
الثالث : التنديد بظاهرة الإنكار ليوم المعاد وتهديد المنكرين بأشدّ
العقاب ، قال تعالى : {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا
تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ
وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ} [الرعد: 5] ، وقال تعالى : {وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ
بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [الإسراء: 10] ، وقال تعالى :
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ
* وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} [المطففين: 10 - 12].
______________
(1) راجع تفسير الميزان
/ الطباطبائي 11 : 299.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|